|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأدب العربي في العصر الجاهلي
الأدب العربي في العصر الجاهلي العصر الجاهلي أقدم العصور الأدبية ويسميه بعض الدارسين عصر ما قبل الإسلام وهو عصر موغل في القدم بعيد العهد في الزمن والامتداد وموطن هذا الأدب العربي القديم هو الجزيرة العربية أو شبه جزيرة العرب ذات الصحارى الواسعة والبطاح الممتدة التي تحيط بها أو تتخللها جبال وهضاب مختلفة منها ما يحاذي البحر الأحمر غرباً ومنها ما يقع في اليمن جنوباً فضلاً عن هضبة نجد التي ترتفع ممتدة في وسط الشمال لتضم سلسلة أخرى من الجبال وهذه المناطق جميعاً كانت في العصر الجاهلي ميادين لحروب وغزوات ولأحداث سياسية وظواهر اجتماعية وتجارية واقتصادية وأثرت في الأدب الجاهلي شعره ونثره فكلمة الجاهلية يراد بها الحال التي كان عليها العرب قبل الإسلام وقد استحدثت هذه الكلمة بنزول القرآن وأطلقت على الزمن الذي كان قبل البعثة حتى فتح مكة وإرساء قواعد الدولة الجديدة والملْحَظ في التسمية الحماسة بتحكيم العصبية والقوة والجهل الذي يناقض الحلم والأناة ويفيد التسرع إلى الشر ومنه قول عمرو بن كلثوم ألا لا يجهلـــن أحــــد علينــــا فنجهــــل فــــوق جهل الجاهلينـــا وقد ارتدى هذا اللفظ لبوساً إسلامياً يفيد الانغماس في الضلال والبعد عن طريق الهداية إضافة إلى الدلالة السابقة وقد تطلق الكلمة مجازاً على جماعة الجاهلية وأنصارها كما جاء في آية التنزيل ]ي ظنّونَ باللهِ غيرَ الحقِّ ظَنَّ الجاهلية (آل عمران 154) فالكلمة قرآنية الاشتقاق ومن أقوال ابن عباس «سمعت أبي في الجاهلية يقول» ومن ثم نسبوا إليها فقالوا «جاهلي» في الشعراء والخطباء والحكماء الشعر الجاهلي ومهما يكن من أمر فقد ورثنا عن تلك الحقبة الجاهلية أدباً ناضجاً في لغته وشعره ونثره ولكن هذا الأدب الذي وصل إلينا لا يشمل الحقبة كلها، قبل الإسلام ذلك أننا لا نملك نصوصاً مدونة عن مبدأ الشعر عند العرب وعن تطوره حتى بلوغه المرحلة التي كان عليها عند ظهور الإسلام والمعروف أن أقدم ما وصل إليه علمنا من ذلك الشعر لا يرقى عهده إلى أكثر من قرنين عن الهجرة وقد أشار الجاحظ إلى قضية قدم الشعر العربي فقال وأما الشعر فحديث الميلاد صغير السن فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له إلى أن جاء الإسلام خمسين ومئة عام وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمئتي عام ومن أقدم الشعراء الذين عرفنا أخبارهم ووصلتنا أشعارهم امرؤ القيس بن حجر الكندي الذي يقال إنه أول من وقف بالديار واستوقف وبكى واستبكى لكنه هو نفسه يذكر شاعراً آخر أقدم منه بكى الأطلال قبله وهو ابن خذام فيقول: عــوجا على الطلل المحيل، لعلنا نبكي الديـــار كما بكى ابن خذام ولم يكن بنو كلب بدعاً في القبائل فكل قبيلة ادعت لشاعرها أنه الأول أو الأقدم فامرؤ القيس في اليمانية وعبيد بن الأبرص في بني أسد ومهلهل بن ربيعة في تغلب وعمرو بن قميئة والمرقش الأكبر في بكر وأبو دواد في بني إياد وهؤلاء جميعاً متقاربون في الزمن ولم يعثر العلماء على شعر قديم مدون بقلم جاهلي وكل ما يعرف من هذا الشعر مستمد من أفواه الرواة الذين كانوا يتناقلون الأشعار الجاهلية عن طريق الرواية والحفظ وتعود أسباب ذلك إلى انتشار الأمية عند العرب وقلة وسائل التدوين والكتابة لديهم إذ اقتصر على الحجارة الرقيقة والجلود والعظام وسعف النخيل وما إليها ومن ثم كان المعلمون قلة بينهم وفي بعض الأشعار الجاهلية إشارات إلى وجود الكتابة ونقوشها وهي ترد في مطاوي وصف الشعراء للأطلال والرسوم الدارسة كقول الأخنس بن شهاب التغلبي مشبهاً أطلال المحبوبة بالكتابة على الجلد الرقيق لابنةِ حطّان بــن عوف منــــازل كما رقش العنوان في الرق كاتبه على أن استعمال الكتابة يقتصر على شؤون من الحياة الاجتماعية والتجارية وما إليها مما يكون ميدانه النثر من دون الاتكاء عليها في كتابة الشعر لأن العرب كانوا يعتمدون في حفظ الأشعار على الرواية الشفوية حتى في خطبهم ووصاياهم وأمثالهم يسعفهم في هذا الحفظ ذاكرة قوية تأنس بموسيقى الشعر وأوزانه خاصة واعتادت ذلك حتى صارت سجية من سجاياهم وطبيعة متأصلة فيهم فضلاً عن حبهم للشعر وعنايتهم الفائقة بروايته وتناقله لأنه ديوان مناقبهم وسجل حياتهم وانتصاراتهم ولم يكن لهم كما يقول ابن رشيق علم أصح منه فلا غرو أن يكون دعامة السّامرعندهم ومدارَ حلقات القوم لديهم في مواسمهم وندواتهم وقد أدى ذلك أيضاً إلى ظهور حلقات من الشعراء الرواة الذين يأخذ بعضهم عن بعض مما يمكن أن يسمى اليوم بالمدارس الشعرية وأشهرها تلك التي تبدأ بأوس بن حجر وعنه أخذ الشعر ورواه زهير ابن أبي سلمى ولزهير راويتان ابنه كعب والحطيئة وكان هدبة بن الخشرم راوية الحطيئة وعن هدبة تلقن الشعر ورواه جميل بن معمر صاحب بثينة وراوية جميل هو كثير عزة الذي يُعد آخر من اجتمع له الشعر والرواية نكمل بكره ان شاء الله تحيتى
|
21/8/2016, 10:12 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
ولما جاء الإسلام شغل العرب والمسلمون عن الشعر بالغزو والفتوح ولما اطمأنوا بالأمصار واستقرت دولتهم راجعوا رواية الشعر كما يقول ابن سلام فلم يؤولوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل فحفظوا أقل ذلك وذهب عليهم منه كثير» ومع ذلك فقد نشطت رواية الشعر في القرن الهجري الأول، لأسباب مختلفة ولازمها بعد قليل نشاط حركة التدوين عامة ونشأت طبقة من الرواة الذين يتخذون رواية الأخبار عن الجاهلية وأيامها وكان من نتائج ذلك وجود شعر مفتعل صنعه الرواة الوضاعون ونسبوه إلى شعراء جاهليين سنداً لعصبية قبلية أو رفداً للقصص والأخبار أو إذاعة لنزعة شعوبية أو إرهاصاً للبعثة النبويه وقد عرف بالوضع من رواة الكوفة خلف الأحمر وحماد الراوية كما اشتهر إلى جانبهم رواة ثقات من أهل البصرة والكوفة كالمفضل الضبي والخليل بن أحمد الفراهيدي وأبي عمرو بن العلاء والفراء وابن سلام وغيرهم ميزوا الشعر الصحيح من الشعر الزائف وكان في مقدمة هؤلاء ابن سلام الجمحي الذي عالج هذا الموضوع مفصلاً في طبقاته ومما قاله وليس يشكل على أهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا ولا ما وضع المولدون كما أن في كتاب «الأغاني» إشارات كثيرة إلى أشعار منحولة وأخبار موضوعة نص عليها أبو الفرج بعد أن تفحص رواياتها ورجع إلى دواوين الشعراء أنفسهم ومع كل هذه الجهود وغيرها التي حرص أصحابها على تنقية الشعر القديم من الشوائب الزائفة وإيصاله إلينا صحيحاً موثقاً |
||||
|
|||||
23/8/2016, 12:59 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
اخوانى الافاضل
ان لفيف من المستشرقين والدارسين العرب يثيرون قضية النحل والانتحال في الشعر الجاهلي ويشككون في صحة هذا الشعر على تفاوت فيما بينهم شططاً وتحاملاً أو اعتدالاً وحياداً وبلغ الأمر ذروته عند المستشرق الإنكليزي مرغليوث Margoliouth الذي نشر سنة 1925م مقالة له بعنوان «أصول الشعر العربي» أنكر فيها صحة الشعر الجاهلي جملة وأقام مذهبه هذا على مزاعم وتصورات متناقضة جعلت بعض المستشرقين أنفسهم يردون عليه ويفندون آراءه ومنهم جيمس لايل وفي مصر قام طه حسين يحذو حذو مرغليوث حين نشر سنة 1926 كتابه في الشعر الجاهلي وضمنه آراء جريئة جعلت بعض العلماء والنقاد يردون عليه كالرافعي ومحمد فريد وجدي ومحمد الخضري ومحمد لطفي جمعة ومحمد الخضر حسين وأدى ذلك إلى أن يعيد طه حسين النظر في كتابه تعديلاً وحذفاً وزيادة ويصدره في العام التالي 1927 بعنوان آخر في الأدب الجاهلي بعد أن ضم إليه بحث النثر الجاهلي وأفاض في شرح نظريته وتطبيقاتها ووقف عند أسباب الوضع والنحل في الشعر العربي كما أوضح أسباب الشك في الشعر الجاهلي ودوافعه ولخص ذلك بقوله إن الكثرة المطلقة مما نسميه أدباً جاهلياً ليست من الجاهلية في شيء وإنما هي منحولة بعد ظهور الإسلام فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تمثل حياة الجاهليين |
||||
|
|||||
24/8/2016, 09:42 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
ولم يسلم مع ذلك كتاب طه حسين الثانيمن النقد والتفنيد ومرت السنوات بعد ذلك ولم يكتب لنظرية طه حسين وأمثاله القبول التام وإن أيقظت الأذهان ولفتت الأنظار إلى ضرورة التثبت من صحة الشعر الجاهلي بل صحة كل شعر قبل روايته أو الاستشهاد به ويضاف إلى ذلك ظهور كتب ودراسات جديدة زادت من توثيق الشعر الجاهلي وتصحيح ما صحّ منه ونوّهت بكثير من مصادره الأصلية وفي مقدمة هذه الكتب كتاب «مصادر الشعر الجاهلي» لناصر الدين الأسد وقد وجد الباحثون المعاصرون بين أيديهم عدداً من مصادر الشعر الجاهلي التي جاءت عن طريق الرواة الأمناء الصادقين الذين وقفوا جهودهم على التحري والتثبت ولم يخف عليهم وجود شعر جاهلي منحول كشفوا جانباً منه ولقد حازت آثار أولئك الرواة القبول والتقدير وعُدّت مصادر أساسية للشعر الجاهلي وأهم هذه الآثار دواوين الشعراء القدماء التي جمعت في عصر التدوين كزهير والنابغة وامرئ القيس |
||||
|
|||||
26/8/2016, 01:01 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
ولم يسلم مع ذلك كتاب طه حسين الثاني من النقد والتفنيد ومرت السنوات بعد ذلك ولم يكتب لنظرية طه حسين وأمثاله القبول التام وإن أيقظت الأذهان ولفتت الأنظار إلى ضرورة التثبت من صحة الشعر الجاهلي بل صحة كل شعر قبل روايته أو الاستشهاد به ويضاف إلى ذلك ظهور كتب ودراسات جديدة زادت من توثيق الشعر الجاهلي وتصحيح ما صحّ منه ونوّهت بكثير من مصادره الأصلية وفي مقدمة هذه الكتب كتاب «مصادر الشعر الجاهلي» لناصر الدين الأسد وقد وجد الباحثون المعاصرون بين أيديهم عدداً من مصادر الشعر الجاهلي التي جاءت عن طريق الرواة الأمناء الصادقين الذين وقفوا جهودهم على التحري والتثبت ولم يخف عليهم وجود شعر جاهلي منحول كشفوا جانباً منه ولقد حازت آثار أولئك الرواة القبول والتقدير وعُدّت مصادر أساسية للشعر الجاهلي وأهم هذه الآثار دواوين الشعراء القدماء التي جمعت في عصر التدوين كزهير والنابغة وامرئ القيس دواوين القبائل العربية كديوان الهذليين الذي لم يصل إلينا كاملاً المجموعات الشعرية الموثوق بها كالمعلقات وشروحها والمفضليات والأصمعيات والنقائض وشروحها والحماسات وكتب الأدب واللغة والنحو كالبيان والتبيين والحيوان ومجالس ثعلب وعيون الأخبار والكامل والأمالي وكذلك بعض كتب المتأخرين التي احتفظت بكثير من الأشعار الجاهلية التي ضاعت أصولها كخزانات الأدب وشرح أبيات مغني اللبيب وكلاهما للبغدادي وشرح شواهد المغني للسيوطي الكتب النقدية البلاغية كالموشح والصناعتين والموازنة والوساطة كتب التراجم والطبقات كمعجم الشعراء والمؤتلف والمختلف وطبقات ابن سلاّم والشعر والشعراء والأغاني. فهذه المصادر وأمثالها تجعل بين أيدينا مادة وافرة للشعر الجاهلي وهذه المادة غنية وكافية لكي تهيئ للدارسين مجالاً واسعاً للبحث والتحليل والموازنة في رحاب أغراض ذلك الشعر وفنونه المختلفة نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
26/8/2016, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
فنون الشعر الجاهلي وأغراضه
ان هذا الشعر الذي قيل فيه إنه ديوان العرب يعد صورة للبيئة التي نشأ فيها أصحابه قبل الإسلام في كثير من جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمعرفية والدينية كما يعكس ذلك الشعر طائفة من الجوانب النفسية والمثل الأخلاقية للعرب من شجاعة وفروسية وفتوة ومن إكرام للضيف وإغاثة للصَّريخ وغير ذلك ومن ثم تعددت أغراض الشعر الجاهلي وفنونه فكان فيه غزل ومدح كما كان فيه فخر ورثاء وهجاء فضلاً عن الحكمة والوصف ووجود هذه الفنون والأغراض في الشعر الجاهلي لا يعني أن القصيدة منه كانت خالصة دائماً لموضوع واحد وأغراض لا تحيد عنه فقد تضم غرضين أو أكثر ولكنها تنسب إلى ما نظمت من أجله هجاء أو مدحاً أو فخراً وإن تخللتها موضوعات جانبية أخرى نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
28/8/2016, 03:13 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
وأما أشهر الأغراض والفنون في الشعر الجاهلي فهي الغزل يكاد الغزل يفوز بالنصيب الأوفى بين سائر الأغراض الأخرى على تفاوت حظوظ الشعراء الجاهليين منه ذلك أنه أعلق الفنون الشعرية بالأفئدة وأقربها إلى النفوس لما للمرأة من آثار عميقة في حياة الرجل وتغذية عواطفه وأحاسيسه ومرافقته في حله وترحاله وفي حربه وسلمه وزيارته لأحبته وذوي قرباه ووقوفه على أطلالهم بعد الرحيل والفراق وفي موضوع الغزل تتردد عند النقاد والدارسين من قدماء ومعاصرين أربعة ألفاظ تتقارب في مفهومها وتتشابك في دلالاتها وهي الغزل والتغزل والنسيب والتشبيب وقد حاول بعضهم أن يبين الفروق المعنوية بينها ولكنهم لم يصلوا إلى القول الفصل في ذلك ومن أبرز سمات الغزل عند الجاهليين ظاهرة التعلق بالمرأة والسعي إلى مودتها ووصف مفاتنها الجسدية وإمام الشعراء في ذلك هو امرؤ القيس الذي قضى شبابه في اللهو والشراب وأصاب من الغزل والمرأة ما جعله السابق المجلّي في هذا المضمار وأشعاره ولاسيما معلقته صُوَرٌ وحكايات لما كان بينه وبين النساء وكذلك ثمة جانب من هذا المذهب الحسي في الحديث إلى المرأة وفي وصفها عند شعراء آخرين كالأعشى والنابغة الذبياني ويمكن الخروج من قراءة أشعارهم الغزلية إلى جملة من المقاييس التي كانوا يعتدون بها في تقويم الجمال والمفاتن الجسدية فالمرأة تشبه بالدرة الصدفية حيناً والدمية المرمرية حيناً آخر وأصابعها لينة كالعَنَم ولونها المفضل هو البياض وخصرها ضامر نحيل بخلاف ردفها الذي يستحسن أن يكون ثقيلاً مكتنزاً وساقيها اللتين يستحب أن تكونا ممتلئتين والشعر طويل فاحم والأسنان بيضاء نقية والمشية هينة مترسلة وقد ينصرف الشاعر في غزله إلى التغني بفضائل المرأة وذكر مناقبها وكريم سجاياها وعفتها ولا سيما عند وقوفه على الأطلال توخياً لتهيئة الأذهان وشد الأسماع قبل الوصول إلى غرضه الأساسي. أما تصوير الشاعر الغزِل لما يقاسيه من تباريح الصبابة وما يعانيه من عذاب مقيم وآلام مبرحة وهيام طاغ فهذا كله منبث في أشعار المتيمين من الجاهليين الذين قضوا حياتهم يعانون ألم النوى ويقضون الليل ساهرين أرقين ويشكون من تجني المحبوبة حتى تنحدر دموعهم وتتقرح أكبادهم. والشعراء الذين سلكوا هذا المذهب معظمهم من العشاق الذين عرفوا بالعفة والبعد عن الأوصاف الحسية للجسد ومعاناة الأشواق اللاذعة ويمكن أن يعد غزلهم النواة الأولى للغزل العذري الذي عرف في العصر الأموي ذلك أن كل واحد منهم اقترن اسمه بصاحبته التي اشتهر بها ومنهم عنترة صاحب عبلة ومثلا المخبَّل السَّعدي ومَيْلاء وعبد الله بن العَجْلان وهند وغيرهم نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
28/8/2016, 03:21 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
المديح
كانت للناس في العصر الجاهلي مثل عليا ومعايير خلقية تعارفوا عليها وورثوها عن أجدادهم كالشجاعة والكرم وحماية الجار وإغاثة الملهوف وعراقة النسب وجاء شعر المديح ليشهد بهذه السجايا وما هو منها بسبب كالعقل والعفة والعدل والرأي السديد وقد يستدعي المقام والمناسبة ذكر مناقب أخرى تأتي في ساعتها من جميل يؤثر وصنيع يقدم وأسير يطلق سراحه فيكون الاعتراف بذلك الجميل والشكر لذاك الصنيع وهكذا قام المديح مقام السجل الشعري في رسمه لنواح كثيرة من حياة الأعلام ملوكاً وسادة وأجواداً وبذلك أغنى التاريخ وكان رديفاً له ومتمماً وإن كان يمتزج غالباً بالإسراف والمبالغة ويختلط فيه الواقع بالخيال والعقل بالعاطفة والحق بالباطل ولذلك ينبغي أن يقف الباحث من شعر المدح موقف الحذر والنقد والتمحيص وألا يأخذه على أنه صدق لا كذب فيه أو حقيقة لا يشوبها الشك وقد سلك الشعراء المدَّاحون في العصر الجاهلي طريقين أحدهما أو كليهما الأول هو طريق التكسب والاحتراف وميدانه قصور الملوك ومجالس الأمراء وأفنية الأشراف والأعيان وقد انحرف الشعر إلى هذا الميدان على يد النابغة الذبياني الذي سن للشعراء سنة المديح الرسمي في تنقله بين قصور المناذرة والغساسنة ومدح ملوكهم، كما سخر شعره لكل من يجود عليه أو يرعاه في كنفه وكان هذا أول الاحتراف في المديح والتكسب به وقد حظي النعمان بن المنذر بنصيب وافر من ذلك وجاء الأعشى ليسير على سنن النابغة في المديح بل إنه أسرف في المسألة والتكسب فأصبح يمدح كل من أعطى ويشكر بشعره كلَّ من أكرم حتى يخرج عن حدود التصديق كما في مديحه للأسود بن المنذر اللخمي شقيق ملك الحيرة ولهوذة الحنفي. ومن هؤلاء الشعراء المتكسبين أيضاً حسان ابن ثابت والمسيب بن علس والمنخل اليشكري والممزق العبدي والحارث بن ظالم وعلباء بن أرقم. أما الطريق الثاني فهو طريق الإعجاب والشعور الصادق والشعر هنا يصدر فيما يقول عن حب عميق وإحساس نقي لا تملق فيهما ولا تزلف وحامل لواء هذا الشعر هو زهير ابن أبي سلمى الذي سخر شعره لكل من قام بإصلاح ذات البين أو صنع مأثرة كريمة نائياً بأشعاره المدحية عن المبالغة والشطط ومن ممدوحيه هرم بن سنان والحارث بن عوف اللذان أصلحا بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء وبذلا من أموالهما ديات القتلى حقناً للدماء ونشراً للسلام بين المتحاربين نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
28/8/2016, 03:28 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
الفخر
وهذا فن شعري تربطه بالمدح صلات وشيجة فالمعاني التي تتردد في المدح هي نفسها مما يتغنى به الشعراء مفتخرين ذلك أن الحياة العربية في العصر الجاهلي قامت على مواجهة المخاطر والمزاحمة على الماء والكلأ والشجاعة في القتال وما يتصل من ذلك كله بسبب كالتغني بالبطولات وشن الغارات وتمجيد الانتصارات وكثرة العدد والعدة، ومنازلة الأقران ونجدة الصريخ والحفاظ على الشرف والجار وهذه الأمور جميعاً أذكت قرائح الشعراء ووفرت لهم أسباب التفاخر والتباهي منفردين ومجتمعين فانطلقت ألسنتهم بأشعار زاخرة بالعاطفة القوية والانفعال العميق تبرز فيها الحقائق التاريخية مجلببة بجلباب الخيال والمغالاة وهذا الفخر يكون قبلياً تارة تسيطر عليه روح حماسية جارفة وهذا شأنه دائماً في مواطن الكر والفر والأخذ بالثأر وتضييق الخناق على الأعداء واستطابة الموت عند الحرب إذ ينطوي شعر الفخر على دفقات قوية من الحماسة ويكون من ذلك مزيج متلازم ومن خير ما يمثل هذا الفخر القبلي الحماسي معلقة عمر بن كلثوم التغلبي التي سجل فيها انتصارات قبيلته، ومنعتها وما يتحلى به أفرادها من شجاعة وإقدام وسطوة وهيبة وأنفة وإباء وهذه الحماسة المزهوة لا تحول دون إنصاف الشاعر لأعدائه والإقرار بقوتهم وشجاعتهم وعرفت في الشعر الجاهلي قصائد من هذا القبيل سميت «المنصفات» ومن أصحابها العباس ابن مرداس وعوف بن الأحوص وخداش بن زهير ويكون الفخر تارة أخرى ذاتياً ينبعث من نفوس تهوى العزة والمجد وتحرص على بناء المكارم والتباهي بمآثرها الفردية ويبدو هذا الفخر الذاتي لدى طائفة من الشعراء الفرسان والأجواد كعنترة وحاتم الطائي وعمرو بن الإطنابة والشعراء الصعاليك كالشنفرى وتأبط شراً وهنا يحلو للشاعر أن يتحدث عن نفسه وخصاله وعراقة أصله وطيب منبته ومايتحلى به من كرم ومروءة وحماية للجار وغير ذلك من الفضائل الخلقية وفي معلقات طرفة بن العبد ولبيد بن ربيعة وعنترة بن شداد صور كثيرة من هذا الفخر الفردي تتلاقى على صعيد واحد وقد وشحها أولئك الشعراء بذكر القصف واللهو والفخر بشرب الخمرة في معرض الحديث عن الكرم والإكرام نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~