|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجمال السلوكي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الجمال السلوكي أنعم الله علينا بهذا الدين العظيم و رزقنا الله قيم الجمال في كل شيء في كوننا المنثور حولنا من أرض مدحوة بجبالها و أنهارها و بحارها و خيراتها و هذا السقف المحفوظ من فوقنا لا تري فيه من تفاوت .
ثم جمال الخلقة الإنسانية لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ?4? "التين" و أضاف الإسلام إلي جمال الخلقة جمال الخلق و هذا تميز حضارتنا الإسلامية العظيمة . إن أخلاقنا الإسلامية فرائض لا فضائل ، يبدأ هذا الجمال الخلقي باللغة العالمية و هي التبسم في وجه اخوانك ، روي جرير بن عبد الله قال ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت و لا رآني إلا تبسم في وجهي و كان جل ضحكه صلى الله عليه وسلمالتبسم فإذا ابتسم يفتر مثل حب الغمام. رواه الترمذي في الشمائل . ان البسمة هي أول خطوة في الطريق إلي فتح قلوب الآخرين ، كما يلحق البسمة الجميلة الكلمة الطيبة فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ? وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ? فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ? فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ? إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ?159? "آل عمران" ، ادْعُ إِلَى? سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ? وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ? إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ? وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ?125? "النحل" ، وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ? ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ?34? "فصلت" . و تكلم فقهاء الإسلام في أنواع الغسل فوصلت إلي سبعة عشر نوعاً من الغسل دلالة علي أهمية الإعتناء بنظافة الجسد و جماله ، و قد تكلم الفقهاء في ترتيب أمور ثلاثة في هذا الأمر : نهي عن القذارة. أمر بالنظافة. استحباب الزينة و الطيب و الرائحة الزكية. و قد أمر الرسول رجلاً لم يهذب شعر رأسه أن يصلحه فخرج الرجل و عاد فقال صلى الله عليه وسلم أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان . رواه مالك في الموطأ. و قد حدثنا صلى الله عليه وسلمعن سنن الفطرة خمس من سنن الفطرة : الختان و الاستحداد و هو حلق شعر العانة و تقليم الأظافر و نتف الإبط و قص الشارب. البخاري . و قال الصحابة كنا نؤمر بالسواك حتي ظننا أن سينزل فيه قرآن . و قد عقدت المستشرقة الألمانية زيجريد هونكا مقارنة بين حضارة المسلمين في ذلك الوقت و بين حال أوروبا في هذا الصدد ، فقالت بأن الفقيه الأندلسي الطرطوشي خلال تجوله في بلاد الفرنجة صادفته أمور تقشعر منها الأبدان ، و هو المسلم الذي فرض عليه الإغتسال و الوضوء خمس مرات يومياً ، اسمعه يقول لن تري أبداً أكثر منهم قذارة ، إنهم لا ينظفون أنفسهم ، و لا يستحمون إلا مرة أو مرتين في السنة بالماء البارد ، و أما ثيابهم فإنهم لا يغسلونها بعد أن يرتدوها ، حتي تصبح خرقاً بالية مهلهلة . و تضيف فتقول : إن مثل هذا الأمر من القذارة لا مجال لأن يفهمه العربي المتأنق أو يحتمله ، و هو الذي لم تكن نظافة الجسم و طهارته واجباً دينياً فحسب ، و إنما أيضاً حاجة ماسة تحت وطأة الجو الحار ذاك . ثم ذكرت أن مدينة بغداد كانت تزدحم في القرن العاشر بآلاف الحمامات الساخنة مع المولجين بها ، من ممسدين و مزينين . أما جمال الثياب فكان أول ما نزل من القرآن وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ?4? المدثر بعد الأمر بالتوحيد مباشرة فقال ربنا وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ?3? المدثر ، يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ? إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ?31? قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ? قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? كَذَ?لِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ?32? الأعراف . أما حسن الخلق فقد مدح الله رسوله صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ ?4? القلم ، و قال صلى الله عليه وسلم ليس الصيام من الأمل و الشرب إنما الصيام من اللغو و الرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم. و إذا نظرت للجمال المعنوي في حضارتنا الغراء فتجد أن الإسلام حذر من تناجي رجلان دون الثالث فأن ذلك يحزنه و أمرنا باحترام الكبير و العطف علي الصغير و أنه لا يشكر الله من لم يشكر الناس و آداب الزيارة و الاستئذان و آداب الضيف و المضيف و لقد نري الجمال واضحاً في الألقاب و الأسماء فلقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ما اسمك قال : صس فقال له صلى الله عليه وسلم بل أنت أبا زرعة . و أراد صلى الله عليه وسلم تغيير اسم رجل اسوه حزن إلي سهل و قال إذا أبردتم إلي بريداً فابعثوه حسن الوجه حسن الإسم. حتي ظهر جمال حضارتنا في جمال أسماء كتب السلف انظر : الصارم المسلول علي شاتم الرسول ، لابن تيمية . الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لتميذه ابن القيم ،. الإحاطة في أخبار غرناطة ، لابن حزم. فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، لابن حجر العسقلاني. عون المعبود في شرح سنة أبي داوود ، لشمس الحق آبادي. الإقتصاد في الإعتقاد ، للفرابي. الجواهر الحسان في تفسير القرآن ، الإمام الثعالبي. أما ما قاله المصنفون من الغربيين عن حضارتنا فحدث و لا حرج و لنأخذ أمثلة ثلاثة مما قاله هؤلاء : يقول جلين ليونارد ( يجب أن تكون حالة أوروبا مع الإسلام بعيدة من كل هذه الإعتبارات الثقيلة ، و أن تكون حالة شكر أبدي ، بدلاً من نكران الجميل الممقوت و الإزدراء المهين ، فإن أوروبا لم تعترف إلي يومنا هذا بإخلاص صادق و قلب سليم بالدين العظيم المدينة به للتربية الإسلامية و المدنية العربية ، فقد اعترفت به بفتور و عدم اكتراث ، عندما كان أهلها غارقون في بحار الهمجية و الجهل في العصور المظلمة فقط. و لقد وصلت المدنية الإسلامية عند العرب إلي أعلي مستوي من عظمة العمران و العلم ، فأحيت المجتمع الأوروبي و حفظته من الإنحطاط و لم نعترف و نحن نري أنفسنا في أعلي قمة من التهذيب و المدنية بأنه لولا التهذيب الإسلامي ، و مدنية العرب و علمهم و عظمتهم في مسائل المدنية ، و حسن نظام مدارسهم لكانت أوروبا إلي اليوم غارقة في ظلمات الجهل). و يقول المؤرخ الإنجليزي ويلز : ( كل دين لا يسير مع المدنية في كل أطوارها فاضرب به عرض الحائط ، و إن الدين الحق الذي وجدته يسير مع المدنية أينما سارت هو الإسلام و من أراد الدليل فليقرأ القرآن و ما فيه من نظرات و مناهج علمية ، و قوانين اجتماعية ، فهو كتاب دين و علم و اجتماع و خلق وتاريخ ، و إذا طلب مني أن أحدد معني الإسلام فإني أحدده بهذه العبارة : " الإسلام هو المدنية" ) . و يقول جوستاف لوبون : ( إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوروبية الوحشية في عالم الإنسانية ، فلقد كان العرب أساتذتنا و إن جامعات الغرب لم تعرف لها مورداً علمياً سوي مؤلفات العرب ، فهم الذين مدنوا أوروبا مادةً و عقلاً و أخلاقاً ، و التاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه ... إن أوروبا مدينة للعرب بحضارتها و إن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين فهم الذين علموا الشعوب النصرانية ، و إن شئت فقل : حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان و لقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولي أرقي كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبةً ) . هنيئاً لنا حضارتنا الجميلة التي أعطت رونقاً للحياة لا نقول يفخر بها كل مسلم فحسب بل يفخر بها كل إنسان كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد .
|
24/12/2010, 02:00 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: الجمال السلوكي
بارك الله فيك اخى الكريم
|
||||
25/12/2010, 10:36 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الجمال السلوكي
لك كل الشكر والتقدير
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~