أولمرت يمهد للمفاوضات وعباس يرفض محاورة حماس

[بدر56]

أولمرت يمهد للمفاوضات وعباس يرفض محاورة حماس

قاد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت اجتماعا مصغرا اليوم بمشاركة وزيري الدفاع والخارجية وفريق المفاوضين الإسرائيليين.

وقالت مصادر في رئاسة الحكومة إن الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب خصص للتحضير لمفاوضات الحل الدائم مع الجانب الفلسطيني، حيث سيعين المجتمعون سبعة فرق مفاوضة من المقرر أن تبدأ عملها الأسبوع المقبل.

ويتوقع أن تنطلق أولى جولات المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وأن تتواصل المفاوضات طيلة العام المقبل وفق ما أعلن في مؤتمر أنابوليس الذي رعته الولايات المتحدة.

وبموازاة ذلك تقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي لمتابعة الموقف وأن يتابع الطرف الأميركي ذلك المسار.

وفي هذا السياق أعلن البيت الأبيض قبل يومين أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيزور الشرق الأوسط مطلع العام المقبل دون تقديم تفاصيل.

وتعهد بوش في مؤتمر أنابوليس بدعم بلاده مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل نهاية عهده في البيت الأبيض أواخر العام 2008.

وأثار طرح إسرائيل أول أمس مناقصة لبناء أكثر من 300 وحدة سكنية في مستوطنة جبل أبو غنيم بالقدس المحتلة مخاوف فلسطينية من نسف ما اتفق عليه في أنابوليس، حيث دعت القيادة الفلسطينية الرئيس بوش للتدخل الفوري لوقف الاستيطان.

وفي هذا الإطار اعتبر وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام ناصر جودة اليوم الخطط الإسرائيلية تهديدا لجهود بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإحياء عملية السلام.

عقبات في أنابوليس

من جانبه قال الرئيس الفلسطيني إن الوفد المفاوض في أنابوليس واجه الكثير من العقبات، من بينها أفكار لإسقاط وجود أكثر من 1.5 مليون عربي فلسطيني داخل إسرائيل وإسقاط حق العودة للاجئين.

وأكد محمود عباس في افتتاح المؤتمر التأسيسي الأول لبرلمان الشباب المقدسي في مقر الرئاسة برام الله أن الوفد الفلسطيني ذهب إلى أنابوليس بمبادئ وثوابت أعلنها للعالم "أبرزها قضية القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن وغيرها، لا بد أن تنطلق فيما بعد".

واتهم عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بـ"الموافقة على حل الدولة المؤقت من أجل تسويق نفسها على المستوى الدولي من خلال مشاريع مشبوهة". وأشار إلى أن هذا الحل "هو ما قدم من حماس أو بعض قياداتها في سويسرا، وأصبح مشروعا معروفا لو لم نهاجمه وقد أحبطناه، وأعيد طرحه في أنابوليس، ورفضناه ولن نقبل به".

وأوضح أن هناك الكثير من المتربصين الذين يريدون أن يحرفوا الحقائق بقولهم إن الوفد الفلسطيني ذهب لبيع القضية وللتفاوض وللتوقيع، "ولكنه أسقط من أيديهم عندما رأوا ما نقول على شاشات العالم".

رفض الحوار

وجدد الرئيس الفلسطيني رفضه الحوار مع حركة حماس ما لم تتراجع عن "انقلابها" وتقبل بكل الالتزامات.

وأكد عباس أن القيادة الفلسطينية ليست ضد الحوار "لأننا نريد لم شمل كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته المختلفة المتباينة فكرا وعقيدة وسياسة، وحماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ونحن حريصون على أن تكون في داخل هذه البوتقة الوطنية الفلسطينية".

ويأتي موقف عباس المتكرر بعدما جدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية أمس دعوته إلى الشروع في حوار فلسطيني بلا شروط.

ونقلت وكالة رويترز عن مساعد كبير لعباس قوله أمس إن السعودية التي توسطت في اتفاق سابق بين حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نقلت رسالة من حماس إلى عباس تعرض إجراء محادثات هذا الأسبوع، غير أن الرئيس الفلسطيني جدد شرطه بخصوص قطاع غزة.

لكن القيادي البارز في حماس في الضفة الغربية الشيخ حسين أبو كويك كشف عن تواصل اللقاءات بين قيادات من حركتي حماس وفتح في الداخل والخارج، مضيفا أن لقاء قريبا سيعقد مع الرئيس محمود عباس.

وأعرب أبو كويك في حوار مع مراسل الجزيرة نت في الضفة الغربية عوض الرجوب عن أمله في استمرار جلسات الحوار وصولا إلى اتفاق وطني خاصة "بعد جلاء الوضع عن مؤتمر أنابوليس وانكشافه على حقيقته وحقيقة المتربصين بالشعب الفلسطيني وقضيته"

[كمال السيد]

مشكور على المجهود الرائع