فيتو روسي صيني يحبط العقوبات الدولية على زيمبابوي

[احمد يوسف احمد]

فيتو روسي صيني يحبط العقوبات الدولية على زيمبابوي





عواصم - وكالات - باءت مساعي بعض الحكومات الغربية لفرض عقوبات تأديبية على حكومة رئيس زيمبابوي روبرت موجابي بالفشل الذريع بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في تصويت أجرى بمجلس الأمن الدولي أمس الاول.
وصوتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا - وهم ثلاثة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن التي تتمتع بحق الفيتو - بالموافقة على مشروع القرار الذي روجت له على مدار الاسبوعين الماضيين بعد أن فاز موجابي بجولة اعادة للانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 27 حزيران الماضي. اما روسيا والصين فقد صوتتا بالرفض ، ويعد تصويتهما السلبي هذا استخداما لحق الفيتو.
وصوت تسعة من أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 عضوا لصالح القرار من بينهم تلك الدول الثلاثة الدائمة العضوية الى جانب ايطاليا وكرواتيا وبلجيكا وبوركينا فاسو وبنما وكوستاريكا. غير أن خمسة أعضاء صوتوا ضد القرار وهم روسيا والصين وجنوب افريقيا وليبيا وفيتنام ، فيما امتنعت اندونيسيا عن التصويت.
وفي تفسيرها لاستخدام حق النقض (الفيتو) اعلنت روسيا ان اقرار عقوبات على زيمبابوي في الامم المتحدة كان سيشكل ''سابقة خطرة'' لجهة التدخل في الشؤون الداخلية لبلد ما. كما دافعت الصين عن استخدامها''الفيتو'' معتبرة كذلك ان فرض العقوبات سيؤدى الى ''تعقيد'' الصراع في الدولة الافريقية المضطربة. الا ان السفير الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد اتهم روسيا بتغيير موقفها من زيمبابوي، باستخدامها حق النقض ، بعدما وافقت مبدئيا على فرض عقوبات خلال اجتماع مجموعة الثماني. وقال زاد ان ''التغيير في موقف روسيا مفاجىء ومقلق''.
كما اعربت بريطانيا عن خيبة املها من الفيتو الروسي والصيني .
وقال مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ، ان رئيس الوزراء اعرب عن ''خيبة امله الشديدة نتيجة الفيتو''، وقد شاطره هذا الرأي وزير الخارجية ديفيد ميليباند.
واعتبرت روسيا امس ان ردة الفعل الاميركية والبريطانية التي شككت في مصداقيتها كشريك في مجموعة الثماني ، بانها ''غير مقبولة''.
وطالت الانتقادات الاميركية جنوب افريقيا ايضا حيث انتقد السفير الاميركي بشدة جنوب افريقيا لعرقلة تبني العقوبات ، قائلا إن العقوبات الاقتصادية ساعدت شعب جنوب افريقيا على التخلص من التفرقة العنصرية منذ سنوات. واشار خليل زاد الى ان توسط رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي في أزمة الانتخابات الزيمبابوية بمثابة ''فشل''. الا ان جنوب افريقيا اعربت امس عن ارتياحها لرفض العقوبات معتبرة ان مثل هذا الاجراء كان سيؤثر على الحوار الذي تتولاه بين السلطة والمعارضة.
من جهته اعرب موجابي عن ''سعادته'' للفيتو ، كما قال امس لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) سفير زيمبابوي في الامم المتحدة. واضاف السفير بونيفاس شيديوسيكو في هذه المقابلة ان ''الرئيس موغابي يشعر بالسعادة لتبلغه ان الامم المتحدة لا تزال منظمة تحافظ على سيادة متساوية لكل عضو، وتطبق عمليات رقابة تحمي الضعفاء من الاقوياء''.
واوضح السفير ان رفض مشروع القرار ''نبأ سار كبير''، وان ''المنطق قد ساد''، مشيرا الى ''مكائد'' الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وشكرت حكومة زيمبابوي امس الدول التي منعت اقرار العقوبات ، لا سيما مبيكي لانه احبط ''المؤامرة الغربية''. وصرح وزير الاعلام سيخوانييسو ندلوفو ''نود ان نشكر الدول التي دعمتنا في الامم المتحدة ونؤكد اننا لن نخيب امالها وسنحل مشاكلنا بانفسنا''. واضاف ''نشكر الرئيس ثابو مبيكي الذي اثبت انه قائد بامتياز لانه لم يخضع للضغوط الدولية والمؤامرة الغربية التي تقودها بريطانيا والولايات المتحدة''.
ويعد هذا الفشل ضربة للولايات المتحدة وحلفائها في مجلس.
وتلا الفيتو الصيني الروسي المزدوج وهو امر نادر، تبادل كلامي حاد يعكس الانقسام العميق داخل مجلس الامن حول عدة قضايا وبينها زيمبابوي.
وعلق دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته ''اننا بوضوح في مرحلة لا تشهد تعاونا في المجلس''. وقد كثرت في الاشهر الاخيرة الخلافات على مسائل مختلفة مثل السودان وكوسوفو وبورما.