دلائل محبة رسول الله ﷺ

[أحمد-الربيعي]

محبة رسول الله ﷺ أصل عظيم من أصول الدين وشرط من شروط الإيمان وعمل من أجل أعمال القلوب. فما من مسلم إلا وفي قلبه رصيد من محبة رسول الله ﷺ قل ذلك أو كثر؛ وعلى قدر مظاهر المحبة تكون حقيقتها ويكون الإيمان. فإن للمحبة علامات ودلائل لا بد من ظهورها على المحب في أفعاله وأقواله وأحواله وإلا كان مدعيا ولابس ثوبي زور. فمن أحب شيئا أكثر من ذكره واشتاق لرؤيته وعزره ونصره وآثره وآثر موافقته في شأنه كله.

1/ تفاوت الناس في محبة النبي ﷺ بتفاوتهم في التماس أسباب محبته

أبو هريرة: مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ. م.

قال الله تعالى: وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنَ اَنْبَاءِ اِلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ. هود 120.

قال الله سبحانه: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنَ اَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ. حَرِيصٌ عَلَيْكُم. بِالْمُومِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ. التوبة 128.

أبو هريرة: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُ فَيُؤْتَاهَا وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. متفق عليه.

2/ دلائل محبة رسول الله ﷺ

قال الله سبحانه: فَالذِينَ ءَامَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ اَلذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. الأعراف 157.

الإيمان به بطاعة أمره وتصديق خبره

أبو هريرة: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَلاَ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ. م.

أنس بن مالك: وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي. فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ: أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي. ح.

قال الله تعالى: مَنْ يُّطِعِ اِلرَّسُولَ فَقَدَ اَطَاعَ اَللَّهَ. وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَـكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً. النساء 80.

أبو هريرة: بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ. فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ! فَقَالَ: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ... متفق عليه.

تعزيره وتوقيره

قال الله تعالى: اِنَّا أَرْسَلْنَـكَ شَـهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِّتُومِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ. وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً. الفتح 8-9.

المسور بن مخرمة: وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا. خ.

قال الله سبحانه: لَّا تَجْعَلُواْ دُعَاءَ اَلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً. النور 63.

قال الله تعالى: يَأَيُّهَا اَلذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرْفَعُواْ أَصْوَتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ اِلنَّبِىءِ وَلَا تَجْهَرُواْ لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ اَن تَحْبَطَ أَعْمَـلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ. الحجرات 2.

كثرة الصلاة عليه

عبد الله بن مسعود: أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً. ت.ض.

عبد الله بن عباس: مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ. ة.

الحسين بن علي: الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ لَمْ يُصِلِّ عَلَيَّ. ب.

عبد الله بن عمرو: إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ. م.

أوس بن أوس: إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ. د.

لتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب.

نصرته

قال الله تعالى: اِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اَللَّهُ إِذَ اَخْرَجَهُ الذِينَ كَفَرُواْ ثَانِىَ اَثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى اِلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَـحِبِهِ لَا تَحْزَنِ اِنَّ اَللَّهَ مَعَنَا. التوبة 40.

قال الله سبحانه: لِلْفُقَرَاءِ اِلْمُهَـجِرِينَ اَلذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـرِهِمْ وَأَمْوَلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اَللَّهِ وَرِضْوَناً وَيَنصُرُونَ اَللَّهَ وَرَسُولَهُ. أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّـدِقُونَ. الحشر 8.

عبد الله بن عباس: أَلاَ اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ. د.

إحيـــاء سنته

زيد بن ثابت: نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ... د.

أنس بن مالك: مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ. ت.ض.

عمرو بن عوف: مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا. ت.

اتباعه ومجانبة البدع لأنها تفرق عنه

قال الله تعالى: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اِللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ اَلاَخِرَ وَذَكَرَ اَللَّهَ كَثِيرًا. الأحزاب 21.

عبد الله بن عمرو: لاَ يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ. و.

أبو ثعلبة الخشني: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ. د.

أبو هريرة: المُتَمَسِّكُ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أمَّتِي لَهُ أَجْرُ شَهِيدٌ. ط.ض.

سهل بن سعد الساعدي: إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ. متفق عليه.