سلطة عباس ماضية في التنازل

[خضر2003]

قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن «اشراك حماس في حكومة وحدة وطنية فلسطينية قد يعرقل جهود السلطة الفلسطينية للتوصل إلى تسوية».

ما قاله أبو الغيط يعبر بالضبط عن موقف سلطة رام الله بقيادة محمود عباس التي تخشى على ضياع الحل المرتقب، وهو ما يجعلها شريكة في إدامة حالة الانقسام مع سبق الاصرار، لانها تجد فيه خلاصها من اية قيود تحول دون مـــــواصـلـــتـــها طريــــــــــــق التســويــــة مـــع حكومــة أولمرت بأي ثمن ولا تفكر ابدا في التراجع عن المسار التنازلي الذي بدأته منذ اتفاق اوسلو ولذلك تجد ان الهروب إلى الامام أهون عليها من العودة عن تلك التنازلات وعليـــــــه فإنــــــها ترهـــــــن مصيرها بالتوصل إلى اي اتفـــــاق ومـســتـــعـــدة للدفاع عنه مهما كان مجحفا مستخدمة فلسفتها المعروفة القائلة ليس بالامكان أبدع مما كان.

كما ان حالة الانقسام والصراع مع حماس توفر للسلطة مجالا رحبا للمضي قدما في سياستها إلى آخر المشوار وذلك في ظل دعم دولي واقليمي رافض لأي نوع من التفاهم مع القوى المعارضة للمفاوضات التي يراد لها ان تتوج بحل ينقذ السلطة الفلسطينية وحكومة أولمرت وماء وجه بوش الذي يبحث عن أي انجاز في الشرق الأوسط في الاشهر الاخيرة من ولايته، بعد ان ورط بلاده في حربين لا يعلم الا الله متى ستتوقف الدماء التي تسيل بسببها دون ان يحقق مشروعه المعروف بنظام الشرق الأوسط وبدلا منه يريد ان يخلق اصطفافا اقليميا في مواجهة القوى المقاومة للهيمنة الاميركية - الاسرائيلية.

اصطفافا يضم إلى جانب اسرائيل دولا عربية لم تعد ترى في اسرائيل عدوا وانما باتت حليفا لها حتى تبقى متمتعة بالرعاية الاميركية ومساعداتها المالية المشروطة بالتزامها بأمن اسرائيل إذا ارادت ان تبقي على امنها مصانا أو مكفولا من قبل واشنطن لكن المراهنين على حلول واشنطن ليسوا مطمئنين تماما ويخشون من تمكن قوى المقاومة والمعارضة من افشال الترتيبات الجاري اعدادها ولذلك بدأت التصريحات والتصرفات اكثر جرأة في الحديث عن مواقفها المنحازة للسلطة الفلسطينية في رام الله ولحكومة السنيورة في بيروت وذلك تماشيا مع الموقف الاميركي الذي يعتبر هاتين الحكومتين منتخبتين وهما اللتان تمثلان الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني ضاربة عرض الحائظ بأغلبية متينة في الشعبين لا تعترف بشرعية عباس والسنيورة في التصرف بشؤون الشعبين وان الشرعية الوحيدة التي يعتمد عليها السنيورة وعباس هي التأييد الدولي بزعامة اميركا. ولكن لن يطول الوقت قبل ان يقول الشعبان اللبناني والفلسطيني كلمة الفصل بين الجد واللعب.