إشادة دولية بتحرير كولومبيا لرهائن بينهم غربيون

[خضر2003]

أشادت عدة أطراف دولية بتحرير القوات الكولومبية عددا من الرهائن بينهم عسكريون أميركيون وسياسية كولومبية تحمل الجنسية الفرنسية بعد أن ظلوا محتجزين عدة أعوام في أدغال البلاد.

وعبرت فرنسا عن ارتياحها لتحرير الرهينة الفرنسية الكولومبية إنغريد بيتانكورالتي سبق لها أن ترشحت للانتخابات الرئاسية في كولومبيا. ووجهت السلطات الفرنسية على لسان رئيس البلاد نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فيون شكرها للرئيس الكولومبي ألفارو يوريبي لتحرير بيتانكور وباقي الرهائن.

وقد وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر وأفراد عائلة بيتانكور إلى العاصمة بوغوتا بطائرة تابعة للرئاسة الفرنسية. ويتوقع أن تعود بيتانكور مع هذا الوفد إلى باريس.

كما أشادت الولايات المتحدة بتحرير الرهائن -وبينهم ثلاثة عسكريين أميركيين- الذين ظلوا محتجزين طيلة نحو ستة أعوام لدى القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).

وهنأ الرئيس الأميركي جورج بوش نظيره وحليفه الكولومبي ألفارو يوريبي في اتصال هاتفي ووصفه بأنه "زعيم قوي". كما أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن سرورها لتحرير الرهائن الأميركيين سالمين.

وقد وصل الأميركيون الثلاثة وهم مارك غونزالفس وتوماس هوز وكيث ستانسل إلى سان أنطونيو في ولاية تكساس الأميركية صباح اليوم وسينقلون إلى مراكز طبية تابعة للجيش الأميركي.

وكان العسكريون الثلاثة قد اختطفوا مطلع 2003 خلال قيامهم بمهمة لمحاربة المخدرات على متن طائرة تابعة للقيادة الأميركية الجنوبية تحطمت في الأدغال الكولومبية في ولاية كاكويتا وهي منطقة شاسعة يسيطر عليها المتمردون.

العسكريون الأميركيون قضوا أكثر من خمس سنوات بين أيدي الخاطفين (رويترز)
إشادة أممية
وإلى جانب فرنسا والولايات المتحدة أشادت الأمم المتحدة على لسأن أمينها العام بان كي مون بتحرير الرهائن وهم 11 عسكريا كولومبيا إلى جانب العسكريين الأميركيين الثلاثة والسياسية الكولومبية الفرنسية.

وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لبان كي مون أنه يرحب بحرارة بالإعلان عن تحرير 15 رهينة كانوا محتجزي لدى مسلحي الفارك، واصفا خطفهم بأنه "جريمة شنيعة وانتهاك فاضح للقانون الإنساني الدولي".

وأوضح البيان أن الأمين العام "يدعو فارك إلى تحرير جميع الرهائن لديهم فورا وبدون شروط، وأن أمن الرهائن هو من مسؤوليتهم". كما حث المسؤول الأممي فارك على "البدء بحوار مع السلطات" من أجل "وضع حد لأعمال العنف التي تشهدها كولومبيا منذ زمن طويل".

وزير الدفاع الكولومبي وصف تحرير الرهائن بأنه جدير بالتحول لفيلم سينمائي (رويترز)
تفاصيل العملية
وفي تفاصيل التحرير قال وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس في مؤتمر صحفي إن الجيش الكولومبي نفذ عملية في مقاطعة غوافياري جنوبي شرقي كولومبيا جديرة بأن تتحول إلى فيلم سينمائي.

ومن جهته أكد الرئيس الكولومبي يوريبي أن العملية التي قام بها الجيش "لم تكن مرتجلة" مشيدا "بالعمل الرائع" الذي قام به العسكريون.

وأوضح قائد الجيش فريدي باديا أن العملية جرت بدون إطلاق رصاصة واحدة أو سقوط جريح واحد، وتم خلالها اختراق الصف الأول في قيادة فارك بواسطة رجل عهد إليه في السنوات الأخيرة بمراقبة مجموعة كبيرة من الرهائن.

وأضاف العسكري الكولومبي أن الرهائن كانوا موزعين في ثلاث مجموعات، لكن الجيش نجح في دفع المتمردين إلى تجميعهم في مكان واحد في جنوبي البلاد عن طريق عملائه الذين ادعوا أن الزعيم الجديد لفارك أمر بذلك.

وبحسب وزير الدفاع سانتوس فإن الجيش الكولومبي كانت له خطة ثانية معدة في حال فشل هذه العملية، وتقضي بتطويق المتمردين بدون قتال وجلب منظمات إنسانية لتجري مفاوضات للإفراج عن الرهائن.