الشعر ( الحلمنتيشي )

[فارس العايدى]

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، اخواني اعزائي موضوع فكاهي ومعلومة جديدة ، يعني استفادة و ترفيه ارجو من الله ان تحوز اعجابكم و تفيدكم ، الموضوع

الشعر ( الحلمنتيشي ): نوع من الشعر الفكاهي ويعتبر الشاعر حسن شفيق المصري أول من أطلق هذا الإسم عليه ويبدو من الكلمة أنها كلمة منحوتة . أي أنها نحتت من كلمتين ( حلا ) من حلا الشيء حلاوة . و ( منتيشي ) من ( نتش ) الشيء إذا جذبه . والنتاش في العامية المصرية هو الفشار أو الكذاب . وبهذا تكون الكلمة اما ان تعني النتش الحلو أو الفشر اللذيذ .
حسين شفيق المصري وشعره الانتقادي




كان حسين شفيق المصري أديبا أصيلا غزير الإنتاج الزجلي متعدد المواهب والتجارب الحياتية ولد لأب من جذور تركية وأم يونانية ونشأ في أعماق المجتمع المصري خلال النصف الأول من القرن العشرين يتابع بشغف تحصيله الدراسي

ويختزن في ذاكرته مشاهداته في الحواري الشعبية وما يدور بين رواد المقاهي من أحاديث عفوية تبدو للمراقب الحيادي خارج المألوف.‏

لقد دخل حسين شفيق المصري التاريخ الأدبي الفكاهي بمشعلقاته السبع وهي على وزن المعلقات السبع الشهيرة في الأدب العربي القديم وكانت أبرزها مشعلقته الضاحكة التي عارض بها معلقة الشاعر القتيل طرفة بن العبد التي مطلعها:‏

لخولة أطلال ببرقة ثهمد‏

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد‏

وتجدر الاشارة هنا إلى أن حسين شفيق المصري كتب مشعلقاته التي أطلق عليها اسم الشعر »الحلمنتيشي« ليس بهدف اضحاك المستمعين ولكن هذه المشعلقة كانت تحمل رأيه في هذه القصائد التي أنفق الشعراء سنوات في صياغتها‏

لنستمع إليه يقول:‏

لزينب دكان بحارة منجد‏

تلوح بها أقفاص عيش مقدد‏

وقوفا بها صحبي على هزارها‏

يقولون لا تقطع هزارك واقعد‏

ويقول ابن الفارض في قصيدته المشهورة:‏

سائق الأظعان يطوي البيد طي‏

منعماً عرج على كثبان طي‏

فأكمل حسين شفيق المصري قائلاً:‏

وإذا لاقيت من أهواه قل‏

للذي أهواه من يهواك حي‏

ومن الشخصيات التي ابتكرها أديبنا الراحل شخصية الشاويش »شعلان عبد الموجود« وكان يكتب على لسانه محاضر تحقيق على نحو ما يعرف في مخافر الشرطة ولكنه يخرجها حافلة بالصور المرحة والنقد الاجتماعي كقوله:‏

»في تاريخه أدناه وأعلاه.. أنا الشاويش شعلان عبد الموجود في الساعة كذا وأنا قاعد في القسم حضر قدامي جدع طويل عريض زي الشحط متهم في جناية خطف فرخة وبعدين سألناه عن اسمه وعن رسمه .. وبدأنا نعمل المحضر اللازم«.‏

لقد عاش حسين شفيق المصري حياة لاهية أقرب ما تكون إلى حياة النواسي وأستاذه والبة بن الحباب أعزب لم يتزوج سكير لا يصحو من تأثير الكحول مبذر أنفق ماله وميراثه وكذلك صحته في أجواء السهر الليلي وأنفق سنوات عمره فيما لا يفيد وفي قضايا خاسرة ولو أنه تفرغ للفن المسرحي لكان لدينا العديد من المسرحيات الانتقادية التي رصدت حياة الناس ومعاناتهم وهمومهم قبل قيام الثورة على أيدي الضباط الأحرار في عام .1952‏