من خاف.. سلم!

[احمد دقدق25]

هناك مثل شعبي يردده المصريون عند مواجهة الشدائد هو "من خاف سلم" واستعمله اليوم قبل مواجهة ايطاليا غدا في كأس القارات.. نعم لعبنا بمستوي جيد أمام البرازيل.. ونعم أحرزنا ثلاثة أهداف في مرمي أفضل فرق العالم.. ونعم سيطرنا حتي طمعنا في الفوز أو حتي الخروج بالتعادل الذي كان يحول الدفة إلي أمور أخري منها تجدد فرصته في الصعود إلي الدور الثاني فضلا عن القول بأن التعادل أفضل من الهزيمة.
وبالقطع فقد كسبنا كثيرا من وراء العرض الذي قدمه فريقنا أمام البرازيل حتي لو انتهي بالهزيمة وخرجت الدنيا كلها تحكي عن هذا الفريق القادم من شمال أفريقيا وجنوب أوروبا وأكدوا أن هناك في منطقة الشرق الأوسط كرة عالمية يقدمها فريق اسمه المنتخب المصري واعترف الاتحاد الدولي بقدرة أحفاد الفراعنة الذين استطاعوا مواجهة أبطال العالم وإحراجهم مهما خرجت تبريرات دونجا المدرب البرازيلي وكاكا أغلي لاعب في العالم بأن الارهاق كان وراء هبوط مستواهم.
كل ذلك جميل وقل فيه ما شئت حتي لو خرج شحاتة بتصريحات يروجها علي رجال الإعلام ويصف بعضهم بطول اللسان بدلا من الاهتمام بفريقه.. والصبر حتي نهاية المشوار الذي ندعو فيه للمنتخب بالتوفيق.
المهم أريد ان أقول علينا ان نهتم الآن بما هو قادم.. ونهدأ قليلا ويقفل الجهاز علي نفسه ولاعبيه مائة باب يستعد ويفكر ويدرس في المرحلة القادمة.. ونتخذ فقط من مباراة البرازيل دفعة تفاؤل.. ودفعة ثقة.. وتخطيط لمباراة الغد مع إيطاليا.. كفانا احتفالات وكفانا تصريحات.. وكفانا أفراحاً أجلوا كل ذلك إلي ما بعد مباراتي الغد أمام إيطاليا والأحد أمام أمريكا واتخاذ مباراة الافتتاح دفعة للعب بجدية.. وبشجاعة.. وبتصميم واصرار علي ألا يقل أداء الفريق عما قدموه أمام أبطال العالم.
وبالقطع فإن حسن شحاتة وشوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان يدركون جيدا موقف أي فريق يواجه المنتخب المصري بعدما شاهدوا أداءهم أمام البرازيل بمعني اتخاذ الحيطة والحذر والاهتمام والاحترام ومواجهته علي أنه منافس شرس وليس هذا القادم من بلاد تركب الجمال كما كان البرازيليون قبل العلقة التي نالوها من اخوات أبوتريكة وزيدان يعتقدون.
اعلموا ان الايطاليين سوف يلعبون أمامكم بأسلوب المنافس القوي.. واعلموا ان الكرة الايطالية تضم أفضل عناصر المدافعين في العالم وأنها كسبت كأس العالم في ألمانيا بالطريقة الدفاعية مع لدغات العقرب باحراز الأهداف من أي هجمة مباغتة أو مرتدة.. وعلي الجهاز الفني ان يركز تماما في كيفية مواجهة أبطال الآزوري بعد مشاهدة لقائهم الأخير أمام أمريكا أكثر من مرة وكيف حول هزيمته بهدف إلي الفوز بالثلاثة.. وإذا فعلوا ذلك فإننا سوف نشاهد مباراة أفضل من لقاء البرازيل بعد ان يكون كل فريق عرف ودرس وحفظ ووقف بالواحدة علي الأخري.. ادعوا معي ان نشاهد مفاجآت مصرية أخري غدا بشرط ان يحتفظ حسن شحاتة بهدوئه إلي ما بعد انتهاء تصفيات أفريقيا وإعلان وصوله للمونديال رسميا.. يارب.

هاتريك