إن الدعاء هو العبادة

[helmy40]

إن الدعاء هو العبادة



عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: إن الدعاء هو العبادة رواه الأربعة وصححه الترمذي، وله من حديث أنس بلفظ: الدعاء مخ العبادة .


--------------------------------------------------------------------------------

حديث النعمان بن بشير حديث صحيح ورواية أنس الأخرى من رواية ابن لهيعة، من رواية ابن لهيعة، قوله: الدعاء هو العبادة هذا يبين أن الدعاء هو أصل العبادة مثل قوله: الحج عرفة يعني معظم الحج عرفة، كذلك معظم الدعاء هو العبادة، والدعاء مشروع: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً قال سبحانه: أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ سبحانه وتعالى.

فالدعاء هو أفضل مقامات العبد، والعبد حينما يدعو إما أن يكون سائلا، وإما أن يكون مثنيا، وكلاهما عبادة، السائل أن يقول: رب اغفر لي، رب ارحمني، والمثني أن يحمد الله يقول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا هو أشرف نوعي العبادة، ولهذا سماه عبادة، ولذا فرق بين من يكون حال شغله بالدعاء سائلا، وبين من يكون حال شغله بالدعاء مثنيا عليه سبحانه وتعالى.

وهذا ورد في الخبر، وإن كان فيه ضعف حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين من رواية عطية بن سعد بن جنادة العوفي، وهو مدلس تدليس تسوية وهو أقبح أنواع التدليس، لكن معناه صحيح لدلالة الأخبار، ولهذا تواترت الأخبار بفضل دعاء الثناء، مثل ما تقدم معنا كل الأخبار جاءت بفضل دعاء الثناء، معنى أنه الثناء على الله سبحانه وتعالى، وهذا كثير لا يمكن اجتلابه في مجلس واحد متواتر عن النبي عليه الصلاة والسلام في الأخبار في الأدلة من الكتاب والسنة، بل الفاتحة التي هي أم القرآن بنيت على هذا، في الرواية التي في الصحيح قال الله عز وجل:

قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجد - ومرة قال فوض - إلي عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل جعل المسألة في آخر الفاتحة، أولها هو الثناء، أوسطها هو الخبر، آخرها هو دعاء الطلب، وهي ثلاث مراتب:

العبد إما أن يكون مثنيا على الله سبحانه وتعالى، وإما أن يكون مخبرا عن حاله، مثل قوله: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ومثل قوله: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين دعوة ذي النون الذي ورد فيها الحديث الصحيح، وإما أن يكون سائلا طالبا وهي ثلاث مراتب، وبنيت الفاتحة عليها، وأفضلها أن يكون مثنيا ويليها أن يكون مخبرا عن حاله، ويليها أن يكون سائلا ويختم بعد ذلك بالتأمين، حينما يقول: آمين، وفي حديث أبي أزهر الأنماري: أنه إذا قال آمين فقد أوجب وهذه هي أصول الدعاء وأصول الطلب والثناء عليه سبحانه وتعالى، ولهذا جاء في الرواية الأخرى مخ العبادة وهي في معنى رواية الدعاء، ولكن الرواية الأولى أكمل من جهة المعنى، وأصح من جهة الرواية كما تقدم،