كلاكيت عاشر مرة .. الكرة المصرية بدون دوري

[مصطفى صدقى]

جاء قرار أندية الدوري الممتاز لكرة القدم اليوم (السبت) بإلغاء الموسم رقم 54 لمسابقة الدوري المصري لكرة القدم طبيعياً ومتوقعاً عقب الكارثة المروعة التي شهدها ملعب بورسعيد بعد انتهاء لقاء المصري والأهلي في الجولة السابعة عشرة في الأول من فبراير الماضي و راح ضحيتها أكثر من 70 شهيداً معظمهم من أنصار الأهلي الذين رافقوه للمدينة الساحلية.


لم يكن هذا القرار هو الوحيد في تاريخ البطولة العريقة التي انطلقت نسختها الأولي في الثاني و العشرين من شهر أكتوبر عام 1948 و لكنه جاء كحلقة في مسلسل طويل من العثرات التي واجهتها البطولة الأهم و الأكبر و الأكثر شعبية بين المسابقات المصرية و العربية و الإفريقية.


المرة الأولي التي ألغيت فيها البطولة جاءت خلال موسمها الرابع 1951/1952,حيث قرر مسئولي الإتحاد المصري في هذا الوقت إلغاء المسابقة لإتاحة الفرصة أمام المنتخب الوطني المصري للمشاركة في نهائيات مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية الثامنة التي استضافتها العاصمة الفنلندية هلسنكي في الفترة من 15 يوليو وحتى 2 أغسطس عام 1952 وخرج منتخب مصر من الدور الأول خلالها عقب فوزه في التصفيات التمهيدية علي تشيلي (5- 4) ثم خسارته أمام نظيره الألماني (1- 3) في الحادي و العشرين من شهر يوليو في هذا العام.


ومع أول صدام بين الأهلي و إتحاد الكرة المصري مع قيام ثورة يوليو عام 1952 و علي خلفية مشكلة واكبت لقاء الأهلي وفريق الترام السكندري موسم 1954 /1955 وبعد قرار الأهلي بالانسحاب من الإتحاد المصري وقتها بسبب القرارات التي صدرت ضده, جاء القرار بإلغاء الدوري للمرة الثانية خلال هذا الموسم تجنباً لمزيدا من المشاكل بين العملاق الأول للمسابقة و إتحاد اللعبة الذي كان يتلقي أوامره من المشير عبدالحكيم عامر الرجل الثاني في النظام الحاكم بعد الثورة و المعروف بميوله للزمالك المنافس التقليدي للأهلي.
حرب الأيام الستة بين الجيوش العربية و عصابات الكيان الصهيوني في الخامس من شهر يونيه عام 1967 تسببت في وقف مسابقة الدوري 4 مواسم متتالية (1867/1968 - 1968/1969- 1969/1970 - 1970/1971) قبل أن تعود المسابقة موسم 1971/1972 و تلغي مجدداً علي خلفية ركلة الجزاء الشهيرة التي صفرها الحكم الدولي السكندري محمد دياب العطار "الديبة" ضد الفلسطيني مروان كنفاني حارس مرمي الأهلي و أحرز منها فاروق جعفر هدف التقدم للزمالك قبل 21 دقيقة علي نهاية اللقاء, وهو ما تسبب في غضب جماهير الأهلي و اقتحامها ملعب اللقاء و هو ما أسفر عن إصابة 36 من الحاضرين بينهم 14 من عناصر الشرطة المصرية , لتأتي قرارات الإتحاد المصري باعتماد فوز الزمالك و إيقاف كنفاني حتى نهاية الموسم مع تغريم الأهلي 200 جنية مصري بمثابة شرارة ألغيت علي إثرها المسابقة في هذا الموسم أيضاً.


خلال موسم 1973/1974 لم تلعب البطولة بسبب حرب السادس من أكتوبر المجيدة الذي شهد انتصار القوات المصرية علي دولة الكيان الصهيوني , ورغم صدور قرار بإلغاء المسابقة في الموسم التالي بعد الأحداث التي شهدها لقاء الزمالك و المحلة الذي أصيب خلاله جناح المحلة عمر عبدالله ,إلا أن ضغط الأهلي و المحلة ورفضهما هذا القرار أجبر القائمين علي إدارة الكرة المصرية علي استكمال المسابقة بإقامة لقائي تحديد البطل بين الأهلي و المحلة متصدري المجموعتين خلال هذا الموسم و تمكن الأهلي من الحفاظ علي اللقب بعد فوزه (1- 0) و (4- 0) علي الترتيب.


المرة التاسعة التي شهدت إلغاء الدوري جاءت مع صعود منتخب مصر لنهائيات كأس العالم بإيطاليا 1990 ,حيث تسبب قرار إنفرادي من محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر في هذا الوقت و المتحكم الفعلي في إدارة شئون الإتحاد في عدم استكمال المسابقة بعد أن لعب نصفها الأول بالفعل, لتقام مسابقة تنشيطية باسم كأس الإتحاد المصري كبديل عن البطولة في هذا الموسم.