|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دور الشباب في الإسلام
يقول الله تعالى في كتابه الكريم : {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}. الشباب في كل أمة هم قلبها النابض ، ودمها المتدفق ، وعصب حياتها ، وسر نهضتها، وعنوان تقدمها، وأمل مستقبلها ، وبحر علمها الفياض ، فهم أصحاب الهمم العالية ، والنفوس الطاهرة الزكية ، لذلك فقد أولى الإسلام عناية كبيرة بشريحة الشباب ، حيث كانوا أسرع شرائح المجتمع استجابة للدعوة الإسلامية فقد دخلوا في دين الله أفواجا . إن الشباب هم أعظم ثروة في الأمة ،فثروة الأمم ليست في الذهب الأبيض ولا في الذهب الأسود ، وإنما في الإنسان فهو أغلى من كل شيء ، وأعظم ما يكون الإنسان في حالة الشباب لأن حالة الشباب هي مرحلة القوة والعطاء ، فالشباب قوة بين ضعفين ، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم في قول الله تعالى : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً } . لقد حرص نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم – على العناية بالشباب وإعدادهم إعداداً جيداً فقال -عليه الصلاة والسلام – : ( إن الله ليعجب من الشاب الذي ليست له صبوة ) ( أي شذوذ وانحراف ) . كما وبين مكانة الشاب الملتزم بالطاعة لله والعبادة له ، حيث يقول – صلى الله عليه وسلم – : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : وذكر منها : شاب نشأ في عبادة الله ..)، كما أنه – صلى الله عليه وسلم – يدعو الشباب لاغتنام الفرص لتكوين شخصيتهم في شتى المجالات ، حيث يقول -عليه الصلاة والسلام - : ( اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ) ، كما ويبين - عليه الصلاة والسلام – أهمية هذه المرحلة وما يترتب عليها من تبعات ومحاسبة ومسؤولية أمام رب العالمين حيث يقول – صلى الله عليه وسلم – : ( لا تزول قدماً عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ما عمل فيه ) . ومن المعلوم أن أنصار نبينا محمد – صلي الله عليه وسلم – كانوا شباباً ،حيث تخرجوا من مدرسة دار الأرقم ، ونهلوا من توجيهات الرسول – عليه الصلاة والسلام - ، وعندما ندرس كتب السيرة نعرف أن رسولنا الأكرم –صلي الله عليه وسلم– عندما نزل الوحي عليه بالرسالة كان شابا في سن الأربعين ،وكذلك صاحبه أبي بكر الصديق – رضي الله عنه- أول من أسلم من الرجال، كان شاباً حيث كان عمره سبعة وثلاثين عاما ،وكذلك كان عمر بن الخطاب –رضي الله عنه – يوم دخل الإسلام كان عمره سبعة وعشرين عاماً ، وهكذا معظم الصحابة أمثال عثمان بن عفان ، وعلى بن أبي طالب ، وبلال بن رباح ، ومصعب بن عمير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعيد بن زيد ، وعبد الله بن مسعود ، وسعد بن أبي وقاص – رضي الله عنهم أجمعين - فقد كانوا شباباً . لقد تعرض أولئك الشباب للأذى والتعذيب نتيجة لإيمانهم بالله ورسوله ،واعتناقهم للدين الإسلامي الحنيف ، فما وهنت عزائمهم ، ولا ضعفت نفوسهم . فهذا مصعب بن عمير –رضي الله عنه- فتي قريش المدلل ، كان لباسه من الحرير ، وشراك نعله من الذهب ،كان في مطلع شبابه عندما لبى دعوة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وصبر على الأذى وتحمل شظف العيش ، بعد أن كان يعيش عيشه الأغنياء ، وحاولت أمه – وكانت من الأثرياء – أن تصده عن الدخول في الإسلام ، ولكنه ثبت على الدين الحق ، وكان أول المهاجرين إلى المدينة المنورة بتكليف من النبي – صلى الله عليه وسلم – لكي يعلم أهلها أحكام الإسلام ، وبسببه أسلم عدد كبير من أهل المدينة ، وقد استشهد –رضي الله عنه - في غزوة أحد بعد أن أبلى بلاء حسناً من أجل إعلاء كلمة الله ، ووقف – صلى الله عليه وسلم- في أعقاب غزوة أحد وعيناه مملوءتان بالدموع ، وهو يرى شهداء هذه المعركة ، وقرأ هذه الآية الكريمة : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~