|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
صباح الوداع الأخير
لم يعد لي قلب ينبض، ألا تذكر..؟
حين نزف موته الأخير فـ لم تكلف نفسك عناء انقاذه، تركته يموت بـ بطء، فـ لفظ آخر أنفاسه بين يديك. لم تعد لي عين تدمع، فقد سكبت من الدموع ما يكفي، وأبت يداك أن تمتد وتمسح بقايا الكحل الأسود المتعلق بـ جفني ولو بـ منديل ! منذ صحوة..، ما عادت أنفاسك تغريني، والليل يلفظ الأحلام واحداً تلو الآخر، وزفير الحكايات المجنونة ما عادت تأخذني لـ عالم مبطن الجدران بـ حرير صوتك، ودفء ضحكاتك، وصخب أمنياتي. في كل صباح أصحو باشراقة تخلو من عبوسِ غيابك، فلا أبحث عن بقايا حلمي المخبأ تحت الوسادة، أنظر إلى المرآة فلا أرى ملامحك تقفز في وجهي ، ولا بريق تلك الابتسامة اللوزية التي كانت تخترقني كشظية ! أطل من شرفتي والقلب مستكين لا يترقب حضورك، فلا أرى انعكاس خمرتك على سطح نافذتي، ولا أثر لـ بصمات أصابعي عليها ! ما عادت الرياح تأتيني بـ خبر مجيئك، وما عادت الغيوم تتمتم بـ قرب حضورك فـ تتناقل أخبار سفرك مع النجوم، وحين تعود لا تكترث السماء بعودتك، فلا تمطر فرحاً مزيفاً لا يروي قحل أيامي. بدأت الأشياء من حولي تتجرد من رماديتها، تتلون، ترجع لــ عهدها قبلك، فأرى الوجود مبتهج على غير عادة..! أشرب قهوتي ولا أخاف سقوط فنجاني فجأة لـ مجرد قراءتي رسالتك المسافرة لي على متن خيبة :” صباح الوداع..” فـ يتغير طعم الأشياء في ذائقتي، وأفقد الوعي بـ كل ما حولي. ما عادت الأغنيات المتعبة تأخذني إليك، وحين أستمـع الي الموسيـقى لا أشعر بـ تلك الرعشة التي تسري بـ جسدي مثلما شعرت بها حين كنا معاً حين سمعناها بـ ألم لذيذ، ورقصنا عليها بـ حزن، فـ شربنا نخب وجعنا الأخير.. وموتنا الآتي. فقدت القدرة على التسلل إلى دفتر يومياتي لـ تدس ألمك بين صفحاتي، لتتقمس دور البطل في رواياتي ، لـ تكون ملهم قصائدي، فقدت القدرة يا سيدي لأن تكون ذاتي ! وما عادت كلماتي تلهث إليك فـ تمزق صدر الورق ، وتشتعل بـ لهيب شوقها إليك، أصبحت حروفي باردة كـ راقصة باليه تسير على أطراف الذاكرة حذرة من أن يفترسها فخ ماضيك فـ تقع. حسبتها عيناك وطني، وأدركت أخيراً.. بأنها وطنٌ مزيّف، فـ حملت أمتعتي وسافرت بلا عودة. حسبتها شفتاك مرسى لأحلامي، فالتهمها موج صمتك، وغرقت في بحر واقعك الأليم ! وكنت أحلم بـ سعادتي معك، بـ شقائي بعدك، وأهاب رحيلك فـ أرتعش كلما لف بنا الغياب في متاهات شوق لا تنتهي ! ....سيدي.. :” صباح الوداع الأخير..” أقولها لك… وأرحل. ما فين اتحمل اكتر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~