|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أولادنا بين النعمة والنقمة
أولادنا بين النعمة والنقمة عباد الله: إن نعمة الولد من أجل وأفضل وأرفع النعم فيه هذه الحياة؛ ولا يعرف قيمة هذه النعمة إلا من فقدها واكتوى بنار فقدها؛ ودفع الغالي والثمين من أجل الحصول عليها!! وتكتمل فرحة الإنسان بهذه النعمة إذا نشَّأ أولاده على تعاليم الدين الصحيح؛ ورباهم تربية إيمانية سليمة؛ فيكونوا قرة عين له في حياته؛ وفي موازين حسناته في آخرته؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ؛ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ؛ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ” (رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجة) أما إذا أهمل الأبوان في تربية أولادهم؛ وتركوا لهم الحبل على الغارب فلم يعلموهم أو يبينوا لهم الحلال من الحرام؛ فإن الأولاد في هذه الحال يكونون نقمة!! فالأولاد اختبار وامتحان للإنسان كبقية النعم؛ قال تعالى: { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ } قال ابن كثير :” أي: اختبار وامتحان منه لكم؛ إذ أعطاكموها ليعلم أتشكرونه عليها وتطيعونه فيها، أو تشتغلون بها عنه، وتعتاضون بها منه؟” ( تفسير ابن كثير ) ذلك أن نعمة الذرية لا تكتمل إلا بصلاحها؛ وقصة الخضر مع سيدنا موسى عليه السلام في سورة الكهف، عندما لقيا الغلام العاق الكافر، فقتله الخضر، فاستنكر ذلك موسى عليه السلام، قائلاً: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [الكهف:74] . ويـوضح القرآن سبب القتل فيقول: { وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا } [الكهف: 80 ـ 81] ، ذلك أن نعمة الولد تنقلب إلى نقمة على والديه إذا كان عاصياً لله، عاقاً لهما؛ كما تلفتنا الآية الثانية إلى أن الأمر بقتل الولد العاق الذي نفّذه الخضر كان بوحي من الله. ولقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأولاد يولدون فطرة نقية بيضاء وللأبوين دورٌ كبيرٌ في جعلهم نعمةً أو نقمةً !! فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ؛ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ؛ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ؛ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟! ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ }(متفق عليه) فالولد الصالح البار يكون قرة عين لوالديه في حياتهما؛ ورصيد حسنات جارٍ لهما بعد مماتهما, والولد العاق الضال – والعياذ بالله – يكون سبباً لشقاء والديه في حياتهما؛ وربما يمتد ذلك لهما بعد الممات بدعوات الناس على المؤذي وعلى والديه.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~