|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشجاعة
عندما نقول الشجاعة، لا يعني ذلك عدم التروي، وعدم التعقل، كلا، بل الشجاعة تكون مقرونة بالعقل والحكمة, لا يعني أن الإنسان عندما يستثار يغضب على من أمامه ويضربه ويقتله، ويقول: أنا شجاع، كلا، هذا تهور, ولذلك كان سيدنا وقدوتنا -عليه الصلاة والسلام- يخرج إلى معركة بدر, فيلبس الدرع الحديد، ثم يلبس فوقها درعًا أخرى حديد أيضًا, هل هذا يعني أنه ليس شجاعًا، وهو الذي يتقي به أصحابه، ويلوذون به، وراءه عند القتال، وإنما كان عليه الصلاة والسلام شجاعًا، لكن مع الشجاعة حكمة وعقل. ولما كان صلوات ربي وسلامه عليه مهاجرًا من مكة إلى المدينة، لم يقف عليه الصلاة والسلام أمام هذه الجموع، ويقول: إني مهاجر، وها أنا بين أيديكم، كلا, وإنما هو شجاع وبطل، ومع هذا خطط لهذا عليه الصلاة والسلام, ليس متهورًا، خطط لهذا ومضى إلى طريق جنوبي، وهم يبحثون في الشمال، ثم جلس عليه الصلاة والسلام مع صاحبه في الغار ثلاثة أيام، وهذا كله شجاعة، لكنها مقرونة بالحكمة, وكان عليه الصلاة والسلام إذا أراد غزوة ورى بغيرها, إذا أراد أن يغزو في الشمال جعل يسأل الناس عن طريق الجنوب, وعن الماء الذي في الجنوب، وعن الآبار، ليظن الناس أنه سيذهب للجنوب، ثم يمضي بهم شمالًا، إذا أراد غزوة ورى بغيرها, لا يعني أنه جبان، بل يعني أنه شجاع، مع حكمة وتعقل، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: "من كظم غيظًا، وهو قادر على أن ينفذه" إنسان غضب غضبًا شديدًا واغتاظ، وكان قادرًا على أن ينفذ غيظه، من ضرب أو قتل، قال: "من كظم غيظًا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء". وعمر -رضي الله تعالى عنه- عندما كان في الحج، وأقبل إليه رجل، وقال: يا عمر، وكان هو الخليفة في ذلك الحين، هو أمير المؤمنين -رضي الله عنه-, أقبل إليه رجل، فقال: يا عمر إن فلانًا يقول لو قد مات عمر لوليت فلانًا، فقد كانت ولاية أبي بكر فلتة، فأراد أن يصعد عمر على مرتفع على منبره في الحج، ويمنع مثل هذا الكلام، فأقبل إليه بعض الصحابة، فقال له: يا عمر إن مقامك في الحج يسمعه العربي والأعجمي، والأفاقي والقريب، وينقلون الكلام عنك، وربما نقلوه على غير ما تريد. ناس بسطاء حضروا معنا، ربما يفهمون قصدك على غير الصحيح، فانتظر حتى ترجع إلى المدينة، فاذا رجعت إلى المدينة كان الذين عندك أهل الحكمة والعلم، فتكلمت بما تريد، فقال له عمر: صدقت ونصحت, وسكت، لم يقل عمر: أنا ما يهمني أحد الذي ما يعجبه الكلام سأقطع رأسه! لا، إنما شجاعة؛ لكن معها عقل وحكمة.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~