|
البيت العائلي هنا كل ما يتعلق بالعائله العربيه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
«المطيباتى» وظيفة من زمن فات
من البكاء أمام الجنازات لـ «صحبة الأُنس ويا ليل يا عين».. «المطيباتى» وظيفة من زمن فات | صور فريد شوقى خلال تجسيده لشخصية المطيباتى فى فيلم السقا مات نشرFacebookTwitterWhatsAppTelegramLinkedIn أحمد عادل بين عالمين متناقضين يختلفان اختلاف الحياة والموت والليل والنهار، ازدهرت وظيفة "المطيباتى" منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى النصف الثاني من القرن العشرين. كانت وظيفة "المطيباتى" تقتضي أن يتصدر صاحبها تشييع الجنازات ببدلته الشيك التى تشع وجاهة، بينما يحمل إحدى المباخر النحاسية التى تفوح منها رائحة البخور الطيبة التى تصاحب "خشبة المتوفى" حتى يوارى الثرى. لكن المشي أمام الجنازات كان يستتبعه بالضرورة أن يلهج "المطيباتى" بذكر مناقب المتوفى كالبر والتقوى وأعمال الخير، وتذكير المشيعين بنبرة واعظة بمفارقات الحياة والموت، وقد يُنادى بصوت جهوري قوي "وحدوه". وقد نالت وظيفة "المطيباتى" اهتمامًا كبيرًا من صناع السينما، ووجدنا صداها فى العديد من روائع الأفلام، مثل فيلم "حماتى ملاك" لإسماعيل يس، حيث يقود الفنان والكاتب الكبير يوسف عوف فريقا كاملا من "المطيباتية" بينما يغنون الأغنية الشهيرة "الأمر أمر الله يا سيدنا .. ألف رحمة ونور عليه .. ده شئ مقدر ما هو بأيدنا.. قولي بقى راح نبكى ليه". وجدنا هذا الأمر يتكرر في مشهدين مختلفين فى فيلم "أرض النفاق" عن رواية الكاتب الكبير يوسف السباعي، فقد أدي المطيباتية دورهم بإتقان خلال جنازة عمة رئيس مجلس الإدارة التى انتحب عليها مسعود أبو السعد "فؤاد المهندس"، فتقدموا الصفوف ببدلهم الأنيقة بينما يحملون أكاليل الورود، لكنهم كانوا على النقيض في جنازة "عويجة أفندي"، حيث قام الحانوتي والمطيباتية بذم صاحب الجنازة بمجرد شربهم من المياه الممزوجة بمسحوق النفاق، لنجدهم يتركون الخشبة، فيما يقول الحانوتي:"خلونا نلقحه.. الجنازة حرة والميت كلب". لكن دور "المطيباتى" اكتسب قدرا أكبر من العمق عندما كتب يوسف السباعي فيلم "السقا مات"، حينما جسد وحش الشاشة تلك الشخصية فى فيلم "السقا مات" بطولة عزت العلايلى، حيث أدى دور شحاته أفندي "مطيباتى الجنازات" الذي عُرف بإقباله على الحياة، في وقت كان يتصدر فيه الجنازات كل يوم مرددا "الله يا دايم.. هو الدايم.. ولا دايم غير الله". فلسفة "المطيباتى" كشف عنها شحاته افتدى "فريد شوقى" لصديقه شوشة السقا "عزت العلايلى"، فيقول:"أمشى قدام الجنازات من باب الافتخار والقيمة والنفخة، نفخة الأموات، أو آخر نفخة يتمتع بها البني آدم المغرور". لكن وظيفة "المطيباتى" لم تكن تقبع في بحار الأحزان تدفعها الجنازات فقط، فهناك عالم آخر وجد "المطيباتية" ذاتهم فى عالم يشع بالسلطنة والبهجة، حيث كانوا يقومون بدور "السنيد" أو "الشجيع" للمطربين والمطربات، فما إن يشرع المطرب فى غناء موال أو دور أو طقطوقة، حتى تتعالى أصوات المطيباتية "الله .. الله عليك يا مولانا" ، "ايه اللى بتعملوا ده يا شيخ"، "تانى الحتة ده والنبى". وصل الأمر مداه بالمطيباتية خلال فترة سيطرة الإذاعات الأهلية في العشرينيات، وخاصة مع الشيخ محمود صبح الذي تسمى بـ"ملك الإذاعات الأهلية"، فحينما كان يشدو "ياليل" يأتى المطيباتى من بعده ليطعن فى قدرة مطربى العصر فى أن يغنوا مثله، فيقول:"يعرف عبد الوهاب يقول ياليل كده". وبمرور الوقت أصبح "المطيباتية" وكلاء للفنانين، وأسند إليهم مسئولية تنظيم التخت الذي يرافق المطرب، وقد أشار العلامة أحمد أمين إلى عالم المطيباتية في قاموسه عن العادات والتقاليد والتعابير المصرية،فيقول:"وفى حفلات الغناء يكون عادة رجل يُسمى (مطيباتي)، من وظيفته تطييب خاطر المغني أو المغنية بإظهار علامات التعجب". لكن وظيفة "مطيباتى الحفلات" بدأت في التلاشي مع انتهاء عصر الإذاعات الأهلية، وظهور الإذاعة الرسمية عام 1934م، فيما تلاشت وظيفة "مطيباتى الجنازات" مع ستينيات القرن العشرين، لتصبح وظيفة "المطيباتى" صدى من الماضي البعيد. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~