الجيش التركي يعلن مقتل 15 مسلحا من العمال الكردستاني

[بدر56]

الجيش التركي يعلن مقتل 15 مسلحا من العمال الكردستاني

قال الجيش التركي إن جنوده قتلوا 15 مقاتلا من عناصر حزب العمال الكردستاني في عملية جرت اليوم شرق تركيا، تزامنا مع مظاهرات في إسطنبول وإزمير، في حين دعا رئيس إقليم كردستان العراق أنقرة لإجراء مفاوضات مباشرة لتسوية الأزمة القائمة بين الجانبين.



فقد أكدت مصادر رسمية في الجيش التركي أن وحدات مؤلفة من ثمانية آلاف جندي قتلت 15 متمردا من حزب العمال الكردستاني، في عملية واسعة النطاق في إقليم تونجلي شرق البلاد، الذي يبعد مئات الكيلومترات عن الحدود العراقية.



وأضافت المصادر أن العملية التي تمت بإسناد جوي من قبل الطائرات العمودية استهدفت مواقع المتمردين في المرتفعات الجبلية، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.



وتأتي هذه الاشتباكات في الوقت الذي تواصل تركيا تعزيز قواتها المنتشرة على الحدود العراقية، بعد حصول الحكومة على تفويض من البرلمان التركي يخولها شن توغل بري ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل أراضي إقليم كردستان العراق.



مظاهرات

وفي إسطنبول اشتبكت شرطة مكافحة الشغب التركية مع متظاهرين يطالبون بالإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، ويحتجون على أي توغل للجيش التركي في شمال العراق.



وألقى المحتجون قنابل حارقة بعد قيام نحو مئتي شخص بمسيرة في الشوارع وهم يرددون شعارات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني.



ونقلت وسائل الأعلام التركية أنباء عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح في انفجار غامض أثناء مظاهرة مناهضة لحزب العمال الكردستاني في مدينة إزمير.




البارزاني

وفي لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية، دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الحكومة التركية، للدخول في مفاوضات مباشرة لتسوية أزمة مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يتخذون -بحسب اتهامات أنقرة- من شمال العراق قاعدة انطلاق لهجماتهم على أهداف داخل الأراضي التركية.



وأكد البارزاني الذي كان يتحدث من مقره الحكومي في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، رفضه لما أسماه "لغة القوة" مشيرا إلى أنه لا يناصب تركيا العداء.



وكشف أن الجانب التركي ألغى زيارة إلى أنقرة كان من المفترض أن يقوم بها وفد كردي غدا الاثنين، موضحا أن حكومة الإقليم ستكون طرفا في "أي حل سلمي للمشكلة"، لكنها لن تكون طرفا في أي حل عسكري.



يشار إلى أن وفدا عراقيا يضم مسؤولَين كرديين يمثلان الاتحاد الوطني الكردستاني -الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني- والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني، التقى كبار المسؤولين الأتراك الأسبوع الماضي دون إحراز تقدم يذكر على صعيد حل الأزمة الراهنة بين الطرفين.



ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول كردي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الأتراك رفضوا السماح للمسؤولين الكرديين حضور الاجتماعات التي شارك فيها عسكريون أتراك.




الأكراد في تركيا
وعلى هذا الصعيد قال البارزاني إن إحدى النقاط التي تعثرت عندها مفاوضات الوفد العراقي كانت الحدود، بسبب رفض الأتراك تولي القوات الكردية "البشمركة" السيطرة على المنطقة الحدودية.



وكان البارزاني أكد في لقاء مع قناة الجزيرة اليوم رفضه تسليم أي قيادي كردي إلى أي دولة إقليمية "مهما كان الثمن" مشددا في الوقت ذاته على أنه لن يسمح لحزب العمال الكردستاني بأن يتخذ من إقليم كردستان العراق منطلقا لتهديد أمن تركيا، بحسب تعبيره.



يشار إلى أن العديد من مسؤولي الإقليم اتهموا مع بداية الأزمة أنقرة باتخاذ صراعها مع حزب العمال الكردستاني ذريعة لضرب تجربة الحكم الذاتي الكردي في العراق، كي لا تشكل نموذجا يحتذى به لدى الأكراد داخل تركيا.