غضب شعبي أمريكي وبريطاني ضد غزو العراق

[malek_3006]

غضب شعبي أمريكي وبريطاني ضد غزو العراق

وكالات

متظاهرون في واشنطن يطالبون بخروج
القوات الأمريكية من العراق

عمت الولايات المتحدة وبريطانيا - الدولتان اللتان قادتا غزو العراق عام 2003 - مظاهرات شعبية عارمة مناهضة للغزو عشية الذكرى الخامسة لانطلاق الحرب على العراق.
ففي الولايات المتحدة قالت الشرطة اليوم الخميس إنها اعتقلت أكثر من 200 شخص في شتى أنحاء البلاد بعد أن عرقل متظاهرون ضد غزو العراق المرور في وسط المدن، وحاولوا إغلاق المداخل المؤدية إلى مكاتب حكومية.

واعتقل 32 شخصا في العاصمة واشنطن بعد أن حاول متظاهرون سد المداخل إلى هيئة العوائد الداخلية، بينما اعتقل 30 آخرون خارج مبنى إداري للكونجرس (البرلمان).

وكان المتظاهرون يأملون في إغلاق هيئة العوائد الداخلية، وهي الوكالة الأمريكية المعنية بجمع الضرائب، في مسعى لإبراز تكاليف الحرب. وتمكنت الشرطة من إبعاد المحتجين عن مداخل المبنى خلال ساعة.

وبعد ساعة من المواجهة في هيئة العوائد الداخلية لوح بضع عشرات من المحتجين بلافتات كتب عليها "أوقفوا الدفع للقتل" و"إلى متى ستطول (الحرب)"، بينما أخذت فرقة للموسيقى النحاسية في العزف.

وفي المجمع التجاري الوطني في واشنطن حمل نحو مئة متظاهر لافتات تندد بالحرب، وحملوا أعلاما أمريكية مقلوبة في إشارة تقليدية إلى وجود محنة. وهتف المتظاهرون "بوش (الرئيس جورج بوش) وتشيني (ديك تشيني نائب الرئيس) زعيمان فاشلان ويتعين أن يذهبا للسجن".

وفي سان فرانسيسكو، وهي بؤرة للمشاعر المناهضة لحرب العراق، قال متحدث باسم الشرطة إنهم اعتقلوا أكثر من مئة شخص قاموا بمظاهرة احتجاج طوال اليوم في شارع ماركت ستريت بالحي التجاري بوسط المدينة.

وقال السيرجنت "ستيف مانينا" إن الشرطة اعتقلت 143 شخصا بتهم التعدي ومقاومة الاعتقال وعرقلة المرور.

واعتقلت السلطات 4 نساء أيضا لرفعهن لافتة مناهضة للحرب قبالة جسر "جولدن جيت بريدج" ثم أطلق سراحهن.

وفي لوس أنجلوس تجمع المتظاهرون بأعداد كبيرة أمام مركز التجنيد في هوليوود بدعوة من تحالف "تحرك لوقف الحرب والعنصرية الآن" (حركة شعبية مناهضة للحرب).

وفي شيكاغو تظاهر ألف شخص في وسط المدينة وهم يرفعون لافتات كتب عليها "أوقفوا الحرب الآن".

أما في سينسيناتي بولاية أوهايو شمال البلاد، اتخذ التظاهر شكلا مختلفا، حيث نثر حوالي أربعة آلاف قميص على طول طريق في وسط المدينة، في رمز لعدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق.

وفقدت الولايات المتحدة ما يقرب من 4 آلاف جندي وجرح 30 ألفا آخرون من جنودها منذ بداية غزو العراق.

نعش رمزي

وفي بريطانيا الحليف الأول للولايات المتحدة في الغزو، تظاهر مئات الأشخاص بمنطقة وايتهول وسط العاصمة لندن بالقرب من مقر الحكومة، للإعراب عن احتجاجهم على مشاركة بلادهم في الغزو ولمطالبة الحكومة بسحب القوات البريطانية من العراق.

وحمل المتظاهرون نعشا وضع فيه هيكل عظمي رمزي في إشارة إلى الضحايا الذين خلفهم غزو العراق. ومنذ بداية الغزو قتل 175 بريطانيا وجرح مئات آخرون.

ورغم أنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول أعداد الضحايا المدنيين في العراق منذ الغزو، فإن تقديرات المنظمات الإغاثية تشير إلى أن عدد القتلى والجرحى يقدر بمئات الآلاف.

وكانت دراسة مشتركة أجراها باحثون أمريكيون وعراقيون وظهرت نتائجها في أكتوبر عام 2006، قدرت عدد الضحايا المدنيين في العراق بنحو 655 ألف قتيل، وهو الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة وبريطانيا واعتبرتاه أمرا مبالغا فيه.

في باكستان

ولم تقتصر المظاهرات على الولايات المتحدة وبريطانيا، بل امتدت لتشمل عدة مدن حول العالم كان أبرزها مدينة مولتان الباكستانية، حيث خرج آلاف الأشخاص مرددين شعارات وحاملين لافتات تندد بالتواجد الأمريكي والأجنبي في العراق.

ونظم الاحتجاجات في مولتان من قبل نشطاء منظمة "طارقي باساند" المناهضة للحرب.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قادتا غزو العراق في فجر يوم 21مارس 2003 وتمكنتا يوم 9 إبريل من دخول العاصمة بغداد.