دمشق/ أمريكا تريد تغيير النظام فى سوريا

[هشام زايد]

العدوان على سوريا جاء ليبرهن، ليس للشعب العربى السورى ولا للعرب بل للعالم أجمع، أن الإدارة الأمريكية المجرمة لا تتورع فى ارتكاب الجرائم بحق الأبرياء وأنها تمارس الإرهاب الدولى بأشنع وأقذر صوره ضد المدنيين الآمنين العزل من السلاح والذين دفعتهم ظروفهم للعمل فى مجال البناء والإعمار من أجل لقمة العيش.

هذا العدوان الهمجى إنما هو حلقة من مسلسل الاعتداءات والتجاوزات التى تمارسها الإدارة الأمريكية ضد الدول والشعوب وتسوق بموجبها شتى الاكاذيب والتهم، ففيما يخص سوريا فالتهم جاهزة، فتارة باسم مكافحة الإرهاب وتارة أخرى دعم وتسهيل نقل المجاهدين عبرالحدود مع العراق، وكلها عارية عن الصحة ومخالفة للحقيقة، تكذبها الدلائل على أرض الواقع تماماً كما شاهدها العالم أجمع.

فالتوغل فى الأراضى السورية ثمانية كليومترات والقتل العمد للعمال المدنيين فى قرية السكرية التابعة الى "البوكمال" إنما هو سطو مسلح واختراق لسيادة الدولة السورية، وهو اعتداء بربرى ووحشى سافر بدافع الحقد على الشعب السورى وقيادته الوطنية، وهو قرارغبى من الإدارة الأمريكية الغبية المتهورة الحمقاء.

هذه الإدارة الأمريكية صمتت بادئ الأمر عن الجريمة النكراء، وحين تكلمت عن تفسيرها للعدوان غلفته بالأكاذيب والإفتراءات، تماماً كما كانت الإدعاءات والأكاذيب التى سبقت احتلال العراق والتى ظهر زيفها وكذبها وبطلانها فيما بعد، لقد احتل العراق وحل الجيش الوطنى ودمرت المؤسسات والمعامل، وسرق التراث والمتاحف والمخازن والمكتبات والبنوك، وأصبح العراق ضعيفاً ممزقاً تحكمه العصابات والمرتزقة الذين جاءوا بهم.

واليوم تقررالإدارة الأمركية البقاء فى العراق ضمن استعمار طويل الأمد تحت اسم "الاتفاقية الأمنية بين الحكومة العراقية وإدارة الرئيس بوش" لوضع هذا البلد تحت الحماية والوصاية، بحيث تبيح للولايات المتحدة السيطرة على كل شيء فى العراق؛ البشر والثروات ومستقبل الأجيال وتحول العراق إلى سجن كبير، مع حق السيطرة على البحر والأرض والجو، والإنطلاق منه نحو الجيران، وتحت حجج مكافحة الإرهاب مع حق اعتقال أى مواطن عراقى أو عربي.

وللقوات الأميركية وقوات المرتزقة الحصانة ضد القوانين العراقية والمجتمعية فى العراق، ناهيك عن القواعد والمعسكرات الخاصة والتى سيصل عددها إلى 400 موقع عسكري، مع احتكار النفط العراقى والثروات الأخرى وتحديداً للشركات الأميركية الكبرى التى طردت من العراق بعد قرار التأميم العظيم قبل 36 عاما.

أعود الى الغارة والقرصنة للطائرات الأمريكية على الأرض السورية حيث تبين بأن جميع الشعارات التى رفعتها الولايات المتحدة عن السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان كانت شعارات كاذبة ودعائية لتبريرالعدوان والحرب والإستعمار، فنحن نعلم أن أمريكا كانت قد طرحت مخطط الشرق الأوسط الكبيرالذى تروم تشكيله برعاية الكيان الصهيونى والذى يرتكز على تفتيت الدول العربية وتقسيمها الى كيانات طائفية وإثنية لتسهل السيطرة عليها واستعمارها من جديد..

الاعتداء على سوريا يأتى كفعل يؤشر لما سيحصل بعد "الإتفاقية الأمنية" وضمن ما تخطط له إدارة بوش إنطلاقا من العراق بعد عجزها عن تمريره عبر لبنان...

الولايات المتحدة إذن تقود العالم إلى الفوضى، وأن خطة احتلال العراق والضغط الأمريكي- الصهيونى على لبنان، كانا يستهدفان سوريا وابتزازها، وبإعادة ترتيب الوضع فى المنطقة لمصلحة المخطط الأميركي- الصهيوني، حيث وصلت دمشق إلى قناعة مفادها، أنه بعد احتلال العراق تريد أميركا أن تكمل المشروع الصهيونى من خلال حكومات لبنان أو عبر سوريا مباشرة، وبعدها إلى باقى الدول العربية.

الكل يعلم فى الشرق الأوسط أن إدارة الرئيس بوش تريد أن تستخدم لبنان كمدخل لتغيير النظام فى سوريا لأنه يشكل شرطاً ضرورياً لنجاح مشروع الشرق الأوسط الكبير، كان المحافظون الجدد فى الإدارة الأمريكية لا يزالون يتهمون سوريا بأنها لا تفعل الكثير إزاء منع المقاومين المعادين للإحتلال الأمريكى فى العراق من التسلل عبر أراضيها، ويطالبون باعتقال العراقيين الذين يعيشون فى سوريا، حيث تشتبه واشنطن فى أنهم يموّلون المقاومة العراقية التى اشتد عودها واستفحل توسعها بصورة متسارعة من وجهة نظرهم.
5/11/2008

[خالد ابو الحسن]

مشكور
مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور مشكور
مشكور مشكور