البرنامج النووي السوري*.. حقيقة أم خيال؟
هل تملك سوريا بالفعل برنامجا نوويا أم أن ما تردده كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضدها نوع من الأكاذيب المفبركة التي تقترب كثيرا من السيناريو الذي تم في العراق وثبت عدم مصداقيته*.. وأن ما يحدث هو نوع من الارباك للنظام السوري والضغط عليه لصالح سياسات مطلوبة منه في كل من ايران ولبنان والفلسطينيين؟
تساؤل فرض نفسه منذ أن قامت إسرائيل بقصف موقع عسكري سوري في موقع الكبر بشمال شرق سوريا في سبتمبر من العام الماضي وزعمت انه موقع محتمل لمفاعل نووي قيد الإنشاء*.. ورغم نفي سوريا بدورها بإخفاء أي نشاط نووي عن الوكالة الدولية للطاقة أوأن تكون لديها أي أهداف فيما يتعلق بالأنشطة النووية بخلاف توليد الكهرباء وأن ما قامت الطائرات الإسرائيلية بتدميره ليس سوي موقع عسكري تقليدي*.. إلا أن الوكالة الدولية للطاقة النووية تحركت بالفعل وقامت بزيارة الموقع وجمعت عينات بيئية خضعت للتحليل والتحقيق منها صور للأقمار الصناعية قدمتها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لآثار يورانيوم*. ومع ان التحقيقات التي قامت بها الوكالة أثبتت ان جزئيات اليورانيوم التي وجدت في العينات* غير مخصبة تخصيب اليورانيوم المستخدم وقودا للقنابل النووية*. كما أكد محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة وأيضا تأكيد سوريا من خلال وليد المعلم وزير الخارجية السوري ان اثار اليورانيوم مصدرها ذخيرة الصواريخ التي استخدمتها الطائرات الإسرائيلية التي قصفت الموقع*.. والتي أكدها بعض خبراء في الوكالة*.. فقد أصرت كل من الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي ان تظل سوريا محل اتهام وهو ما القي بظلاله علي مشروع كانت قد تقدمت به إلي الوكالة الدولية للطاقة لدراسة جدوي اقتصادية لإقامة محطة طاقة نووية في سوريا تصل تكلفتها إلي 350 ألف دولار حيث أصرت الدول الغربية علي عرقلة المشروع السوري بحجة أن سوريا تخضع للتحقيق فيما يتعلق بامتلاكها مفاعلا نوويا*.. وهو ما تسبب في حالة التوتر والخلاف في اجتماعات لجنة المساعدة الفنية والتعاون بالوكالة التي عقدت الاسبوع الماضي بعد ان أكد البرادعي ان حصول سوريا علي مساعدات لإقامة محطة والتي ستبدأ حولها دراسة تجري في الفترة من20-11-2009لا تشكل أي خطورة وأن المساعي الغربية لعرقلة المشروع تنبع من اعتبارات سياسية وتشكك في مصداقية الوكالة المعنية بمراقبة الانتشار النووي*.. وهو موقف ساندته فيه كل من روسيا والصين والدول النامية*. ورغم ان الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي قبلت حلا وسطا وافق بموجبه مجلس محافظي الوكالة مؤخرا علي طلب سوريا للحصول علي المساعدة بإنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال صيغة توافق بين مطالبها ومطالب كل من الصين وروسيا والدول النامية وسوريا تقضي بأن يتم تقديم المساعدة لسوريا لإنشاء مفاعلها لتوليد الطاقة علي خطوات تتناسب وأعمال التفتيش والتحقيق التي يقوم بها مفتشو الوكالة الدولية في موقع الكبر السوري*.. إلا ان ذلك لم يوقف حالة الجدل حول حقيقة المفاعل النووي السوري بعد أن انتقد البرادعي مرة أخري قيام إسرائيل بقصف الموقع بدعم من واشنطن معتبرا ان هذا السلوك عقد إلي حد كبير جهود الوكالة من أجل تحديد طبيعة الموقع*. وهو نفسه ما يؤكد عليه عدد من المراقبين والخبراء حيث صرح مسئول أمريكي لصحيفة النيويورك تايمز* »انه لم يكن هناك الكثير من الجدل بين الأمريكيين والإسرائيليين حول صحة ما قالوا انه مفاعل نووي*.. وإنما كان هناك نقاش حول كيفية الاستجابة*.. حيث يؤكد عدد من المحللين ان الصور التي أفرجت عنها مؤخرا الاستخبارات الأمريكية تشير إلي ان الولايات المتحدة تعرف عن هذا الموقع منذ عام 2003علي الأقل وهو ما يرجح ان واشنطن هي التي تحدثت عنه لإسرائيل وليس العكس*.. كما ان هذا الموقع لا يبعد سوي ميل واحد عن منطقة سياحية نشطة في حلب*.. كما انه ليس محاطا بأي سياج وليس له جدران ولا أبراج مراقبة ولا مباني* سكنية ولا طرق للدوريات ولا مواقع للطيران ولا ثكنات به*. كما انه لا يخضع للحراسة*.. ويتردد ان الإسرائيليين استثمروا هذه المعلومة الاستخبارية المغرضة من أجل منع سوريا في ذلك الوقت من الوجود في مؤتمر أنابوليس الأخير الذي عقد،* ذلك الوقت من الإسرائيليين والفلسطينيين*.
فهناك شبه اتفاق بين المراقبين علي ان ما تتعرض له سوريا حول ما يطلق بمفاعلها النووي* ما هو إلا إحدي* أوراق الضغط التي تستخدمها واشنطن وإسرائيل للحصول علي تنازلات في قضايا سياسية تتعلق بكل من إيران وحزب الله والفلسطينيين*.
2/12/2008, 02:40 PM
البرنامج النووي السوري*.. حقيقة أم خيال؟
رد: البرنامج النووي السوري*.. حقيقة أم خيال؟
العرض العادي
