|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
||||||||||
|
||||||||||
قصه وفـــــــــــــــــــأ
حدثت قبل ما يزيد على عشر سنوات عندما كان محمد الحلو، أشهر مدرب أسود في مصر، يقدم عرضا ناجحا استقبله الجمهور بتصفيق حاد، وعندما استدار محمد الحلو ليرد على تحية جمهوره قفز أسد كان يشارك في العرض على كتفه من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه في ظهره، فسقط المدرب على الأرض ينزف دماً، ومن فوقه الأسد الهائج. وحدثت فوضى كبيرة بين الجمهور، واندفع الجميع يحملون كل ما يمكن أن تصل إليه أيديهم، بما في ذلك العصي والكراسي، لإنقاذ محمد الحلو من بين أنياب الأسد، وهجم ابن الحلو على الأسد بقضيب من الحديد، وتمكن من أن يخلص أباه، ولكن بعد فوات الأوان، فقد مات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام. ولا أحد يعرف سبب ما فعله الأسد: هل لاحظ ما يوحي بالخطر مثلاً؟ أم هل كانت استدارة محمد الحلو لتحية الجمهور مفاجئة، دفعته إلى الاستنفار والاعتداء عليه؟ لا أحد يستطيع أن يجزم بالسبب الذي دفع الأسد إلى هذا التصرف، ولكن المهم ما حدث بعد ذلك. فقد انطوى الأسد على نفسه، في حالة اكتئاب شديدة، بعد وفاة مدربه، وامتنع عن الطعام. وقرر مدير السيرك نقل الأسد إلى حديقة الحيوان باعتباره شرساً لا يصلح للعمل في السيرك، وفي حديقة الحيوان، استمر الأسد في إضرابه عن الطعام، فأحضروا له لبؤة لتؤنس وحدته في القفص، ولكنه رفض، وضربها بقسوة، وطردها وعاود انطواءه وعزلته واكتئابه، واستمر في إضرابه عن الطعام. وأخيرا، انتابته حالة من الهستيريا المدمرة، فراح يعض جسده، وعض على ذيله بأسنانه، وقطعه إلى نصفين، ثم راح يعض ذراعيه بوحشية ويأكل من لحمهما، حتى نزف ومات، واضعا بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد، ندم بدأ بالإضراب عن الطعام حتى الموت، وتصاعد إلى أن وصل إلى أكل اليدين اللتين ارتكبتا جريمة قتل مدربه الذي كان يردد قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: أوصيكم ألا يقتل أحد الأسد، وصية أمانة ألا يقتله أحد. هل سمع الأسد كلمات مدربه الأخيرة، وهل فهمها؟ لا نستطيع ادعاء ذلك، ولكنه بتصرفه أعطى درسا في الوفاء للمسوخ البشرية التي تأكل شعوبا كاملة، وتقتل الملايين بدم بارد على الموائد الديبلوماسية وهي تقرع الأنخاب، وكأن لا شيء حدث. ويقول مدربو الخيول إن الحصان يمتنع عن الطعام ويصاب بنوبة من الكآبة إذا مات صاحبه، وإذا كان ديك الجن الحمصي قد قتل حبيبته ثم ظل يرثيها في قصائده حتى مماته، فإن حصانه أصيب بنوبة من الكآبة أودت بحياته. ويبدو أننا لا نفهم الحيوان، ولا نعرف عنه شيئا، وإلا فكيف نفسر هذه المشاعر "الإنسانية" النبيلة لدى الحيوانات؟ وكيف نفسر هذا الوفاء الذي أصاب الأسد والحصان حظ منه لم يصبه الكثيرون. أسد قتل، فيأكل يديه اللتين قتلتا.. وحصان يموت صاحبه فيصاب بنوبة كآبة تودي بحياته. ألا يدل ذلك على نفوس راقية تفهم وتشعر وتحس وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤولية، وتعرف الإخلاص والوفاء، نفوس لها ضمير يتألم للظلم ويرفض الجور والعدوان، بينما البشر يمارسون في كل لحظة ظلما وعدوانا أكثر مرارة دون أن تطرف لهم عين مجرد تساؤل؟ إني أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان ... بل إني لأظلمه و أسبه حين أصفه بالإنسانية
|
14/11/2012, 06:43 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: قصه وفـــــــــــــــــــأ
مشكوووووور اخى الكريم وبارك الله فيكم
|
||||
14/11/2012, 08:57 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
مـهـندس مـاسـي
|
رد: قصه وفـــــــــــــــــــأ
سبحان اللهم هذا هو خلق الله
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~