|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قل آمنت بالله ثم استقم
قال الله -تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأحقاف: 13 - 14]. الاستقامة بمعنى: أن يصح سير الإنسان على الصراط الذي رسمه الله تبارك وتعالى لعباده من أجل سلوكه، وهو: الصراط المستقيم، أن يلزمه، فلا يحيد عنه يمنه ولا يسرة، لا يحصل منه التفاتة عن هذا الصراط، أو ميل عنه إلى الشهوات، أو إلى الشبهات، التي هي البدع، والأهواء، فإنهما طريقان للانحراف عن الصراط، يعني: ينحرف، إما بشهوات، فيعمل المعاصي، أو ينحرف بسبب شبهات، فيقع في الأفكار المنحرفة، والضلالات، والبدع، والأهواء. فالاستقامة هي: لزوم صراط الله المستقيم، وأن لا يكون في سيره اعوجاج، ولا اضطراب، وإنما يلزم طاعة الله تبارك وتعالى، ويجتنب معصيته الاستقامة هي: لزوم صراط الله المستقيم، وأن لا يكون في سيره اعوجاج، ولا اضطراب، وإنما يلزم طاعة الله تبارك وتعالى، ويجتنب معصيته. فهنا قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ هنا جمعوا بين هذين الأمرين، الأول: أنهم: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ الثاني: ثُمَّ اسْتَقَامُوا، رَبُّنَا اللَّهُ هذا الإيمان، هذا التوحيد، ربنا: معبودنا ومألوهنا، الذين نألهه، ونتوجه إليه بالعبادة، هو الله وحده لا شريك له. فهذا هو الأصل الكبير الذي لا يُنظر في الأعمال ما لم يتحقق، قل آمنت بالله ثم استقم[1]،قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا. فهذا الذي أعلنها وقال: ربي الله -يعني دونما سواه- لابد أن يسير سيرًا مستقيمًا بعد ذلك، يعني: لا يكتفي بهذه الكلمة، وإنما يحتاج إلى أن يعمل بمقتضاها، من لزوم طاعة الله، واجتناب معصيته. فهؤلاء هم الموعودون بقوله: فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، لاحظ هنا: نفى الخوف مطلقًا، ما قال: فلا خوف عليهم في الدنيا، أو لا خوف عليهم عند الموت، أو لا خوف عليهم في البرزخ، أو لا خوف عليهم في عَرَصات القيامة، لا، بل لا خوف عليهم مطلقًا، لا في الدنيا، ولا عند الموت، ولا في البرزخ، ولا في الآخرة، ولا في عَرَصات القيامة، ولا في الجنة، وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، فالخوف: قلق من أمر مستقبل، والحُزن: من أمر فائت، والإنسان إنما يؤرقه ويتعبه في هذه الحياة الدنيا: إما أمور مستقبلية تقض مضاجعه، يفكر فيها، ويحمل همها، فهذا هو الخوف، هذا الذي يسبب للإنسان القلق، والأرق، أو يكون ذلك بسبب أمور فائتة ماضية، خسارة، مصيبة، موت إنسان، مواقف صعبة، فهذا يسبب له الحزن، فيكتئب الإنسان، وكلما تذكر هذه الأمور ضاقت به الدنيا، وضاق صدره، فهنا قال: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، لا في الدنيا، ولا في الآخرة. إذًا، من أراد أن يحيا قرير العين، منشرح الصدر، وأن يكون في سعادة، وفي راحة، وفي طمأنينة، ليس عنده مخاوف، ولا قلق، ولا كآبة، ولا ضيق، عليه أن يحقق هذا: الإيمان، والاستقامة على طاعة الرحمن، فعلى قدر إيماننا، وتقوانا، واستقامتنا، على قدر ما يكون لنا من هذه الأمور التي وعد الله تبارك وتعالى بها: فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، فهم في غاية الأمن، والراحة، والطمأنينة. لاحظ أحوال المسلمين الآن على ضعف الإيمان في قلوبنا، وعلى كثرة ذنوبنا، ومعاصينا، وعلى كثرة البدع، والمخالفات، إلى آخره، كيف حياتنا، وانظر كمثال: من سافر منكم في أرض الله الواسعة، إذا سافرت إلى بلاد الغرب مثلاً، والكفر، تجد القلق والتوتر في وجوههم، يُقرأ واضحًا جدًّا، وتجد الحياة مشدودة، يعني: الذي يعيش معهم، أو يرى ذلك المشهد، يرى حياة صعبة، يعني: الناس يمشون بطريقة معينة في الطرق، وفي المطارات، وفي كل مكان، وعند محطات القطار، حياة صعبة، يعني: كأنك ملحوق وستُسبق، إذا لم تكن تعارك وتصارع فلن يلتفت إليك أحد، حتى الذي يسأل، ويتسول يحتاج أن يأخذ معه معازف، أو شيئًا، من أجل أن يعزف للناس في مراكبهم، أو في القطار، من أجل أن يعطوه شيئًا، حياة قلقة، والقلق ظاهر في وجوههم، سبحان الله! واذهب إلى بلد من بلاد المسلمين تجد شيئًا آخر تمامًا، على ضعف الإسلام في نفوسنا، تجد الهدوء، والطمأنينة، والسكينة في مشيتهم، وفي تصرفاتهم، وفي وجوههم، مع ضعف كبير في التدين، ولزوم السنة، والعمل الصالح. اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. لفضيلة الشيخ : د / خالد بن عثمان السبت
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~