|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العقيدة الاسلامية
يقولُ الله تعالَى في كتابهِ العزيزِ:
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ{ [سورة محمّد]. قُدّمَ الأمرُ بمعرفةِ التوحيدِ على الأمرِ بالاستغفارِ، والسببُ فيهِ أنَّ معرفةَ التوحيدِ إشارةٌ إلى عِلْمِ العقيدةِ. لذلكَ قالَ الشافعيُّ رضيَ الله عنهُ: "أحْكَمْنا ذاك قبل هذا". أيْ عِلْمَ التوحيدِ قبلَ فروعِ الفِقْهِ، ولذلكَ قالَ الإمامُ أبو حنيفةَ رضيَ الله عنهُ "اعْلَمْ أنَّ الفِقْهَ في الدّينِ أفضَلُ مِنَ الفِقْهِ في الأحْكامِ" وإنّما سمّيَ عِلْمَ التوحيدِ لأشهَرِ مباحثِهِ وهي توحيدُه تباركَ وتعَالى في الذاتِ والصفاتِ والأفعال، وعدمِ مشابهتِه لشىءٍ مِنْ مخلوقاتِه. فاعلَمْ أخي المسلمَ، إذا قالَ لكَ قائلٌ مَنْ تعبدُ؟ فقلْ أَعْبُدُ الله الذي لا إله إلا هوَ، لا إله إلا الله، لا معبودَ بحقٍ إلا الله، لا أحدَ يستحقُّ العبادةَ إلا الله، أيْ لا أحدَ يستحقُّ أن يُتذَلَّلَ لهُ نهايةَ التذلُّلِ إلا الله الذي ليسَ متحيّزًا في الأرضِ ولا في السماءِ، رَبُّنا لا يسْكُنُ الأرضَ ولا السماءَ، كانَ قبلَ الأرضِ والسماءِ وكلّ العالَمِ، كانَ قبلَ المكانِ والزمانِ وهُوَ الآنَ كمَا كانَ. فالله تعالَى لا يتغيّرُ واسْمَعوا مَعِي هذا الدليلَ المفحِمَ على أنَّ الله لا يتغيّرُ وهُوَ أنَّ إبراهيمَ الخليلَ عليهِ السَّلامُ لما رَأَى الكوكبَ قالَ لقومِه الذينَ يعبدونَ الكواكبَ مِنْ دونِ الله وكانَ قولُه هذَا رَدًّا عليهِمْ وحُجَّةً أقامَها عليهِمْ قالَ لهُمْ: }لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{ [سورة الأنعام] أَفْهَمَهُمْ أنَّ هذا الكوكبَ لا يستحقُّ العبادةَ لأنّهُ يأفُلُ يعني يغيبُ يعني يتغيَّرُ مِنْ حَالٍ إلى حَالٍ يعني محتاجٌ لمنْ يغيّرُهُ والمحتاجُ عاجزٌ والعاجِزُ لا يَصِحُّ في العَقْلِ أنْ يكونَ إلها. كثيرٌ مِنَ الناسِ لا يعلَمُ مَعْنى الآيةِ }اللهُ الصَّمَدُ{ أيِ الله لا يحتاجُ إلى غيرهِ، هوَ المستَغْني عَنْ كُلّ مَا سواهُ، المفتقرُ إليهِ كلُّ مَا عَداهُ، فَربُّنا يُغَيِّرُ ولا يَتَغَيَّرُ، كانَ قبلَ المكانِ بِلا مَكَانٍ، وبعدَ أنْ خَلَقَ المكانَ هوَ موجودٌ بِلا مَكَانٍ. وهُنا سأقِفُ وَقْفَةً لأقولَ إنَّ بلالاً الحبشيَّ مؤذّنَ رسولِ الله تعرَّضَ للضرْبِ والجَلْدِ والإهانةِ، وأَبى إلا أنْ يقولَ أَحَدٌ أَحَدٌ، أَحَدٌ أَحَدٌ، ونحنُ نُعَلّمُ هذهِ العقيدةَ الحقَّةَ، هذهِ العقيدَةَ المحمَّدِيَّةَ الأشعريّةَ، ونأبى إِلا أَنْ نقولَ: الله موجودٌ بِلا مَكانٍ، الله موجودٌ بِلا مَكانٍ، والله تعالى لا يمكن تصويرُه في القلبِ لأنه لا شبيهَ له في الموجوداتِ. فقدْ قالَ الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ رضيَ الله عنهُ: "مهمَا تصوَّرْتَ ببالِكَ فالله بخلافِ ذلكَ" أيْ لا يُشبهُ ذلكَ. فإنْ قالَ لكَ مشبّهٌ مجسّمٌ: كيفَ نعبُدُ مَا لا نستطيعُ أنْ نتصوَّرَهُ. فقل له: يا جاهل، ومن قال لك إنَّ مِن شرطِ الإيمانِ التصور؟ يا جاهل أليس في المخلوقِ مَا لا نستطيعُ أنْ نتصوَّرَهُ لكنناْ نؤمنُ بهِ وجوبًا، وهُوَ أنَّ النورَ والظلامَ لم يَكونا، فَلا يستطيعُ أحدٌ مِنَّا أن يَتصوَّرَ في نفسِهِ كيفَ يكونُ وقتٌ ليسَ فيهِ نورٌ ولا ظلامٌ، ومعَ هذا واجبٌ علينا أنْ نؤْمِنَ بأنّهُ مضَى وقتٌ لم يكنْ فيهِ نورٌ ولا ظلامٌ لأنَّ الله تعالى قالَ }الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ{ [سورة الأنعام] أيْ خَلَقَ الظلماتِ والنورَ، أيْ أَوجَدَ الظلامَ والنّورَ بعدَ أنْ كانَا معدومَين، فبالأولى فالله الذي قالَ عنْ نفسِهِ }لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ{ لا يُتصوَّرُ في الوَهْمِ ولا تحيطُ بهِ العقولُ. قل له: يا جاهل: كيف تطلب تصور الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا فكرة في الربّ. يا جاهل: كيف تدعي أنك تابع للإمام أحمد بن حنبل، وتطلبُ تصور الله، والإمام أحمد يقول: "مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك؟ أحبابنا الكرام، يا حُرَّاس عقيدةِ رسول الله: احفظوا هذه الردودَ والأدلةَ حتى تكون حجتكم قويةً وواضحةً وأنتم تدافعون عن عقيدةِ التوحيد، عقيدة الأنبياء والمرسلين. أيُّها الأحبّةُ المسلمونَ الصائمونَ (في حال كانت الخُطبة في شهر رمضان المبارك) إنَّ ممّا يُفسِدُ الصيامَ الوقوعَ في الردَّةِ والعياذُ بالله ولَوْ كانَ جَادًّا أوْ مازِحًا أوْ غَضبانَ، وأُذَكّرُكُمْ بأنْ تكْسروا أنفسَكُمْ وتمنعُوهَا مِنَ الغضَبِ والتوتُّرِ في أثناءِ الصّيَامِ. والردَّةُ هيَ قَطْعُ الإسْلامِ إمَّا بقولٍ أوْ بفعْلٍ أوْ باعتقادٍ. إمَّا بقولٍ كسَبّ الله أوْ نبيّ أوْ مَلَكٍ كسيّدِنَا عَزرائيلَ عليهِ السلامُ. أوْ بفعْلٍ كرَمْيِ المصحفِ في القاذوراتِ أو باعتقادٍ كاعتقادِ أنَّ الله جسْمٌ والعياذُ بالله. ومَنْ كانَ وقعَ في شىءٍ مِنْ هذا لا يعودُ إلى الإسلامِ إلا بالشهادتين أَشهَدُ أنْ لا إله إلا الله وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله. أمَّا مَنْ بقيَ على الكفْرِ والضلالِ على غير الإيمانِ فهذا لا صيامَ لهُ. اللهمَّ لا تجعَلْ مصيبتَنا في دِينِنا، اللهمَّ إنّا نسألُكَ حبَّكَ وحُبَّ مَنْ يحبُّكَ والعمَلَ الذي يبلّغُنَا حُبَّكَ، اللهمَّ اجعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إلينا مِنْ أنفُسِنا وأهْلِنَا والماءِ الباردِ، اللهمَّ اقْبَلْ مِنَّا صيامَنا وقيامَنا وركوعَنا وسجودَنا يا رَبَّ العالمين يَا الله. هذا وَأَستغْفِرُ الله ليْ ولَكُمْ. |
16/2/2010, 09:27 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: العقيدة الاسلامية
جزاك الله خيرا
|
|||
17/2/2010, 02:04 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: العقيدة الاسلامية
|
||||
17/2/2010, 11:51 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
بـاشـمهندس
|
رد: العقيدة الاسلامية
جزاك الله خيرا
واكثر الله ممن يعقلون بعيدا عن لوثة المشبهة ! |
|||
17/2/2010, 09:08 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: العقيدة الاسلامية
|
||||
24/2/2010, 02:39 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||
مـهـند س جـديـد
|
رد: العقيدة الاسلامية
تحيه خاصه مني الك ممزوجه بالورود والعطر الممدود
|
|||
24/2/2010, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: العقيدة الاسلامية
|
||||
24/2/2010, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: العقيدة الاسلامية
|
||||
24/2/2010, 10:40 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
مـهـند س مـمـيـز
|
رد: العقيدة الاسلامية
بارك الله فيك
|
||||
25/2/2010, 10:23 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: العقيدة الاسلامية
|
||||
التعديل الأخير تم بواسطة helmy40 ; 12/3/2010 الساعة 07:18 PM |
|||||
5/3/2010, 09:46 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | |||
مـهـند س مـمـيـز
|
رد: العقيدة الاسلامية
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة helmy40 ; 12/3/2010 الساعة 07:19 PM |
||||
6/3/2010, 06:48 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: العقيدة الاسلامية
|
||||
12/3/2010, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: العقيدة الاسلامية
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~