|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن
طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال -رحمه الله تعالى-: ويدل عليه -أيضًا- أن الله -تعالى- سَمَّى طاعة الشيطان في معصيةٍ عبادةً للشيطان، كما قال تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ . وقال حاكيًا عن خليله إبراهيم أنه قال لأبيه: يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا . فمن لم يحقق عبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخْلُص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن، وهم الذين قال فيهم: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ . فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها، وصدقوا قولهم بفعلهم، فلم يلتفتوا إلى غير الله، محبة ورجاء، وخشية وطاعة وتوكلا، وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقًا. فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه، ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته، فقد كَذّب فعله قوله، ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ . فيا هذا، كن عبد الله لا عن الهوى؛ فإن الهوى يهوى بصاحبه في النار أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، والله ما ينجو غدًا من عذاب الله إلا من حقق عبودية الله وحده، ولم يلتفت معه إلى شيء من الأغيار، من علم أن إلهه ومعبوده فرد فليفرده بالعبودية، ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا. كان بعض العارفين... -------------------------------------------------------------------------------- الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. تقدم تقرير أن "لا إله إلا الله" لها مدلول، وهو أن الإله الحق هو الله، وإنه مستحق للعبادة، فهو الذي يستحق أن يؤله، يعني: يُعْبَد وحده لا شريك له، يُعْبَد خوفًا ورجاء وتوكلا، ورغبة ورهبة واستعانة، بكل أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، هو المستحق لذلك. وهذه الأمور يتفاضل فيها الناس؛ فالإيمان يزيد وينقص، أعمال القلوب تزيد وتنقص، أعمال الجوارح تزيد وتنقص. ولذلك كان الناس أصناف، منهم السابقون في الخيرات، ومنهم المقتصدون، ومنهم الظالمون لأنفسهم ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ . تفاضل العباد في إيمانهم، وفي طاعتهم، وفي سائر أنواع العبادة، تفاضل لا يعلم مداه إلا الله الذي يعلم ما في القلوب، ويعلم ما يُسِرُّه العباد وما يعلنون. وإذن، فهناك الذنوب التي تنقِّص التوحيد، تنقص الإيمان، ولهذا -كما تقدم- جاءت النصوص فيها تسمية بعض الذنوب كفرًا، تسمية بعض الذنوب شركًا، شرك وكفر، فكما أن شعب الإيمان إيمان، فشعب الكفر كفر، يعني: بمعنى أنها من الكفر، اثنتان في الناس هما بهم كفر، سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر . ومعنى ذلك أن الذي ينقص تحقيقه للتوحيد، تحقيق لمدلول هذه الكلمة العظيمة "لا إله إلا الله" يكون عنده شعبة من الشرك بقدر ما معه من المخالفات. تقدم ذكر الحديث: تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم . إذا أفرط الإنسان في المحبة الطبيعية خرج إلى نوع من الشرك قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ . هذه هي آية المحبوبات الثمانية، إيثار هذه المحبوبات قد يصل إلى الكفر، وقد يكون دون ذلك، قد يكون كفرًا، فكثير من الكفار تركوا الإيمان بالله ورسوله إيثارًا -يعني- للوطن والعشيرة والأهل، إيثارًا لهم، وموافقة لهم. ومنهم من يؤثر هذه المحبوبات في المعصية، يؤثرهم فيطيعهم في معصية الله، ويقدم محابهم على ما أوجب الله -سبحانه وتعالى- وهكذا. تقدم أن اتباع الهوى هو أصل الشرك الأكبر والأصغر، أنواع الشرك أكثرها اتباع الهوى إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ . بعد هذا كله يقول المؤلف: من الدليل على ذلك أن الله سمى طاعة الشيطان عبادة، وكل معصية هي طاعة للشيطان، كل معصية هي طاعة للشيطان. ولكن من الخلق من عبد الشيطان عبادة -يرحمك الله- صار بها كافرًا مشركًا كعباد الأوثان، عباد الأوثان هم عابدون للشيطان، يقول شيخ الإسلام -رحمه الله-: أصل الشرك -أصل الشرك كله، أصل شرك عباد الملائكة، والأنبياء، والصالحين، والأصنام، والأحبار والرهبان وغير ذلك- أصل الشرك عبادة الشيطان، هذا أصل الشرك. وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ . أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ لا تعبدوا الشيطان، وما الذي كان من أولئك؟ إنما كانت منهم الطاعة، طاعة الشيطان، يعني: أكثر الأمم لا تقصد أنها تعبد الشيطان، لكن هي في الواقع عبدت الشيطان من حيث أنها أطاعته. وقال إبراهيم -عليه السلام-: يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا . إذن، فعُلِم أن طاعة الشيطان هي نوع عبادة، هي عبادة له، وهي تختلف كما ذكرت. إذن، التألّه لله والتعبد له يقتضي طاعته ومحبته، وخوفه ورجاءه، وإفراده بذلك، فالعبد على الحقيقة، عبد الله على الحقيقة هو الذي يفرد ربه بالطاعة، ولا يطيع إلا من أمره الله بطاعته من الرسل مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ . يقول نوح -عليه السلام-: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ فإن طاعة الرسل هي طاعة لله، وكل من أمر الله بطاعته فطاعته هي طاعة لله، في حدود ما أمر الله به من طاعته. فالعبودية تقتضي كمال الطاعة، وكمال الحب، والذل والإجلال، وما يتبع ذلك من الخوف والرجاء والتوكل. فيجب إفراده -سبحانه وتعالى- بحيث إفراده بالعبادة بكل أنواعها الظاهرة والباطنة، بكل أنواعها، ولا يحقق هذا المقام إلا الذين استثناهم الله في قوله: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ . وقال -سبحانه وتعالى- عن إبليس: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ . فيه قراءة (المُخْلِصِين) فهم مخلصون، يخلصون لله في أعمالهم، ومخلصون لله، فهم العباد الخُلَّص، عباد الله الخلَّص، ليس فيهم عبودية لغير الله، وهذا يصدق على الأنبياء، فهم الأنبياء والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون، فهم مخلصون لله في أعمالهم وأقوالهم الظاهرة، فاعبد الله مخلصًا. فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . أما من يتبع هواه فيما يخالف هدى الله فليس بمخلص، ولا مُخلَص، وإن كان عنده شيء من -يعني- من أصل العبودية لله، فالعبودية لله المتضمنة لمحبته وتعظيمه وطاعته، الناس فيها على مراتب، فأكمل الخلق عبودية لله هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو مقام شريف شرَّفه الله به، ونوَّه بهذا الوصف وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا . سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ . وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ . قال -سبحانه وتعالى- في نوح -عليه السلام-: إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا . وقوله: فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا كذبوا عبدنا، عبودية، هذه العبودية خاصة. فالرسل والأنبياء والصديقون -على اختلاف مراتبهم- هم الذين حققوا التوحيد، وحققوا العبودية لله، فأخلصوا الدين لله، أخلصوا الدين لله، فلم تزاحم محبة الله محبة غيره، لم تزاحم محبةَ الله في قلوبهم محبةُ غيره، وسيأتي مزيد كلام في المحبة؛ لأن المؤلف استرسل في هذا، وتكلم عن هذا كثيرًا. نعم. |
12/7/2010, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن
بارك الله فيك اخي حلمي
|
||||
12/7/2010, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن
كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل، فقال في كلامه: لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردًا بفرد. فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت، وبقي على ذلك ساعات، فلما أفاق فكأنه نشر من قبر.
-------------------------------------------------------------------------------- قوله: "لا إله إلا الله" تقتضي ألا يحب سواه . هذا الأثر مما ينقل عن بعض الصوفية، وهم الذين يتلقبون بهذه الألقاب؛ العارف، العارف ليس من الأسماء الشرعية التي ما أعلم، المؤمن، التقي، الصالح، الصديق، هذه الألقاب. أما العارف، المعرفة مطلوبة، وهي العلم، أنه تعالى أمر بالعلم وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا لكن أصبح مصطلح العارف عند الصوفية يعني المحقق لمقامات، المحقق لـ -يعني- السير إلى الله، وجمع القلب على الله، ولهم مصطلحات كثيرة. الصوفية لهم مصطلحات: العارف، وتلميذ الشيخ يسمونه: المُرِيد، يعني الذي يتلقى منه التربية على السلوك والعبادة والأعمال، يسمونه المريد، ولهم -يعني- مصطلحات بدعية في ما يشرع زعمهم للسالك. وهذه القصة يستشهد بها المؤلف، ولا بأس من الاستشهاد ببعض الأمور التي يقصد منها تقرير أمر صحيح. هذا العارف الذي كان يقول في القصة إنه لا ينال أحد مراده، لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردًا بفرد، يعني: لهم رموز وعبارات. ابن القيم نقل في تعريف التوحيد، نقل عن بعض الشيوخ الصوفية يقول: التوحيد -لعله عن الجنيد- يقول: التوحيد إفراد القديم عن المحدث، وراح يشرح، شرحه في "مدارج السالكين" إفراد القديم عن المحدث. "حتى ينفرد فردًا بفرد" هو يشير في هذا الكلام إلى أنه لا ينال أحدًا مراده، يعني: مراده لا يناله أحد من العباد والسُّلَّاك والسائرين إلى الله، لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردًا بفرد. الفرد هو الله، هو فرد، وهذا اللفظ -يعني- معناه صحيح، الله -تعالى- فرد، لكن الذي ورد في أسمائه الأحد والواحد، الأحد والواحد، أما الفرد فلا أعرف أنه ورد فيه شيء من النصوص، لكن معناه صحيح، وكثيرًا ما يجري على لسان بعض أهل العلم أنه -سبحانه وتعالى- أحد فرد صمد، أحد فرد: يعني أحد واحد؛ لأن الفرد يعني الواحد. "حتى ينفرد": يعني حتى هذا الواحد الفرد ينفرد، بحيث لا يكون له تعلق إلا بذلك الواحد، ويمكن يتشهد لهذا بقول ابن القيم: "كن واحدًا في واحدٍ ولواحد" أعني: طريق الحق والإيمان، "كن واحدًا في واحد": يعني في الطريق، يعني طريق الحق واحد، "ولواحد": كن لله الواحد، لا تكن لغيره، لا تكن عبدًا لغيره، إلى آخر القصة. وأنه لما قال هذه المقالة غُشِي عليه وصُعق، وهذا يحصل لبعض الصوفية، ومسألة الغشي فيها كلام -يعني- معروف لشيخ الإسلام وغيره، وأن الغشي هذا ما هو بمشروع، لكن إذا الإنسان غلبه الصعق والغشي يكون معذورًا، ولم يُعرف الصعق والغشي عن -يعني- من حال الرسل والأنبياء والكُمَّل من المؤمنين والصحابة، لم يعرف هذا، إنما عرف في بضع العباد السُّلَّاك. فغاية الأمر أن يكونوا معذورين في الصعق؛ لأن الصعق والغش أمر ممدوح، فيعتبر -يعني- من لا يُغْشَى ومن يحصل الصعق والغشي يكون أفضل ممن لا يحصل له ذلك، هذا لا يصلح، وسيأتينا -يعني- عبارات كثيرة، المؤلف -يعني- كان عنده نزعة -إن صح أن نقول- نزعة تصوف، ولهذا يستشهد بكثير من -يعني- ببعض أقوال الصوفية والأشعار، |
||||
12/7/2010, 11:48 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن
|
||||
12/7/2010, 11:49 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن
|
||||
13/7/2010, 03:44 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
ادارة منتديات المهندسين العرب
|
رد: طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن
باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا |
||||
13/7/2010, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~