|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً "
"مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً "
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) و قوله : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. صدر سبحانه الآية بألطف أنواع الخطاب ، وهو الاستفهام المتضمن معنى الطلب ، وهو أبلغ في الطلب من صيغة الأمر. والمعنى : هل أحد يبذل هذا القرض الحسن ، فيجازي عليه أضعافا مضاعفة؟. وسمي ذلك الإنفاق قرضا حسنا حثّا للنفوس ، وبعثا لها على البذل. لأن الباذل متى علم أن عين ماله يعود إليه ولا بد طوّعت له نفسه ، وسهل عليه إخراجه. فإن علم أن المستقرض ملئ وفيّ محسن ، كان أبلغ في طيب فعله وسماحة نفسه. فإن علم أن المستقرض يتجر له بما اقترضه ، وينميه له ويثمّره حتى يصير أضعاف ما بذله كان بالقرض أسمح وأسمح. فإن علم أنه مع ذلك كله يزيده من فضله وعطائه أجرا آخر من غير جنس القرض ، فإن ذلك الأجر حظ عظيم ، وعطاء كريم ، فإنه لا يختلف عن قرضه إلا لآفة في نفسه من البخل والشح ، أو عدم الثقة بالضمان. وذلك من ضعف إيمانه. ولهذا كانت الصدقة برهانا لصاحبها. وهذه الأمور كلها تحت هذه الألفاظ التي تضمنتها الآية ، فإنه سماه قرضا وأخبر أنه هو المقترض لا قرض حاجة ، ولكن قرض إحسان إلى المقرض واستدعاء لمعاملته ، وليعرف مقدار الربح ، فهو الذي أعطاه ماله واستدعى منه معاملته به. ثم أخبر عما يرجع إليه بالقرض ، وهو الأضعاف المضاعفة. ثم أخبر عما يعطيه فوق ذلك من الزيادة ، وهو الأجر الكريم. و حيث جاء هذا القرض في القرآن قيده بكونه حسنا. وذلك يجمع أمورا ثلاثة: أحدها : أن يكون من طيب ماله ، لا من رديئه وخبيثة. والثاني : أن يخرجه طيبة به نفسه ، ثابتة عند بذله ، ابتغاء مرضاة اللّه. الثالث : أن لا يمن به ولا يؤذى. فالأول يتعلق بالمال. والثاني يتعلق بالمنفق بينه وبين اللّه. والثالث بينه وبين الآخذ.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~