|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صور وأشكال الفساد
صور وأشكال الفساد أيها المسلمون: للإفساد في الأرض صور وأشكال وألوان مختلفة ومتعددة: منها: تخريب وتدمير المنشآت العامة: فإن من يقوم بذلك من حرق المنشآت العامة وإتلاف الأشجار والحدائق يعد من أشد صور الفساد والإفساد في الأرض؛ وقد نكل الله بهؤلاء في قوله:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ( المائدة: 33) ومنها: فساد المؤسسات الرسمية؛ فلو نظرت إلى كل وزارة أو مؤسسة تجد فيها فساداً من نوعٍ خاصٍ؛ فمثلاً فساد التعليم يكون بالغش وتربية أجيال قائمة على الجهل والغش؛ هؤلاء يتخرجون؛ منهم الأطباء؛ ومنهم المهندسون؛ ومنهم المحاسبون؛ ومنهم المدرسون ….إلخ؛ فكيف يصلحون المجتمع وهم في الأصل جاهلون ؟!! {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} (البقرة: 11؛ 12) . ولو نظرت إلى الصحة لوجدت فسادا؛ يتمثل في إهمال الأطباء للمرضى وعدم العناية بهم؛ ورداءة الأجهزة الطبية؛ وسوء الخدمة ؛ وقد تسبب ذلك في إزهاق أروح بريئة مسكينة فقيرة؛ وكلكم تعلمون ذلك وتعايشونه!! وقس على ذلك كل مؤسسات الدولة !! والعامل المشترك في الفساد بين هذه المؤسسات هو : الإهمال والتقصير، والتعدِّي على لوازم العمل، وعدم الإتقان، وعدم الانضباط والالتزام بنظم العمل، والمحسوبية وعدم تكافؤ الفرص، وبخس العامل حقوقه. ومن صور الفساد في المجتمع: السحر؛ فقد سمى الله -عز وجل- فاعله مفسدًا فقال تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ} [ يونس :81]، وسمى الله عمل السحرة والسحر بأنه عمل المفسدين، وذلك لما يترتب عليه من فساد الأسر والتفريق بين الزوجين وخراب البيوت. ومنها: قتل النفس التي حرم الله؛ فقتل الأنفس المعصومة من كبائر الذنوب، ومن الإفساد في الأرض، وزوال هذه الدنيا وما فيها أهون عند الله -عز وجل- من قتل رجل مسلم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»( الترمذي). وفساد القتل ليس قاصراً على قتل نفس المسلم، بل أيضا يشمل ذلك المعاهد، والمستأمن، فإن الله -عز وجل- قد حفظ له حقه، فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا». ومنها: زعزعة الأمن؛ فالأمن في الأوطان مطلب كل يريده ويطلبه، فقريش أنعم الله عليها بنعمة الأمن، فأطعمها من جوع وآمنهم من خوف، وأن من يسعى لزعزعة الأمن إنما يريد الإفساد في الأرض، وأن تعم الفوضى والشر بين عباد الله، فما يحصل في بلادنا إنما هو إرادة للإفساد في الأرض، وإنما حملهم على ذلك الحسد لهذه النعمة نعمة الأمن، ونعمة الاستقرار الذي ننعم فيه في هذه البلاد. ومنها: السعي إلى الفرقة وتحزب الناس؛ فمن نظر إلى حال الأمة الآن يجدها فرقا وأحزابا وجماعات؛ و{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم: 32)؛ وكل يدعي لنفسه أنه المصلح، ولكن كما قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ} [سورة البقرة : الآية 220]، وأخبر عن فرعون أنه قال عن موسى -عليه السلام-: {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ}[سورة غافر : الآية 26]، ففرعون يصف موسى -عليه السلام- بأنه يسعى في الأرض فسادًا ، وفرعون أعظم المفسدين والمسرفين . فهذا فرعون الذي قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [سورة النازعات : الآية 24] يرى أنه مصلح، وهذا من انتكاس الفطر والعياذ بالله. لذلك نهى الله عن الفرقة والتحزب، وأمر الله بالاجتماع، ونهى عن الاختلاف: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال :46]، ويقول -جل وعلا-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، فالله -عز وجل- أمر بالاجتماع ونهى عن الاختلاف، فنشر الفرقة بين الناس بسبب الْحَسَبِ، أو النَّسَبِ، فيه فساد للمجتمع، ومن يسعى إلى نشر الفرقة بين المجتمع ويسعى إلى الإفساد فيهم يجب نصحه، وإلا حذرنا منه لأنه يسعى للإفساد في الأرض. ومنها: الدعوة إلى إفساد المرأة؛ فهناك دعوات غربية تنادي بإفساد المرأة تحت مسمى الرقي والتحضر ومسايرة العصر؛ والهدف منها إفساد المجتمع؛ فدعوة المرأة أن تعصي ربها -عز وجل-، وأن تفعل كما فعل نساء الكفر، فهذا أيضا من الإفساد في الأرض، وليحذر الإنسان من ذلك أشد الحذر، وليسع إلى كل أمر فيه خير وصلاح. ومنها: انتشار المعاصي والفواحش والشرك بالله؛ قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم: 41)؛ فنشر الفاحشة بين الناس، وتحبيبهم لها، وتذليل الصعوبات التي تواجهها، وتعارف الناس عليها حتى أصبحت المعاصي والفواحش شيئاً مألوفاً؛ هذا بلا شك فيه فساد البلاد والعباد؛ قال ابن القيّم رحمه الله في قوله تعالى: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها }(الأعراف/ 56)؛ قال أكثر المفسّرين:” لا تفسدوا فيها بالمعاصي، والدّعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله لها ببعث الرّسل، وبيان الشّريعة، والدّعاء إلى طاعة الله، فإنّ عبادة غير الله والدّعوة إلى غيره والشّرك به هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنّما هو بالشّرك به ومخالفة أمره، فالشّرك والدّعوة إلى غير الله وإقامة معبود غيره، ومطاع متّبع غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، هو أعظم فساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلّا بأن يكون الله وحده هو المعبود المطاع، والدّعوة له لا لغيره، والطّاعة والاتّباع لرسوله ليس إلّا ؛ ومن تدبّر أحوال العالم وجد كلّ صلاح في الأرض سببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله، وكلّ شرّ في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدوّ وغير ذلك سببه مخالفة رسوله، والدّعوة إلى غير الله ورسوله.” ( فتح المجيد) ومنها الفساد المالي: كانتشار السرقة والاختلاس والرشوة، والتربُّح من الوظيفة، واستغلال الجاه والسلطان والربا، والقمار ومنع الزكاة، وصور خيانة الأمانة في المعاملات المالية؛ والإنفاق في الحرام؛ فقد يملك الإنسان ويفسده بإنفاقه في الحرام والمهلكات والمخدرات والمسكرات؛ فعن جابر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أمسكوا عليكم أموالكم ولا تفسدوها؛ فإنّه من أعمر عمرى فهي للّذي أعمرها – حيّا وميّتا – ولعقبه» ( مسلم) والعمرى: يقال: أعمرتك هذه الدار- مثلا- أو جعلتها لك عمرك أو حياتك، أو ما عشت؛ فيلزمه الحفاظ عليها ولعقبه بعده. ومنها تتبع العورات : فعن معاوية- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّك إن اتّبعت عورات النّاس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم» (أبو داود وابن حبان) ومنها: فساد القلوب: فالقلوب مملوءة بالحقد والحسد والضغينة والبغضاء؛ وهذا بلا شك يؤدي إلى فساد الجسد كله؛ فعن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس. فمن اتّقى المشبّهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه. ألا وإنّ لكلّ ملك حمى، ألا إنّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب» )(البخاري ومسلم)؛ ومن رحمة الله بنا أن أخفى علينا أمراض القلوب؛ فلو أن القلوب انكشفت ورأى كل إنسان ما يضمره الآخر له من حقد وعداوة وأمراض؛ ما دفن أحدٌ أحداً؛ وقد جاء في الأثر: لو تكاشفتم ما تدافنتم!! ومنها: الفساد الإداري؛ وذلك بتقديم ذوي الحسب أو الثقة أو صاحب المصلحة على الكفاءات في شتى مجالات المجتمع؛ وهذا بلا شك يؤدي إلى فساد القوم؛ وقد سُئل الإمام علي بن أبي طالب , ما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين ؟ قال : ثلاثة. وضع الصغير مكان الكبير ؛ وضع الجاهل مكان العالم ؛ وضع التابع في القيادة..
|
23/8/2015, 09:44 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: صور وأشكال الفساد
شكرا لك اخي الغالي
تحياتي لك رائع |
||||
23/8/2015, 11:33 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
مـهـندس فـعال
|
رد: صور وأشكال الفساد
شكر لك اخى
الله يعطيك العافيه |
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~