|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشِعر العربي المعاصر بين التراث والحداثة
اخوانى الافاضل
إن تجربة الشعر المعاصر ليست تعبير عن موقف عدائي مباشر أو غير مباشر للتراث الأدبي العربي بعامة وللشعر القديم بصفة خاصة كما يرى البعض مِن مَن نسب لنفسه الغيرة على ذلك التراث وهو في الوقت نفسه لا يدري من قيمة هذا التراث الحقيقية شيئا . إن العلاقة بين الحداثة والتراث قضية يطرحها كل عمل فني يتم إبداعه وعلى نُقادنا أن يتمكنوا من وضع اسس نظرية لمفهوم الحداثة في الأدب وان يرسوا مبادئ فكرية تحدد علاقة الشاعر والأديب بتراثه وبالتراث الانساني ككل حتى نتمكن من دراسة شعرنا دراسة جدية وقيِّمة من خلال الوعي التام بأهمية التراث لا في مجال الشعر فحسب بل على جميع المستويات الحضارية والثقافية فالأمة التي لا تعي ماضيها تعيش على هامش التاريخ الحاضر وتمارس ضد ذاتها عملية إبادة يكاد يُجمع الباحثون والمهتمون بدراسة التبادُّلات الاجتماعية في مختلف المجالات الفكرية والمعرفية الأدبية منها و الفلسفية بأنَّ هناك سيرورة من التطور تتَّحدد بها الحركة الدينامية لدى جميع الشعوب ومن نافل القول أن هذه الحركة ليست على وتيرة واحدة في كل المجالات البشرية ما دامت هناك عوامل عدة تساهم في تسريعها أو الحدِّ منها ولذلك شهدت بعض المجتمعات وتيرة نمو رافقتها تبدُّلات اجتماعية واقتصادية وفكرية كان لها الدور الأساس في الثورة النهضوية الحديثة التي انطلقت معها سمات الحداثة الأولى في أوروبا والتي سرعان ما عمت جميع المجتمعات البشرية متفاعلة معها بأشكال متعددة تراوحت بين القبول والترحيب أو التحفظ والرفض
|
25/8/2016, 12:30 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الشِعر العربي المعاصر بين التراث والحداثة
اخوانى الافاضل
وتجدر الإشارة إلى أنّ الحداثة وما ارتبط بها من أفكار ومقولات وتبدُّلات ليست سوى النِّتاج الطبيعي لحركة التاريخ والتفاعل البشري فمثلا لا يمكن فهم الحداثة الغربية إلَّا من داخل سياقها التاريخي من (ديكارت إلى غاليلي) وصولا إلى النظرية النسبية (لانشطاين) ونظرية (فرويد ) النفسية وروحانية (برغسون) ووجودية (هايدغر) وبعث الأسطورة على يد ( السير جيمس فريزر ) وتراجع النظام البرهاني للعقل ( ديكارت و باسكال ) وقيام فلسفة جديدة ترتكز على الذات فلسفة الباطن ونتشه الذي أعلن موت الإله وسقوط العالم الفكري الماورائي في كتابه هكذا تكلم زراديتش وشيوع مقولة (فرانسيس فوكوياما) نهاية التاريخ وغيابه في اللامعقول مع (مارتين ايدسون) |
||||
|
|||||
25/8/2016, 12:37 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الشِعر العربي المعاصر بين التراث والحداثة
اخوانى الافاضل
إذن فالحداثة الغربية لم تتشكل إلا بعد تراكمات وهذا ما أنتجه (ت. س. إليوت ) في " أرض اليباب " اختزالا للثقافة الغربية التي أنتجت إنسانا ماديا وخربته معنويا وأحدثت قطيعة تاريخية ومعرفية إبستمولوجية أو ما يُّسمى في النقد المعاصر " التجاوز والتخطي " حيث تبولت مفاهيم جديدة هذا ما دفع لقراءة الحداثة في سياق ملابسات حضارية وتاريخية يقول جون بوديار ليست الحداثة مفهوما سوسيولوجيا أو مفهوما تاريخيا يحصرُّ المعنى وإنما هي صبغة مميزة لحضارة تتعارض وصبغة التقليد أي أنها تعارض الثقافات السابقة لقد جاءت ردود الفعل من حول الحداثة متباينة خاصة في تلك المجتمعات التي لم تكن قادرة على مجابهة تحديات التطور الكوني والذي ساهمت الحداثة الغربية في رسم مساره والتفاعل مع التطورات الحاصلة في الكون خاصة مع مطلق القرن 19م وحتى يومنا هذا غير أنّ هذه الخطوات التفاعلية ومواكبة تلك التطورات كانت ولا تزال مليئة بحروب الإخضاع والسيطرة والحماية والوصاية التي تشنها المركزية الغربية على كل ما هو عربي ولذلك غرق مُفكرو العرب وأدبائهم ونقادهم في جدال عقيم حول توصيف مفهوم الحداثة وهل هي نتاج داخلي أم مستورد ؟ وهل لها أن تتلاءم مع الأصالة أم تتعارض معها ؟ وهل نحمي الموروث العربي ونحافظ على خصوصية التراث ؟ وهل الحداثة مدخل لتذويبه والقضاء عليه؟ وهل يكفي استيراد مصطلح الحداثة من الغرب دون الحاجة إلى البحث عن الأفكار و المقومات التي قادتنا إليه ؟ لقد أخل الناقد العربي حينّما وضع الحداثة في موضع التعارض مع مفاهيم أدبية و ثقافية سابقة عليها (التراث) فملء الساحة الأدبية والنقدية بعشرات العناوين المثيرة منها الأصالة والتقليد و السلفيون والتحدثيون و الخصوصية والشمولية و الأنا و الآخر التقدم و التخلف و المادة والروح الدين والعلم |
||||
|
|||||
3/9/2016, 03:39 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الشِعر العربي المعاصر بين التراث والحداثة
اخوانى الافاضل
من ثم فوجود اتجاهين من الشعراء اتجاه يعتبر نفسه امتدادا لشعراء العصر العباسي رواد أول حركة تجديدية في الشعر العربي نذكر على رأسهم أبا نواس وأبا تمام وابن الرومي والمتنبي و وأبا العلاء و ابن سنا هؤلاء الشعراء الذين جاءوا بالثقافة اليونانية والبيئة الحضارية الجديدة فاهتز في وجدانهم هيكل القصيدة العام فلم يعد ثمة ضرورة لأن يستهل الشاعر قصيدته بالوقوف على الأطلال ولم تعد به حاجة لأن يتجشم عناء الوصول إلى الممدوح على الناقة وظهرت محاولات عديدة لتوحيد موضوع القصيدة بتأثير من المنطق الأرسطي والثقافة اليونانية إجمالا مما هدد قاعدة وحدة البيت بالدمار وساعد على ذلك أيضا التحليق النفسي والفكري لبعض الشعراء كأبي العلاء وابن سنا نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
3/9/2016, 03:41 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الشِعر العربي المعاصر بين التراث والحداثة
الاخوه الافاضل
بالإضافة إلى ذلك هناك أيضا تغيير على مستوى اللغة الشعرية وذلك بسبب دخول ألفاظ يونانية وفارسية لاحتكاك اللسان العربي بالألسنة الأعجمية كما تسللت إلى الشعر بعض الألفاظ الفلسفية والعلمية والدينية والصناعية وكثير من الألفاظ العربية ذات المعاني المستحدثة وليدة الحضارة الجديدة وهناك أيضا تغييرات على مستوى الوزن والقافية فنجد مثلا لأبي نواس قصائد خرج بها على نظام الأوزان المعروفة كما أن أبا العتاهية قد اخترع أوزان جديدة وحاول كذلك بعض الشعراء الخروج على نظام القافية الواحدة إذ وجدوا فيها تقييدا لا تحتمله موضوعاتهم الجديدة من ثم ظهر ما يسمى "بالمزدوجات" بكره نكمل بامر الله تحيتى |
||||
|
|||||
3/9/2016, 03:43 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الشِعر العربي المعاصر بين التراث والحداثة
اخوانى الاعزاء
وهناك حركة تجديدية أخرى كان لها أثر كبير في تاريخ الشعر العربي والتي ظهرت بالأندلس فقد بدأ فن التوشيح متأثرا ومؤثرا بما كان منتشرا في جنوب فرنسا من شعر شبيه بالموشحات وهو شعر التروبادور وإن كان المرجح أن المحاولات الأولى في هذا الفن قد بدأت منذ نهاية القرن الثالث هجري ومنذ نهاية القرن التاسع عشر بدأت تظهر بوادر التجديد في بعض ما أنتجه فرانسيس مراس الحلبي وأحمد الشدياق ونجيب حداد وقد كان تجديدهم مقصورا في البداية على التمرد على الموضوعات التي عرفها الشعر القديم ثم الدعوة من خلال المجلات العربية المعاصرة آنذاك إلى نبذ القديم والأخذ بالجديد وانتهاج أساليب الشعراء الغربيين بكره نكمل ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
3/9/2016, 03:45 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الشِعر العربي المعاصر بين التراث والحداثة
الاخوه الاعزاء
وبعد ذلك ظهرت حركة التجديد في المهجر التي نمت في أحضان الثقافة والشعر الغربيين ولعل أبرز الثائرين على القديم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وتستهدف ثورتهما مفهوم الشعر وعناصره الشكلية والموضوعية فالشعر من حيث مفهومه أصبح رسالة سامية يتنزلها الشاعر من عالم الروح ليؤديها بين الناس كما يقول جبران أما اللغة فليست ألفاظا جامدة وبيانا وبديعا ومنطقا وإنما هي ترجمة للروح والحياة أما الأوزان والقوافي فلا يعتبرونها من ضرورة الشعر فهم لا يراعون وحدة البيت، في وحدة مكتملة يكون البيت فيها جزءا حيا يكاد يستمد قوته ومعناه من التئامه مع سائر الأعضاء وإذا تتبعنا امتدادات الاتجاه الرومانسي والاتجاه الرمزي فسوف نلتقي مثلا بإلياس أبي شبكة وبسعيد عقل اللذين يأتيان في سيرورة التجديد في الشعر العربي يقول أبو شبكة في مقدمته "أفاعي الفردوس" إن الشعر لا يحدد فلا يقاس ولا يوزن إذ انه تعبير عن الحياة والحياة لا حدود لها ولا مقاييس ونجد أيضا سعيد عقل في مقدمة "المجدلية" يؤكد أن الشاعر الحق لا يكون له أفكار وصور وعواطف قبل النظم وعند النظم بل يستحيل عليه أن يكتب شعرا إذا توفر له شيء من ذلك نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~