|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طاعة ولاة الأمور أصل من أصول عقيدة السلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وخلفائه الراشدين المهديين وسائر أصحابه الغُرّ الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد طاعة ولاة الأمور أصل من أصول عقيدة السلف طاعة ولاة الأمور أصل من أصول عقيدة السلف فطاعة ولاة الأمور أصل من أصول عقيدة السلف ومعتقد يعتقده أهل السنة والجماعة وقد دلت النصوص الكثيرة على هذا الأمر وعلى هذا الأصل وجاء العقل الصريح أو السليم بأهمية هذا الأمر فإن الناس لا يصلح أن يعيشوا من دون أن يكون لهم رأس يرجعون إليه يرعى حق الله فيهم وينصف مظلومهم من ظالمهم ويقيم حدود الله تبارك وتعالى وقديما قال الشاعر الحكيم لا يصلح الناس فوضى لا سَراة لهم ولا سراة إذا جهّالهم سادوا فالعقل والفطرة يقتضيان وجود مثل هذا الأمر وجاءت نصوص الشرع بما يدل عليه ويؤكده وبخاصة في هذه الأمة الخاتمة وفي هذه البعثة المحمدية فقد أنزل الله تبارك وتعالى في كتابه آيات تدل على هذا وصدحت السنة بأحاديث كثيرة تؤكّد مثل هذا الأمر وتُعيّنه يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ سورة النساء الآية 59 فطاعة ولاة الأمر من مدلول هذه الآية أمر لازم والطاعة إنما هي في المعروف فهذه الطاعة أمر لازم ومتحتم تنفيذا وامتثالا لهذا النص الصريح من كتاب الله تبارك وتعالى وجاء في السنة أن الصحابة قد بايعوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره في العسر واليسر وعلى أثرة عليهم كما في حديث عبادة بن الصامت في الصحيحين وغيرهما وهذا يدل على عظم هذا الأمر وأنه قد اقتضى البيعة على هذا الأمر تأكيدا له وتعظيما لشأنه وهناك نصوص أخرى كثيرة سيأتي ذكرها عند مناسبتها ومما يدل على أهمية هذا الأمر أيضا ما جاء عن عمر بن الخطاب الفاروق الملهم رضي الله تبارك وتعالى عنه حين قال كن كالكلمة الخالدة التي يقوم بها أو بامتثالها أمور الدين والدنيا للحديث بقية
|
14/10/2016, 03:06 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: طاعة ولاة الأمور أصل من أصول عقيدة السلف
لا دين إلا بجماعة
وتلك الكلمة قامت عليها بعض المؤلفات، فصارت هي الأصل الذي تفرعت عنه مسائل ذلك الكتاب كمقدمة ابن خلدون يقول عمر الفاروق رضي الله تبارك وتعالى عنه الخليفة الراشد الثاني لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة فأول ما قال رضي الله عنه لا دين إلا بجماعة فهذه الكلمة قد يستغربها بعض الناس فيقول إذا كان الدين أركانه الشهادتان والصلاة والزكاة والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله إلى آخر ما هو معروف فكيف يقول عمر رضي الله عنه لا دين إلا بجماعة ونحن لا نجد هذا لا في أركان الإسلام ولا في أركان الإيمان؟ والجواب على ذلك أنه رضي الله تبارك وتعالى عنه لم يغب عنه أركان الإيمان ولا أركان الإسلام ولكنه أراد الدين بمعناه الشامل وبمعناه الكامل لعموم الناس لا للفرد بذاته فهذا الدين لا يكون إلا بجماعة يعنى حتى يظهر أثر الدين، فإن الدين إذا كانت هناك جماعة ظهرت معالمه واشتهرت كصلاة الجماعة والأعياد والاستسقاء وما إلى ذلك كذلك أيضًا ظهور محافل الإسلام من وجود العدل والرحمة بين المسلمين والتواد والتآلف والتحاب وكل هذا لا يكون من فرد واحد بل لا بد أن يكون هناك جماعة وهذه الجماعة إذا توافرت فربما تعدى قوي على ضعيف وأكل مبطل حق مُحِقّ فإذا كان ثمة جماعة ظهر منهم إنصاف المظلوم وردع الظالم عن ظلمه وإقامة شعائر هذا الدين فمن هنا ظهر الدين بمعناه الشامل في الجماعة إذا تجمع الناس وتكاثروا في مكان فلا بد لهم من إمام يرجعون إليه يشعرون أن ما ورد من إشكال أو ما ورد من أمور تهمهم في دينهم ودنياهم أن هناك من ينير لهم السبيل فيها ويرجعون إليه فيعملون برأيه وحتى يأطرهم على الحق أطْرا فلا بد إذن من وجود هذا الإمام لتكون تلك الجماعة على معناها المراد شرعًا وإلا صارت غثاء كغثاء السيل فلا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة فإذا وجدت الجماعة ثم وجدت الإمام لكن هذا الإمام لا يسمع له ولا يطاع ولا ينفذ له أمر فما الفائدة إذن من إقامته؟ فحينئذ نستطيع أن نقول إن الدين لا يظهر على وجهه وعلى شموله وكماله إلا بهذه الأمور الجماعة والإمامة والسمع وطاعة لهذا الإمام فإن لم يتم ذلك صار الناس هملا فتضيع مصلحة الأمة بل تضيع الأمة كلها إذا لم يكن لها رأس يُسمع له ويطاع ولهذا جاء التأكيد في الشرع على أنه لا ينبغي للناس أن يعيشوا دون إمام وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما طُعن وأوصى قال لا يمضي ثلاث إلا وقد بايعتم خليفة وذلك لأنه لا ينبغي للأمة أن تعيش فترة من دون أن يكون لها والٍ يلي أمورها للحديث بقية |
||||
|
|||||
14/10/2016, 03:08 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: طاعة ولاة الأمور أصل من أصول عقيدة السلف
من هم الولاة الذين يحق لهم السمع والطاعة؟
فهذه المقدمة تبين مفهوم تلك الطاعة وأهمية وجود تلك الولاية فإذا قال قائل من هم إذن الولاة الذين يحق لهم السمع والطاعة؟ فالجواب أنهم الذين يلون أمور المسلمين وأجمعت عليهم الأمة متمثلا في أهل حَلها وعقدها الذين بايعوه فإن مثل هذا تتعين طاعته في المعروف وتلزم البيعة له ولهذا جاء عن الإمام أحمد رحمه الله أنه سئل عن الإمام الذي إذا مات الإنسان وليس في رقبته بيعة له مات ميتة جاهلية؟ فقال رحمه الله هو الذي يُجمع الناس عليه كلهم وهذا يقتضي أنه إذا وُجد من يلي أمر المسلمين ويقوم على شئونهم وبايعه أهل الحل والعقد فعلى جميع المسلمين أن يعلموا أن هذه بيعة شرعية وأنها لازمة لهم تأسيا بهؤلاء الذين بايعوا أبا بكر والذين بايعوا عمر فهؤلاء كانوا هم أهل الحل والعقد في المدينة فلما بايعه هؤلاء تمت البيعة لهما رضي الله عنهما في جميع أصقاع بلاد الإسلام فهذا أيضا بيان للوالي الذي نريد التحدث عنه يعني من هم ولاة الأمور الوارد ذكرهم في قول الله تبارك وتعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ [سورة النساء/ الآية 59] فإن كلامنا هنا هو على ولاة الأمور الذين لهم البيعة الذين يجب لهم السمع والطاعة للحديث بقية |
||||
|
|||||
2/11/2016, 04:46 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: طاعة ولاة الأمور أصل من أصول عقيدة السلف
طاعة ولاة الأمور في الإسلام
وما حد طاعتهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد فإن الطاعة في الأصل هي اللين والانقياد فإذا قيل فلان طائع لأبيه يعني لين في يده منقاد له وأما حدود الطاعة لولي الأمر فقد حددها الشارع الحكيم فيقال إن حدود الطاعة ما جاءت به الشريعة وهو إيجاب الطاعة والانقياد لولي الأمر بالمعروف في المنشط والمكره والعسر واليسر والأثرة على المسلم فإذا أمر ولي الأمر بشيء مشروع وجبت طاعته وإذا أمر بمندوب وجبت طاعته وإذا أمر بمباح وجبت طاعته أيضا أما إذا أمر بمعصية فحينئذ لم تجز طاعته في تلك المعصية فقط ولا تنقص طاعته المشروعة ولا تنزع يد من طاعة ولا يشغب عليه بسبب تلك المعصية فإذا أمرك ولي الأمر بترك الصلاة أو قتل أحد بغير حق أو نحو ذلك من الأمور المعلومة لكل أحد أنها مما حرمه الله تعالى لم تجز طاعته بل الواجب عصيان أمره في هذا أما إذا أمر بشيء تنازع فيه أهل العلم أو كان متفقا على تحريمه لكن حمل ولي الأمر على هذا دفعُ ما هو أعظم منه شرا وتعذر دفعهما جميعا أو منع ولي الأمر من أمر مشروع لأجل تحصيل ما هو أكبر منه وتعذر تحصيلهما جميعا وجبت طاعته في ذلك وحرمت مخالفته والذي يقرر ما هو من هذا القبيل هم أهل العلم الراسخون وليس لكل أحد أن يحكم بأن ذلك الأمر معصية لله تعالى لأن الكلام في الشريعة توقيع عن الله تعالى وولي الأمر قد يأمر بأمر يظهر للناس أنه معصية لكنه قرر ذلك لدفع مفسدة أعظم أو منع من مصلحة شرعية لتحصيل مصلحة أكبر ويكون ذلك بالتدارس والتشاور مع أهل الحل والعقد من العلماء المعتبرين وأهل المعرفة والتجربة من الوجهاء والرؤساء والمستشارين ولا يلزم أن يعلن للناس العلة والدافع والسبب لذلك لأن للدولة أسرارها التي لو أعلنتها للعامة لاطلع عليها العدو وأيضا للدولة سياستها الخارجية كما أن لها سياستها الداخلية وحيث إنه علي ولي الأمر تحقيق مصالح رعيته وجلبها وتحصيلها وعليه حمايتهم وحفظهم وتحصينهم في أمور الدين والدنيا فيجب على الرعية معاونته على تحقيق ذلك بالدعاء له والنصح له والدفع عنه والسمع والطاعة له ديانة لله تعالى بالمعروف أما عن ولي الأمر الذي يجب طاعته فهو من غلب على بلده وتولى الزمام وسمي أميرا أو سلطانا أو ملكا او رئيسا أو نحو ذلك واستتب له الأمر بَرًّا كان أو فاجرا هذا هو ولي الأمر وأهل العلم مجمعون على وجوب الطاعة بالمعروف للسلطان المتغلب برا كان أو فاجرا وكل هذا بعد تحقق شرط الإسلام لأن الله تعالى لا يقبل من الخلق غير دين الإسلام ولا يصلح أي عمل بلا إسلام قال تعالى إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ [سورة آل عمران: الآية 19] وقال وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ [سورة آل عمران: الآية 85] وقال اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [سورة المائدة: الآية 3] وعليه فالفهم الصحيح هو ما قرره القرآن والسنة وطبقه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السنة بعدهم فأهل السنة هم أهل العدل والوسط بين طرفي الإفراط والتفريط وطرفي الغلو والجفاء ولهذا لا يغلو أهل السنة في ولي الأمر فيطيعونه بإطلاق ولا يجفون فيرونه مثل أي واحد منهم فيطيعونه فيما يحبون ويعصونه فيما يكرهون ويسخطون وإنما يطيعونه ويُعزرونه ويوقرونه طاعة لله تعالى فإذا أمرهم بمعصية لم يطيعوه في تلك المعصية فقط ولا ينزعون أيديهم من طاعته ولا يخرجون عليه بسبب المعاصي والمخالفات الشرعية ولا يغْلون أيضا في ولاة الأمر فلا يأمرون بطاعته مطلقا وإنما يقيدون طاعته بالمعروف ويُجرون هذا الأصل مجرى النصوص الشرعية ويُعملونها إعمال بقية النصوص الشرعية فيلزمون الطاعة لكن بالمعروف ويتركون طاعته في المعصية من غير نزع يد الطاعة وينصحونه من غير خروج عليه وصدق الله القائل وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [سورة البقرة: الآية 143]. للحديث بقية |
||||
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~