امير المسلمين يوسف بن تاشفين

[ميدو الشورة]

■ أمير المُسلمين يوسف بن تاشُفين - رحمه الله

الرَّجل الذي حكم أكبر إمارة إسلامية وأخَّر سقوط الأندلُس لأكثر من مائتي عام ..

أمير المُسلمين أبو يعقوب ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻰ اﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ .. زعيم دولة المُرابطين وأقوى ملك مُسلم فى زمنه .. وُلِد فى قبيلة لمتونة وهي إحدى فروع صنهاجة فى صحراء موريتانيا ..

فنَشأَ ﻋﺰﻳﺰاً ﻛﺮﻳﻤﺎً ﻓﻰ ﻗﻮﻣﻪ وﻛﺎﻥ ﺑﻄﻼً ﺷُﺠﺎﻋﺎً .. ﺭﺑَّﺘﻪ اﻷﺣﺪاﺙ ﻭﺻﺎﻏَﺖ ﻣﻦ ﺷﺨْﺼﻴَّﺘﻪ ﻗﺎﺋﺪاً ﻓﺬِّاً، ﻭﺑﺮﻫَﻨﺖ اﻷﻳﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧَّﻪ ﻟﻪ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻭاﻗﻌﻪ .. ﻗﺎﺩﺭاً ﻋﻠﻰ اﻟﻨّّﻬﻮﺽ ﺑﻘﻮﻣﻪ ﻭﺷﻌﺒﻪ ﻭﺟﻴﺸﻪ ﻧﺤﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺃﻓﻀﻞ ..

وبين عامي 448 إلى 452 هجرياً ﻛﺎﻥ يوسف ابن تاشُفين ﻓﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺎﺋﺪاً ﻣﻦ قادةِ اﻟﻤﺮاﺑﻄﻴﻦ ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻷﻭاﻣﺮ ﻭﻳﻨﻔﺬﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﻧﺠﺎﺡ .. ﻭﻗﺎﺩ اﻟﻤﺮاﺑﻄﻴﻦ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺼﺮ ﻓﻰ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭاﻟﻌﺰﺓ ﻭاﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻭاﻟﺸﺮﻑ ..

وقد تزوِّج الأمير يوسف بن تاشُفين من زينب بنت إسحاق .. ثمَّ تزوَّج من امرأة أندلُسيَّة تُدعى قمر ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻫﻰ اﻟﺘﻰ ﺃﻧﺠﺒﺖ اﻷﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ بن يوسف ﻭﻟﻰ اﻟﻌﻬﺪ .. كما تزوَّج من امرأة أُخرى تُسمَّى عائِشة ﻭقد ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻟﻪ اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺬﻯ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺼﺎﺭ ﻳﺪﻋﻰ ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ..

وفى عام 475 هجرياً استطاع الأمير يوسف بن تاشُفين أن يوحِّد المغرب الأقصى .. بل وضمَّ أكثر من عشرين دولة إفريقية فى دولة واحدة .. وذلك بعدما تنازلَ الأمير أبو بكر عُمر اللَّمتوني عن الإمارة لابن عمِّه يوسف بن تاشُفين.. وأصبحت اﻟﺪﻭﻟﺔ اﻟﻤﺮاﺑﻄﻴﺔ ﻗﻮَّﺓ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮا ﻋﻠﻰ الإفرنج ﻓﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ ..

وفى تلك الأثناء كانت بلاد الأندلُس تشهد سقوط سببه الأطماع والصٍّراعات الدِّاخلية وتفكَّكت الأندلس إلى دوَيلات .. ممٍّا أدى إلى طمع الإفرنج ومحاولاتهم للقضاء على المُسلمين فى تلك البقعة الخضراء ..

ولمٍّا ضاقَ الأمر بحكَّام الأندلُس قرَّروا طلب العون والنَّجدة من أمير المُرابطين يوسف بن تاشُفين .. ليقف فى وجه ألفونسوا السَّادس ومن معه من ملوك الإفرنج .. فاستجاب لهم الأمير يوسف ودخل الأندلُس بجيوشه الجرَّارة واستطاع أن يلجم الإسبان بسيفهِ فى معركة عُرفت فى التَّاريخ باسم " الزَّلاقة "

فكانت تلك المعركة سبباً فى تأخير سقوط الأندلُس قرنين ونصف من الزَّمان .. ولقد اكتشف الأمير يوسف أن ملوك الطَّوائف وحكِّام الأندلُس ليسوا أهلاً للبقاء فى السُّلطة هنالك .. كما وصلته نداءات من أهل العلم آنذاك بوجوب ضمّ بلاد الأندلس .. فدخل ابن تاشُفين الأندلُس مرِّة أًخرى وضمّها ووَحَّدها مع المغرب لتُصبح أكبر إمارة إسلامية تابعة لدولة الخلافة ..

ولمِّا اتَّسعت دولته التفَّ حوله كبراء قبيلته وطلبوا منه أن يتَّخِذ لقب خليفة أو أمير المُؤمنين . فتورِّع عن ذلك وقال إنِّما ذلك لقب خلفاء بني العبِّاس وإنَّما أنا عاملهم والقائِم بدعوتهم ..ثمِّ اتِّخذ لنفسه لقب " أمير المُسلمين " وذلك تواضعاً منه ..

وفى سنة 500 من الهٍجرة توفَّى أمير المُسلمين يوسف بن تاشُفين عن عُمر يُقارب المائَة عام .. تاركاً خلفة دولة قوية مترامية الأطراف .. فرحمه الله رحمةً واسعة

بقلم صفحة آية الإسلام.

فقه التَّمكين عند دولة المُرابطين / علي محمد الصَّلابي
دولة الإسلام فى الأندلُس / محمد عبد الله عنان
سير أعلام النُبلاء / الذَّهبي

[محمود الاسكندرانى]

شكراً لك اخي الكريم

[اسلام محمد2]

شكراً لك اخي الكريم

[۩◄عبد العزيز شلبى►۩]

شكراً لك اخي الكريم