|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العقوبات التي عاقب الله بها العصاة والكافرين
اتقوا الله تعالى، واجتنبوا الذنوب والمعاصي، وتوبوا إلى الله عز وجل فإن الذنوب والمعاصي هي سبب الهلاك العاجل والآجل فمن الذي أخرج الأبوين من الجنة إلا بسبب الذنب الذي وقع فيه ولكنه ما تاب إلى الله فتاب الله عليهما (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) وما الذي طرد إبليس من ملكوت السموات والأرض وجعله لعيناً قائداً إلى كل شر إلا بسبب تكبره عن أمر الله سبحانه وتعالى لما أمره بالسجود لآدم فتكبر في نفسه وحسد آدم ولم يتب إلى الله عز وجل بل استمر في طغيانه حتى لعنه الله وطرده وجعله قواداً لكل شر، وما الذي أغرق أهل الأرض حتى هلكوا عن آخرهم حتى علا الماء على رءوس الجبال ولم ينجوا منه إلا نبي الله نوح عليه السلام ومن معه في السفينة، وما الذي أهلك عاداً بالريح القيم وجعلهم (أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) وما الذي أهلك ثمود بالصيحة التي قطعت قلوبهم في أجوافهم فأصبحوا جاثمين في ديارهم، وما الذي أهلك الأمم السابقة إلا الذنوب والمعاصي (فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ). فلنتقي الله سبحانه وتعالى، ولنحاسب أنفسنا وننظر في أعمالينا وننظر ما حل بنا فإن في هذا الزمان كما تعلمون قد حل من الكفر ومن الشر ومن الفسوق والمعاصي ما لا يعلمه إلا الله ضيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضيع التناصح والتواصي بالحق حتى حدث أمراض وآفات وعقوبات متتابعة ظهرت في الأرض وفي الجو وفي البر والبحر آثارها وخرابها كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي إنها عقوبات متنوعة في الأنفس وفي الأموال وفي الأولاد، في الأنفس ما تسمعون وما تشاهدون من الأمراض الفتاكة، فمن مرض الإيدز الذي هو فقد المناعة من الجسم ويتعدى بإذن الله إلى من خالط المصاب ولذلك يعزل هؤلاء المصابون بهذا المرض يعزلون عن الناس ويبقون في عزلة حتى يموتوا وسبب هذه الآفة فعل الفواحش من الزنا واللواط والعياذ بالله صدق الله العظيم: ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)، إلى مرض أنفلونزا الطيور حتى تلف وأتلف الناس أموالهم من الحيوانات بسبب هذا المرض ولا تزال آثاره باقية، إلى مرض أنفلونزا الخنزير الخنازير الخبيثة التي حرمها الله وأخبر أنها رجس ومع هذا يأكلها النصارى ويستبيحونها فأصابهم الله بهذا المرض الذي روع العالم بأسره وعملت الاحتياطات لتخوف من هذا المرض ولكن تحوطاتهم وأعمالهم لا تغنيهم من الله شيئا فلابد من درا هذه الأخطار لابد من الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، وكذلك في الأموال أنتم ترون وتسمعون هذه المصائب في الأموال وما أصيبت به الأموال من التلف والخسارة النكسات الاقتصادية العالمية حتى ذهبت أموال عظيمة وأصيب أناس بالفقر والفاقة والعسر بعد أن كانوا أغنياء لما أدخلوا أموالهم في هذه المساهمات الموبئة المجهولة وربطوا اقتصادهم باقتصاد الكفار الذين لا يتورعون عن الربا ولا يتورعون عن القمار ولا يتورعون عن كسب المال الحرام فأصيب كثير من المسلمين بسبب دخولهم مع هؤلاء في معاملاتهم للمساهمات، والله جل وعلا حرم على المسلمين الربا وتوعد عليه بأشد الوعيد وأخبر أن لا خير فيه وأنه ممحوق البركة (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)، وكذلك القمار وهو الميسر قرين الخمر والأنصاب والأزلام (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) فالميسر وهو القمار هو عمدة اقتصاد الدول الكافرة وقد شاركهم بعض المسلمين في هذه المساهمات والقمار ما هو القمار؟ ما هو الميسر؟ كل المراهنات والمخاطرات كلها من الميسر وكل بيع محرم فهو من الميسر والكفار لا يتورعون عن حرام لكن العبرة بالمسلمين الذي يقدون على مشاركتهم والمساهمة معهم ولا يبالون بما يترتب على ذلك من العقوبات والخسارة. فاتقو الله، عباد الله، اتقوا الله في أنفسكم، اتقوا الله في أموالكم، اتقوا الله في جميع أموركم (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) فالأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وهو الذي يرزق (هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه وشكروا له، قد بين الله سبحانه وتعالى لكم طرق الكسب الحال ووضحها لكم وحذركم من الكسب الحرام وبين لكم عقوبته وآثاره (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، الحكمة في ظهور الفساد في البر والبحر إنما هو لأجل أن يذق الله الناس عقوبة أو بعض العقوبة السيئة لعلهم يرجعون ويتوبون إليه سبحانه وتعالى هذه هي الحكمة (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ) (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى). فتقوا الله، إن صلاح الأرض وصلاح البر والبحر إنما هو بطاعة الله واتباع رسوله فإن الله جل وعلا أصلح الأرض بإرسال الرسل وإنزال الكتب وتحكيم الشرع المطهر وإقامة الحدود والأمر بالمعروف النهي عن المنكر فبذالك تطهر الأرض وتصلح، وأما فساد الأرض فهو بالذنوب والمعاصي والمخالفات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وقال تعالى: ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفور الرحيم. اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~