حماس توافق على "تهدئة" لستة أشهر ومصر تعد بفتح معبر رفح

[خضر2003]

القاهرة :

كشفت مصادر مطلعة، تفاصيل ما دار في الاجتماع الذي عقد بين اللواء عمر سليمان ووفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقيادة الدكتور محمود الزهار، خلال زيارته لمصر في اليومين الماضيين، مؤكدة أن سليمان طرح على وفد حماس أكثر من عشرة أسئلة مباشرة حول التهدئة وفك الحصار، وجاءت إجابات الزهار عليها جميعا مطمئنة للواء سليمان.

وبحسب موقع "فلسطين الآن" الذي نقل الخبر، شددت المصادر، لـ"صحيفة المصريون" على أن الزهار أكد لسليمان أن حماس لم تقدم على أي شيء يسيء للعلاقات ويجعل مصر غاضبة.

وأشارت المصادر إلى أن وفد حماس قدم تصورا حول إدارة معبر رفح الذي انتهت جميع العقبات لفتحه بموافقة السلطة الفلسطينية وحماس ومصر والاحتلال الإسرائيلي، وأن هذا التصور لقي ترحيبا من سليمان.

وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يصر على أن يتم فتح المعبر في إطار اتفاق التهدئة، وأن الزهار سيلتقي اللواء عمر سليمان الأسبوع القادم فور مقابلته خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق.

ولفتت المصادر إلى أن "اللواء سليمان وعد الزهار بفتح المعبر إذا لم يوافق الاحتلال الإسرائيلي على المقترحات التي قدمها الجانب المصري والسلطة الفلسطينية" وأن الزهار وافق بدوره على اقتراح سليمان بتواجد حرس الرئاسة الفلسطيني على المعبر، فيما تمسكت حماس بألا يكون للأوروبيين المراقبين للمعبر أي دور في إغلاق أو فتح المعبر، حتى لا يتحكم الإسرائيليون بهم.

تهدئة لستة أشهر

وأعلن الزهار، موافقة حركته على تهدئة في غزة لـمدة ستة أشهر، بعد التوافق فصائلياً عليها، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مع اللواء عمر سليمان، على دعوة الفصائل يومي الثلاثاء والأربعاء، لبحث الورقة الـمقدّمة من جانبهم، لافتاً إلى أن سليمان سيقوم بلقاء الـمسؤولين الإسرائيليين لضمان الالتزام بالتهدئة، وتحديد موعد تطبيقها.

وشدد الزهار في مؤتمر صحفي في القاهرة، على ضرورة أن تكون التهدئة شاملةً ومتبادلة ومتزامنة ومربوطةً بفك الحصار وفتح الـمعابر.

وكان الزهار الذي وصل إلى القاهرة قادماً من دمشق، سلّم رئيس الـمخابرات الـمصرية، ردّ حركة حماس، الـموافق على الاقتراح الـمصري بالتهدئة، وذلك بعد تشاور بين قيادات حركة حماس.

وأشار الزهار، إلى أنه في موضوع الـمعابر "نحن وضعنا كل الأسس لفتح الـمعبر" ، معتبراً أن الكرة الآن، هي في الـملعب الإسرائيلي، وقال: "حماس لن تقبل بأقل من فتح الـمعابر" وأضاف: "نريد أن تعود الحياة لغزة كما كانت في عهدها سابقاً".

وذكر أن هناك عائقاً واحداً في موضوع الـمعبر، يتمثل في مكان إقامة القوات الأوروبية الـمراقبة، التي من الـمقرر أن تكون مهمتها الرقابة.

وقال: "ليس عندنا مانع من أن يذهبوا لأي مكان" بعد رفضه إقامتهم في إسرائيل، مقترحاً أن يكونوا في غزة أو في العريش.

أما فيما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت، فقال: "هذه القضية سيتم الحديث فيها بعد مسألة التهدئة" وأضاف "حماس قدمت قائمة بـ450 أسيراً يجب إطلاق سراحهم قبيل الإفراج عن شاليت، وقائمة أخرى بـ 550 أسيراً آخرين، سيفرج عنهم بعيد الإفراج عن الجندي الأسير ، إسرائيل قبلت أسماءً من القائمتين اللتين قدمتا لها، ورفضت أخرى".

وتابع: "وعليه فإن جوهر الصفقة حول شاليت، ليس في عدد الأسماء، وإنما في وجود أسرى قدامى، وأصحاب محكوميات عالية ومرضى".

وقال الزهار: "أكدنا للـمسؤولين الـمصريين موافقة الحركة على التهدئة في قطاع غزة أولاً، في إطار توافق وطني، بحيث تمتد لاحقاً إلى الضفة الغربية، وقد حددت فترة التهدئة بستة أشهر، تعمل مصر خلالها على مد التهدئة إلى الضفة الغربية خلالها، وليس بعدها".

وأشار الزهار إلى أن "التهدئة يجب أن تكون متبادلة ومتزامنة، وأن يتم فك الحصار، وفتح الـمعابر بما فيها معبر رفح، بالتزامن مع موعد بدء سريان التهدئة".

وتابع "أكدنا أنه في حال رفضت إسرائيل التهدئة، تقوم مصر بفتح معبر رفح، وفي حال تراجعت إسرائيل عن التهدئة، تستمر مصر في فتح الـمعبر".

وقال الزهار "إن مصر ستشرف على التوصل إلى اتفاق التهدئة مع فصائل الـمقاومة الفلسطينية الأخرى، بحيث يتم الإعلان عنها في ظل إجماع وطني، حيث تم الاتفاق مع الوزير عمر سليمان على دعوة الفصائل الفلسطينية يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، لبحث الورقة الـمقدمة من جانبنا".

وأشار الزهار إلى "أنه بعد الاتفاق على مشروع الورقة مع الفصائل، سيقوم الوزير عمر سليمان بالاتصال بالجانب الإسرائيلي، لضمان التزامه بالتهدئة وتحديد موعد تطبيقها"، مضيفاً أن "حماس" طلبت ووعدت الجانب الـمصري بإجراء الاتصالات الفورية مع الجانب الإسرائيلي لتهيئة الأجواء، من أجل التهدئة وتوفير الاحتياجات الأساسية لقطاع غزة، وخاصة مشتقات البترول".

وتابع الزهار "إنه جرى التأكيد خلال اللقاء مع الوزير سليمان، على أن إسرائيل لا تملك حق إعادة إغلاق معبر رفح، كما تم الاتفاق على الآليات والترتيبات الـمتعلقة بإعادة فتح معبر رفح، بشكل مقبول من الجميع على أساس الـمشاورات السابقة".

وأشار الزهار إلى "أن مصر ستقوم بإجراء الاتصالات مع رئاسة السلطة الفلسطينية، حتى لا تقوم بعرقلة فتح الـمعابر في قطاع غزة، وبدء الإجراءات الفعلية من أجل افتتاحها حال التوصل إلى التهدئة"، مؤكداً ضرورة أن تعمل مصر على إلزام الرئيس محمود عباس بوقف الانتهاكات والتنكيل الـمتواصل في الضفة الغربية".

وخلص الزهار إلى القول: "أخيراً نعلن أن الكرة الآن في الـملعب الإسرائيلي، وإذا لـم تلتزم باستحقاقات التهدئة وبحق شعبنا في العيش كبقية الشعوب، ووقف العدوان وفك الحصار، فإن من حقنا أن ندافع عن شعبنا بكل الوسائل الـمشروعة".

وسبق لإسرائيل أن رفضت في مناسبات عدة، تهدئة تشمل الأراضي الفلسطينية بأسرها، مبررة رفضها بأن العمليات التي تنفذها في الضفة الغربية، تحول دون تنفيذ مجموعات فلسطينية هجمات على أراضيها.

رد إسرائيل

ورداً على سؤال حول هذه الاقتراحات، أكد مارك ريغيف الـمتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولـمرت أن إسرائيل، لا تزال متمسكة بشروطها من أجل وقف العنف، مشدداً على أنها لن تتفاوض "لا مباشرة ولا غير مباشرة" مع "حماس" التي تعتبرها الدولة العبرية منظمة إرهابية.

وأضاف ريغيف: "نأمل عودة الهدوء، لكننا لا نريد أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة" في حال لـم تتوفر هذه الشروط.

من جانبه، كشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية طلب عدم الكشف عن هويته، عن وجود "مؤشرات طفيفة على حصول تغيير في موقف "حماس" مشدداً في الوقت عينه، على أن إسرائيل لن تتخلى أبداً عن شروطها.

[كمال السيد]

مجهود رائع

[خضر2003]