ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > المنتدى الادبى > المنتديات الادبيه العامه > قسم القصه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26/1/2009, 08:05 PM   رقم المشاركة : ( 481 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الملعون الذي سمى نفسه رشيد الدين لما رجع من سفره أخبره أهل بيته أن زمرد قد فقدت ومعها خرج مال فلما سمع ذلك الخبر شق أثوابه ولطم على وجهه ونتف لحيته وأرسل أخاه برسوماً يفتش في البلاد. فما أبطأ عليه خبره خرج هو بنفسه ليفتش على أخيه وعلى زمرد في البلاد فرمته المقادير إلى مدينة زمرد ودخل تلك المدينة في أول يوم من الشهر. فلما مشى في شوارعها وجدها خالية ودكاكينها مقفولة ونظر النساء مطلات من النوافذ، فسأل بعضهن عن هذا الحال فقلن له: إن الملك يعمل سماطاً لجميع الناس في أول كل شهر وتأكل منه الخلق جميعاً وما يقدر أحد أن يجلس في بيته ولا في دكانه ودلوه على الميدان فلما دخل الميدان وجد الناس مزدحمين على الطعام ولم يجد موضعاً إلا الموضع الذي فيه الصحن الأرز المعهود فجلس فيه ومد يده ليأكل فصاحت الملكة على بعض العسكر وقالت لهم: هاتوا الذي قعد على الصحن الأرز فعرفوه بالعادة وقبضوا عليه وأوقفوه قدام الملكة زمرد فقالت له: ويلك ما اسمك وما صنعتك وما سبب مجيئك إلى مدينتنا فقال: يا ملك الزمان اسمي رستم ولا صنعة لي لأنني فقير ودرويش. فقالت لجماعتها هاتوا تخت الرمل والقلم النحاس فأتوها بما طلبته على العادة فأخذت القلم وخطت به تخت رمل ومكثت تتأمل فيه ساعة ثم رفعت رأسها إليه وقالت: يا كلب كيف تكذب على الملوك أنت اسمك رشيد الدين النصراني وصنعتك أنك تنصب الحيل لجواري المسلمين وتأخذهن وأنت مسلم في الظاهر ونصراني في الباطن فانطق الحق وإن لم تنطق بالحق فإني أضرب عنقك فتلجلج في كلامه ثم قال: صدقت يا ملك الزمان فأمرت به أن يمد على كل رجل مائة سوط وعلى جسده ألف سوط وبعد ذلك يسلخ جلده ويحشى ساساً ثم تحفر له حفرة في خارج المدينة ويحرق وبعد ذلك يضعون عليه الأوساخ والأقذار ففعلوا ما أمرتهم به ثم أذنت للناس بالأكل فأكلوا ولما فرغ الناس من الأكل وانصرفوا إلى حال سبيلهم طلعت الملكة زمرد إلى قصرها وقالت: الحمد لله الذي أراحني من الذين آذوني ثم إنها شكرت ناظر السموات والأرض وأنشدت هذه الأبيات: تحكموا فاستطالوا في تحكمهـم وبعد حين كان الحكم لم يكـن
لو أنصفوا أنصفوا لكن بغوا فأ تى عليه الدهر بالآفات والمحن
فأصبحوا ولسان حالهم ينشدهـم هذا بذاك ولا عتب على الزمن
ولما فرغت من شعرها خطر ببالها سيدها علي شار فبكت بالدموع الغزار وبعد ذلك رجعت إلى عقلها وقالت في نفسها: لعل الله الذي مكنني من أعدائي يمن علي برجوع أحبائي فاستغفرت الله عز وجل. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والستين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الملكة استغفرت الله عز وجل وقالت لعل الله يجمع شملي بحبيبي علي شار قريباً إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير ثم حمدت الله ووالت الإستغفار وسلمت لمواقع الأقدار وأيقنت أنه لا بد لكل أول من آخر وأنشدت قول الشاعر: كن حليم إذا ابتليت بغيظ وصبوراً إذا أتتك مصيبة
فالليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيبة
وقول الآخر: اصبر ففي الصبر خير لو علمت به لطبت نفساً ولم تجزع مـن الألـم
واعلم بأنك لو لم تصطبر كـرمـاً صبرت رغماً على ما خط بالقلـم
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:06 PM   رقم المشاركة : ( 482 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما فرغت من شعرها مكثت بعد ذلك شهراً كاملاً وهي بالنهار تحكم بين الناس وتنهي وبالليل تبكي وتنتحب على فراق سيدها علي شار ولما هل الشهر الجديد أمرت بمد السماط في الميدان على جري العادة وجلست فوق الناس وصاروا ينتظرون الإذن في الأكل وكان موضع الصحن الأرز خالياً وجلست على رأس السماط وجعلت عينها على باب الميدان لتنظر كل من يدخل وصارت تقول في سرها: من رد يوسف على يعقوب وكشف البلاء عن أيوب أمنن علي برد سيدي علي شار بقدرتك وعظمتك إنك على كل شيء قدير يا رب العالمين فلم يتم دعاؤها إلا وشخص داخل من باب الميدان كأن قوامه غصن بان إلا أنه نحيل البدن يلوح عليه الإصفرار وهو أحسن ما يكون من الشباب كامل العقل والآداب فلما دخل لم يجد موضعاً خالياً إلا الموضع الذي عند الصحن الأرز فجلس فيه ولما رأته زمرد خفق قلبها فحققت النظر فيه فتبين أنه سيدها علي شار فأرادت أن تصرخ من الفرح فثبتت نفسها وخشيت من الفضيحة بين الناس ولكن تقلقلت أحشاؤها واضطرب قلبه فكتمت ما بها وكان السبب في مجيء علي شار لما انه رقد على المصطبة ونزلت زمرد وأخذها جوان الكردي استيقظ بعد ذلك فوجد نفسه مكشوف الرأس فعرف أن إنساناً تعدى عليه وأخذ عمامته وهو نائم فقال الكلمة التي لا يخجل قائلها وهي إنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم إنه رجع إلى العجوز التي كانت أخبرته بمكان زمرد وطرق عليها الباب فخرجت إليه فبكى بين يديها حتى وقع مغشياً عليه فلما أفاق أخبرها ما حصل له فلامته وعنفته هلى ما وقع منه وقالت له: إن مصيبتك وداهيتك من نفسك ولا زالت تلومه حتى طفح الدم من منخريه ووقع مغشياً عليه فلما أفاق من غشيته. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والستين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن علي شار لما افاق من غشيته رأى العجوز تبكي من أجله وتفيض دمع العين فتضجر وأنشد هذين البيتين: ما أمر الفراق للأحبـاب وألذ الوصال للعـشـاق
جمع الله شمل كل محـب ورعاني لأنني في اشتياق
فحزنت عليه العجوز وقالت: يا ولدي هذا الذي أنت فيه من الكآبة والحزن لا يرد عليك محبوبتك فقم وشد حيلك وفتش عليها في البلاد لعلك أن تقع على خبرها.
ولم تزل تجلده وتقويه حتى نشطته وأدخلته الحمام وسقته الشراب وأطعمته الدجاج وصارت كل يوم تفعل معه كذلك مدة شهر حتى نقوى وسافر، ولم يزل مسافراً إلى أن وصل إلى مدينة زمرد ودخل الميدان وجلس على الطعام ومد يده ليأكل فحزن عليه الناس وقالوا له: يا شاب لا تأكل من هذا الصحن لأن من أكل منه يحصل له ضرر، فقال ك دعوني آكل منه ويفعلون بي ما يريدون لعلي أستريح من هذه الحياة المتعبة، ثم أكل أول لقمة وأرادت زمرد أن تحضره بين يديها فخطر ببالها أنه جائع فقالت في نفسها: المناسب اني أدعه يأكل حتى يشبع فصار يأكل والخلق باهتون ينتظرون الذي يجري له.
فلما أكل وشبع قالت لبعض الطواشية: امضوا إلى ذلك الشاب الذي يأكل من الأرز وهاتوه برفق وقولوا له كلم الملك لسؤال لطيف وجواب، فقالوا: سمعاً وطاعة، ثم ذهبوا إليه إليه حتى وقفوا قباله وقالوا له: يا سيدي تفضل كلم الملك وأنت منشرح الصدر فقال: سمعاً وطاعة، ثم مضى الطواشية. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والستين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن علي شار قال: سمعاً وطاعة، ثم ذهب مع الطواشية فقال الخلق لبعضهم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا ترى لم الذي يفعله به الملك? فقال بعضهم: لا يفعل به إلا الخير لأنه لو كان يريد ضره ما كان تركه حتى يشبع، فلما وقف قدام زمرد سلم عليها وقبل الأرض بين يديها فردت عليه السلام وقابلته بالإكرام وقالت له: ما اسمك وما صنعتك? وما سبب مجيئك إلى هذه المدينة?
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:06 PM   رقم المشاركة : ( 483 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فقال لها: اسمي علي شار وأنا من أولاد التجار وبلدي خراسان وسبب مجيئي إلى هذه المدينة التفتيش على جارية ضاعت مني وكانت عندي أعز من سمعي وبصري فروحي متعلقة من حين فقدتها وهذه قصتي، ثم بكي حتى غشي عليه فأمرت أن يرشوا على وجهه ماء الورد حتى أفاق فلما أفاق من غشيته قالت: علي بتخت الرمل والقلم النحاس فجاؤوا به فأخذت القلم وضربت تخت رمل وتأملت فيه ساعة من الزمان ثم بعد ذلك قال: صدقت في كلامك والله يجمعك بها قريباً فلا تقلق.
ثم أمرت الحاجب أن يمضي به إلى الحمام ويلبسه بدلة حسنة من ثياب الملوك ويركبه فرساً من خواً خيل الملك ويمضي به بعد ذلك إلى القصر في آخر النهار، فقال الحاجب: سمعاً وطاعة، ثم أخذه من قدامها وتوجه به فقال الناس لبعضهم: ما بال السلطان لاطف الغلام هذه الملاطفة، وقال بعضهم: أما قلت لكم لا يسيئه فإن شكله حسن ومن حين صبر عليه لما شبع عرفت ذلك وصار كل واحد منهم يقول مقالة، ثم تفرق الناس، وما صدقت زمرد أن الليل أقبل حتى تختلي بمحبوب قلبها.
فلما اتى الليل دخلت محل نومها وأظهرت أنه غلب عليها النوم ولم يكن لها عادة بأن ينام عندها أحد غير خادمين برسم الخدمة فلما استقرت في ذلك المحل أرسلت إلى محبوبها علي شار وقد جلست على السرير والشمع يضيء فوق رأسها وتحت رجليها والتعاليق الذهب مشرقة في المحل، فلما سمع الناس بإرساله إليه تعجبوا من ذلك وصار كل واحد منهم يظن ظناً ويقول مقالة، وقال بعضهم: إن الملك على كل حال تعلق بهذا الغلام وفي غد يجعله قائد عسكر.
فلما دخلوا به عليه قبل الأرض بين يديها ودعا لها فقالت في نفسها: لا بد أن أمزح معه ولا أعلمه بنفسي، ثم قالت: يا علي هل ذهبت إلى الحمام قال: نعم يا مولاي قالت: قم كل من هذا الدجاج واللحم واشرب من هذا السكر الشراب فإنك تعبان وبعد ذلك تعال هنا فقال: سمعاً وطاعة، ثم فعل ما أمرته به.
ولما فرغ من الأكل والشرب قالت له اطلع عندي على السرير واكبسني، فشرع يكبس رجليها وسيقانها فوجدها أنعم من الحرير، فقالت له: اطلع بالتكبيس إلى فوق فقال: العفو يا مولاي من عند الركبة ما أتعدى، قالت: أتخالفني فتكون ليلة مشؤومة عليك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والستين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن زمرد قالت لسيدها علي شار أتخالفني فتكون ليلة مشؤومة عليك بل ينبغي لك أن تطاوعني وأنا أعملك معشوقي وأجعلك أميراً من أمرائي، فقال علي شار: يا ملك الزمان ما الذي أطيعك فيه? قالت: حل لباسك ونم على وجهك فقال: هذا شيء عمري ما فعلته وإن قهرتني على ذلك فإني أخاصمك فيه عند الله يوم القيامة، فخذ كل شيء أعطيتني إياه ودعني أروح من مدينتك، ثم بكى وانتحب.
فقالت: حل لباسك ونم على وجهك وإلا ضربت عنقك ففعل، فطلعت على ظهره فوجد شيئاً أنعم من الحرير وألين من الزبد فقال في نفسه: إن هذا الملك خير من جميع النساء، ثم إنها صبرت قليلاً وهي على ظهره وبعد ذلك انقلبت على الأرض فقال علي شار الحمد لله كأن ذكره لم ينتصب، فقالت: إن من عادة ذكري أن لا ينتصب إلا إذا عركوه بأيديهم فقم واعركه بيدك حتى ينتصب وإلا قتلتك، ثم رقدت على ظهرها وأخذت بيده ووضعتها على فرجها فوجد فرجاً أنعم من الحرير وهو أبيض مربرب يحكي في السخونة حرارة الحمام وقلب صب أضناه الغرام فقال علي شار في نفسه إن الملك له كس فهذا من العجب العجاب.
وأدركته الشهوة فصار ذكره في غاية الإنتصاب، فلما رأت منه ذلك ضحكت وقهقهت وقالت له: يا سيدي قد حصل هذا كله وما تعرفني? فقال ومن أنت أيها الملك? قال: أنا جاريتك زمرد، فلما علم ذلك قبلها وعانقها وانقض عليها مثل الأسد على الشاة وتحقق أنها جاريته بلا اشتباه فأغمد قضيبه في جرابها ولم يزل بواباً لبابها وإماماً لمحرابها وهي معه في ركوع وسجود وقيام وقعود، إلا أنها صارت تتبع التسبيحات بغنج في ضمنه حركات حتى سمع الطواشية فجاءوا ونظروا من خلف الأستار فوجدوا الملك راقداً وفوقه علي شار وهو يرصع ويزهر وهي تشخر وتغنج فقال الطواشية: إن هذا الغنج ما هو غنج رجل لعل هذا الملك امرأة، ثم كتموا أمرهم ولم يظهروه على أحد
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:06 PM   رقم المشاركة : ( 484 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما أصبحت زمرد أرسلت إلى كامل العسكر وأرباب الدولة وأحضرتهم وقالت لهم: أنا أريد أن أسافر إلى بلد هذا الرجل فاختاروا نائباً يحكم بينكم حتى أحضر عندكم فأجابوا زمرد بالسمع والطاعة، ثم شرعت في تجهيز آلة السفر من زاد وأموال وأرزاق وتحف وبغال وسافرت، ولم تزل مسافرة إلى أن وصلت إلى بلد علي شار ودخل منزله وأعطى وتصدق ووهب ورزق منها الأولاد وعاشا في أحسن المسرات إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات. فسبحان الباقي بلا زوال والحمد لله على كل حال.

حكاية بدور بنت الجوهري مع جبير بن عمير الشيباني
ومما يحكى أن أمير المؤمنين هارون الرشيد أرق ليلة من الليالي وتعذر عليه النوم ولم يزل ينقلب من جنب إلى جنب لشدة أرقه فلما أعياه ذلك أحضر مسروراً وقال: يا مسرور انظر إلى من يسليني على هذا الأرق فقال له: يا مولاي هل لك أن تدخل البستان الذي في الدار وتتفرج على ما فيه من الأزهار وتنظر إلى الكواكب وحسن ترصيعها والقمر بينها مشرف على الماء قال له: يا مسرور إن نفسي لا تهفو إلى شيء من ذلك قال: يا مولاي إن في قصرك ثلاثمائة سرية لكل سرية مقصورة فأنت تأمر كل واحدة منهن أن تختلي بنفسها في مقصورتها وتدور أنت تتفرج عليهن وهن لا يدرين قال: يا مسرور القصر قصري والجواري ملكي غير أن نفسي لا تهفو إلى شيء من ذلك، قال: يا مولاي مر العلماء والحكماء والشعراء أم يحضروا بين يديك ويفيضوا في المباحث وينشدون الأشعار ويقصون عليك الأشعار ويقصون عليك الحكايات والأخبار قال: ما تهفو نفسي إلى شيء من ذلك قال: يا مولاي مر العلماء والندماء والظرفاء أن يحضروا بين يديك ويتحفوك بغريب النكات قال: يا مسرور إن نفسي ما تهفو إلى شيء من ذلك قال: يا مولاي فاضرب عنقي. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والستين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن مسرور قال للخليفة: يا مولاي فاضرب عنقي لعله يزيل أرقك ويذهب القلق عنك، فضحك الرشيد وقال: يا مسرور انظر من بالباب من الندماء فخرج مسرور ثم عاد وقال: يا مولاي الذي على الباب علي بن منصور الخليع الدمشقي قال علي به فذهب وأتى به، فلما دخل قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فرد عليه السلام وقال: يا ابن منصور حدثني بشيء من أخبارك. فقال: يا أمير المؤمنين هل أحدثك بشيء رأيته عياناً أو شيء سمعت به فقال أمير المؤمنين: إن كنت عاينت شيئاً غريباً فحدثنا به فإنه ليس الخبر كالعيان قال: يا أمير المؤمنين اجل لي سمعك وقلبك قال: يا ابن منصور هاأنا سامع لك بأذني ناظر لك بعيني مصغ لك بقلبي قال: يا أمير المؤمنين إن لي كل سنة رسماً على محمد بن سليمان الهاشمي سلطان البصرة فمضيت إليه على عادتي فلما وصلت إليه وجدته متهيئاً للركوب إلى الصيد والقنص فسلمت عليه وسلم علي وقال لي: يا ابن منصور اركب معنا إلى الصيد فقلت له: يا مولاي ما لي قدرة على الركوب فأجلسني في دار الضيافة وأوصى علي الحجاب والنواب ففعلوا. ثم توجه إلى الصيد فأكرموني غاية الإكرام وضيفوني أحسن الضيافة فقلت في نفسي: يا لله العجب إن لي مدة أقدم من بغداد إلى البصرة ولم أعرف أن في البصرة سوى من القصر إلى البستان ومتى يكون لي فرصة أنتهزها في الفرجة على جهات البصرة مثل هذه النوبة فأنا أقوم هذه الساعة وأتمشى وحدي لأتفرج وينهضم عني الأكل.
فلبست ثيابي وتمشيت في جانب البصرة ومعلومك يا أمير المؤمنين أن فيها سبعين درباً طول كل درب سبعين فرسخاً بالعراقي فتهت في أزقتها ولحقني العطش، فبينما أنا ماش يا أمير المؤمنين وإذا بباب كبير له حلقتان من النحاس الأصفر ومرخي عليه ستور من الديباج الأحمر وفي جانبه مصطبتان وفوقه مكعب لدوالي العنب وقد ظللت على ذلك الباب فوقفت أتفرج على هذا المكان، فبينما أنا واقف سمعت صوت أنين ناشيء عن قلب حزين يقلب النغمات وينشد هذه الأبيات: جسمي غدا منزل الأسقام والمحن من أجل ظبي بعيد الدار والوطن
فيا نسيمي قد هيجتماه شجـنـي بالله ربكما عرجا عن سكـنـي
وعاتباه لعل العتب يعـطـفـه
وحسناً القول إذ يصغي لقولكما واستدرجا خبر العشاق بينكـمـا
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:07 PM   رقم المشاركة : ( 485 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

وأولياني جميلاً من صنيعكمـا وعرضا بي وقولاً في حديثكما
ما بال عبد بالهجران تتلفـه
فقلت في نفسي: إن كان صاحب النغمة مليحاً فقد جمع بين الملاحة وحسن الصوت ثم دنوت من الباب وجعلت أرفع الستر قليلاً قليلاً وإذا بجارية بيضاء كأنها البدر في ليلة أربعة عشر بحاجبين مقرونين وجفنين ناعسين ونهدين كرمانتين رقيقتان أقحونتان وفم كأنه خاتم سليمان ونضيد أسنان يلعب بعقل الناظم والناثر كما قال فيه الشاعر: يا در ثغر الحبيب من نظمك وأودع الراح والأقاح فمك
ومن أعار الصباح مبتسمـك ومن بقفل العقيق قد ختمك
أصبح من قد رآك من طرب يتيه عجباً فكيف من لثمـك
وبالجملة قد حازت أنواع الجمال وصارت فتنة للنساء والرجال لا يشبع من رؤية حسنها الناظر وهي كما قال فيها الشاعر: إن أقبلت قتلت وإن هي أدبرت جعلت جميع الناس من عشاقها
شمسـية بـدرية لـكـنـهـا ليس الجفا والصد من أخلاقها
فبينما أنا انظر إليها من خلال الستارة وإذا هي التفتت فرأتني واقفاً على الباب فقالت لجاريتها: انظري من بالباب فقامت الجارية وأتت إلي وقالت: يا شيخ أليس عندك حياء وعيب فقلت لها: يا سيدتي أما الشيب فقد عرفناه وأما العيب فما أظن أني أتيت بعيب، فقالت سيدتها: وأي عيب أكثر من تهجمك على دار غيرك ونظرك إلى حريم غير حريمك، فقلت لها: يا سيدتي لي عذر في ذلك فقالت: وما عذرك فقلت لها: إني رجل غريب عطشان وقد قتلني العطش فقالت قبلنا عذرك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية قالت: قبلنا عذرك ثم نادت بعض جواريها وقالت: يا لطف اسقيه شربة بالكوز الذهب فجاءتني بكوزمن الذهب الأحمر مرصع بالد والجوهر ملآن ماء ممزوج بالمسك الأذفر وهو مغطى بمنديل من الحرير الأخضر فجعلت أشرب وأطيل في شربي وانا سارق النظر إليها حتى طال وقوفي ثم رددت الكوز على الجارية ووقفت فقالت: يا شيخ امض إلى حال سبيلك فقلت لها: يا سيدتي أنا مشغول الفكر فقالت: فبم? فقلت: في تقلب الزمان وتصرف الحدثان، قالت: يحق لك لأن الزمان ذو عجائب ولكن ما الذي رأيته من عجائبه حتى تفكر فيه فقلت لها: أفكر في صاحب هذا الدار لأنه كان صديقي في حال حياته فقالت لي: ما اسمه فقلت: محمد بن علي الجوهري وكان ذا مال جزيل فهل خلف أولاداً فقالت: نعم بنتاً يقال لها: بدور وقد ورثت أمواله جميعها فقلت لها: كأنك ابنته قالت: نعم وضحكت ثم قالت: يا شيخ قد أطلت الخطاب فاذهب إلى حال سبيلك فقلت لها: لا بد من الذهاب ولكني أرى محاسنك متغيرة فأخبريني بشأنك لعل الله يجعل لك على يدي فرجاً فقالت لي: يا شيخ إن كنت من أهل الأسرار كشفنا لك سرنا فأخبرني من أنت حتى أعرفك هل أنت محل للسر أولا، فقد قال الشاعر: لا يكتم السر إلا كـل ذي ثـقة والسر عند خيار الناس مكتـوم
قد صنت سري في بيت له غلق وقد ضاع مفتاحه والبيت مختوم
فقلت لها: يا سيدتي إن كان قصدك أن تعلمي من أنا فأنا علي بن منصور والخليع الدمشقي نديم أمير المؤمنين هارون الرشيد، فلما سمعت باسمي نزلت من على كرسيها وسلمت علي وقالت لي: مرحباً بك يا ابن منصور والآن أخبرك بحالي وأستأمنك على سري: أنا عاشقة مفارقة فقلت: يا سيدتي أنت مليحة ولا تعشقين إلا كل مليح فمن الذي تعشقينه قالت: أعشق جبير بن عمير الشيباني أمير بني شيبان وقد وصفت لي شاباً لم يكن بالبصرة أحسن منه فقلت لها: يا سيدتي هل جرى بينكما مواصلة أو مراسلة? قالت: نعم إلا أنه قد عشنا باللسان لا بالقلب والجنان لأنه لم يوف بوعد ولم يحافظ لي على عهد فقلت لها: يا سيدتي وما سبب الفراق بينكما قالت: سببه إني كنت يوماً جالسة وجاريتي هذه تسرح شعري فلما فرغت من تسريحه جدلت ذوائبي فأعجبها حسني وجمالي فطأطأت علي وقبلت خدي وكان في ذلك الوقت داخلاً على غفلة فرأى ذلك فلما رأى الجارية تقبل خدي ولى من وقته غضبان عازماً على دوام البين وأنشدت هذين البيتين: إذا كان لي فيمن أحب مشـارك تركت الذي أهوى وعشت وحيدا
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:09 PM   رقم المشاركة : ( 486 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلا خير في المعشوق إن كان في الهوى لغير الذي يرضى الـمـحـب مـزيدا
ومن حين ولى معرضاً إلى الآن لم يأتنا من عنده كتاب ولا جواب يا ابن منصور فقلت لها: فما تريدين قالت: أريد أن أرسل إليه معك كتاباً فإن أتيتني بجوابه فلك عندي خمسمائة دينار وإن لم تأتني بجوابه فلك حق مشيك مائة دينار فقلت لها: افعلي ما بدا لك فقالت: سمعاً وطاعة ثم نادت بعض جواريها وقالت: آتيني بدواة وقرطاس فأتتها بدواة وقرطاس فكتبت هذه الأبيات: حبيبي ما هذا التبـاعـد والـقـلا فأين التغاضي بيننا والتـعـطـف
وما لك بالهجران عني معـرضـاً فما وجهك الوجه الذي كنت أعرف
نعم نقل الواشون عـنـي بـاطـلاً فملت لما قالوا فزادوا وأسـرفـوا
فإن تك قد صدقتهم في حـديثـهـم فحاشاك من هـذا ورأيك أعـرف
بعيشك قل لي ما الذي قد سمعـت فإنك تدري ما يقال وتـنـصـف
فإن كان قولاً صح أنـي قـلـتـه فللقول تأويل وللقـول مـصـرف
وهب أنه قول من الـلـه مـنـزل فقد بدل التوراة قـوم وحـرفـوا
وبالزور قد قيل في الناس قبـلـنـا فها عند يعقـوب تـلـوم يوسـف
وهاأنا والواشي وأنـت جـمـيعـاً يكون لنا يوم عـظـيم مـوقـف
ثم بعد ذلك ختمت الكتاب وناولتني إياه فأخذته ومضيت إلى دار جبير بن عمير الشيباني فوجدته في الصيد فجلست أنتظره فبينما أنا جالس وإذا به قد أقبل من الصيد فلما رأيته يا أمير المؤمنين على فرسه ذهل عقلي من حسنه وجماله فالتفت فرآني جالساً بباب داره فلما رآني نزل عن جواده وأتى إلى واعتنقني وسلم علي فخيل لي أني اعتنقت الدنيا وما فيها ثم دخل بي إلى داره وأجلسني على فراشه وأمر بتقديم مائدة من الخولنج الخراساني وقوائمها من الذهب عليها جميع الأطعمة وأنواع اللحم من مقلي ومشوي وما أشبه ذلك، فلما جلست على المائدة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الحادية والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن علي بن منصور قال لما جلست على مائدة جبير بن عمير الشيباني قال: مد يدك إلى طعامنا واجبر خاطرنا بأكل زادنا فقلت له: والله ما آكل من طعامك لقمة واحدة حتى تقضي حاجتي قال: فما حاجتك? فأخرجت إليه الكتاب فلما قرأه وفهم ما فيه مزقه ورماه في الأرض وقال لي: يا ابن منصور مهما كان ذلك من الحوائج قضيناه إلا هذه الحاجة التي تتعلق بصاحبة هذا الكتاب فإن كتابها ليس له عندنا جواب فقمت من عنده غضبان فتعلق بأذيالي وقال: يا ابن منصور أنا أخبرك بالذي قالته لك وإن لم أكن حاضراً معكما فقلت: ما الذي قالته? قال: أما قالت لك صاحبة هذا الكتاب أن أتيتني بجوابه فلك عندي خمسمائة دينار وإن لم تأتني بجوابه فلك حق مشيتك مائة دينار قلت: نعم قال: اجلس عندي اليوم وكل واشرب وتلذذ واطرب وخذ لك خمسمائة دينار فجلست عنده وأكلت وشربت وتلذذت وطربت وسامرته ثم قلت: يا سيدي ما في دارك سماع قال لي: إن لنا مدة نشرب من غير سماع ثم نادى بعض جواريه وقال: يا شجرة الدر فأجابته جارية من مقصورتها ومعها عود من صنع الهنود ملفوف في كيس من الإبريسم ثم جاءت وجلست ووضعته في حجرها وضربت عليه إحدى وعشرين طريقة ثم عادت إلى الطريقة الأولى وأطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات: من لم يذق حلو الهوى مع مـره لم يدر وصل حبيبه من هجـره
وكذاك من قد حاد عن سنن الهوى لم يدر سهل طريقه من وعـره
مازلت معترضاً على أهل الهوى حتى بليت بـحـلـوه وبـمـره
شربت كأس مراره متـجـرعـاً وخضعت فيه لعبـده ولـحـره
وكم ليلة بات الحبيب منـادمـي ورشفت حلو رضابه من ثغـره
ما كان أقصر عمر ليل وصالنـا قد جاء وقت عشائه مع فجـره
نذر الزمان بأن يفرق شمـلـنـا والآن قد أوفى الزمان بـنـذره
حكم الزمان فلا مرد لحـكـمـه من ذا يعارض سيداً في أمـره
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:09 PM   رقم المشاركة : ( 487 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما فرغت الجارية من شعرها صرخ بها سيدها صرخة عظيمة ووقع مغشياً عليه فقالت الجارية: لا آخذك الله يا شيخ، إن لنا مدة نشرب بلا سماع مخافة على سيدنا من مثل هذه الصرعة ولكن اذهب إلى المقصورة ونم فيها فتوجهت إلى المقصورة التي أشارت إليها ونمت فيها إلى الصباح وإذا أنا بغلام أتاني ومعه كيس فيه خمسمائة دينار وقال: هذا الذي وعدك به سيدي ولكنك لا تعد إلى هذه الجارية التي أرسلتك وكأنك ما سمعت بهذا الخبر ولا سمعنا فقلت: سمعاً وطاعة.
ثم أخذت الكيس ومضيت إلى حال سبيلي وقلت في نفسي: إن الجارية في انتظاري من أمس والله لا بد أن أرجع إليها وأخبرها بما جرى بيني وبينه لأنني إن لم أعد إليها فربما تشتمني وتشتم كل من طلع من بلادي فمضيت إليها فوجدتها واقفة فلما رأتني قالت: يا ابن منصور إنك ما قضيت لي حاجة، فقلت لها: من أعلمك بهذا فقالت: يا ابن منصور إن معي مكاشفة أخرى وهو أنك لما ناولته الورقة مزقها ورماها وقال لك: يا ابن منصور مهما كان لك من الحوائج قضيناه لك إلا حاجة صاحبة هذه الورقة فإنها ليس لها عندي جواب فقمت أنت من عنده مغضباً فتعلق بأذيالك وقال: يا ابن منصور اجلس عندي اليوم فإنك ضيفي فكل واشرب وتلذذ واطرب، وخذ لك خمسمائة دينار فجلست عنده وأكلت وشربت وتلذذت وطربت وسامرته وغنت الجارية بالصوت الفلاني والصوت الفلاني فوقع مغشياً عليه فقلت لها يا أمير المؤمنين: هل أنت معنا فقالت لي: يا ابن منصور أما سمعت قول الشاعر: قلوب العاشقين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون
ولكن يا ابن منصور ما تعاقب الليل والنهار على شيء إلا وغيراه. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية قالت: يا ابن منصور ما تعاقب الليل والنهار على شيء إلا غيراه ثم رفعت طرفها إلى السماء، وقالت: إلهي وسيدي ومولاي كما بليتني بمحبة جبير بن عمير أن تبليه بمحبتي وأن تنقل المحبة من قلبي إلى قلبه.
ثم إنها أعطتني مائة دينار حق طريقي فأخذتها ومضيت إلى سلطان البصرة فوجدته قد جاء من الصيد فأخذت رسمي منه ورجعت إلى بغداد، فلما أقبلت السنة الثانية توجهت إلى مدينة البصرة لأطلب رسمي على عادتي ودفع السلطان إلي رسمي ولما أردت الرجوع إلى بغداد تفكرت في نفسي أمر الجارية بدور وقلت مر أمر: والله لا بد أن أذهب إليها وأنظر ما جرى بينها وبين صاحبها فجئت دارها فرأيت على بابه كنساً ورشاً وخدماً وحشماً وغلماناً فقلت لعل الجارية طفح الهم على قلبها فماتت ونزل في دارها أمير من الأمراء فتركتها ورجعت إلى دار جبير بن عمير الشيباني فوجدت مصاطبها قد هدمت ولم أجده على باب داره وجعلت أفيض العبرات وأندبه بهذه الأبيات: يا سادة رحلوا والقلب يتـبـعـهـم عودوا تعد لي اعيادي بـعـودكـم
وقفت في دراكم أنعي مساكنـكـم والدمع يدفق والأجفان تلـتـطـم
أسائل الـدار والأطـلال بـاكـية أين الذي كان منه الجود والنـعـم
اقصد سبيلك فالأحباب قد رحـلـوا من الربوع وتحت الترب قد ردموا
لا أوحش الله من رؤيا محاسنـهـم طولاً ولا عرضاً ولا غابت لهم شيم
فبينما أنا أندب أهل هذه الدار بهذه الأبيات يا أمير المؤمنين وإذا بعبد أسود قد خرج إلي من الدار فقال: يا شيخ اسكت ثكلتك أمك ما لي أراك ندب هذه الدار بهذه الأبيات فقلت له: إني كنت أعهدها لصديق من أصدقائي فقال: وما اسمه? فقلت: جبير بن عمير الشيباني قال: وأي شيء جرى له الحمد لله هاهو على حاله من الغنى والسعادة والملك لكن ابتلاه بمحبة جارية يقال لها السيدة بدور وهو في محبتها مغور من شدة الوجد والتبريح فهو كالحجر الجلمود والطريح فإن جاع لا يقول لهم أطعموني وإن عطش لا يقول اسقوني فقلت: استأذن لي في الدخول عليه. فقال: يا سيدي أتدخل على من لا يفهم فقلت: لا بد أن أدخل إليه على كل حال مستأذناً ثم عاد إلي آذناً فدخلت عليه فوجدته كالحجر الطريح لا يفهم بإشارة ولا بصريح وكلمته فلم يكلمني فقال لي بعض أتباعه: يا سيدي إن كنت تحفظ شيئاً من الشعر فأنشده إياه وارفع صوتك به فإنه ينتبه لذلك ويخاطبك فأنشدت هذين البيتين:
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:10 PM   رقم المشاركة : ( 488 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

أسلوت حب بدور أم تتجـلـد وسهرت ليلك أم جفونك ترقد
إن كان دمعك سائلاً مهمـولة فاعلم بأنك في الجنان مخلـد
فلما سمع هذا الشعر فتح عينيه وقال: مرحباً يا ابن منصور قد صار الهزل جداً فقلت له: يا سيدي ألك بي حاجة، قال: نعم أريد أن اكتب إليها ورقة وارسلها معك فإن تأتيني بجوابها فلك علي ألف دينار وإن لم تأتني بجوابها فلك علي حق مشيتك مائة دينار فقال له: افعل ما بدا لك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن ابن منصور قال فقلت له: افعل ما بدا لك فنادى بعض جواريه وقال ائتيني بدواة وقرطاس فأتته بما طلبه فكتب هذه الأبيات: سألتكم بالله يا سـادتـي مـهـلاً علي فإن الحب لم يبق لي عقـلا
تمكن مني حـبـكـم وهـواكـم فألبسني سقمـاً وأورثـنـي ذلا
لقد كنت قبل اليوم أستصغر الهوى وأحسبه يا سادتي هينـاً سـهـلا
فلما أراني الحب أمواج بـحـره رجعت لحكم الله أعذر من يبلـى
فإن شئتم أن ترحموني بوصلكـم وإن شئتم قتلي فلا تنسوا الفضلا
ثم ختم الكتاب وناولني إياه فأخذته ومضيت به إلى دار بدور وجعلت أرفع الستر قليلاً قليلاً على العادة وإذا بعشر جوار نهد أبكار كأنهن الأقمار والسيدة بدور جالسة في وسطهن كأنها البدر في وسط النجوم أو الشمس إذا دخلت علي الغيوم وليس بها ألم ولا وجع فبينما أنا أنظر إليها وأتعجب من هذا الحال إذ لاحت بها التفاتة لي فرأتني واقفاً بالباب فقالت لي: أهلاً وسهلاً بك يا ابن منصور ادخل فدخلت وسلمت عليها وناولتها الورقة فلما قرأتها وفهمت ما فيها ضحكت وقالت يا ابن منصور ما كذب الشاعر حيث قال: فلأصبرن على هواك تجلداً حتى يجيء إلي منك رسول
يا ابن منصور هاأنا أكتب لك جواباً حتى يعطيك الذي وعدك به فقلت لها: جزاك الله خيراً فنادت بعض جورايها وقالت: آتيني بدواة وقرطاس فلما أتتها بما طلبت كتبت إليه هذه الأبيات: ما لي وفيت بعهدكم فغـدرتـم ورأيتموني منصفاً فظلمـتـم
باديتموني بالقطيعة والـجـفـا وغدرتم والغدر باد مـنـكـم
ما زلت أحفظ في البرية عهدكم وأصون عرضكم وأحلف عنكم
حتى رأيت بناظري ما ساءنـي وسمعت أخبار القبائح عنـكـم
أيهون قدري حين أرفع قدركم والله لو أكرمتم لـكـرمـتـم
فلأصرفن القلب عنكم سـلـوة ولأنفضن يدي يأساً مـنـكـم
فقلت لها: والله يا سيدتي أنه ما يقرأ هذه الأبيات إلا وتفارق روحه من جسده فقالت لي: يا ابن منصور بلغ بي الوجد إلى ها الحد حتى قلت ما قلت فقلت لها: لو قلت أكثر من ذلك الحق لك ولكن العفو من شيم الكرام فلما سمعت كلامي تغرغرت عيناها بالدموع وكتبت إليه رقعة يا أميرالمؤمنين ما في ديوانك من يحسن أن يكتب مثلها وكتبت فيها هذه الأبيات: إلى كم ذا الدلال وذا التجنـي شفيت وحقك الحساد منـي
لعلي قد أسأت ولسـت أدري فقل لي ما الذي بلغت عني
مرادي لو وضعتك يا حبيبي مكان النوم من عيني وجفني
شربت كؤوس حبك مترعات فأن تراني سكرت فلا تلمني
فلما فرغت من كتابة المكتوب. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن بدور لما فرغت من كتابة المكتوب وختمته ناولتني إياه فقلت لها: يا سيدتي إن هذه الرقعة تداوي العليل وتشفي الغليل ثم أخذت المكتوب فنادتني بعدما خرجت من عندها وقالت لي: يا ابن منصور قل له: إنها في هذه الليلة ضيفتك ففرحت أنا بذلك ومضيت بالكتاب إلى جبير بن عمير
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:10 PM   رقم المشاركة : ( 489 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما دخلت عليه وجدت عينه شاخصة إلى الباب ينتظر الجواب، فلما ناولته الورقة فتحها وقراها وفهم معناها فصاح صيحة عظيمة ووقع مغشياً عليه، فلما أفاق قال: يا ابن منصور هل كتبت هذه الرقعة بيدها ولمستها بأناملها قلت: يا سيدي وهل الناس يكتبون بأرجلهم فوالله يا أمير المؤمنين ما استتم كلامي أنا وإياه إلا وقد سمعنا شن خلاخلها في الدهليز وهي داخلة، فلما رآها قام على أقدامه كأنه لم يكن به ألم قط وعانقها عناق اللام للألف وزالت عنه علته التي لا تنصرف.
ثم جلس ولم تجلس هي فقلت لها: يا سيدتي لأي شيء لم تجلسي، قالت: يا ابن منصور لا أجلس إلا بالشرط الذي بيننا فقلت لها: وما ذلك الشرط الذي بينكما قالت: إن العشاق لا يطلع أحد على أسرارهم، ثم وضعت فمها على أذنه وقالت له كلاماً سراً فقال: سمعاً وطاعة، ثم قام جبير ووشوش بعض عبيده فغاب العبد ساعة ثم أتى ومعه قاض وشاهدان فقام جبير وأتى بكيس فيه مائة ألف دينار وقال: أيها القاضي اعقد عقدي على هذه الصبية بهذا المبلغ.
فقال لها القاضي:قولي رضيت بذلك فقالت: رضيت بذلك، فعقدوا العقد ثم فتجت الكيس وملأت يدها منه وأعطت القاضي والشهود ثم ناولته بقية الكيس فانصرف القاضي والشهود وقعدت أنا وإياها في بسط وانشراح إلى أن مضى من الليل أكثره فقلت في نفسي إنهما عاشقان مضت عليهما مدة من الزمان وهما متهاجران، فأنا أقوم في هذه الساعة لأنام في مكان بعيد عنهما وأتركهما يختليان ببعضهما، ثم قمت فتعلقت بأذيالي وقالت: ما الذي حدثتك به? فقلت ما هو كذا وكذا فقالت: اجلس فإذا أردنا انصرافك صرفناك فجلست معهما إلى أن قرب الصبح فقالت: يا ابن منصور امض إلى تلك المقصورة لأننا فرشناها لك وهي محل نومك فقمت ونمت إلى الصباح فلما أصبحت جاءني غلام بطشت وإبريق فتوضأت وصليت الصبح ثم جلست فبينما أنا جالس وإذا بجبير ومحبوبته خرجا من حمام الدار وكل منهما يعصر ذوائبه فصبحت عليهما وهنيتهما بالسلامة وجمع الشمل، ثم قلت له: الذي أوله شرط آخره رضا فقال لي: صدقت وقد وجب لك الإكرام، ثم نادى خازنداره وقال له ائتني بثلاثة آلاف دينار فأتاه بكيس فيه ثلاثة آلف دينار. فقال لي: تفضل علينا بقبول فقلت له: لا أقبله حتى تحكي سبب انتقال المحبة منها إليك بعد ذلك الصد العظيم قال: سمعاً وطاعة اعلم أن عندنا عيداً يقال له عيد النواريز، يخرج الناس فيه وينزلون في الزورق ويتفرجون في البحر فخرجت أتفرج أنا وأصحابي فرأيت زورقاً فيه عشر جوار كأنهن الأقمار والسيدة بدور وعودها معها فضربت عليه إحدى عشر طريقة ثم عادت إلى الطريقة الأولى وأنشدت هذين البيتين: النار أبرد مـن نـيران أحـشـائي والصخر أليم من قلبي لمـولاتـي
إني لأعجب من تألف خـلـقـتـه قلب من الصخر في جسم من الماء
فقلت لها: أعيدي البيتين والطريقة فما رضيت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن جبير قال لها: أعيدي البيتين فما رضيت فأمرت التونية أن يرجموها فرجموها بالنارنج حتى خشيت الغرق على الزورق الذي هي فيه ثم مضت إلى حال سبيلها وهذا سبب انتقال المحجبة من قلبها إلى قلبي فهنأتهما بجمع الشمل وأخذت الكيس بما فيه وتوجهت إلى بغداد. فانشرح صدر الخليفة وزال عنه ما كان يجده من الأرق وضيق الصدر.

حكاية الجواري المختلفة الألوان
وما وقع بينهن من المحاورة
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:11 PM   رقم المشاركة : ( 490 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

ومما يحكى أن أمير المؤمنين المأمون جلس يوماً من الأيام في قصره وأحضر رؤساء دولته وأكابر مملكته جميعاً وكذلك أحضر الشعراء والندماء بين يديه، وكان من جملة ندمائه نديم يسمى محمد البصري فالتفت إليه المأمون وقال له: يا محمد أريد منك في هذه الساعة أن تحدثني بشيء ما سمعته قط. قال له: يا أمير المؤمنين تريد أحدثك بحديث سمعته بأذني أو بأمر عاينته ببصري فقال المأمون: حدثني يا محمد بالأغرب منهما، فقال: اعلم يا أمير المؤمنين أنه كان في الأيام الماضية رجل من أرباب النعم وكان موطنه باليمن، ثم إنه ارتحل من اليمن إلى مدينة بغداد هذه فطاب له مسكنها فنقل أهله وماله وعياله وكان له ست جوار كانهن الأقمار الأولى بيضاء والثانية سمراء والثالثة سمينة والرابعة هزيلة والخامسة صفراء والسادسة سوداء وكن حسان الوجوه كاملات الأدب عارفات بصناعة الغناء وآلات الطرب، فاتفق أنه أحضر هؤلاء الجواري بين يديه يوماً من الأيام وطلب الطعام والمدام فأكلوا وشربوا وتلذذوا وطربوا ثم ملأ الكأس وأخذه في ديه وأشار للجارية البيضاء وقال لها: يا وجه الهلال أسمعينا من لذيذ المقال فأخذت العود وأصلحته ورجعت عليه الألحان حتى رقص المكان ثم أطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات: لي حبيب خياله نصب عيني واسمه في جوارحي مكنون
إن تذكرته فكلـي قـلـوب أو تأملته فكـلـي عـيون
قال لي عاذلي أتسلو هـواه قلت ما لا يكون كيف يكون
يا عاذلي امض عني ودعني لا تهون على ما لا يهـون
فطرب مولاهن وشرب قدحه وسقى الجواري ثم ملأ الكأس وأخذه في يده وأشار إلى الجارية وقال لها: يا نورالمقباس وطيبة الأنفاس أسمعينا صوتك الحسن الذي من سمعه افتتن فأخذت العود ورجعت عليه اللحان حتى طرب المكان وأخذت القلوب باللفتات وأنشدت هذه الأبيات: وحياة وجهك لا أحب سواكا حتى أموت ولا أخون هواكا
يا بدر تم بالجميل مبرقـعـاً كل الملاح تسير تحت لواكا
أنت الذي فقت الملاح لطافة والله رب العالمين حبـاكـا
فطرب مولاهن وشرب كأسه وسقى الجواري ثم ملأ القدح وأخذه في يده واشار إلى الجارية السمينة وأمرها بالغناء وتقليب الأهواء فأخذت العود وضربت عليه ضرباً يذهب الحسرات وأنشدت هذه الأبيات: إن صح منك الرضا يا من هو الطلب فلا أبالي بكل الناس إن غضـبـوا
وإن تبدي محياك الـجـمـيل فـلـم أعبأ بكل ملوك الأرض إن حجبـوا
قصدي رضاك من الدنيا بأجمعـهـا يا من إليه جميع الحسن ينـتـسـب
فطرب مولاهن وأخذ الكأس وسقى الجواري، ثم ملأالكأس واخذه بيده وأشار إلى الجارية الهزيلة وقال: يا حوراء الجنان أسمعينا الألفاظ الحسان فأخذت العود وأصلحته ورجعت عليه الألحان وأنشدت هذين البيتين: ألا في سبيل الله ما حل بي منكما بصدكما حيث لا أصبر عنكمـا
إلا حاكم في الحب يحكم بينـنـا فيأخذ لي حقي وينصفني منكما
فطرب مولاهن وشرب القدح وأخذت بيده وأشار إلى الجارية الصفراء وقال: يا شمس أسمعينا من لطيف الأشعار، فأخذت العود عليه أحسن الضربات وأنشدت هذه الأبيات: لي حبيب إذا ظهرت إلـيه سل سيفاً علي من مقلتـيه
أخذ الله بعض حقي مـنـه إذ جفاني ومهجتي في يديه
كلما قالت يا فؤادي دعـه لا يميل الفـؤاد إلا إلـيه
هو سؤلي من الأنام ولكـن حسدتني عين الزمان عليه
فطرب مولاهن وشرب وسقى الجواري، ثم ملأ الكأس وأخذه في يده وأشار إلى الجارية السوداء وقال: يا سوداء العينين أسمعينا ولو كلمتين فأخذت العود وأصلحته وشدت أوتاره وضربت عليه عدة ضربات ثم رجعت إلى الطريقة الأولى وأطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات: ألا يا عين بالعبرات جـودي فوجدي قد عدمت به وجودي
أكابد كل وجدي من حـبـيب ألفت به ويشمت بي حسودي
وتمنعني العـواذل ورد خـد ولي قلب يحن إلى الـورود
لقد دارت هناك كؤوس راع بأفراح لذي ضرب وعـود
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 491 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

ووافاني الحبيب فهمت فـيه وأشرق بالوفا نجم السعـود
تصدى للصدود بغير ذنـب وهل شيء أمر من الصدود
وفي وجناتـه ورد جـنـي فيا لله مـن ورد الـخـدود
فلو أن السجود يحل شرعـاً لغير الله كان له سجـودي
ثم بعد ذلك قامت الجواري وقبلن الأرض بين يدي مولاهن وقلن له: أنصف بيننا يا سيدنا، فنظر مولاهن إلى حسنهن وجمالهن واختلاف ألوانهن فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال لهن: ما منكن إلا وقد قرأت القرآن وتعلمت الألحان وعرفت أخبار المتقدمين واطلعت على سير الأمم الماضيين وقد اشتهيت أن تقوم كل واحدة منكن وتشير بيدها إلى ضرتها يعني تشير البيضاء إلى السوداء والسمينة إلى الهزيلة والصفراء إلى السوداء وتمدح كل واحدة منكن نفسها وتذم ضرتها ثم تقوم ضرتها وتفعل معها مثلها ولكن يكون ذلك بدليل من القرآن الشريف وشيء من الأخبار والأشعار لننظر أدبكن وحسن ألفاظكن، فقلن سمعاً وطاعة.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الرجل اليمني قالت له جواريه: سمعاً وطاعة، ثم قامت أولاهن وهي البيضاء وأشارت إلى السوداء وقالت لها: ويحك يا سوداء، قد ورد أن البياض قال أنا النور اللامع أنا البدر الطالع لوني ظاهر وفي حسني قال الشاعر: بيضاء مصقولة الخدين نـاعـمة كأنها لؤلؤة في الحسن مكنـون
فقدها ألف يزهو ومبسـمـهـا ميم وحاجبها من فـوقـه نـون
كأن ألحاظها نبل وحـاجـبـهـا قوس على أنه بالموت مقـرون
بالخد والقد إن تبدو فوجنـتـهـا ورد وآس وريحان ونـسـرين
والغصن يعهد في البستان مغرسة وغصن قدك كم فيه بـسـاتـين
فلوني مثل النهار الهني والزهر الجني والكوكب الدري، وقد قال الله في كتابه العزيز لنبيه موسى عليه السلام: وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء، وقال الله تعالى: وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون، فلوني آية وجمالي غاية وحسني نهاية وعلى مثلي يحسن الملبوس وإليه تميل النفوس، وفي البياض فضائل كثيرة منها أن الثلج ينزل من السماء وقد ورد أن أحسن الألوان البياض، ويفتخر المسلمون بالعمائم البيض، ولو ذهبت أذكر ما فيه من المديح لطال الشرح ولكن ما قل وكفى خير مما كثر وما وفى، وسوف أبتدي بذمك يا سوداء يا لون المداد وهباب الحداد ووجه الغراب المفرق بين الأحباب، وفي المثل يقول القائل: كيف يوجد أسود عاقل.
فقال لها سيدها: اجلسي ففي هذا القدر كفاية فقد أسرفت، ثم أشار إلى السوداء فقامت وأشارت إلى البيضاء وقالت: أما علمت أنه ورد في القرآن المنزل على نبي الله المرسل قوله تعالى: والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، ولولا أن الليل أجل لما أقسم الله به وقدمه على النهار وقبلته أولو البصائر والأبصار، أما علمت أن السواد زينة الشباب، فإذا نزل المشيب ذهبت اللذات أوقات الممات ولو لم يكن أجل الأشياء ما جعله الله في حبة القلب والناظر، وام أحسن قول الشاعر: لم أعشق السمر إلا من حيازتـهـم لون الشباب وحب القلب والحـدق
ولا سلوت بياض البيض عن غلـط إني من المشيب والأكفان في فرق
وقول الآخر: السمر دون البيض هـم أولى بعشقـي وأحـق
السمر في لون اللمـى و البيض في لون البهق
وقول الآخر: سوداء بيضاء الفعال كأنـهـا مثل العيون تحص بالأضواء
أنا إن جننت بحبها لا تعجبـوا أصل الجنون يكون بالسوداء
فكأن لوني في الدياجي غيهب لولاه ما قمر أتى بـضـياء
وأيضاً فلا يحسن اجتماع الأحباب إلا بالليل فيكفيك هذا الفضل والنيل فما ستر الأحباب عن الواشين واللوام مثل سواد الظلام، ولا خوفهم من الإفتضاح مثل بياض الصبح، فكم للسواد من مآثر وما أحسن قول الشاعر: أزورهم وسواد الليل يشفع لـي وأنثني وبياض الصبح يغري بي
وقول الآخر: وكم ليلة بات الحبيب مؤانسني وقد سترتنا من دجـاه ذوائب
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:15 PM   رقم المشاركة : ( 492 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما بدا نور الصباح أخافني فقلت له إن المجوس كواذب
ولو ذهبت أذكر في السواد من المدح لطال الشرح ولكن ما قل وكفى خير مما كثر وما وفى وأما أنت يا بيضاء فلونك لون البرص ووصالك من الغصص وقد ورد أن البرد والزمهرير في جهنم لعذاب أهل النكير ومن فضيلة السواد أن منه المواد الذي يكتب به كلام الله ولولا سواد المسك والعنبرما كان الطيب يحمل للملوك ولا يذكر وكم من للسواد من مفاخر وما أحسن قول الشاعر: ألم تر أن المسك يعظم قـدره وإن بياض الجير حمل بدرهم
وغن بياض العين يقبح بالفتى وإن سواد العين يرمي بأسهم
فقال لها سيدها: اجلسي ففي هذا القدر كفاية فجلست ثم أشار إلى السمينة فقامت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن اليمني سيد الجواري أشار إلى الجارية السمينة فقامت وأشارت بيدها إلى الهزيلة وكشفت سيقانها ومعاصمها وكشفت عن بطنها فبانت طياته وظهر تدوير سرتها ثم لبست قميصاً رفيعاً فبان منه جميع بدنها وقالت: الحمد لله الذي خلقني فأحسن صورتي وسمنني وشبهني بالأغصان وزاد من حسني وبهجتي فله الحمد على ما أولاني وشرفني في كتابه العزيز فقال تعالى: وجاء بعجل سمين وجعلني كالبستان المشتمل على خوخ ورمان واهل المدن يشتهونالطير السمين فيأكلون منه ولا يحبون طيراً هزيلاً وبنو آدم يشتهون اللحم السمين ويأكلونه وكم للسمن من مفاخر وما أحسن قول الشاعر: ودع حبيبك إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
كأن مشيتها في بيت جارتهـا مشي السمينة عيب ولا ملل
وما رأيت أحداً يقف على الجزار إلا ويطلبمنه اللحم السمين وقالت الحكماء اللذة في ثلاثة أشياء أكل اللحم والركوب على اللحم ودخول اللحم في اللحم وأما أنت يا رفيعة فسيقانك كسيقان العصفور ومحراك التنور وأنت خشبة المسلوب ولحم المعيوب وليس فيك شيء يسر الخاطر كما قال فيك الشاعر: أعوذ بالله من أشياء تحوجـنـي إلى مضاجعة كالدلك بالمسـد
في كل عضو لها قرن يناطحني عند المنام فأمسي وهي الجلـد
فقال لها سيدها اجلسي ففي هذا القدر كفاية فجلست ثم أشار إلى الهزيلة فقامت كأنها غصن بان أو قضيب خيزران أو عود ريحان وقالت: الحمد لله الذي خلقني فأحسنني وجعل وصلي غاية المطلوب وشبهني بالغصن الذي تميل إليه القلوب فإن قمت خفيفة وإن جلست جلست ظريفة فأنا خفيفة الروح عند المزاح طيبة النفس من الإرتياح وما رأيت أحداً يصف حبيبه فقال حبيب قدر الفيل ولا مثل الجبل العريض الطويل وإنما حبيبي له قد أهيف وقوام مهفهف فاليسير من الطعام يكفيني والقليل من الماء يرويني نفسي خفيف ومزاجي ظريف فأنا أنشط من العصفور وأخف حركة من الزرزور ووصلي منية الراغب ونزهة الطالب وأنا ملية القوام حسنة الإبتسام كأني غصن بان أو قضيب خيزران أو عود ريحان وليس لي في الجمال مماثل كما قال في الشاعر: شبهت قدك بالـقـضـيب وجعلت شكلك من نصيبي
وغدوت خلفـك هـائمـاً خوفاً عليك من الرقـيب
وفي مثلي تهيم العشاق ويتوله المشتاق وإن جذبني حبيبي انجذبت إليه وإن استمالني ملت له لا عليه وها أنت يا سمينة البدن فإن أكلك أكل للفيل ولا يشبعك كثير ولا قليل وعند الإجتماع لا يستريح معك خليل ولا يوجد لراحته معك سبيل فكبر بطنك يمنعه من جماعك وعند التمكن من فرجك يمنعه من غلظ أفخاذك أي شيء في غلظك من الملاحة أو في فظاظتك من اللطف والسماحة ولا يليق باللحم السمين غير الذبح وليس فيه شيء من موجبات المدح إن مازحك أحد غضبت وإن لاعبك حزنت فإن غنجت شخرت وإن مشيت لهثت وإن أكلت ما شبعت وأنت أثقل من الجبال وأقبح من الخيال والوبال مالك حركة ولا فيك بركة وليس لك شغل إلا الأكل والنوم وإن بلت شرشرت وإن تغوطت بطبطت كأنك زق منفوخ أو فيل ممسوخ إن دخلت بيت الخلاء تريدين من يغسل لك فرجك وينتف من فوقه شعرك وهذا غاية الكسل وعنوانه الخبل وبالجملة ليس فيك شيء من المفاخر وقد قال الشاعر: ثقيلة مثل زق البول منتفـخ أو راكبها كعواميد من الجبل
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:16 PM   رقم المشاركة : ( 493 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

إذا مشت في بلاد العرب أو خطرت سرى إلى الشرق ما تبدى من الهبل
فقال لها سيدها: احلسي ففي هذا القدر كفاية فجلست ثم أشار إلى الصفراء فقامت على قدميها وحمدت الله تعالى واتت عليه بالصلاة والسلام على خيار خلقه لديه ثم أشارت بيدها إلى السمراء وقالت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية الصفراء قامت على قدميها فحمدت الله تعالى وأثنت عليه ثم أشارت بيدها إلى السمراء وقالت لها: أنا المنعوت في القرآن ووصف لوني الرحمن وفضله على سائر الألوان بقوله تعالى في كتابه المبين صفراء فاقع لونها يسر الناظرين فلوني آية وجمالي غاية وحسني نهاية لأن لوني لون الدينار ولون النجوم والأقمار ولون التفاح وشكلي شكل الملاح ولون الزعفران يزهو على سائر الألوان فشكلي غريب ولوني عجيب وأنا ناعمة البدن غالية الثمن وقد حويت من كل معنى حسن ولوني في الوجود مثل الذهب الإبريز وكم من مآثر وفي مثلي قال الشاعر: لها اصفرار كلون الشمس مبتهج وكالدنانير في حسن من النظـر
ما الزعفران تحاكي بعض بهجتها كلا ومنظرها يعلو من القـمـر
وسوف أبتدي بذمك يا سمراء اللون فإنك في لون الجاموس تشمئز عند رؤيتك النفوس إن كان لون في شيء فهو مذموم وإن كان في طعام فهو مسموم فلونك لون الذباب وفيه بشاعة الكلاب وهو محير بين الألوان ومن علامات الأحزان وما سمعت قط بذهب أسمر ولا در ولا جوهر إن دخلت الخلاء يتغير لونك وإن خرجت ازددت قبحاً على قبحك فلا أنت سوداء فتعرفي ولا أنت بيضاء فتوصفي وليس لك شيء من المآثر كما قال فيك الشاعر: لون الهباب لون غـبـرتـهـا كالتراب تدهس في أقدام قصاد
فلما نظرت لها بالعين أرمقتها إلا تزايد من همي وأنـكـادي
فقال لها سيدها: اجلسي ففي هذا القدر كفاية فجلست، ثم أشار إلى السمراء وكانت ذات حسن وجمال وقد واعتدال وبهاء وكمال. لها جسم ناعم وشعر فاحم معتدلة القد موردة الخد ذات طرف كحيل وخد أسيل ووجه مليح ولسان فصيح وخصر نحيل وردف ثقيل فقالت: الحمد لله الذي خلقني لا سمينة مذمومة ولا هزيلة مهضومة ولا بيضاء كالبرق ولا صفراء كالمغص ولا سوداء بلون الهباب بل جعل لوني معشوقاً لأولي الألباب وسائر الشعراء يمدحون السمر بكل لسان ويفضلون ألوانهم على سائر الألوان، فأسمر اللون حميد الخصال، ولله در من قال: وفي السمر معنى لو علمت بيانه لما نظرت عيناك بيضاً ولا حمرا
لياقة ألفـاظ وغـنـج لـواحـظ يعلمن هاروت الكهانة والسحرا
فشكلي مليح وقدي رجيح ولوني ترغب فيه الملوك ويعشقه كل غني وصعلوك، مليحة ظريفة ناعمة البدن غالية الثمن وقد كملت في الملاحة والأدب والفصاحة مظاهري ولساني فصيح ومزاجي خفيف ولعبي ظريف وأما أنت فمثل ملوخية باب اللوق صفراء وكلها عروق فتعساً لك يا قذرة الرواس ويا صدأ النحاس وطلعة البوم وطعام الزقوم، ففضجيجك يضيق النفوس مقبور في الأرماس وليس لك في الحسن مآثر وفي مثلك قال الشاعر: عليها اصفرار زاد من غير عـلة يضيق له صدري وتوجعني رأسي
إذا لم تتب نفسي فإنـنـي أذلـهـا بلثم محياها فتقلـع أضـراسـي
فلما فرغت من شعرها قال لها سيدها: اجلسي ففي هذا القدر كفاية، ثم بعد ذلك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والسبعين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما فرغت من شعرها قال لها سيدها: اجلسي ففي هذا القدر كفاية، ثم بعد ذلك أصلح بينهن وألبسهن الخلع السنية ونقطهن بنفيس الجواهر البرية والبحرية فما رأيت يا أمير المؤمنين في مكان ولا زمان أحسن من هؤلاء الجواري الحسان
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:16 PM   رقم المشاركة : ( 494 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما سمع المأمون هذه الحكاية من محمد البصري أقبل عليه وقال له: يا محمد هل تعرف لهؤلاء الجواري وسيدهن محلاً وهل يمكنك أن تشتريهن لنا من سيدهن فقال له محمد: يا أمير المؤمنين قد بلغني أن سيدهن مغرم بهن ولا يمكنه مفارقتهن، فقال المأمون: خذ معك إلى سيدهن في في كل جارية عشرة آلاف دينار فيكون مبلغ ذلك الثمن ستين ألف دينار فاحملها صحبتك وتوجه إلى منزله واشترهن منه.
فأخذ محمد البصري منه ذلك القدر وتوجه، فلما وصل إلى سيد الجواري أخبره بأن أمير المؤمنين يريد اشتراءهن منه بذلك المبلغ فسمح ببيعهن لأجل خاطر أمير المؤمنين وأرسلهن إليه، فلما وصلت الجواري إلى أمير المؤمنين هيأ لهن مجلساً لطيفاً يجلس فيه معهن وينادمنه وقد تعجب من حسنهن وجمالهن واختلاف ألوانهن وحسن كلامهن وقد استمر على ذلك مدة من الزمان، ثم إن سيدهن الأول الذي باعهن لما لم يكن له صبر على فراقهن أرسل كتاباً إلى أمير المؤمنين المأمون يشكو فيه ما عنده من الصبابات ومن ضمنه هذه الأبيات: سلبتني ست ملاح حـسـان فعلى الستة الملاح سلامي
هن سمعي وناظري وحياتي وشرابي ونزهتي وطعامي
لست أسلو من حسنهن وصالاً ذاهب بعدهن طيب منامـي
آه يا طول حسرتي وبكـائي ليتني ما خلقت بـين الأنـام
من عيون قد زانهن جفـون كقسي رميننـي بـسـهـام
فلما وقع الكتاب في يد المأمون كسا الجواري من الملابس الفاخرة وأعطاهن ستين ألف دينار وأرسلهن إلى سيدهن فوصلن إليه وفرح بهن غاية الفرح أكثر مما أتى إليه من المال وأقام معهن في أطيب عيش وأهنأه إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات.

حكاية وردان الجزار
ومما يحكى أنه في زمان الحاكم بأمر الله رجل بمصر يسمى وردان وكان جزاراً في اللحم الضاني، وكانت امرأة تأتيه كل يوم بدينار يقارب وزنه وزن دينارين ونصف من الدنانير المصرية وتقول له أعطني خروفاً وتحضر معها حمالاً بقفص فيأخذ الدينار ويعطيها خروفاً فيحمله الحمال وتأخذه وتروح به إلى مكانها، وفي ثاني يوم وقت الضحى تأتي، وكان ذلك الجزار يكتسب منها كل يوم ديناراً وأقامت مدة طويلة على ذلك.
فتفكر وردان الجزار ذات يوم في أمرها وقال في نفسه: هذه المرأة كل يوم تشتري مني بدينار ولم تغلط يوماً واحداً وتشتري مني بدراهم هذا أمر عجيب. ثم أن وردان سأل الحمال في غيبة المرأة فقال له: أنا في غاية العجب منها فإنها كل يوم تحملني الخروف من عندك وتشتري حوائج الطعام والفاكهة والنقل بدينار آخر وتأخذ من شخص نصراني مروقتين نبيذ وتعطيه ديناراً وتحملني الجميع وأسير معها إلى بساتين الوزير، ثم تعصب عيني بحيث أني لا أنظر موضعاً من الأرض أحط فيه قدمي وتأخذ بيدي فما أعرف أين تذهب بي ثم تقول: حط هنا، وعندها قفص آخر فتعطيني الفارغ ثم تمسك يدي وتعود بي إلى الموضع الذي شدت عيني فيه بالعصابة فتحلها وتعطيني عشرة دراهم.
فقال له الجزار: كان الله في عونها، ولكن ازداد فكراً في أمرها وكثرت عندها الوساوس وبات في قلق عظيم، ثم قال وردان الجزار: فلما أصبحت أتتني على العادة وأعطتني الدينار وأخذت الخروف وحملته للحمال وراحت فأوصيت صبي على الدكان وتبعتها بحيث لا تراني.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثمانين بعد الثلاثمائة
  رد مع اقتباس
قديم 26/1/2009, 08:16 PM   رقم المشاركة : ( 495 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن وردان الجزار قال: فأوصيت صبي على الدكان وتبعتها بحيث لا تراني، ولم أزل أعاينها إلى أن خرجت من مصر وأنا أتوارى خلفها حتى وصلت إلى بساتين الوزير فاختفيت حتى عصبت عيني الحمال وتبعتها من مكان إلى مكان إلى أن أتت الجبل فوصلت إلى مكان فيه حجر كبير وحطت القفص عن الحمال فصبرت إلى أن عادت بالحمال ورجعت ونزعت جميع ما كان في القفص وغابت ساعة، فأتيت إلى ذلك الحجر فزحزحته ودخلت فوجدت خلفه طابقاً من نحاس مفتوحاً ودرجاً نازلة فنزلت في تلك الدرج قليلاً قليلاً حتى وصلت إلى دهليز كثير النور فمشيت فرأيت هيئته باب قلعة فارتكنت في زوايا في زوايا الباب فوجدت صفة بها سلالم خارج باب القاعة فتعلقت فيها فوجدت صفة صغيرة بها طاقة تشرف على قاعة فنظرت في القاعة فوجدت المرأة قد أخذت الخروف وقطعت منه مطايبه وعملته في قدر ورمت الباقي قدام دب كبير عظيم الخلقة فأكله عن آخره وهي تطبخ.
فلما فرغت أكلت كفايتها ووضعت الفاكهة والنقل وحطت النبيذ وصارت تشرب بقدح وتسقي الدب بطاسة من ذهب حتى حصل لها نشوة السكر، فنزعت ثيابها ونامت فقام الدب وواقعها وهي تعاطيه أحسن ما يكون لبني آدم حتى فرغ وجلس واستراح ولم يزل كذلك حتى فعل ذلك عشر مرات ثم وقع كل منهما مغشياً عليه وصارا لا يتحركان.
فقلت في نفسي هذا وقت انتهاز الفرصة، فنزلت ومعي سكين تبري العظم قبل اللحم فلما صرت عندهما وجدتهما لا يتحرك فيهما عرق لما حصلت لهما من المشقة فجعلت السكين في منحر الدب واتكأت عليه حتى خلصته وانعزلت رأسه عن بدنه فصار له شخير عظيم مثل شخير الرعد، فانتبهت المرأة مرعوبة فلما رأت الدب مذبوحاً وأنا واقف والسكين في يدي زعقت زعقة عظيمة حتى ظننت أن روحها قد خرجت وقالت لي: يا وردان أيكون هذا جزاء الإحسان فقلت لها: يا عدوة نفسهاهل عدمت الرجال حتى تفعلي الفعل الذميم، فأطرقت رأسها إلى الأرض لا ترد جواباً وتأملت الدب وقد نزعت رأسه عن جثته ثم قالت: يا وردان أي شيء أحب إليك أن تسمع الذي أقوله لك ويكون سبب لسلامتك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الواحدة والثمانين بعد الثلاثمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن المرة قالت: يا وردان أي شيء أحب إليك أن تسمع الذي أقوله لك ويكون سبباً لسلامتك وغناك إلى آخر الدهر أو تخالفني ويكون سبباً لهلاكك، فقلت: أختار أن أسمع كلامك فحدثيني بما شئت، فقالت اذبحني كما ذبحت الدب وخذ من هذا الكنز حاجتك وتوجه إلى حال سبيلك، فقلت لها: أنا خير من هذا الدب فارجعي إلى الله تعالى وتوبي وأتزوج بك ونعيش باقي عمرنا بهذا الكنز قالت: أيا وردان إن هذا بعيداً كيف أعيش بعده والله إن لم تذبحني لأتلفن روحك فلا تراجعني تتلف وهذا ما عندي من الرأي والسلام فقلت: أذبحك وتروحين إلى لعنة الله ثم جذبتها من شعرها وذبحتها وراحت إلى لعنة الله والملائكة والناس جميعاً
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~