|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: قصة الف ليله وليله
ومما يحكى عن بعض الفضلاء أنه قال: مررت بفقيه في كتاب وهويقريء الصبيان فوجدته في هيئة حسنة وقماش مليح فأقبلت عليه فقام لي وأجلسني معه فمارسته في القراءات والنحو والشعر واللغة فإذا هو كامل في كل ما يراد منه فقلت له: قوى الله عزمك فإنك عارف بكل مايراد منك ثم عاشرته مدة وكل يوم يظهر فيه حسن فقلت في نفسي: إن هذا شيئ عجيب من فقيه يعلم الصبيان مع أن العقلاء اتفقوا على نقص عقل معلم الصبيان ثم فارقته وكنت كل أيام قلائل أتفقده وأزوره فأتيت إليه في بعض الأيام على عادتي من زيارته فوجدت الكتاب مغلقاً فسألت جيرانه فقالوا: أنه مات عنده ميت فقلت في نفسي: وجب علينا أن نعزيه فجئت إلى بابه وطرقته فخرجت لي جارية وقالت: ما تريد? فقلت: أريد مولاك فقالت: إن مولاي قاعداً في العراء وحده فقلت لها: قولي له أن صديقك فلاناً يطلب أن يعزيك فراحت وأخبرته فقال لها: دعيه يدخل فأذنت لي في الدخول فدخلت إليه فرأيته جالساً وحده ومعصباً رأسه فقلت له: عظم الله أجرك وهذا سبيل لا بد لكل أحد منه فعليك بالصبر ثم قلت له: من الذي مات لك? فقال: أعز الناس علي وأحبهم إلي فقلت: لعله والدك فقال: لا قلت: والدتك قال: لا. قلت: أخوك قال: لا. قلت: أحد من اقاربك قال: لا. قلت فما نسبته إليك? قال: حبيبتي. فقلت في نفسي: هذا أول المباحث في قلة عقله ثم قلت له: قد يوجد غيرها مما هو أحسن منها فقال: أنا ما رأيتها حتى أعرف إن كان غيرها أحسن منها أو لا فقلت في نفسي: وهذا مبحث ثان فقلت له: وكيف عشقت من لا تراها? فقال: اعلم أني كنت جالساً في الطاقة وإذا برجل عابر طريق يغني هذا البيت: يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ردي علي فؤادي أينما كانـا
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة الثامنة عشرة بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الفقيه قال: لما غنى الرجل المار في الطريق بالشعر الذي سمعته منه قلت في نفسي أولاً أن أم عمرو هذه ما في الدنيا مثلها ما كان يتغزلون فيها فتعلقت بحبها فلما كان بعد يومين عبر ذلك الرجل وهو ينشد هذا البيت: إذا ذهب الحمار بأم عمـرو فلا رجعت ولا رجع الحمار فعلمت أنها ماتت فحزنت عليها ومضى لي ثلاثة أيام وأنا في العزاء فتركته وانصرفت بعدما تحققت قلة عقله. ومما يحكى من قلة عقل معلم الصبيان أنه كان رجل فقيه في مكتب فدخل عليه رجل ظريف، وجلس عنده ومارسه فرآه فقيهاً نحوياً لغوياً شاعراً أديباً فهيماً لطيفاً فتعجب من ذلك وقال: إن الذين يعلمون الصبيان في المكاتب ليس لهم عقل كامل فلما هم بالإنصراف من عند الفقيه قال له: أنت ضيفي في هذه الليلة فأجابه إلى الضيافة وتوجه صحبته إلى منزله فأكرمه وأتى له بالطعام فأكلا وشربا ثم جلسا بعد ذلك يتحدثان إلى ثلث الليل وبعد ذلك جهز له الفراش وطلع إلى حريمه فاضطجع الضيف وأراد النوم، وإذا بصراخ كثير ثار في حريمه فسأل: ما الخبر? فقالوا له: أن الشيخ حصل له أمر عظيم وهو في آخر رمق فقال: أطلعوني له فطلعوه له ودخل عليه فرآه مغشياً عليه ودمه سائل فرش الماء على وجهه. فلما أفاق قال له: ما هذا الحال أنت طلعت من عندي في غاية ما يكون من الحظ وأنت صحيح البدن فما أصابك? فقال له: يا أخي بعدما طلعتمن عندك جلست أتذكر في مصنوعات الله تعالى وقلت في نفسي: كل شيء خلقه الله للإنسان فيه نفع لأن الله سبحانه وتعالى خلق اليدين للبطش والرجلين للمشي والعينين للنظر والأذنين للسماع والذكر للجماع وهلم جرا، إلا هاتين البيضتين ليس لهما نفع فأخذت موس كان عندي وقطعتهما فحصل لي هذا الأمر فنزل من عنده وقال: صدق من قال أن كل فقيه يعلم الصبيان ليس له عقل كامل ولو كان يعرف جميع العلوم |
26/1/2009, 08:57 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
ومما يحكى أيضاً أن بعض المجاورين كان لا يعرف الخط ولا القراءة وإنما يحتال على الناس بحيل يأكل منها الخبز فخطر بباله يوماً من الأيام أنه يفتح له مكتباً ويقريء فيه الصبيان فجمع ألواحاً وأوراقاً مكتوبة وعلقها في مكان وكبر عمامته وجلس على باب المكتب فصار الناس يمرون عليه وينظرون إلى عمامته وإلى الألواح فيظنون أنه فقيه جيد فيأتون إليه بأولادهم فصار يقول لهذا: اكتب ولهذا: اقرأ فصار الأولاد يعلم بعضهم بعضاً فبينما هو ذات يوم جالس على باب المكتب على عادته، وإذا بامرأة مقبلة من بعيد وبيدها مكتوب فقال في باله: لا بد أن هذه المرأة تقصدني لأقرأ لها المكتوب الذي معها فكيف يكون حالي معها وانا لا أعرف قراءة الخط وهم بالنزول ليهرب منها فلحقته قبل أن ينزل وقالت له: إلى أين? فقال لها: أريد أن أصلي الظهر وأعود فقالت له: الظهر بعيد فاقرأ لي هذا الكتاب فأخذه وجعل أعلاه أسفله وصار ينظر إليه ويهز عمامته تارة ويرقص حواجبه أخرى ويظهر غيظاً وكان زوج المرأة غائباً والكتاب مرسل إليها من عنده فلما رأت الفقيه على تلك الحالة قالت في نفسها: لا شك أن زوجي مات وهذا الفقيه يستحي أن يقول لي أنه مات فقالت له: هل أشق ثيابي? فقال لها: شقي فقالت له:هل ألطم على وجهي فقال لها: الطمي فأخذت الكتاب من يده وعادت إلى منزلها وصارت تبكي هي وأولادها فسمع بعض جيرانها البكاء فسألوا عن حالها فقيل لهم: أنه جاءها كتاب بموت زوجها فقال رجل: إن هذا الكلام كذب لأن زوجها أرسل لي مكتوباً بالأمس يخبرني فيه أن طيب بخير وعافية وأنه بعد عشرة أيام يكون عندها، فقام من ساعته وجاء إلى المرأة وقال لها: أين الكتاب الذي جاء? فجاءت به إليه وأخذه منها وقرأه وإذا فيه: أما بعد فإني طيب بخير وعافية وبعد عشرة أيام أكون عندكم وقد أرسلت إليكم ملحفة ومكمرة، فأخذت الكتاب وعادت فيه إلى الفقيه وقالت له: ما حملك على الذي فعلته معي وأخبرته بما قاله جارها منس سلامة زوجها وأنه أرسل إليها ملحفة ومكمرة فقال لها: لقد صدقت ولكن يا حرمة اعذريني فإني كنت في تلك الساعة مغتاظاً. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة التاسعة عشرة بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن المرأة قالت للفقيه: ما حملك على الذي فعلته معي? فقال لها: إني كنت في تلك الساعة مغتاظاً مشغول الخاطر ورأيت المكمرة ملفوفة في الملحفة فظننت أنه مات وكفنوه، وكانت المرأة لا تعرف الحيلة فقالت له: أنت معذور وأخذت الكتاب منه وانصرفت. وحكي أن ملكاً من الملوك خرج مستخفياً ليطلع على أحوال رعيته فوصل إلى قرية عظيمة فوقف بباب دار من دور القرية وطلب ماء، فخرجت إليه امرأة جميلة بكوز ماء فناولته إياه فشرب فلما نظر إليها افتتن بها فراودها عن نفسها وكانت المرأة عارفة به فدخلت به وأجلسته وأخرجت لع كتاباً وقالت: انظر في هذا الكتاب إلى أن أصلح أمري وأرجع إليك فجلس يطالع في الكتاب وإذا فيه الزجر عن الزنا، وما أعده الله لأهله من العذاب فاقشعر جلده وتاب إلى الله وصاح بالمرأة واعطاها الكتاب وذهب وكان زوج المرأة غائباً فلما حضر أخبرته بالخبر فتحير وقال في نفسه: أخاف أن يكون وقع غرض الملك فيها، فلم يتجاسر على وطئها بعد ذلك ومكث على ذلك مدة فأعلمت المرأة أقاربها بما حصل لها مع زوجها فعرفوه إلى الملك فلما مثل بين يديه قال أقارب المرأة: أعز الله الملك إن هذا الرجل استأجر منا أرضاً للزراعة فزرعها مدة ثم عطلها فلا هو يتركها حتى نؤجرها لمن يزرعها ولا هو يزرعها وقد حصل الضرر للأرض فنخاف فسادها بسبب التعطيل لأن الأرض إذا لم تزرع فسدت. فقال الملك: ما الذي يمنعك من زرع أرضك? فقال: أعز الله الملك أنه قد بلغني أن الأسد قد دخل الأرض فهبته ولم أخاف على الدنو منها لعلمي أنه لا طاقة لي بالأسد وأخاف منه ففهم الملك القصة وقال له: يا هذا إن أرضط لم يطاها الأسد وأرضك طيبة الزرع فازرعها بارك الله لك فيها فإن الأسد لا يعدو عليها ثم أمر له ولزوجته بصلة حسنة وصرفهم. |
||||
26/1/2009, 09:00 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
ومما يحكى أن إسحق بن ابراهيم الموصلي قال: اتفق أنني ضجرت من ملازمة دار الخليفة والخدمة بها فركبت وخرجت ببكرة النهار وعزمت على أن أطوف الصحراء وأتفرج وقلت لغلماني: غا جاء رسول الخليفة أو غيره فعرفوه أنني بكرت في بعض مهماتي وأنكم لا تعرفون أين ذهبت ثم مضيت وحدي وطفت في المدينة وقد حمي النهار فوقفت في شارع يعرف بالحرم. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة العشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق بن ابراهيم الموصلي قال: لما حمي النهار وقفت في شارع يعرف بالحرم لأستظل من حر الشمس، وكان للدار جناح بارز على الطريق فلم ألبث حتى جاء خادم أسود يقود حماراً فرأيت جارية راكبة وتحتها منديل مكلل بالجواهر وعليها من اللباس الفاخر ملا غاية بعده ورأيت لها قواماً حسناً وطرفاً فاتراً وشمائل ظريفة فسألت عنها بعض المارين فقال لي: إنها مغنية وقد تعلق بحبها قلبي عند نظري إليها وقد قدرت أن أستقر على ظهر دابتي. ثم أنها دخلت الدار التي كنت واقفاً على بابها فجعلت أتفكر في حيلة أتوصل بها إليها فبينما أنا واقف إذ أقبل رجلان شابان جميلان فاستأذنا فأذن لهما صاحب الدار فنزلا ونزلت معهما ودخلت صحبتهما فظنا أن صاحب الدار دعاني فجلسنا ساعة فاتى بالطعام فأكلنا، ثم وضع الشراب بين يدينا، ثم خرجت الجارية وفي يدها عود فغنت وشربنا وقمت لأقضي حاجة فسأل صاحب المنزل الرجلين عني فأخبراه أنهما لا يعرفاني فقال: هذا طفيلي ولكنه ظريف فأجملوا عشرته ثم جئت فجلست في مكاني فغنت الجارية بلحنلطيف وأنشدت هذين البيتي: قل للغزالة وهي غير غـزالة والجؤذر المكحول غير الجؤذر لمذكر الخلوات غير مـؤنـث ومؤنث الخطوات غير مذكـر فأدته أداءً حسناً وشرب القوم وأعجبهم ذلك ثم غنت طرقاً شتى بألحان غريبة وغنت من جملتها طريقة هي لي وأنشدت تقول: الطلول الـدوارس فارقتها الـوانـي أوحشت بعد أنسهـا فهي قفراء طامس فكان أمرها أصلح فيها من الأولى ثم غنت طرقاً شتى بألحان غريبة من القديم والحديث وغنت في أثنائها طريقة هي لي وأنشدت تقول: قل لمن صد عاتبـاً ونأى عنك جانبـا قد بلغت الذي بلغت وإن كنت لاعبـا فاستعدته منها لأصححه فأقبل علي أحد الرجلين وقال: ما رأينا طفيلياً أصفق وجهاً منك أما ترضى بالتطفل حتى اقترحت وقد صح فيك المثل: طفيلي فأطرقت حياء فأطرقت حياء ولم أجبه فجعل صاحبه يكفه عني فلا ينكف، ثم قاموا إلى الصلاة فتأخرت قليلاً وأخذت العود وشددت طرفيه وأصلحته إصلاحاً محكماً وعدت إلى موضعي فصليت معهم ولما فرغنا من الصلاة رجع ذلك الرجل إلى اللوم علي والتعنيف ولج في عربدته وأنا صامت فأخذت الجارية العود وجسته فانكرت حاله وقالت: من جس عودي? فقالوا: ما جسه أحد منا. قالت: بلى والله لقد جسه حاذق متقدم في الصناعة، لأنه أحكم أوتاره وأصلحه إصلاح حاذق في صنعته فقلت لها: أنا الذي أصلحته. فقالت: بالله عليك أن تأخذه وتضرب عليه فأخذته وضربت عليه طريقة عجيبة صعبة تكاد أن تميت الأحياء وتحيي الأموات وانشدت عليه هذه الأبيات: وكان لي قلـب أعـيش بـه فاكتوى بالنار واحـتـرقـا أنا لم أرزق مـحـبـتـهـا وإنما للـعـبـد مـا رزقـا إن لم يكن ما ذقت طعم الهوى ذاقه لا شك مـن عـشـقـا قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن إسحق بن ابراهيم الموصلي قال: لما فرغت من شعري لم يبق أحد من الجماعة إلا ووثب من موضعه وجلسوا بين يدي وقالوا: بالله عليك يا سيدنا أن تغني لنا صوتاً آخر فقلت: حباً وكرامة، ثم أحكمت الضربات وغنيت بهذه الأبيات: ألا مـن لـقـب ذوائب بـنــوائب أناخت به الأحزان من كل جـانـب حرام على رامي فؤادي بسـهـمـه دم صبه بين الـحـشـا والـتـراب تبـين بـين الـبـين إن اقـتـرابـه على البين من ضمن الظنون الكواذب أراق دماً لولا الـهـوى مـا أراقـه فهل لدمي من ثـائر ومـطـالـب |
||||
26/1/2009, 09:00 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
فلما فرغ من شعره لم يبق أحد منهم إلا وقام على قدميه ثم رمى بنفسه على الأرض من شدة ما اصابه من الطرب، قال: فرميت العود من يدي فقالوا: بالله عليك أن لا تفعل هذا وزدنا صوتاً آخر زادك الله من نعمته، فقلت لهم: يا قوم أزيدكم صوتاً آخر وآخر وآخر وأعرفكم من انا، أنا إسحق بن ابراهيم الموصلي والله غني لآتيه على الخليفة إذا طلبني وانتم قد أسمعتموني غليظ ما أكرهه في هذا اليوم، فوالله لا نطقت بحرف ولا جلست معكم حتى تخرجوا هذا العربيد من بينكم فقال له صاحبه: من هذا حذرتك وخفت عليك.
ثم أخذوا بيده وأخرجوه فأخذت العود وغنيت الأصوات التي غنتها الجارية من صنعتي، ثم أسررت إلى صاحب الدار أن الجارية قد وقعت محبتها في قلبي ولا صبر لي عنها فقال الرجل: هي لك بشرط فقلت: وما هو? قال: أن تقيم عندي شهراً فأقمت عنده شهراً ولا يعرف أحد أين أنا والخليفة يفتش علي في كل موضع ولا يعرف لي خبراً. فلما انقضى الشهر سلم لي الجارية وما يتعلق بها من الأمتعة النفيسة وأعطاني خادماً آخر فجئت بذلك إلى منزلي كاني حزت الدنيا باسرها من شدة فرحي بالجارية، ثم ركبت إلى المأمون من وقتي فلما حضرت بين يديه قال: ويحك يا إسحق وأين كنت فأخبرته بخبري فقال علي بذلك الرجل في هذه الساعة فدللتهم على داره فأرسل إليه الخليفة، فلما حضر سأله عن القصة فأخبره بها فقال له: أنت رجل ذو مروءة والرأي أن تعان على مروءتك فأمر له بمائة ألف درهم وقال لي: يا إسحق أحضر الجارية فأحضرتها وغنت له وأطربته فحصل له منها سرور عظيم، فقال قد جعلت عليها نوبة كل يوم خميس فتحضر وتغني من وراء الستارة، ثم أمر لها بخمسين ألف درهم فوالله لقد ربحت في تلك الركبة. ومما يحكى أن القاسم بن عدي حكى عن رجل من بني تميم قال: خرجت في طلب ضالة فوردت على مياه بني طي فرأيت فريقين أحدهما قريب من الآخر وإذا في أحد الفريقين كلام مثل كلام الفريق الآخر، فتأملت فرأيت في أحد الفريقين شاباً قد أنهكه المرض وهو في مثل الشنن البالي، فبينما أنا أتأمله وإذا هو ينشد هذه الأبيات: ألا ما للمـلـيحة لا تـعـود أبخل بالملـيحة أم صـدود مرضت فعادني أهلي جميعاً فما لك لا تري فيمن يعـود لو كنت المريضة جئت أسعى إليك ولم ينبهنـي الـوعـيد عدمتك منهمو فبقيت وحـدي وفقد الألف يا سكني شـديد فسمعت كلامه جارية من الفريق الآخر فبادرت نحوه وتبعها أهلها وجعلت تضاربهم فأحس الشاب فوثب نحوها فبادر إليه أهل فريقه وتعلقوا به فجعل يجذب نفسه وهي تجذب نفسها من فريقها حتى تخلصا وقصد كل واحد منهما صاحبه حتى التقيا بين الفريقين وتعانقا ثم خرا إلى الأرض ميتين. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة الواحدة والعشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه مما يحكى أن محمد الأنباري قال: خرجت من الأنبار في بعض الأسفار إلى عمورية من بلاد الروم فنزلت في أثناء الطريق بدير الأنوار في قرية من قرى عمورية فخرج إلي صاحب الدير والرئيس على الرهبان وكان اسمه عبد المسيح فأدخلني الدير فوجدت فيه أربعون راهباً فأكرموني في تلك الليلة بضيافة حسنة ثم رحلت عنهم في الغد وقد رأيت من كثرة اجتهادهم وعبادتهم ما لم أره من غيرهم فقضيت أربي من عمورية ثم رجعت إلى الأنبار. فلما كان العام المقبل حججت إلى مكة، فبينما أنا أطوف حول البيت إذ رأيت عبد المسيح يطوف أيضاً ومعه خمسة أنفار من أصحابه الرهبان، فلما تحققت معرفته تقدمت إليه وقلت له: هل أنت عبد المسيح الراهب? قال: بل أنا عبد الله الراغب فجعلت أقبل شيبته وأبكي ثم أخذت بيده وملت إلى جانب الحرم وقلت له: أخبرني سبب إسلامك? فقال: إنه من أعجب العجائب وذلك أن جماعة من زهاد المسلمين مروا في القرية التي فيها ديرنا فأرسلوا شاباً يشتري لهم طعاماً فرأى في السوق جارية نصرانية تبيع الخبز وهي من أحسن النساء صورة فلما نظر إليها فتن بها وسقط على وجهه مغشياً عليه |
||||
26/1/2009, 09:13 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
فلما أفاق عاد إلى أصحابه وأخبرهم بما أصابه وقال: امضوا إلى شأنكم فلست بذاهب معكم فعدلوه ووعظوه فلم يلتفت إليهم فانصرفوا عنه ودخل القرية وقعد عند باب حانوت تلك المرأة فسألته عن حاجته فاخبرها أنه عاشق لها فأعرضت عنه فمكث في موضعه ثلاثة أيام لم يطعم طعاماً بل صار شاخصاً إلى وجهها، فلما رأته لا ينصرف عنها ذهبت إلى أهلها وأخبرتهم بخبره فسلطوا عليه الصبيان فرموه بالحجارة حتى رضوا أضلاعه وشجوا رأسه وهو مع ذلك لا ينصرف، فعزم أهل القرية على قتله فجاءني رجلاً منهم وأخبرني بحاله فذهبت إليه فرأيته طريحاً فمسحت الدم عن وجهه وحملته إلى الدير وداويت جراحاته وأقام عندي أربعة عشر يوماً، فلما قدر على المشي خرج من الدير. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الثانية والعشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الراهب عبد الله قال: فحملته إلى الدير وداويت جراحاته وأقام عندي أربعة عشر يوماً، فلما قدر على المشي خرج من الدير إلى باب حانوت الجارية وقعد ينظر إليها، فلما أبصرته قامت إليه وقالت له: والله لقد رحمتك فهل لك أن تدخل في ديني وانا أتزوجك? فقال: معاذ الله أن أنسلخ من دين التوحيد وأدخل في دين الشرك، فقالت: قم وادخل معي إلى داري واقض مني أربك وانصرف راشداً فقال: لا ما كنت لأذهب عبادة اثني عشرة سنة بشهوة لحظة واحدة، فقالت: انصرف عني حينئذ قال: لا يطاوعني قلبي، فأعرضت عنه بوجهها. ثم فطن به الصبيان فأقبلوا عليه يرمونه بالحجارة فسقط على وجهه وهو يقول: إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فخرجت من الدير وطردت عنه الصبيان ورفعت رأسه عن الأرض فسمعته يقول: اللهم اجمع بيني وبينها في الجنة، فحملته إلى الدير فمات قبل أن أصل به إليه، فخرجت به عن القرية وحفرت له قبراً ودفنته. فلما دخل الليل وذهب نصفه صرخت تلك المرأة وهي في فراشها صرخة فاجتمع غليها أهل القرية وسألوها عن قصتها فقالت: بينما أنا إذ دخل علي هذا الرجل المسلم فأخذ بيدي وانطلق بي إلى الجنة فلما صار بي إلى بابها منعني خازنها من دخولها وقال: إنها محرمة على الكافرين فأسلمت على يديه ودخلت معه فرأيت فيها من القصور والأشجار ما لم يمكن أناصفه لكم، ثم غنه أخذني إلى قصر من الجوهر وقال لي: إن هذا القصر لي ولك وانا لا أدخله إلا معك وبعد خمس ليال تكونين عندي فيه إن شاء الله، ثم مد يده إلى شجرة على باب ذلك القصر فقطف منها تفاحتين وأعطانيهما وقال: كلي هذه واخفي الأخرى حتى يراها الرهبان فأكلت واحدة فما رأيت أطيب منها. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة الثالثة والعشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية قالت: لما قطف التفاحتين وأعطانيهما وقال: كلي هذه واخفي الأخرى حتى يراها الرهبان فأكلت واحدة فما رأيت أطيب منها، ثم أخذ بيدي حتى أوصلني إلى داري فلما استيقظت من منامي وجدت طعم التفاح في فمي والتفاحة الثانية عندي، ثم أخرجت التفاحة فأشرقت في ظلام الليل كانها كوكب دري فجاؤوا بالمرأة إلى الدير ومعها التفاحة فقصت علينا الرؤيا وأخرجت لنا التفاحة فلم نر شيئاً مثلها في سائر فواكه الدنيا. فأخذت سكيناً وشققتها على عدد أصحابي فلا رأينا ألذ من طعمها ولا أطيب من رائحتها فقلنا: لعل هذا شيطان تمثل إليها ليغويها عن دينها فأخذها أهلها وانصرفوا، ثم أنها امتنعت عن الأكل والشرب، فلما كانت الليلة الخامسة قامت من فراشها وخرجت من بيتها وتوجهت إلى قبر ذلك المسلم وألقت نفسها عليه وماتت ولم يعلم بها أهلها. فلما كان وقت الصباح أقبل على القرية شيخان مسلمان عليهما ثياب من الشعر ومعهما امرأتان كذلك فقالا: يا أهل القرية إن الله تعالى عندكم ولية من أوليائه قد ماتت مسلمة ونحن نتولاها دونكم فطلب أهل القرية تلك المرأة فوجدوها على القبر ميتة فقالوا: هذه صاحبتنا قد ماتت على ديننا ونحن نتولاها، فقال الشيخان: إنها ماتت مسلمة ونحن نتولاها. |
||||
27/1/2009, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
اقتباس:
لكن افضل وسامين انا اخدتهم اولا تثبيت الموضوع وثانيا تشريفى بردكم الكريم |
|||||
27/1/2009, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | |||||
صديق المهندسين
|
رد: قصة الف ليله وليله
اقتباس:
|
|||||
|
||||||
27/1/2009, 08:14 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
|
||||
28/1/2009, 11:54 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | |||||
صديق المهندسين
|
رد: قصة الف ليله وليله
اقتباس:
اخى الكريم ساهر حياك الله اينما كنت مجهود رائع يستحق لفت النظر بارك الله فيك اما عن الاوسمه كما سميتها اخى استمر وستجد ما يرضيك ان شاء الله ونحن ومجهودك لن نخذلك ابدا ابشر |
|||||
|
||||||
27/1/2009, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
واشتد الخصام والنزاع بينهما فقال أحد الشيخين: إن علامة إسلامها أن يجتمع رهبان الدير الأربعون ويجذبوها عن القبر فإن قدروا على حملها من الأرض فهي نصرانية وإن لم يقدروا على ذلك يتقدم واحد منا ويجذبها فإن جاءت معه فهي مسلمة، فرضي أهل القرية بذلك واجتمع الأربعون راهباً وقوى بعضهم بعضاً وأتوها ليحملوها فلم يقدروا على ذلك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الرابعة والعشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الراهب عبد الله قال: وأتوها ليحملوها فلم يقدروا على ذلك فربطنا في وسطها حبلاً عظيماً وجذبناها فانقطع الحبل ولم تتحرك، فتقدم أهل القرية وفعلوا كذلك فلم تتحرك من موضعها، فلما عجزنا عن حملها بكل حيلة قلنا لأحد الشيخين: تقدم أنت واحملها فتقدم إليها أحدهما ولفها في ردائه وقال: بسم الله الرحمن الرحيم وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حملها في حضنه وانصرف بها المسلمون إلى غار هناك فوضعوها فيه وجاءت المرأتان فغسلتاها وكفنتاها ثم حملاها الشيخان وصليا عليها ودفناها إلى جانب قبره وانصرفا ونحن نشاهد هذا كله. فلما خلا بعضنا ببعض قلنا: إن الحق أحق أن يتبع وقد وضح لنا الحق بالمشاهدة والعيان ولا برهان لنا على صحة الإسلام أوضح لنا مم رأيناه باعيننا ثم أسلمت وأسلم رهبان الدير جميعهم وكذلك أهل القرية، ثم إننا بعثنا إلى أهل الجزيرة نستدعي فقيهاً يعلمنا شرائع الإسلام وأحكام الدين، فجاءنا فقيه صالح فعلمنا العبادة وأحكام الإسلام، ونحن اليوم على خير كثير ولله الحمد والمنة. ومما يحكى أن بعض الفضلاء قال: ما رأيت في النساء أذكى خاطراً وأحسن فطنة وأعوز علماً وأجود قريحة وأظرف أخلاقاً من امرأة واعظة من أهل بغداد يقال لها سيدة المشايخ اتفق أنها جاءت إلى مدينة حماة سنة إحدى وستين وخمسمائة فكانت تعظ الناس على الكرسي وعظاً شافياً وكان يتردد على منزلها جماعة من المتفقهين وذوي المعارف والآداب يطارحونها مسائل الفقه ويناظرونها في الخلاف، فمضيت إليها ومعي رفيق من أهل الأدب. فلما جلسنا عندها وضعت بين أيدينا طبقاً من الفاكهة وجلست هي خلف ستر وكان لها أخاً حسن الصورة قائماً على رؤوسنا في الخدمة، فلما أكلنا شرعنا في مطارحة الفقه فسألتها مسألة فقهية مشتملة على خلاف بين الأئمة فشرعت تتكلم في جوابها وانا أصغي إليها، وجعل رفيقي ينظر إلى وجه أخيها ويتأمل في محاسنه ولا يصغي إليها وهي تلحظه من وراء الستر، فلما فرغت من كلامها التفتت إليه وقالت: أظنك ممن يفضل الرجال على النساء? قال: أجل. قالت: ولم ذلك? قال: لأن الله فضل الذكر على الأنثى. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة الخامسة والعشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الشيخ أجابها بقوله: لأن الله فضل الذكر على الأنثى وأنا أحب الفاضل وأكره المفضول فضحكت ثم قالت: انصفني في المناظرة إن ناظرتك في هذا البحث قال: نعم قالت: فما الدليل على تفضيل الذكر على الأنثى? قال: المنقول والمعقول أما المنقول فالكتاب والسنة أما الكتاب فقوله تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض. وقوله تعالى: فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان. وقوله تعالى في الميراث: وإن كانوا أخوة رجالاً ونساءً فللذكر مثل حظ الأنثيين فالله سبحانه وتعالى فضل الذكر على الأنثى في هذه المواضع وأخبر أن الأنثى على النصف من الذكر لأنه أفضل منها وأما السنة فما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل دية المرأة على النصف من دية الرجل، وأما المعقول فإن الذكر فاعل والأنثى مفعول بها والفاعل أفضل من المفعول بها |
||||
27/1/2009, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
فقالت له: أحسنت يا سيدي لكنك والله أظهرت حجتي عليك من لسانك ونطقت ببرهان هو عليك لا لك وذلك أن الله سبحانه وتعالى إنما فضل الذكر على الأنثى بمجرد وصف الذكورية وهذا لا نزاع فيه بيني وبينك وقد يستوي في هذا الوصف الطفل والغلام والشاب والكهل والشيخ لا فرق بينهم في ذلك وإذا كانت الفضيلة إنما حصلت له بوصف الذكورية فينبغي أن يميل طبعك وترتاح نفسك إلى الشيخ كما ترتاح إلى الغلام إذ لا فرق بينهما في الذكورية وإنما وقع الخلاف بيني وبينك في الصفات المقصودة من حسن العشرة والإستماع وانت لم تأت ببرهان على فضل الغلام على الأنثى في ذلك، فقال لها: يا سيدتي أما علمت ما اختص به الغلام من اعتدال القد وتوريد الخد وملاحة الإبتسام وعذوبة الكلام فالغلمان بهذا أفضل من النساء والدليل على ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )لا تدعو النظر إلى المرد فإن فيهم لمحة من الحور العين(، وتفضيل الغلام على الجارية لا يخفى على أحد من الناس وما أحسن قول أبا نواس: أقل ما فيه من فضـائلـه أمنك من طمثه ومن حبله
وقول الشاعر: قال الإمام أبو نواس وهو في شرع الخلاعة والمجون يقلد يا أمة تهوى العذارا تمتعـوا من لذة الخلد ليست توجـد ولأن الجارية إذا بالغ الواصف في وصفها وأراد تزويجها بذكر محاسن أوصافها شبهها بالغلام. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة السادسة والعشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الشيخ قال: ولأن الجارية إذا بالغ الواصف في وصفها وأراد تزويجها بذكر محاسن أوصافها شبهها بالغلام لما له من المآثر كما قال الشاعر: غلامية الأرداف تهتز في الصب كما اهتز في ريح الشمال قضيب فلولا أن الغلام أفضل وأحسن لما شبهت به الجارية واعلمي صانك الله تعالى أن الغلام سهل القياد موافق على المزاد حسن العشرة والأخلاق مائل عن الخلاف للوفاق ولا سيما إن تنمنم هذاره واخضر شاربه وجرت حمرة الشبيبة في وجنته حتى صار كالبدر التمام وما أحسن قول أبي تمام: قال الوشاة بدا في الخد عارضه فقلت لا تكثروا ما ذاك عـابـه لما استقل بـأرداف تـجـاذبـه واخضر فوق جمان الدر شاربه وأقسم الورد أيماناً مـغـلـظة أن لا يفارق خديه عـجـائبـه كلمته بجفـون غـير نـاطـقة فكان من ورده ما نال حاجبـه الحسن منك على ما كنت تعهده والشعر أحرزه ممن يطالـبـه أحلى وأحسن ما كانت شمائلـه إذا لاح عارضه واخضر شاربه وصار من كان يلحي في محبته أن يحك عني وعنه اقل صاحبه فهذه فضيلة في الغلمان لم تعطها النساء وكفى بذلك للغلمان عليهن فخراً ومزية فقالت له: عافاك الله تعالى إنك قد شرطت على نفسك المناظرة وقد تكلمت وما قصرت واستدللت بهذه الأدلة على ما ذكرت ولكن الآن قد حصل الحق فلا تعدل عن سبيله وإن لم تقنع بإجمال الدليل فأنا آتيك بتفضيله بالله عليك أين الغلام من الفتاة من يقيس السخلة على المهاة إنما الفتاة رخيمة الكلام حسنة القوام فهي كقضيب الريحان بثغر كأقحوان وشعر كالأرسوان وخد كشقائق النعمان ووجه كتفاح وشفة كالراح وثدي كالرمان ومعاطف كالأغصان وهي ذات قد معتدل وجسم متجدل وخد كخد السيف اللائح وجبين واضح وحاجبين مقرونين وعينين كحلاوين إن نطقت فاللؤلؤ الرطب يتناثر من فيها وتجذب القلوب برقة معانيها وغن تبسمت ظننت البدر يتلألأ من بين شفتيها وإن رنت فالسيوف تسل من مقلتيها إليها تنتهي المحاسن وعليها مدار الظاعن والقاطن ولها شفتان حمراوان ألين من الزبد وأحلى مذاقاً من الشهد. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة السابعة والعشرين بعد الأربعمائة |
||||
27/1/2009, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن المرأة الواعظة لما وصفت الفتاة قالت: ولها شفتان حمراوان ألين من الزبد وأحلى مذاقاً من الشهد ثم قالت بعد ذلك ولها صدر كجادة الفجاج فيه ثديان كأنهما حقان من عاج وبطن لطيف الكشح كالزهر الغض وعكن قد انعطفت وانطوى بعضها على بعض وفخذان ملتفان كأنهما الدر عمودان وأرداف تموج كأنها بحر من بلور أو جبال من نور ولها قدمان لطيفان وكفان كأنهما سبائك العقبان فيا مسكين أين الالأنس من الجان ومن قال: الدنيا عبارة عن النساء كان صادقاً وأما ما ذكرت من الحديث الشريف فهو حجة عليك لا لك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدعو النظر إلى المرد فإن فيهم لمحة من الحور العين فشبه المرد بالحور العين ولا شك أن المشبه به أفضل من المشبه فلولا أن النساء أفضل وأحسن لما شبه بهن غيرهن وأما قولك: أن الجارية تشبه الغلام فليس الأمر كذلك بل الغلام يشبه بالجارية حتى قالوا: أنها تصلح للأمرين جميعاً عدولاً منهم عن سلوك طريق الحق عند الناس، كما قال كبيرهم أبو نواس: ممشوقة القصر غلامية تصلح للوطي والزاني
وأما ما ذكرته من حسن نيات العذار وخضار الشارب وأن الغلام يزداد به حسناً وجمالاً فوالله لقد عدلت عن الطريق غير التحقيق لأن العذار يبذر حسنات الجمال بالسيئآت ثم أنشدت هذه الأبيات: بدا الشعر في وجههفانتقم لعاشقه منه لما ظـلـم ولم أر في وجهه كالدخا ن إلا وسالفه كالحمـم إذا اسود فاضل قرطاسه فما ظنكم بمكان القلـم فإن فضلوه على غـيره فما ذلك إلا لجهل الحكم فلما فرغت من شعرها قال للرجل: سبحان الله العظيم. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة الثامنة والعشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن المرأة الواعظة لما فرغت من شعرها قالت للرجل: سبحان الله العظيم كيف يخفى عليك كمال اللذة في النساء وان النعيم المقيم لا يكون إلا بهن وذلك أن الله سبحانه وتعالى وعد الأنبياء والأولياء في الجنة بالحور العين وجعلهن جزاء لأعمالهن الصالحة ولو علم الله تعالى أن في غيرهن لذة الإستمتاع لجزاهم به ووعدهم إياه وقال صلى الله عليه وسلم: حبب إلي من دنياكم ثلاث النساء والطيب وقرة عيني في الصلاة، وإنما جعل الله الولدان خدماً للأنبياء والأولياء في الجنة لأن الجنة دار نعيم وتلذذ ولا يكمل ذلك إلا بخدمة الولدان واما استعمالهم لغير الخدمة فهو من الخيال والوبال وأنا أستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم. ثم سكتت فلم تجبنا عن شيء بعد ذلك فخرجنا من عندها مسرورين من مناظرتها متأسفين على مفارقتها. ومما يحكى أن أبا سويد قال: اتفق أنني أنا وجماعة من أصحابي دخلنا بستاناً يوماً من الأيام لنشتري شيئاً من الفواكه فرأينا في جانب ذلك البستان عجوزاً صبيحة الوجه غير أن شعر رأسها أبيض وهي تسرحه بمشط من العاج فوقفنا عندها، فلم تجفل منا ولم تغط رأسها فقلت لها: يا عجوز لو صبغت شعرك أسود لكنت أحسن من صبية فما منعك من ذلك? فرفعت رأسها إلي. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة التاسعة والعشرين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن أبا السويد قال: لما قلت للعجوز ذلك رفعت رأسها إلي وحملقت العينين وأنشدت هذين البيتين: وصبغت ما صبغ الزمان فلم يدم صبغي ودامت صـبـغة الأيام أيام الرفل لي ثياب شيبـتـنـي وأناك من خلفي ومن قدامـي فقلت لها: لله درك من عجوز ما أصدقك في اللهج بالحرام وأكذبك في دعوى التوبة من الآثام. ومما يحكى أن علي بن محمد بن عبد الله بن طاهر استعرض جارية اسمها مؤنس للشراء وكانت فاضلة أديبة شاعرة فقال لها: ما اسمك يا جارية? قالت: أعز الله الأمين اسمي مؤنس وكان قد عرف اسمها قبل ذلك فأطرق ساعة ثم رفع رأسه إليها وأنشد هذا البيت: ماذا تقولين فيمن شقـه سـقـم من أجل حبك حتى صار حيرانا قالت: أعز الله الأمير وأنشدت هذا البيت: إذا رأينا محباً قد أضر به داء الصبابة أوليناه إحسانا |
||||
27/1/2009, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
فأعجبته فاشتراها بسبعين ألف درهم وأولدها عبد الله بن محمد صاحب المآثر وقال أبو العيتا: كان عندنا في الدرب امرأتان، إحداهما تعشق رجلاً والأخرى تعشق أمرد فاجتمعتا ليلة على سطح إحاهما وهو قريب من داري وهما لا يعلمان بي فقالت صاحبة الأمرد للأخرى: يا أختي كيف تصبرين على خشونة اللحية حين تقع على صدرك وقت لثمك، وتقع شفتيك وخديك? فقالت لها: يا رعناء وهل يزين الشجر إلا ورقه والخيار إلا زغبه وهل رأيت في الدنيا أقبح من قرع منتوف، أما علمت أن اللحية للرجل مثل الذوائب للمرأة وما الفرق بين الذوائب واللحية، اما علمت أن الله سبحانه وتعالى خلق في السماء ملكاً يقول سبحان من زين ارجال بالذوائب فلولا أن اللحى كالذوائب في الجمال، لما قرن بينهما يا رعناء مالي وفرش نفسي تحت الغلام الذي يعاجلني إنزاله ويسابقني انحلاله وإذا رهز أجاد وكلما خلص عاد فاتعظت صاحبة الغلام بمقالتها وقالت: سلوت صاحبي ورب الكعبة.
حكاية تودد الجارية ومما يحكى أنه كان ببغداد رجل ذو مقدار وكان موسر بالمال والعقار وهو من التجار الكبار وقد سهل عليه دنياه ولم يبلغه من الذرية ما يتمناه ومضت عليه مدة من الزمان ولم يرزق بأناث ولا ذكور، فكبر سنه ورق عظمه وانحنى ظهره وكثر وهنه وهمه فخاف ذهاب ماله ونسبه إذ لم يكن له ولد يرثه ويذكر به فتضرع إلى الله تعالى وصام النهار، وقام الليل، ونذر النذور لله تعالى الحي القيوم، وزار الصالحين، وأكثر التضرع إلى الله تعالى فاستجاب الله له وقبل دعاؤه ورحم تضرعه وشكواه فما كان إلا قليل من الأيام حتى جامع إحدى نسائه فحملت منه في ليلتها ووقتها وساعتها وأتمت أشهرها ووضعت حملها وجاءت بذكر كأنه فلقة قمر، فأوفى بالنذر وشكر الله عز وجل وصدق وكسا الأرامل والأيتام، وليلة سابع الولادة سماه بأبي الحسن فرضعته المراضع وحضنته الحواضن وحملته المماليك والخدم إلى أنكبر ونشأ وترعرع وانتشى، وتعلم القرآن العظيم وفرائض الإسلام وأمور الدين القويم والخط والشعر والحساب والرمي بالنشاب، فكان فريد دهره وأحسن أهل زمانه وعصره، ذا وجه مليح ولسان فصيح، يتهادى تمايلاً واعتدالاً ويترامى تدللاً واختيالاً بخد أحمر وجبين أزهر وعذار أخضر، كما قال فيه بعض واصفيه: بدا الربيع العذار للـحـدق والورد بعد الربيع كيف بقي أما ترى النبت فوق عارضه بنفسجاً طالعاً مـن الـورق فأقام مع أبيه برهة من الزمن في أحسن حال وأبوه به فرح وسرور إلى أن بلغ مبالغ الرجال فأجلسه أبوه بين يديه يوماً من الأيام وقال له: يا ولدي غنه قد قرب الأجل وحانت وفاتي ولم يبق غير لقاء الله عز وجل وقد خلفت لك ما يكفيك إلى ولد الولد من المال المتين والضياع والأملاك والبساتين فاتق الله تعالى يا ولدي فيما خلفته لك ولا تمتع من رفدك، فلم يكن إلا قليل حتى مرض الرجل ومات فجهزه ولده أحسن تجهيز ودفنه ورجع إلى منزله وقعد للعزاء أياماً وليالي وإذا بأصحابه قد دخلوا عليه وقالوا له: من خلف مثلك ما مات، وكل ما فات فقد فات وما يصلح العزاء إلا للبنات والنساء المخدرات ولم يزالوا به حتى دخل الحمام ودخلوا عليه وفكوا حزنه. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة الثلاثين بعد الأربعمائة |
||||
27/1/2009, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
استاذ فضائيات
|
رد: قصة الف ليله وليله
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن أبا الحسن لما دخل عليه أصحابه الحمام وفكوا حزنه نسي وصية أبيه وذهل لكثرة المال وظن أن الدهر يبقى معه على حال، وأن المال ليس له زوال فأكل وشرب ولذ وطرب وخلع ووهب وجاد بالذهب ولازم أكل الدجاج وفض ختم الزجاج وقهقهة القناني واستماع الأغاني، ولم يزل على هذا الحال إلى أن نفذ المال وقعد الحال وذهب ما كان لديه وسقط في يديه، ولم يبق له بعد أن أتلف ما أتلف غير وصيفة خلفها له والده من جملة ما خلف وكانت الوصيفة هذه ليس لها نظير في الحسن والجمال والبهاء والكمال والقد والاعتدال وهي ذات فنون وآداب وفضائل تستطاب قد فاقت أهل عصرها وأوانها، وصارت أشهر من علم في افتتانها وزادت على الملاح بالعلم والعمل والتثني والميل مع كونها خماسية القد مقارنة للسعد بجبينين كأنهما هلال شعبان وحاجبين أزجين، وعيون كعيون غزلان وأنف كخد الحسام، وخد كشقائق النعمان، وفم كخاتم سليمان وأسنان كأنها عقود الجمان، وسرة تسع أوقية دهن بان، وخصر أنحل من جسم من أضناه الهوى وأسقمه الكتمان وردف أثقل من الكثبان، وبالجملة فهي في الحسن والجمال جديرة بقول من قال: إن أقبلت بحسـن قـوامـهـا أو أدبرت قتلت بصد فراقهـا
شمسية بـدرية غـصـنـية ليس الجفا والبعد من أخلاقها جنات عدن تحت جيب قميصها والبدر في فلك على أطواقها تسلب من يراها بحسن جمالها وبريق ابتسامتها وترميه بعيونا نبل سهامها وهي مع هذا كله فصيحة الكلام حسنة النظام فلما نفذ جميع ماله وتبين سوء حاله ولم يبق معه غير هذه الجارية أقام ثلاثة أيام، وهو لم يذق طعم طعام ولم يسترح في منام، فقالت له الجارية: يا سيدي احملني إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة الواحدة والثلاثين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية قالت لسيدها: يا سيدي احملني إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد الخامس من بني العباس واطلب ثمني منه عشرة آلاف دينار فإن استغلاني فقل له: يا أمير المؤمنين وصيفتي تساوي أكثر من ذلك فاختبرها يعظم قدرها في عينك لأن هذه الجارية ليس لها نظير ولا تصلح إلا لمثلك. ثم قالت له: إياك أن تبيعني بدون ما قلت لك من الثمن فإنه قليل في مثلي وكان سيد الجارية لا يعلم قدرها ولا يعرف أنها ليس لها نظير في زمانها. ثم أنه حملها إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد وقدمها له وذكر ما قالت، فقال لها الخليفة: ما اسمك? قالت: اسمي تودد قال: يا تودد ما تحسنين من العلوم? قالت: يا سيدي إني أعرف النحو والشعر والفقه والتفسير واللغة وأعرف فن الموسيقى وعلم الفرائض والحساب والقسمة والمساحة وأساطير الأولين، وأعرف القرآن العظيم وقد قرأته بالسبع والعشر وبالأربع عشرة وأعرف عدد سوره وآياته وأحزابه وأنصافه وأرباعه وأثمانه وأعشاره وسجداته وعدد أحرفه وأعرف ما فيه من الناسخ والمنسوخ والمدنية والمكية، وأسباب التنزيل وأعرف الحديث الشريف دراية ورواية المسند منه والمرسل ونظرت في علوم الرياضة والهندسة والفلسفة وعلم الحكمة والمنطق والمعاني والبيان وحفظت كثيراً من العلم وتعلقت بالشعر وضربت العود، وعرفت مواضع النغم فيه ومواقع حركات أوتاره فإن غنيت ورقصت فتنت وإن تزينت وتطيبت قتلت وبالجملة فإني وصلت إلى شيء لم يعرفه إلا الراسخون في العلم. |
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~