|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التحـــــــــــــــية
التحيَّة
سورة النساء (4) قال الله تعالى: {وإذا حُيِّيتُم بتحيَّةٍ فَحيُّوا بأحسنَ منها أو ردُّوها إنَّ الله كان على كلِّ شَيْءٍ حسيباً(86)} ومضات: ـ إن الإسلام يُدْخل الاطمئنان والسرور إلى أعماق النفس البشرية بأيسر الوسائل وأقلِّ التكاليف، منطلقاً من الحثِّ على التبسُّم في وجوه الآخرين وتحيَّتهم بملء الودِّ والمحبَّة. ـ إن المبادرة الطـيِّبة من الناس يجب أن تلقى قبولاً حسناً، وأن يُكافَأَ البادئ بخير على مبادرته، فإن لم نستطع ذلك كان لزاماً علينا أن نردَّ على الإحسان بمثله. ـ لقد رتَّب الله تعالى أمور الناس بما يكفل لهم السعادة والوحدة، وأعطى لكلِّ شيء حقَّه لتتوازن الحياة وفق أدقِّ المعايير، فلا يكون هناك أي خلل يؤدِّي إلى الانقسام أو التفسخ. في رحاب الآيات: في هذه الآية الكريمة لمسات ودِّية جديرة بالوقوف أمامها، فهي تحدِّد السمة الَّتي يحرص المنهج الإسلامي على طبع المجتمع المسلم بها، ألا وهي الترغيب بكلِّ وسيلة من شأنها أن توثِّق عُرى الأخُوَّة وتعزِّز علاقات الموَّدة بين أفراد المجتمع؛ وإن إفشاء السَّلام والتحيَّة في مقدِّمة تلك الوسائل الَّتي تتجلى ثمراتها في تصفية القلوب، وتوسيع دائرة التعارف بين الناس، وتوثيق الصلة بين عباد الله، وهي ظاهرة يدركها كلُّ من يمارسها على صعيد المجتمع ويتدبَّر نتائجها الإنسانية العجيبة. وقد اختار الله للمؤمنين أجمل معاني التحيَّة ليتبادلوها فيما بينهم؛ وجعلها كلمة السَّلام، فمن أسمائه الحسنى السَّلام، وقد سمَّى الجنَّة دار السَّلام، وتحية المؤمنين والملائكة فيها السَّلام، قال تعالى: {دعوَاهُم فيها سبحانَكَ اللَّهمَّ وتحيَّتُهُم فيها سلام..} (10يونس آية10) والعالَمُ اليوم بأجمعه يسعى جاهداً لنشر السَّلام، فما أجملها من تحيَّة كريمة أهداها دين الإسلام للبشرية. وللتحيَّة مرتبتان: أدناهما ردُّها بمثلها، وأعلاهما الردُّ بأحسن منها، والمجيب مُخَيَّر بينهما، ومن السُنَّة أن يسلِّم الراكب على الماشي، والقائم على القاعد، والفرد على الجماعة. ويسلِّم الرجل على أهل بيته حين يدخله، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يابُنَيَّ إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك» (رواه الترمذي) وقال قتادة: (إذا دخلت بيتك فسلِّم على أهلك، فهم أحقُّ من سلَّمت عليهم). فمن دخل بيتاً ليس فيه أحد فليقل: السَّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإن الملائكة تردُّ عليه السَّلام. والسَّلام سنَّةٌ عند الدخول على قوم ما، قال تعالى:{ياأيُّها الَّذين آمنوا لا تدخلوا بُيوتاً غيرَ بُيوتِكُم حتَّى تستأنِسوا وتُسلِّموا على أهلها..} (24 النور آية 27)، وكذلك يُسنُّ عند المغادرة والرحيل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلِّم فإذا أراد أن يقوم فليسلِّم فليست الأولى بأحقَّ من الآخرة فمن فعل ذلك شاركهم في كلِّ خير فعلوه بعده» (رواه أبو داود والترمذي). ومن أدب السَّلام الجهر به لأنه أدعى لإدخال السرور في القلب، ويجوز أن يكون السَّلام على النساء الأجنبيات بالإشارة، قالت أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: «مرَّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد يوماً، وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم» (رواه الترمذي وأبو داود) فالحديث يشير إلى جواز التسليم بالإشارة على النساء الأجنبيات، وجواز تسليمهن على الرجال، إذا أُمِنَت الفتنة. والسُّنة في السَّلام بين الرجال المصافحة لما لها من فضلٍ عظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرَّقا» (رواه أبو داود والترمذي). والسَّلام أمانة يجب تأديتها لأصحابها فمن قال لآخر: أَقْرِئ فلاناً عني السَّلام، وجب عليه أن يفعل. ويجب ردُّ السَّلام على الغائب، وأن يُشرك المُبلِّغ كقوله: (عليك وعليه السَّلام) فقد جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: «إن أبي يقرئك السَّلام فقال: عليك وعلى أبيك السَّلام» (رواه أبو داود). والأكمل أن نبدأ نحن بالتحيَّة لمن نعرف ولمن لا نعرف، وهذا إفشاءٌ للسَّلام ونشرٌ لأسباب المحبَّة على مستوى الأفراد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : «لا تدخلوا الجنَّة حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أَوَلا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلام بينكم» (رواه مسلم). أمَّا على مستوى الدول والشعوب فالأجدر بها أن يكون بينها تحيَّة وتعاون مثمر بنَّاء، لما فيه من تحقيق لمصلحة الإنسانية في الإعمار والازدهار، وخيرُ شعوب الأرض هو السبَّاق إلى إنشاء جسور السَّلام والتفاهم، ونشر المودَّة والمحبَّة والإخاء، والله تعالى رقيب شهيد. |
20/6/2008, 01:35 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: التحـــــــــــــــية
فيقول: لأيِّ نبيٍّ هذا، لأيِّ صدِّيق هذا، لأيِّ شهيد هذا? قال الله: هذا لمن أعطى الثمن، فقال ياربُّ: ومن يملك ذلك? قال: أنت تملك ذلك، قال بماذا? قال: بعفوك عن أخيك، قال ياربُّ فإنِّي قد عفوت عنه، قال الله تعالى: فخذ بيد أخيك وأدخله الجنَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: اتَّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فإن الله يُصلح بين المسلمين».
رائع أخي .... وجزاكم الله خيرا |
||||
|
|||||
20/6/2008, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: التحـــــــــــــــية
جزاك الله كل خير
|
||||
20/6/2008, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: التحـــــــــــــــية
بارك الله فيك وسلمت يداك
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~