|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الايه (112) من سورة النحل
قال تعالى( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون (112) من سورة النحل الهدف من ضرب هذا المثل أن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يوضح لنا أن الإنسان إذا أنعم الله عليه بشتى أنواع النعم فجحدها، ولم يشكره عليها، ولم يُؤدِّ حق الله فيها، واستعمل نعمة الله في معصيته فقد عرَّضها للزوال، وعرَّض نفسه لعاقبة وخيمة ونهاية سيئة، فقيَّد النعمة بشكرها وأداء حق الله فيها، لذلك قال الشاعر: إذَا كُنْتَ في نعمةٍ فَارْعَها فَإِنَّ المَعَاصِي تُزيلُ النِّعَم وحَافِظْ عليها بشُكْرِ الإلهِ فَإنَّ الإلَه شَدِيدُ النِّقَم قال الطبري: يقول تعالى ذكره: فأذاق الله أهل هذه القرية لباس الجوع ، وذلك جوع خالط أذاه أجسامهم، فجعل الله تعالى ذكره ذلك لمخالطته أجسامهم بمنزلة اللباس لها. ط. دار هجر 14/ 385 وقال إبن تيمية: فجعل الخوف والجوع مذوقا؛ وأضاف إليهما اللباس ليشعر أنه لبس الجائع والخائف فشمله وأحاط به إحاطة اللباس باللابس؛ بخلاف من كان الألم لا يستوعب مشاعره بل يختص ببعض المواضع . الفتاوى الكبرى 5/ 285-286 وقال: قوله تعالى { فأذاقها الله لباس الجوع والخوف } . فإن من الناس من يقول : الذوق حقيقة في الذوق بالفم ، واللباس بما يلبس على البدن ، وإنما استعير هذا وهذا وليس كذلك ؛ بل قال الخليل : الذوق في لغة العرب هو وجود طعم الشيء والاستعمال يدل على ذلك . قال تعالى : { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر } . وقال : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } . وقال : { فذاقت وبال أمرها } . وقال : { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } - { فذوقوا عذابي ونذر } - { لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى } - { لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا } { إلا حميما وغساقا } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم " { ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا } " وفي بعض الأدعية : " أذقنا برد عفوك وحلاوة مغفرتك " فلفظ " الذوق " يستعمل في كل ما يحس به ويجد ألمه أو لذته فدعوى المدعي اختصاص لفظ الذوق بما يكون بالفم تحكم منه ، لكن ذاك مقيد فيقال : ذقت الطعام وذقت هذا الشراب ؛ فيكون معه من القيود ما يدل على أنه ذوق بالفم وإذا كان الذوق مستعملا فيما يحسه الإنسان بباطنه أو بظاهره ؛ حتى الماء الحميم يقال : ذاقه فالشراب إذا كان باردا أو حارا يقال : ذقت حره وبرده . وأما لفظ " اللباس " : فهو مستعمل في كل ما يغشى الإنسان ويلتبس به قال تعالى : { وجعلنا الليل لباسا } . وقال : { ولباس التقوى ذلك خير } . وقال : { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } . ومنه يقال : لبس الحق بالباطل إذا خلطه به حتى غشيه فلم يتميز . فالجوع الذي يشمل ألمه جميع الجائع : نفسه وبدنه وكذلك الخوف الذي يلبس البدن . فلو قيل : فأذاقها الله الجوع والخوف ؛ لم يدل ذلك على أنه شامل لجميع أجزاء الجائع بخلاف ما إذا قيل : لباس الجوع والخوف . ولو قال فألبسهم لم يكن فيه ما يدل على أنهم ذاقوا ما يؤلمهم إلا بالعقل من حيث إنه يعرف أن الجائع الخائف يألم . بخلاف لفظ ذوق الجوع والخوف ؛ فإن هذا اللفظ يدل على الإحساس بالمؤلم وإذا أضيف إلى الملذ : دل على الإحساس به كقوله صلى الله عليه وسلمl" { ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا } " . فإن قيل : فلم لم يصف نعيم الجنة بالذوق ؟ قيل : لأن الذوق يدل على الإحساس ويقال : ذاق الطعام لمن وجد طعمه وإن لم يأكله . وأهل الجنة نعيمهم كامل تام لا يقتصر فيه على الذوق ؛ بل استعمل لفظ الذوق في النفي كما قال عن أهل النار : { لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا } أي لا يحصل لهم من ذلك ولا ذوق . وقال عن أهل الجنة : { لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى } . الفتاوى 7/ 110-111 وقال إبن القيّم: والذوق مباشرة الحاسة الظاهرة والباطنة للملائم والمنافر ولا يختص ذلك بحادسة الفم في لغة القرآن بل ولا في لغة العرب قال الله تعالى وذوقوا عذاب الحريق وقال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وقال تعالى هذا فليذوقوه حميم وغساق وقال فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون فتأمل كيف جمع بين الذوق واللباس ليدل على مباشرة المذوق وإحاطته وشموله فأفاد الإخبار عن إذاقته أنه واقع مباشر غير منتظر فإن الخوف قد يتوقع ولا يباشر وأفاد الإخبار عن لباسه أنه محيط شامل كاللباس للبدن.مدارج السالكين، ط. مؤسسة المختار 2/ 289 قال إبن كثير: فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ولهذا قال لباس الجوع والخوف. 2/ 129 وقال الشنقيطي: أطلق اسم اللباس على ما أصابهم من الجوع والخوف ; لأن آثار الجوع والخوف تظهر على أبدانهم ، وتحيط بها كاللباس . ومن حيث وجدانهم ذلك اللباس المعبر به عن آثار الجوع والخوف ، أوقع عليه الإذاقة . . . وأن العرب تطلق الإذاقة على الذوق وعلى غيره من وجود الألم واللذة ، وأنها تطلق اللباس على المعروف ، وتطلقه على غيره مما فيه معنى اللباس من الاشتمال ; كقوله : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ). أضواء البيان، ط. عالم الفوائد 3/ 452-453 |
27/12/2013, 07:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
ادارة منتديات المهندسين العرب
|
رد: الايه (112) من سورة النحل
جزاك الله خيرا اخى
|
||||
27/12/2013, 09:29 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: الايه (112) من سورة النحل
جزيل الشكر لك
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~