|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هنيئاً لكم بالعيد، الشكر وأثره
إن من أسباب الفلاح والنجاح وتبدل الأحوال شكر الله على نعمه واستعمالها في مرضاته؛ فالشكر عبادة عظيمة ومنحة جليلة وعطاء لا ينفد وبحر جود لا ساحل له، به يكتمل الإيمان وتتعدد النعم، وفيه صلاح الدين والدنيا.. وهو عبادة الأنبياء وصفة من صفات الأتقياء وطريق ساروا عليه. وهو عبادة الفرج بعد الكرب واليسر بعد العسر والصحة، بعد المرض والرخاء، بعد الشدة والعناء والأمن، بعد الخوف.. ولأهمية هذه العبادة وفضلها وثمرتها فقد أمر بها أنبياءه، ودل عليها أصفياءه وأولياءه، وحذر من تركها جميع خلقه؛ فقال -تعالى عن إبراهيم -عليه السلام--: (إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين. شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم)[النحل:120-121]. ووصف الله -عز وجل- بهذه العبادة نوحًا -عليه السلام- فقال: (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا)[الإسراء:3]، وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام- وقد رأى نعم الله تترا عليه: (قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم)[النمل:40]، وقال تعالى لنبيه موسي -عليه السلام-: (فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)[الأعراف:144]. لقد أمر الله جميع العباد؛ فقال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)[البقرة:152]، وخاطب -سبحانه وتعالى- قوم سبأ فقال: (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)[سبأ:15]، ويقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)[البقرة:172]. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثير الشكر لربه، تقول له عائشة -رضي الله عنها- لرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي تراه يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا: "أفلا أكون عبدًا شَكُورًا"(متفق عليه). إن نعم الله على الإنسان لا تعد ولا تُحْصَى، يقول -سبحانه وتعالى-: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)[إبراهيم:34]، وقال ممتناً على عباده بنعمه: (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون)[الملك:23]، وقال تعالى: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)[القصص:73] بل إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الليل والنهار ليرى شكر الشاكرين وذكر الذاكرين فقال تعالى:( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً )[الفرقان:62]. لما عرف عدو الله إبليس مقام الشكر، وأنه من أجل المقامات وأعلاها جعل غايته أن يسعى في قطع الناس عنه فقال: (ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف:17]، ووصف سبحانه الشاكرين بأنهم قليل من عباده فقال تعالى: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[سبأ:13]. وثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لمعاذ رضي الله عنه: "والله إني لأحبك فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"(رواه أبو داود)، وفي صحيح مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها". وقال عمر بن عبد العزيز: "قيدوا نعم الله بشكر الله". اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. فضيلة الشيخ \ حسان احمد العماري
|
30/6/2023, 10:26 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
مراقب منتدي الصيانه والفلاشات
|
رد: هنيئاً لكم بالعيد، الشكر وأثره
بارك الله فيك أخي
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~