|
قسم الدراسات والابحاث الاحكام الصادرة عن المحاكم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمالة الاطفال والشريعة الإسلامية
عمالة الاطفال والشريعة الإسلامية
عمل الطفل فيه ظلم لأنه يحرمه من فرصة التعليم أسوة بأقرانه ، ويمنعه من اكتساب الخبرات وحقوقه الأساسية مثل حنان الأم والأب فيخرج إنسانا ناقص المشاعر والاحاسيس مما يترتب عليه خسارة المجتمع المسلم لهذا الإنسان ، وعمالة الاطفال المبكرة تدفعهم الى الانحراف والضياع ، فقد ورد أن الخليفة عثمان بن عفان قال وهو يخطب " لا تكلفوا الأمة غير ذات الصنعة الكسب فإنكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها ولا تكلفوا الصغير الكسب فإنه إذا لم يجد سرق وعفوا إذ أعفكم الله وعليكم من المطاعم بما طاب منها " ودخول الطفل إلى سوق العمل يعني خسرانه للكثير من القيم والآداب والاخلاق والمفاهيم التي سيخسرها بخسارة العلم والمدرسة. ركز الإسلام على الطفل وأمر بحمايته والعناية به من الإهمال والإساءة ، حيث تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى حماية الطفل وتوصينا به، ففي الوقت الذي اعتبرهم الحق تبارك وتعالى زينة الحياة الدنيا ، في قوله سبحانه وتعالى " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" فقد أوصى بهم الله سبحانه وتعالى في قوله عزّ وجل " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ " وأمر الوالدة بإتمام رضاعته حولين كاملين ، فقال سبحانه وتعالى " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ" . وظهر ذلك على ارض الواقع في نظرة المصطفى صلى الله عليه وسلم للطفل وتعامله معه أمام الصحابة ليكون قدوة لهم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا قَالَ أَبِي فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْـدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قـَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ قالَ " كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " وذكر الراغب الاصفهاني ان المنصور بعث إلى من في الحبس من بني أمية من يقول لهم: ما أشد ما مر بكم في هذا الحبس ؟ فقالوا " ما فقدنا من تربية أولادنا ". وأوصى مسلمة بن عبد الملك مؤدب ولده : اني قد وصلت جناحك بعضدي ورضيت بك قرينا لولدي، فاحسن سياستهم تدم لك استقامتهم، واسهل بهم في التأديب عن مذاهب العنف، وعلمهم معروف الكلام وجنبهم مثاقبة اللئام، وانههم ان يعرفوا بما لم يعرفوا، وكن لهم سائسا" شفيقا" ومؤدبا" رفيقا" تكسبك الشفقة منهم الصحبه والرفق وحسن القبول ومحمود المغبة، ويمنحك ما أدى من أثرك عليهم وحسن تأديبك لهم مني جميل الرأي وفاضل الاحسان ولطيف العنايه ". وأقر الإسلام حق الطفل في الحياة ، الذي حرمه قبل الاسلام إذ يقــول تعالى " وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ " وقال تعالى " وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا" وقال جل شأنه " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ" . ولم يقف الإسلام عند هذا الحد بل نظر إلى الأطفال على أنهم عدة الحياة في المستقبل ، فإذا تربوا تربية سلمية واهتم الاهل بهم ورعوهم بعناية كانت المحصلة مجتمع ناجح قوي ، وكانوا لبنات صالحة خلقا وأدبا وتربية ، لكي يعيشوا حياتهم بأمان واستقرار وسعادة . وظاهرة عمل الأطفال لا تقتصر على الدول النامية أو الفقيرة ، بل هي في الواقع ظاهرة عالمية، إلا أنها تختلف من حيث الحجم، والمخاطر ومستويات الرقابة ، وتعود أسباب انتشار ظاهرة عمالة الاطفال إلى أسباب منها : 1: الفقر : فحالة الأسرة الاقتصادية والتي تكون سيئة للغاية تعد سببا من أسباب انتشار ظاهرة عمالة الاطفال . 2: انخفاض مستويات التعليم : فتسرب الاطفال من المدارس في السنوات الاولى تؤدي الى خروج انسان غير متعلم لايدرك المخاطر ولا يعلم مصلحته جيدا . 3: معاملة الأسرة السيئة : إن سوء معاملة الوالدين والاخوة للطفل وأحيانا زوجة الأب يؤدي إلى هروب الطفل ويصبح تائها في الشوارع فيسعى للحصول على المال لتسيير أموره . 4: عدم متابعة الاهل ومراقبة اطفالهم ، وانشغال الأسرة عن الطفل مما يدعو الطفل إلى الهروب إلى الشارع، أو ضياع الطفل من أسرته، فنجد الاب في عمله والام غير متابعة فيخرج الطفل على أساس أنه ذاهب للمدرسة ولكن في الحقيقة مجرد اختفائه عن انظار البيت لايذهب للمدرسة وانما لرفقة السوء التي ترشده الى العمالة . 5: عدم الرقابة على سوق العمل وتفعيل القوانين التي تمنع عمل الاطفال . ويترتب على عمالة الاطفال الكثير من المخاطر منها : 1: حرمان الاطفال من فرصة النمو والازدهار في الوقت الذي يجب أن يتعلموا ويلعبوا فيه ، ويتمتعوا بطفولتهم ، ويحصلوا على قدر مناسب من التعليم. 2: الأطفال الذين يعملون تسلب منهم طفولتهم ، ويحرموا من التمتع بمرحلة الطفولة ، ويتحملوا مسئوليات أكبر من سنهم. 3: معظم الأطفال العاملين بعيدون عن الأنظار وخارج نطاق القانون ، فيصبحون فريسة سهلة للانحراف وتفشى بعض العادات الضارة بين هؤلاء الصغار، كالتدخين وتعاطى المخدرات. 4: يُحرم الكثير منهم مما توفره مجتمعاتهم وأسرهم من رعاية صحية أساسية وتعليم وتغذية كافية وحماية وأمن . 5: يكون الأطفال الذين يعملون كذلك ضحايا سوء المعاملة، أو العنف الجسدي والنفسي، أو الإيذاء من جانب المشرفين عليهم أو من زملائهم في العمل أو من أشخاص خارجيين. 6: تعرض الاطفال للاصابات الجسدية والمخاطر الصحية وأمراض المهنة وحوادث العمل ، وذلك لأن الأطفال أكثر تأثرا بهذه التعرضات كونهم في طور النمو، وأكثر عرضة وتأثرا للعوامل التي تؤثرا على اختلال الوظائف الحيوية، ومعدل النمو، وتوازن الأجهزة المختلفة في الجسم، وأقل تحملا لمصاعب العمل ، والضغوط النفسية التي تصاحب العمل، مع عدم تقديم رعاية صحية لهم عند إلحاقهم بالعمل هذا بالإضافة إلى أن معظم الأحداث العاملين يعانون من سوء التغذية والأمراض المتوطنة مما يؤدي لضعف مقاومة الجسم للأمراض المختلفة ، ونقص الخبرة وعدم الاهتمام بالتعليم والتدريب المهني مما يؤدى إلى الاستعمال الخاطئ للمعدات، وعدم اهتمامهم باستخدام وسائل الوقاية الشخصية مثل القفازات والأحذية العازلة والأقنعة الواقية ، وعدم اهتمام أصحاب العمل بتعليم وتدريب الأحداث على مبادئ السلامة المهنية، و تكرار العمل في بعض الصناعات مما يؤدى إلى الملل وعدم التركيز عند الحدث ، حيث أن درجة التركيز أثناء العمل تقل عند الأحداث مقارنة بالبالغين ، وتكليف الحدث بالعمل على ماكينات لا تناسب قدراته الجمسانية أو الذهنية. وعمالة الأطفال ظاهرة ملفتة للانتباه في معظم دول العالم بالرغم من العديد من التشريعات التى تمنع توظيف الأطفال ، فهذا المرض الاجتماعى لم يعالج حتى الآن ، إذ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1989م اتفاقية حقوق الطفل ، وأكدت على ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطرا أو يمثل إعاقة لتعليمه أو ضررا بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي ، وأوجبت على الدول الأطراف فيها اتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية التي تكفل هذه الحماية، وبشكل خاص وضع حد أدنى لسن الالتحاق بالعمل ونظام ملائم لساعات العمل وظروفه وفرض عقوبات مناسبة لضمان فعالية تطبيق ذلك . وقد اهتم الإسلام بحماية الأطفال من الانتهاك ، وتوفير الحماية الكاملة ، وتأمين مستقبل جيد لهم ، وهذا هو المحور الأساسي للدين الإسلامي ، ولقد وضع الإسلام أسسا للتعامل مع الطفل التي تمنع استغلال الطفل في العمل ، فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد رفع عنه القلم ولم يطالب بأداء العبادات التي تعتبر جوهر الدين الأسلامى إلا بعد البلوغ فلا يجوز تشغيله من هذا المنطلق ، وكذلك فإن الإسلام يحارب الظلم الأجتماعى باعتباره أسوء الأفعال ، قال تعالى " لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ". وعمل الطفل فيه ظلم لأنه يحرمه من فرصة التعليم أسوة بأقرانه ، ويمنعه من اكتساب الخبرات وحقوقه الأساسية مثل حنان الأم والأب فيخرج إنسانا ناقص المشاعر والاحاسيس مما يترتب عليه خسارة المجتمع المسلم لهذا الإنسان ، وعمالة الاطفال المبكرة تدفعهم الى الانحراف والضياع ، فقد ورد أن الخليفة عثمان بن عفان قال وهو يخطب " لا تكلفوا الأمة غير ذات الصنعة الكسب فإنكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها ولا تكلفوا الصغير الكسب فإنه إذا لم يجد سرق وعفوا إذ أعفكم الله وعليكم من المطاعم بما طاب منها " ودخول الطفل إلى سوق العمل يعني خسرانه للكثير من القيم والآداب والاخلاق والمفاهيم التي سيخسرها بخسارة العلم والمدرسة. وكذلك يؤدى إلى سيطرة الأفكار السلبية عليه كالإحباط والأضهاد والسخط على المجتمع ، وبعد الاطفال عن الوالدين يجعلهم صيد ثمين لاصحاب الافكار الهدامة فيسهل اصطيادهم بحجة الدين وتحت غطاء الاسلام ، والطفل في هذه السن بحاجة الى الرعاية والتعليم ونفقته واجبة على من يعوله وليس مكلفا بالعمل والكسب ، وإنما عليه الجد والاجتهاد بالدراسة وكسب العلوم التي تنفعه في حياته وتجعل منه عاملا قويا متسلحا بالعلم والثقافة ، وأخيرا فإن الطفل عندما يعمل بدون علم يفسد أكثر مما يصلح.
|
30/7/2011, 12:31 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: عمالة الاطفال والشريعة الإسلامية
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~