|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نُفوسُ الْعِظَام
تعظُم النُّفوسُ وتَكْبُر بما تحمِلُه مِن السَّجايَا الحسنةِ، والصِّفاتِ العاليةِ، والخِصَالِ الجميلةِ، نُفوسٌ طُبِعَتْ على الخيرِ، فَلا تسْمَعُ مِنها إلا خيرًا، ولا ترى منها إلا خيرًا، تأسِرُك حين تَراها، وتأمَنُها حين تُجالِسُها، وتَحِنُّ إليها حين تُفارِقُها، تِلك هي نُفوسُ الْعِظَام، وإِذا أردتَ أن تعرِفَ عظمَتَها فبِضِدِّها تتبيَّن الأشياءُ؛ نُفُوسٌ يَحُوطُها الحياءَ والذَّوْق الرفيع، يَحْتَرِم شعورَ النَّاس، ولا يُنَغِّصُ عليهم، بَلْ يُدْخِلُ السُّرورَ عليهم.
لِنَتَأَمَّلْ قِصةَ مُوسى -عليه السلام- الَّذي صَنَعه اللهُ على عينِه حينما ذَهبَ إلى الْخضرِ الَّذي آتاهُ الله رحمةً من عندِه، وعلَّمه من لَدُنْه علمًا، امتلأتْ هذه القصةُ الطويلةُ بمعاني الحياءِ والذَّوْقِ السَّامِي، حينما قال له: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)[الكهف:66]، تأمَّلْ أسلوبَ الطلب، وتأمَّلِ الثَّناءَ والمدحَ، وتأمَّلْ قولَه: (أَتَّبِعُكَ) مفردةً، امتلأتْ تواضُعًا وتذلُّلاً. قال السعدي -رحمه الله-: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)؛ فأخرَجَ الكلامَ بصُورةِ الملاطَفةِ والمشاوَرَةِ، وأنَّك هل تأذَنُ لي في ذَلك أم لا؟ وإقراره بأنه يتعلَّم منه، بخلافِ ما عليه أهلُ الجفاء أو الكِبْر، الذي لا يظهر للمعلِّم افتقارُهم إلى علْمِه، بل يدَّعِي أنه يتعاوَنُ هُمْ وإيَّاه، بل رُبَّما ظنَّ أنه يُعَلِّم مُعلِّمَه، وهو جاهلٌ جدًّا، فالذُّلُّ للمعلِّم، وإظهارُ الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيءٍ للمتعلِّم”(تفسير السعدي ). وتأمَّل صنيعه حينما لم يُطِق الصَّبْرَ على مالم يُحِطْ به خُبْرًا، لمَّا جاء في الثالثة هُوَ مَنِ اعْتذَر عن مواصلة الطلبِ والرُّفْقَةِ؛ لأنَّه شَعَر أنَّه ليس مِن الأَدَبِ، ولا مِن الذَّوْقِ أن يستمرَّ دون أن يُراعيَ حالَ الصَّاحِبِ، مع أنَّه كان في ازديادٍ من العلم، ومع هذا قال: (إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا)[الكهف:76]، الله أكبر.. ما هذا الذوق؟! وما هذا الأدب؟! بَاركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونَفَعني وإياكُم بما فيه من الآياتِ والذِّكر الحكيم ......
|
24/9/2020, 10:40 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
استاذ فضائيات
|
رد: نُفوسُ الْعِظَام
جزاك الله خير اخي الكريم
|
|||
25/9/2020, 11:49 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||
مراقب
|
رد: نُفوسُ الْعِظَام
بارك الله فيك على الموضوع في انتظار الجديد منك
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~