|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللهم أغفر لنا
خلق الله الانسان في هذه الحياة ليبتليه ويختبره: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[الملك:1-2]، وأنزل الله -تعالى- كتابه العظيم نوراً وهداية للعالمين، وفصَّل الله فيه الأحكام والعظات وما فرَّط فيه من شيء، ليكون كتاب هدايةٍ وبشارةٍ للمتقين، وإنذاراً ووعيداً للمجرمين، قال -تعالى-: (حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)[فصلت:1-3].
فهو كتابُ بشارةٍ ونذارةٍ، كما قال الله -تعالى- في مطلع سورة الكهف: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا)[الكهف:1-2]، وقال في مطلع سورة الفرقان: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)[الفرقان:1]، وقال -تعالى- في سورة الأحقاف: (وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ)[الأحقاف:12]، وقال -تعالى- في سورة الأنبياء: (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ)[الأنبياء:45]. وكذلك قال الله عن رسوله الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[سبأ:28]، وقال -تعالى-: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)[فاطر:24]، وقال -تعالى-: (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)[يس:11]. وَإِنَّ مِن سُنَّةِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- في خَلقِهِ أَن يُنذِرَهُم بِالآيَاتِ وَيَبتَلِيَهُم بِالمَصَائِبِ، فَإِنْ هُمُ انتَبَهُوا وأنابوا، تَجَاوَزَ عَنهُم وَعَفَا، وَإِنْ هُم عاندوا وَأَصَرُّوا، فَعَلَ بهم مَا فَعَلَ بمن قَبلَهُم مِنَ العُصَاةِ المُعَانِدِينَ، حيث يملي لهم، ويمدهم في طغيانهم يعمهون، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. تأملوا جيداً هذا السياق القرآني الرهيب، (وَلَقَد أَرسَلنَا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذنَاهُم بِالبَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعُونَ * فَلَولا إِذْ جَاءَهُم بَأسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَت قُلُوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحنَا عَلَيهِم أَبوَابَ كُلِّ شَيءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بما أُوتُوا أَخَذنَاهُم بَغتَةً فَإِذَا هُم مُبلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ القَومِ الَّذِينَ ظَلَمُوَا وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ)[الأنعام:42-45]. لَقَد فَزِعَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا رَأَى خسوف القمر فزعاً شديداً، وَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، بَل وَرَدَ أَنَّهُ مِن عَجَلَتِهِ لَبِسَ دِرعًا لإِحدَى نِسَائِهِ، هَذَا وَهُوَ يَعلَمُ يَقِينًا أَنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلا- قَد جَعَلَهُ أَمَنَةً لأُمَّتِهِ، وَأَنَّ العذاب لن ينزلَ وَهُوَ حَيٌّ؛ قَالَ -جَلَّ وَعَلا-: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم)[الأنفال:33]، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ خَرَجَ فَزِعًا إِلى الصَّلاةِ، وَأَمَرَ بِالتَّضَرُّعِ وَالدُّعَاءِ.
|
1/10/2020, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
|
رد: اللهم أغفر لنا
بارك الله فيك اخي الكريم
|
|||
1/10/2020, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
كبير مشرفين المنتدي الاسلامى
|
رد: اللهم أغفر لنا
كل الشكر والتقدير لك اخى الكريم للجهد الطيب وللموضوعات المميزة
وجزاك الله كل خير اخى الكريم وتقبل مرورى يا غالى ................. |
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~