|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأدب العربي في العصر الجديث
الأدب العربي في العصر الحديث اخوانى الافاضل حتى مستهل القرن التاسع عشر كانت الحياة العربية بمجملها تخضع لركود شامل في ظل سيطرة الدولة العثمانية على أقطار الوطن العربي سواء أكانت تلك السيطرة قوية مباشرة كما في بلاد الشام والعراق ومصر أم ضعيفة أو إسمية كما في أقطار المغرب العربي وبلدان شبه الجزيرة العربية وكان الأدب العربي بصفته أحد أنماط تعبيرات تلك الحياة الراكدة عن ذاتها خامد الجذوة ويكاد يقتصر على ترديد ما تخلف عما اصطلح على تسميته في تاريخ الأدب العربي باسم أدب عصر الانحطاط أو أدب الدول المتتابعة وقبيل ابتداء القرن التاسع عشر أخذ الاصطدام العنيف بالغرب يهز ذلك الركود المتوارث هزاً شديداً فقد جاء ذلك الاصطدام غزوات عسكرية تواصلت حتى ما بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وأسفرت عن استعمار مباشر لسائر أجزاء الوطن العربي باستثناء شمالي اليمن وأواسط شبه الجزيرة العربية واستمر هذا الاحتلال حتى نهاية الحرب العالمية الثانية على وجه التقريب كما تواصل في بعض الأقطار كالجزائر حتى منتصف عقد الستينات من القرن العشرين أما في فلسطين فقد أقيمت دولة استيطانية ليهود العالم (دولة إسرائيل) الأمر الذي ترك نتائج مأساوية كبيرة ومباشرة على عرب فلسطين ونتائج شبه مباشرة على بقية العرب في مختلف أقطارهم كانت شدتها متفاوتة بهذا القدر أو ذاك بحسب قرب كل قطر أو بعده عن حدود تلك الدولة الاستيطانية ومع انتهاء الاحتلالات وحصول الاستقلالات كان نمط جديد من الاستعمار الاقتصادي العالمي يتولد من طبيعة عمل الرأسمالية العالمية وتطوراتها ويترك آثاراً سلبية عميقة في نمو سائر المستعمرات السابقة وخاصة في نمو أقطار الوطن العربي الغنية بمصادر الطاقة والفريدة في موقعها الاستراتيجي في قلب العالم الذي أخذت تتكاثر فيه القوى الكبرى المتصارعة اقتصادياً وأيديولوجياً وكل ذلك قد ترك ولا يزال يترك آثاره في سيرورات الحياة في المجتمعات العربية فتنعكس في الأدب شكلاً ومضموناً نكمل بكره ان شاء الله تحيتى
|
24/8/2016, 09:59 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
إن ابتداء اصطدام العرب بالغرب
وما أحدثه من ارتجاج قوي على سطح الحياة العربية الراكدة في أعماقها لم يسفر عن شعور عربي عام بالعجز وعن استثارة لمقاومة النتائج العسكرية للغزو المتوالي وحسب بل هو أيضاً قد طرح على العرب مشكلة خمود طاقات الإبداع وتجلياته لديهم كما طرح عليهم إشكالية اللحاق بركب التقدم العالمي تأسيساً على موروثهم الحضاري من جهة وفي ظل الاستعمار ذاته من جهة أخرى فالغزو لم يكن وقع آلة عسكرية وحسب بل كان يحمل معه أيضاً مفهومات النظام الحضاري الذي أنجز الآلة والقيم البرغماتية لذلك النظام والمتضاربة جذرياً مع القيم العربية الإسلامية السائدة آنذاك مثلما كان يحمل معه أدوات عمل وأساليب تصرف، ونهج سلوك ووسائل ترفيه فني، وكلها غير مألوفة واختصاراً كان وراء آلة الحرب الغازية ومعها كل ما تمخض عنه التكوين البنيوي الحضاري الغربي من معطيات غير مألوفة ولا معروفة وحتى غير مقبولة لدى العرب في حينها وإذا كانت غزوة نابليون لمصر في نهاية القرن الثامن عشر تعد افتتاحاً ومدخلاً لعدم اصطدام العرب بالغرب اصطداماً قوياً فعالاً فإنه من المفيد ذكر أنه كانت هناك احتكاكات غير صدامية تمثلت في قدوم إرساليات دينية (كاثوليكية - بروتستنتية - أرثوذكسية) إلى لبنان بوجه خاص نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
24/8/2016, 10:03 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
اخوانى الافاضل
قبل غزو نابليون لمصر بأوقات متفاوتة ولكنها لن تبرز على أنها قوى مؤثرة في تطورات الوضع العربي الأدبي منه والفكري على وجه الخصوص إلا في القرن التاسع عشر ولا بد هنا من عرض صورة إجمالية للوضع العربي في ظل الحكم التركي للإحاطة بأجزاء صورته المتكاملة وتبين حقيقة الفواعل التي ستؤثر في التاريخ الأدبي المعاصر في القرنين التاسع عشر والعشرين كما ستؤثر في تطورات أشكاله الفنية ومضموناته لقد أشير قبلاً إلى التفاوت في علاقة الأقطار العربية بالسلطنة العثمانية تبعاً لقربها أو بعدها عن اصطنبول (عاصمة السلطنة) ففي حين كانت أقطار المغرب العربي وكثير من أقطار شبه الجزيرة العربية لا تخضع إلا لسلطة إسمية للعثمانيين إذ كان لكل من هذه الأقطار حاكم شبه مستقل ينتقل الحكم في ذريته بالوراثة فإن مصر والسودان (وادي النيل) عرفتا تقسيماً للسلطة بين الولاة الأتراك (الباشاوات) وبين المماليك (البكوات) وغالباً ما كانت كفة ميزان النفوذ تميل لصالح هؤلاء إزاء كفة أولئك أما في بلاد الشام والعراق حيث كانت قبضة السلطة محكمة ومرهقة فقد اعتمد نظام التقسيم إلى ولايات ونظراً إلى ما كانت تعانيه السلطة من انحطاط عام، وإداري خاصة فقد عمدت دائماً إلى تعيين ولاة هم جباية المال إضافة إلى كونهم متنافسين متنابذين وهو الأمر الذي جر الكوارث على الرعية إذ عمت الفوضى وانتشر الفساد واختل الأمن اختلالاً مفزعاً وكثرت المجاعات والأوبئة وأثيرت الفتن الطائفية والحروب الأهلية فتدهورت الأوضاع الاجتماعية بعد أن تحولت خطوط التجارة بين أوربة والشرق عن المنطقة لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح وبسبب من هذه الأوضاع المختلة إجمالاً تمكنت الدول الأوربية العظمى آنذاك (إنكلترة - فرنسة - روسية) من إيفاد إرسالياتها الدينية التي عمدت إلى إنشاء مدارسها الخاصة أول بأول نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
27/8/2016, 03:12 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
وفي لبنان تمكن الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير (أواخر القرن السادس عشر) من أن يشيع لوقت قصير، جواً من التحرر وقد أسهم ذلك في تقبل نشاط الإرساليات الذي هيأ للتفاعل لاحقاً مع ما سوف يفد من فكر غربي مع الغزوات الاستعمارية المقبلة وفي فلسطين أثر ظهور الوالي الشيخ ضاهر العمر في ازدهار الحياة الاقتصادية ازدهاراً نسبياً وكان أحد الزعماء المحليين في اليمن (مستهل القرن السابع عشر) قد تمكن من طرد الوالي التركي وإقامة حكم وطني دام وقتاً غير قصير وإذا كان العثمانيون قد تمكنوا من استعادة شيء من نفوذهم على اليمن بعد ذلك فقد كان نفوذاً قلقاً ومكلفاً غير مستقر وفي أواسط القرن الثامن عشر ظهرت في قلب الجزيرة العربية (نجد خصوصاً) حركة إصلاح ديني قادها محمد بن عبد الوهاب (1703-1792م) ورمت إلى تظهير العقيدة مما لحق بها من بدع وعرفت باسم الحركة الوهابية وبتحالف أتباعها من أمراء نجد من آل سعود تمكنت هذه الحركة من توسيع نفوذها بعيداً وكان الإنكليز والبرتغاليون والهولنديون إلى حد ما يتنازعون السيادة على الشواطئ الجنوبية والشرقية لشبه الجزيرة فتمكن الإنكليز من الفوز أخيراً بهذه السيادة تلك هي السمات الإجمالية لصورة الوضع العربي في ظل السلطنة العثمانية حتى مستهل القرن التاسع عشر ولا ينتظر في مثل هذه الأوضاع أن تزدهر حركة فكرية أو نشاط أدبي وعليه فقد كان النتاج الثقافي مقتصراً على التحشية والتلخيص والتفسير والجمع وطغت الشكلية واللفظية طغياناً صارماً على الأدب خاصة غير أنه تحت سطح هذه الصورة التي تبدو في غاية الخمود كان هناك تململ واضح ورغبة في الإصلاح تذكيها مقارنة الواقع بالماضي وتحرضها إلى هذه الدرجة أو تلك مجموعة التفاعلات المتقطعة مع طوالع الفكر الغربي التي حملتها مؤسساته التجارية والدينية وقواها كون الوطن العربي معبراً لخطوط المواصلات والتبادل التجاري بين الشرق والغرب قبل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وقد كان لمجموع ما ترافق مع غزوة نابليون لمصر أو حملته عليها آثار لا تنكر في إذكاء نزعة الاستقلال وروح النهضة غير أنه لا يمكن للمرء أن يقر بالمبالغات التي نسبت إلى تلك الحملة والتي يجعلها كثير من المؤرخين سبباً وحيداً أساسياً لجملة التحولات التي ستحدث في الواقع العربي لاحقاً بل لابد من رؤية ما ترتب على تلك الحملة في حدوده الموضوعية بصفتها «رجة» كبرى في سياق تاريخي محلي وعالمي معقد ومتشابك ومركب لقد حمل نابليون معه مطبعة عربية كان قد استولى عليها من الفاتيكان ولكنه خصصها في المدة القصيرة التي استغرقتها الغزوة (سنتين وبضعة أشهر) لطبع ما كان يهمه من منشورات دعائية وقد أنشأ ما أسماه مجمعاً علمياً ومكتبة للمطالعة ومسرحاً للترفيه عن جنوده كما شق بعض الطرق وهو ما يظهر مفصلاً في تاريخ الجبرتي إلا أن الحملة واجهت عداء داخلياً وخارجياً قويا وشبت في وجهها ثلاث ثورات وذلك ما منع استقرارها فانتهى بها الأمر إلى الجلاء عن مصر بعد هزيمة جيش نابليون أمام أسوار عكا وتحطم أسطوله في أبي قير نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 01:55 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
اخوانى الافاضل
إن عرب مصر قد اطلعوا بوساطة تلك الحملة على المسرح والمطبعة والصحافة وتعرفوا شيئاً من أهميتها وضرورتها فتحرض الاهتمام بها وهو ما ساعد لاحقاً على سرعة نشوئها في مصر غير أنه ما كان لتلك «البذور النهضوية» أن تنمو إلا بوجود التربة الصالحة فالحملة إذاً أسهمت في بزوغ النهضة لكنها لم تكن إلا واحداً من أسبابها الرئيسة ليس أكثر وفي تلك الغزوة أو الحملة تم اكتشاف حجر رشيد ثم استطاع مكتشفه العالم جان فرانسوا شامبليون حل رموز الخط الهيروغليفي فانكشفت حقائق تاريخية حضارية عريقة كانت مجهولة الأمر الذي أوجد دافعاً إضافياً للعرب المصريين كي يتعجلوا ابتداء النهضة والخروج من حال الخمود السابق كما أن العلماء المرافقين للحملة وعددهم يزيد على أربعين قاموا بتأليف كتاب من عشرة مجلدات بالفرنسية سموه «وصف مصر» صار فيما بعد عوناً للباحثين في تحري أوضاع ذلك القطر العربي من جوانبها المختلفة زمن الحملة نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 01:59 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
اخوانى الافاضل لعل أهم ما انجلت عنه الحملة هو أنها كانت سبباً في ظهور محمد علي ذلك الضابط الألباني الطموح الذي قدم ليشارك في إخراج الفرنسيين من مصر فلمع نجمه وانتهى به الأمر إلى أن ولاه الباب العالي (السلطان العثماني) عليها ومع أنه لم يكن متعلماً فقد ظهر أنه كان يدرك جيداً فضل العلم في نهضات الأمم. فشجع العلماء وأرسل البعوث إلى فرنسة فكان من رجالها أوائل بناة النهضة الفكرية والثقافية في مصر واستعان كذلك بضباط من فرنسة وغيرها لتدريب الجيش الحديث الذي أنشأه ولتنظيم مؤسساته وفي الوقت ذاته أنشأ المدارس التي تعلم العلوم الحديثة وتعنى بترجمة كتبها وأسس أول جريدة في الوطن العربي صدر بعضها باللغة العربية ولعل أهم خلفائه هو الخديوي إسماعيل (1863-1879) الذي أنشأ مدارس للبنات وأسس المكتبة الخديوية (دار الكتب المصرية اليوم) وقامت في عهده بعض الكليات الأمريكية في القاهرة والصعيد مثلما انتهى حفر قناة السويس (1859-1869) وتم افتتاحها فاستعاد الوطن العربي مركزه ممراً لطرق التجارة العالمية بين آسيا وأوربة بما لذلك من منعكسات مهمة على سيرورات التفاعل الثقافي العربي مع ثقافات القارتين المذكورتين. أما الحملتان المصريتان على بلاد الشام (1831-1833 و1839-1840) فقد أشاعتا فيها جواً شجع علم الإرساليات فزاد بذلك من تفاعل أبنائها مع الفكر والثقافة الغربيين إذ أسست تلك الإرساليات عدداً من المدارس واستجلبت مطابع لايزال بعضها يعمل حتى الآن. وقد سبقت هاتين الحملتين حملة أخرى على شبه الجزيرة العربية (1812-1819) منيت بالإخفاق لكنها تركت شعوراً ولو غائماً بأهمية وحدة العرب وكما نبهت الأذهان إلى ما كانت تظهر بوادره من نهضة ثقافية في مصر. وقد ضم محمد علي السودان إلى مصر محققاً وحدة وادي النيل وذلك بين عامي 1821-1823 لكن الإنكليز قاموا باحتلال السودان بعد ذلك فواجهتهم ثورات أهمها ثورة المهدي (1881-1885) وانتهى أمر السودان إلى ما سمي «السودان المصري الإنكليزي» في 1898 وكانت السلطة الفعلية فيه للإنكليز ثم أصبحت مصر نفسها تحت الحماية البريطانية وعلى أي حال فإن محاولات محمد علي لضم الأقطار العربية في دولة واحدة قد أيقظت حساً قومياً عربياً شعبياً وهو ما سيظهر أثره بقوة. ومع أن ليبية ضُمت إلى السلطة العثمانية عام 1556 فقد ظلت تتمتع باستقلال ذاتي وخاصة في عهد الأسرة القرمنلية (1724-1853) أما أقطار المغرب العربي الأخرى فلم تتبع السلطنة إلا إسمياً واستقلت تونس عنها عام 1790 استقلالاً تاماً وظلت الجزائر على تبعيتها الإسمية لاصطنبول منذ أن احتلتها عام 1518 أما سلطنة مراكش (المملكة المغربية اليوم) فلم تخضع للسيادة العثمانية مطلقاً وفي عام 1830 احتلت فرنسة الجزائر، ثم تونس عام 1881 واحتلت إسبانية أجزاء من مراكش (سبتة ومليلة ومنطقة الريف) ثم احتلت فرنسة مراكش بأكملها بين العامين 1901 1904 وتخلت عن بعض أجزائها لإسبانية عام 1912 نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:03 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
اخوانى الافاضل
إذا كان الخمود الثقافي في أقطار الشمال الإفريقي موازياً لنظيره في بقية أرجاء الوطن العربي فإن الاحتلال الفرنسي لأقطار المغرب قد خلق وضعاً ثقافياً متناقضاً ولاسيما في الجزائر التي ضمتها فرنسة إليها وأعلنت أنها جزء منها وفرضت عليها لغتها حتى الاستقلال عام 1962 فذلك الاحتلال قد ولد اعتصاماًَ أشد بالثقافة الإسلامية التقليدية السائدة من جهة ومن جهة أخرى فتح الأذهان هناك على ثقافة الغرب وفكره لكن آثار ذلك سوف تتأخر في الظهور وهذا ماجعل بواكير النهضة وتطوراتها خلال القرن التاسع عشر وقسم غير قليل من القرن العشرين تكاد تنحصر في مصر وبلاد الشام ثم العراق إلى حد ما. وما يمكن أن يخلص إليه في هذا التقديم هو أن تلك النهضة يجب أن ينظر إليها في سياق فعالية النمط الحضاري الغربي وحركته الاستعمارية وعد هذه النهضة محاولة للرد على تحديات حركة هذا النظام لوجود الأمة العربية من موقع الصراع معه من أجل البقاء والتقدم إن ثمة منظومتين ثقافيتين تتفاعلان في إطار تناقضاتهما المفهومية والقيمية الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الغربية الرأسمالية الاستعمارية وفي الظروف السائدة حتى اليوم فإن الثانية هي المهيمنة أما الأولى فمتعثرة الخطا وتابعة من منظور علاقات أصحابها بالغرب. وهناك أخيراً أمراً لابد من الإشارة إليه لأنه يتضمن في النهاية إشكالية ذات صلة بالمصطلح الذي تندرج تحته مادة هذا البحث فمصطلح «العصر الحديث» هنا يوحي بإشارة ضمنية إلى فكرة «الحداثة» من حيث كونها تملأ هذا العصر بمعطياتها على سائر الصعد وتعد «الحداثة» في منظور الفكر الأوربي وهو مصدر هذا المصطلح حالاً من القطيعة المعرفية الشاملة فلسفياً وعلمياً واعتقادياً وحالاً من القطيعة الشاملة في التقنية والاقتصاد والبنى والعلاقات الاجتماعية بين ما أنجزته أوربة منذ ابتداء نهضتها حتى اليوم وما سبق ذلك في العصر الأوسط وفق تقسيمات التاريخ الغربي حسبما صنفها الفيلسوف الألماني هيغل ولما كان «العصر العربي الحديث» أي القرنان التاسع عشر والعشرون لا يتضمن شيئاً من تلك القطيعة الأوربية المركبة ولما كانت التبعية هي سمته الكلية ولما كان الأدب العربي فيه متأثراً بالضرورة بهذا الوضع التاريخي الحضاري الإجمالي التابع سواء من حيث تاريخية إنتاجه أو من حيث أنماطه الفنية ولدلالاته الفكرية والنفسية وأساليب إنشائه «خطاب» محملاً بروح هذا العصر فإن معنى «الحداثة» هنا لا يشير إلى تعبيرات فنية مؤصلة على تغيرات نهضوية جذرية متواصلة في الواقع المعاش بل هي تشير إلى «تزامنات فنية عارضة» إذا صح التعبير لواقع يضطرب ويتماوج فيه خليط من مورثات مراحل الحضارة العربية إبان ازدهارها لكنه خليط مأخوذ بصورة انتقائية وخليط آخر من تناثرات ما يصل من علوم الغرب وفلسفاته وفكره وأدبه فيصطدم الخليطان ويتقاطعان عند حدين من رغبات العرب المتناقضة رغبات تمسكهم بموروثهم ورغبات لحاقهم بالغرب المهيمن عموماً. إن هذه الإشكالية قد تركت ولا تزال تترك آثارها بقوة في الأدب العربي المعاصر وهي إشكالية يجب أخذها دائماً بالحسبان عندما يوصف هذا الأدب وزمنه «بالحداثة» إذ بها بوصفها تعبيراً عن انعدام القطيعة وعن التبعية السابقتي الذكر ترتبط مختلف المصطلحات ذات الصلة بما هو معالج في هذه المادة. وبمراعاة هذه الإشكالية يمكن القول إن ثمة يقظة عربية عامة قد ابتدأت، نشطة في مصر في زمن حكم محمد علي باشا فلقيت تجاوباً سريعاً نسبياً في بلاد الشام وأخذت القوى الكامنة في الأمة تتيقظ بفعل مختلف البواعث التي سبق ذكرها فتسارع إنشاء المدارس الوطنية وتوالى صدور المجلات والصحف وتأسيس المطابع وتزايدت ترجمات الكتب العلمية والأدبية الأجنبية إلى اللغة العربية ونشر كثير من كتب التراث وتألفت الجمعيات والنوادي الأدبية وأنشئت المكتبات العامة والمسارح ومجامع اللغة العربية كما تزايد إنشاء الجامعات ومعاهد البحث ومؤسساته المختلفة إضافة إلى المراكز الثقافية وسائر مؤسسات «وسائل الاتصال الجماهيري» من إذاعات ومحطات بث تلفزيوني ولا يكاد قطر عربي يخلو اليوم من وزارة للثقافة وكل ذلك يساعد بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ارتقاء الإنتاج الأدبي العربي المعاصر وتعميم إيصاله إلى جماهير المثقفين والمتعلمين بمختلف السبل والوسائل المعتمدة في بقية أنحاء العالم. نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:06 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
بواعث النهضة الأدبية
في العصر الحديث يمكن إجمال بواعث هذه النهضة في ما يلي البعثات العلمية يأتي هذا الباعث في المقدمة وقد بدأت فاعليته بعد انتشار الثقافتين الفرنسية والإنكليزية في المدارس والمعاهد التي أنشئت في الشام ومصر وتخرج فيها المعلمون الذين بعث بعضهم إلى فرنسة لإتمام تحصيلهم في مختلف العلوم وكانت أولى البعثات عام 1826 في عهد محمد علي باشا إذ اختير أربعة وأربعون طالباً من طلبة الأزهر رأسهم رجل النهضة الكبير رفاعة الطهطاوي (1801-1873م) وقد عمل هؤلاء المبعوثون بعد عودتهم وكل في نطاق اختصاصه في ميداني الترجمة والتعليم ثم توالت البعثات فيما بعد فشملت عدداً من البلدان الأمريكية والأوربية نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:08 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
الترجمة
فقط كان لترجمة الكتب الفرنسية والإنكليزية إلى العربية أثر كبير في النهضة الأدبية وقد بدأت حركة الترجمة في بلاد الشام على يد بعض رجال البعثات الدينية إذ ترجم هؤلاء بعض الكتب التي احتاجوا إليها في التدريس لكن حركة الترجمة لم تقو وتتنوع إلا بعد عودة رجال البعثة المصرية الأولى الذين بدؤوا بترجمة بعض الكتب العلمية ويعود الفضل الأكبر في تنشيط هذه الحركة إلى الطهطاوي الذي أنشأ «مدرسة الألسن» عام 1835 وقد عنيت هذه المدرسة بتعليم اللغات الأجنبية المختلفة وترجم خريجوها مئات الكتب والقصص والمسرحيات وشارك السوريون واللبنانيون بقوة في تلك الحركة ولاسيما بعد أن هاجر بعضهم إلى مصر مثل نجيب الحداد وبشارة شديد وطانيوس عبده حتى بلغ عدد الكتب المترجمة نحواً من ألفي رسالة وكتاب ثم اتسع نطاق الترجمة بازدياد مطرد وما زال يتسع حتى اليوم إذ تشمل المترجمات أهم روائع الأدب العالمي في سائر اللغات الأجنبية الحية نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:10 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
الطباعة
أنشئت أول مطبعة بحروف عربية في إيطالية عام 1514م وطبع فيها بعض الكتب الدينية كسفر الزبور ثم طبع القرآن في البندقية. أما في البلاد العربية فأول مطبعة أنشئت فيها كانت في حلب سنة 1706م ثم تلتها مطبعة الشوير بلبنان سنة 1734م ثم أنشئت مطبعة في بيروت سنة 1751م. ولما قام نابليون بحملته على مصر سنة 1798م أحضر معه مطبعة مزودة بحروف عربية ولاتينية وقد استخدمها لطبع المنشورات والصحف الخاصة بالحملة وبعد انتهاء الغزو جعل محمد علي تلك المطبعة نواة للمطبعة الأهلية التي أسسها عام 1821م والتي عرفت فيما بعد باسم «مطبعة بولاق» وطبعت فيها الكتب الدراسية والكتب المؤلفة والمترجمة وبعد أربعين سنة بدئ بإنشاء مطابع أهلية كان أقدمها مطبعة «وادي النيل» ومطبعة «جمعية المعارف» كذلك تأسست في بيروت «المطبعة الأمريكية» عام 1834 ثم تلتها «مطبعة الآباء اليسوعيين» عام 1848 ثم مطبعة «الجوائب» التي أنشأها أحمد فارس شدياق في الآستانة عام 1861 وقد نشرت كتب كثيرة في هذه المطابع وبينها عدد من المعاجم العربية القديمة وطائفة من كتب الأدب ودواوين الشعر القديم إلى جانب أمهات كتب التاريخ وقد تزايد عدد المطابع منذ مطلع القرن العشرين وتطور نوعها وأصبح أكثرها آلياً حتى لم يخل بلد عربي من مطبعة رافقت تكاثر عدد الصحف والمجلات. نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:12 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
حركة
إحياء التراث كان من أثر الاتصال بالغرب وابتداء الاستقاء من ثقافته وما رافق ذلك من استشراق أو استغراب أن تنبهت العقول إلى ضرورة إحياء التراث العربي ونشره وقد أنشا علي مبارك جمعية لنشر المخطوطات العربية القديمة برئاسة الطهطاوي وفي عام 1898 تألفت جمعية أخرى للعناية بنشر كتب التراث وكان من أعضائها أحمد تيمور وحسن عاصم وعلي بهجت وقد أفادت حركة إحياء التراث مما سبقها إليه المستشرقون في ما نشروه من كتب التراث العربي إذ عرف عن هؤلاء منهجهم العلمي في تحقيق المخطوطات ومراجعة أصولها وموازنة بعضها ببعضها الآخر كما إنهم أخرجوا ما نشروه في طبعات أنيقة مزودة بالتعليقات المفيدة والفهارس الدقيقة ولايزال نشاط حركة إحياء التراث في تصاعد مستمر بفضل ازدياد الوعي بضرورة معرفة التراث معرفة صحيحة وشاملة وتمثل خير ما فيه تمثلاً موضوعياً مفيداً. نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:15 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
الصحافة
كان لإنشاء المطابع وانتشار الطباعة أثر واضح في ظهور الصحافة ومن المتفق عليه أن الصحافة العربية ظهرت في مصر قبل غيرها من البلاد العربية وكان ذلك في النصف الأول من القرن التاسع عشر فقد أنشأ نابليون عام 1800م جريدة «التنبيه» وأصدرت البعثة العلمية الفرنسية سلسلة تاريخية قام بتحريرها إسماعيل الخشاب فلما جاء محمد علي أصدر أول صحيفة عربية سنة 1822م هي «جرنال الخديوي» بالعربية والتركية ثم أصدر جريدة «الوقائع المصرية» سنة 1828م باللغتين العربية والتركية ثم اقتصرت على اللغة العربية وقد تداول رئاسة تحريرها بعض كبار الأدباء منهم الطهطاوي وحسن العطار والشدياق ومحمد عبده وعبد الكريم سلمان وتلتها «المبشر» التي أصدرها الفرنسيون في الجزائر عام 1847م وكانت تصدر مرتين في الشهر وكان حجمها كبيراً وعباراتها ضعيفة ثم توقفت الصحافة في مصر وظهرت في سورية أولاً على يد الإرساليين الأمريكيين إذ أصدروا نشرة دينية عام 1851م كانت تخرج مرة في السنة ثم مرة كل أربعة أشهر ثم احتجبت عام 1855م وفي هذه السنة أنشأ رزق الله حسون في اصطنبول «مرآة الأحوال» وهي أول جريدة عربية سياسية خاصة لكنها لم تستمر بعد السنة إلا قليلاً وأنشئت بعدها جريدة «السلطنة» في الآستانة لجورج شلهوب عام 1857م ثم «حديقة الأخبار» في بيروت عام 1858م لخليل خوري وظلت تصدر بعد وفاته حتى عام 1909م وقد ازدهرت الصحافة العربية بظهور «الجوائب» للشدياق في اصطنبول عام 1860م واستمرت حتى عام 1884م وفي عام 1861 صدرت في تونس صحيفة «الرائد التونسي» وهي جريدة رسمية ثم أنشأ المعلم بطرس البستاني «نفير سورية» وابنه سليم «الجنة» ثم «الجنينة» عام 1871م وفي عام 1866م أنشأ عبد الله أبو السعود في القاهرة الصحيفة السياسية «وادي النيل» وفي بغداد أنشئت «الزّوراء» عام 1868م ثم ظهرت عام 1870م في بيروت صحيفة «البشير» على أيدي الآباء اليسوعيين وقد ساعدت هجرة بعض السوريين إلى مصر على ازدهار الصحافة فظهرت بعض الجرائد منها «الكوكب الشرقي» لسليم حموي عام 1873م و «الأهرام» للأخوين سليم وبشارة تقلا عام 1876م في الاسكندرية ثم نقلت إلى القاهرة ولاتزال تصدر حتى اليوم ثم «الوطن» لميخائيل عبد المسيح عام 1877م وفي السنة نفسها صدرت «لسان الحال» في سورية لخليل السكاكيني وفي عام 1880م صدرت «المصباح» لنقولا نقاش ثم عُطلت عام 1908م و «المحروسة» لأديب إسحق وسليم النقاش وفي عام 1885 صدرت جريدة «الموصل» في العراق وفي هذه السنة نفسها أصدرت جمعية الفنون الإسلامية في بيروت «ثمرات الفنون» برئاسةالحاج سعد الدين حمادة وإدارة صاحب امتيازها عبد القادر القباني وظلت تصدر حتى 1908م ثم «المقطم» عام 1888م لفارس نمر ويعقوب صرّوف وفي هذه السنة صدرت كذلك «المؤيد» لعلي يوسف وأحمد ماضي ثم «اللواء» عام 1900 لمصطفى كامل ثم توالت الجرائد بعد ذلك في شتى البلاد العربية. أما في المهاجر الأمريكية فأول جريدتين عربيتين ظهرتا هناك هما «كوكب أمريكا» لنجيب عربيلي وأخيه عام 1888م في نيويورك ثم «الفيحاء» لسليم ودعيبس بالش عام 1894م في سان باولو بالبرازيل وتوالت بعدهما جرائد كثيرة منها في أمريكة الشمالية مرآة الغرب المهاجر الدليل السائح» ومنها في أمريكة الجنوبية الميزان الأصمعي الزمان الشرق الإصلاح وغيرها أما المجلات فأقدمها «اليعسوب» التي أصدرها محمد علي الحكيم وإبراهيم الدسوقي في القاهرة عام 1865م وهي أو مجلة طبية ثم «الجنان» لبطرس البستاني في بيروت 1870م وهي علمية أدبية سياسية كانت تصدر في الشهر مرتين وفي السنة نفسها صدرت «النحلة» للويس الصابونجي في بيروت وهي أدبية علمية انتقادية ثم «روضة المدارس» في القاهرة أنشأها نخبة من العلماء والأدباء منهم عبد الله فكري وإسماعيل الفلكي وبدر الحكيم بإيحاء من علي مبارك وبإشراف الطهطاوي وهي مجلة علمية تاريخية طبية ثم أصدر يعقوب صروف وفارس نمر «المقتطف» في بيروت 1876م ثم نقلت إلى القاهرة عام 1886م وهناك مجلات أخرى كثيرة أشهرها في مصر «الهلال» لجرجي زيدان وقد أنشئت عام 1892م وطبع في مؤسستها كتب كثيرة تاريخية وأدبية أشهرها روايات مؤسسها عن تاريخ الإسلام وتلتها «التنكيت والتبكيت» و «الأستاذ» عام 1892م وكلتاهما لعبد الله نديم وتوالى بعد ذاك ظهور مجلات كثيرة كمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1921م ثم «الأديب والكاتب والثقافة والآداب» وغيرها وبعضها خاص بالمرأة مثل «العروس» لماري عجمي وقد ظهرت عام 1910م، و «المرأة» لنديمة المنقاري في سورية عام 1934م وغيرها كثير. وفي المهجرين الشمالي والجنوبي صدرت مجلات كثيرة أشهرها في نيويورك «الفنون» لنسيب عريضة عام 1913م و «السمير» لإيليا أبو ماضي عام 1929م وفي سان باولو البرازيل صدرت عام 1930م «الأندلس الجديدة» لشكر الله الجر ثم «العصبة» لجمعية العصبة الأندلسية عام 1935م ومن الملاحظ أن الصحف العربية كانت في أوائلها ركيكة العبارة يطغى على أسلوبها المحسنات البديعية من سجع وجناس وطباق ثم لان أسلوبها وابتعد كتّابها عن الزخرف والحشو وتوخوا تأدية المعاني بدقة وبساطة ووضوح فأضحت لغتهم وسطاً بين الفصحى والعامية نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:17 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
المدارس والجامعات
سبق تأسيس المدارس والجامعات في مصر وبلاد الشام نظيره في الأقطار العربية الأخرى وكان التعليم في مصر قبل محمد علي باشا مقصوراً على الكتاتيب وعلى الجامع الأزهر الذي أصبح في عام 1936 جامعة تضم كليتي «الشريعة وأصول الدين» و «اللغة العربية» وبعد عام 1961 أضيفت إليه كليات العلوم الحديثة المتنوعة ومن الأزهر اختيرت أولى البعثات إلى فرنسة أيام محمد علي وفي عهده أنشئت المدرسة الحربية ومدرسة الطب وفي عهد الخديوي إسماعيل أنشئت مدارس الحقوق والمعلمين والعلوم والفنون والصناعات ودار العلوم العالية وهكذا تدرج التعليم من الابتدائي إلى الثانوي ولاسيما بعد عودة رجال البعثة الأولى من فرنسة ثم عني المسؤولون بالتعليم العالي فأنشئت «الجامعة المصرية» في القاهرة عام 1908 وتوالى بعد ذلك إنشاء الجامعات الأخرى في القاهرة والإسكندرية وأسيوط وغيرها. أما في بلاد الشام فكانت مدارس البعثات الدينية أسبق من غيرها ثم كثرت المدارس وتنوعت بين أهلية وأجنبية فكان منها في لبنان مدرسة «عينطورة» التي أسسها الآباء العازاريون سنة 1834 ومدرسة «عبيّة» العالية التي أسست عام 1847 وأدارها المستعرب الأمريكي كرنيليوس فان دايك Cornelius Van Dyk ومدرسة «غزير» التي أنشأها اليسوعيون في العام ذاته وفي عام 1860 أنشئت «المدرسة الإنكليزية» وهي أول مدرسة للبنات ثم «الكلية الإنجيلية الأمريكية» للبنات عام 1861 وتوالت بعد ذلك مدارس البنات للراهبات العازاريات وراهبات المحبة و «زهرة الإحسان» للروم الأرثوذوكس... وسواها. أما أولى المدارس الوطنية الخاصة فقد أنشأها المعلم بطرس البستاني عام 1863 تحت اسم «المدرسة الوطنية» كما أنشأ المطران يوسف الدبس «مدرسة الحكمة» عام 1865. وفي عام 1866 أنشأت الإرسالية الأمريكية في بيروت كلية تخرج فيها طائفة من العلماء والمتعلمين ثم أصبحت هي ذاتها «الجامعة الأمريكية» الحالية وكانت تدرس أولاً باللغة العربية ثم عدلت عنها إلى الإنكليزية. وفي عام 1874 نقل اليسوعيون مدرستهم من غزير إلى بيروت وأصبحت «الكلية اليسوعية» وكانت هي أيضاً تدرس بالعربية ثم عدلت عنها إلى الفرنسية. وفي سورية كان التعليم أول الأمر دينياً يتم في الزوايا والمساجد وكان الجامع الأموي أكبر المدارس الإسلامية وأقدمها ومنذ أواخر القرن التاسع عشر أخذت المدارس الابتدائية تنتشر في دمشق وحمص وحماه وحلب وسواها ثم أنشئت في عام 1901 مدرسة للحقوق أضحت فيما بعد «كلية الحقوق» وأنشئ «المعهد الطبي العربي» فكان منهما نواة الجامعة السورية بعد الحرب العالمية الأولى (جامعة دمشق اليوم). نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:19 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
الجمعيات الأدبية
أسست في العصر الحديث جمعيات كثيرة كان لها دور بارز في إذكاء روح النهضة ومن هذه الجمعيات ما هو أدبي وما هو علمي وما هو سياسي والمعول عليه هنا الأدبية وإن أسهمت الجمعيات الأخرى إسهاماً غير مباشر في النهضة الأدبية. وسبقت بلاد الشام مصر وغيرها في هذا المضمار إذ تأسست «الجمعية السورية» في بيروت عام 1847 على يد الإرساليين الأمريكيين وكان هدفها نشر العلوم وترقية الآداب والفنون وقد أربى أعضاؤها على الخمسين منهم بطرس البستاني وناصيف اليازجي وقد زودت هذه الجمعية بمكتبة ثم تأسست «الجمعية العلمية السورية» في بيروت وبلغ عدد أعضائها مئة وخمسين من مختلف مدن الشام إضافة إلى بعض المصريين وظلت هذه الجمعية تعمل حتى عام 1868 ثم أنشئت في بيروت «جمعية زهرة الآداب» عام 1873 وكان من أعضائها نفر من الأعلام بينهم سليمان البستاني وأديب إسحاق ويعقوب صروف وفارس نمر وإبراهيم اليازجي وكان هدفها التمرس بالخطابة والبحث وكتابة الروايات والمسرحيات التي كان يمثلها الأعضاء أنفسهم وقد توقفت في عهد السلطان عبد الحميد ويضاف إلى هذه الجمعيات أندية وجميعات أخرى تأسست في أشهر حواضر بلاد الشام أما في الآستانة عاصمة السلطنة فقد تأسس «المنتدى الأدبي» الذي اتخذ أعضاؤه من النشاط الأدبي واجهة للعمل السياسي القومي العربي. وأشهر الجمعيات في مصر «جمعية المعارف» أنشأها محمد عارف عام 1868 لنشر الثقافة وإحياء التراث وقد نشرت كثيراً من كتب التاريخ والفقه والأدب وبلغ عدد أعضائها ستين وستمئة منهم إبراهيم المويلحي والشدياق ومحمد شافعي ومصطفى رياض باشا وسواهم وتلتها جمعيات ومنتديات كثيرة منها «جمعية مصر الفتاة» وكان من أعضائها جمال الدين الأفغاني وأديب إسحاق وعبد الله النديم وكان لتعلم المرأة أثر في ظهور بعض الجمعيات والنوادي النسائية التي عنيت بقضايا المرأة إضافة إلى اشتغالها بالنشاط الأدبي المرتبط بتلك القضايا. وفي المهجرين الأمريكيين الشمالي والجنوبي أنشأ المهاجرون العرب أعداداً من الجمعيات والنوادي الأدبية أشهرها في المهجر الشمالي «الرابطة القلمية» التي تأسست في نيويورك عام 1920 ورأسها جبران خليل جبران وكان ميخائيل نعيمة أميناً للسر فيها. أما في المهجر الجنوبي فقد تأسست «العصبة الأندلسية» في البرازيل عام 1933 ورأسها ميشال المعلوف أولاً ثم رشيد سليم الخوري الشاعر القروي ثم شفيق معلوف ثم تأسست «الرابطة الأدبية» في الأرجنتين عام 1949 برئاسة جورج صيدح ولكنها لم تعمر إلا عامين إذ حلت بعودة رئيسها إلى وطنه سورية. نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
29/8/2016, 02:21 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: الأدب العربي في العصر الجديث
المجامع اللغوية
ساعدت هذه المجامع على خدمة اللغة والأدب والتراث العربي مساعدة طيبة وأقدمها هو «المجمع العلمي العربي» تأسس في دمشق عام 1919 بجهود محمد كرد علي ورئاسته وقد عني هذا المجمع بوضع المصطلحات العلمية الحديثة وتصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة ونشر كتب التراث وضم أعضاء دائمين من سورية وأعضاء مراسلين من البلاد العربية الأخرى ومن المستعربين ومنذ عام 1958 غدا اسمه «مجمع اللغة العربية» وفي القاهرة تأسس «مجمع فؤاد الأول للغة العربية» عام 1932 وصار اسمه فيما بعد «مجمع اللغة العربية» وبعد ذلك تأسست مجامع أخرى مشابهة في عدد من الأقطار العربية كالعراق والأردن والسودان والمغرب وسواها. نكمل بكره ان شاء الله تحيتى |
||||
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~