|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسوعة الأحاديث القدسية ...
موسوعة الأحاديث القدسية ...
الحديث الاول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم منزلة الحديث هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا والإكثار من ذكره وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات حسن الظن بالله بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به أي أنه يعامله على حسب ظنه به ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر فكلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء فيما عنده فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ومنه قوله عليه الصلاة والسلام ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه وحسن الرجاء فيما عنده كما قال الأول وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم فقال عن المنافقين حين تركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة أحد { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية } (آل عمران: 154) وقال عن المنافقين والمشركين { الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء } (الفتح: 6) والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد فإن ظن أن الله لا يقبله أو أن التوبة لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب ( فليظن بي ما شاء ) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح بين اليأس والغرور ومما ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أن حسن الظن بالله يعنى حسن العمل ولا يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ولذا فإن على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية المحذور الأول هو اليأس والقنوط من رحمة الله والمحذور الثاني هو الأمن من مكر الله فلا يركن إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل فإن هذا من السفه ومن أمن مكر الله وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله وكلا الأمرين مذموم بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل قال بعض السلف " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق " جزاء الذاكرين ثم أتبع ذلك ببيان فضل الذكر وجزاء الذاكرين فذكر الله عز وجل أنه مع عبده حين يذكره وهذه المعية هي معية خاصة وهي معية الحفظ والتثبيت والتسديد كقوله سبحانه لموسى وهارون { إنني معكما أسمع وأرى } (طـه: 46) وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وتدبر الذاكر معانيه وأعظمه ذكر الله عند الأمر والنهي وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي جزاء القرب من الله ثم بين سبحانه سعة فضله وعظيم كرمه وقربه من عبده وأن العبد كلما قرب من ربه جل وعلا ازداد الله منه قرباً وقد أخبر سبحانه في كتابه أنه قريب من عبده فقال { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } (البقرة: 186) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم ففي هذه الجمل الثلاث في هذا الحديث وهي قوله تعالى ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) ما يدل على هذا المعنى العظيم وهو أن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه ولذلك فإنه يعطي العبد أكثر مما فعله من أجله فسبحانه ما أعظم كرمه وأجَلَّ إحسانه
|
31/10/2016, 04:09 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
كبار الشخصيات
|
رد: موسوعة الأحاديث القدسية ...
الحديث الثانى
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وصححه ابن القيم وحسنه الألباني منزلة الحديث هذا الحديث من أرجى الأحاديث في السنة ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده وهو يدل على عظم شأن التوحيد والأجر الذي أعده الله للموحدين كما أن فيه الحث والترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى أسباب المغفرة وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب تحصل بها مغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت وهذه الأسباب هي 1 الدعاء مع الرجاء فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة فقال سبحانه { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } (غافر: 60) وقال صلى الله عليه وسلم ( الدعاء هو العبادة ثم قرأ هذه الآية ) رواه أحمد ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآداب أو لوجود بعض الموانع ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب ورجاء الإجابة من الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة وألا يقول في دعائه اللهم اغفر لي إن شئت ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة وجُعِل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطع الرجاء فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولو بعد حين ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له 2 الاستغفار مهما عظمت الذنوب السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة في الحديث هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماء وهو السحاب أو ما انتهى إليه البصر منها وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله به كقوله سبحانه { واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } (المزمل: 20) وتارة يمدح أهله كقوله تعالى { والمستغفرين بالأسحار } (آل عمران: 17) وتارة يذكر جزاء فاعله كقوله تعالى { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } (النساء: 110) والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } (آل عمران: 135) وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك والمعنى أي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك قال بعض الصالحين من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره وكان بعضهم يقول استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه ثم يثني بالاعتراف بذنبه ثم يسأل الله المغفرة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف) 3 التوحيد الخالص السبب الثالث من أسباب المغفرة تحقيق التوحيد وهو من أهم الأسباب وأعظمها فمن فقدَه فقَدَ المغفرة ومن جاء به فقَدْ أتى بأعظم أسباب المغفرة قال تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} (النساء: 48) والتوحيد في الحقيقة ليس مجرد كلمة تنطق باللسان من غير فقه لمعناها أو عمل بمقتضاها إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها فقد كانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء ويشهدون الجمع والجماعات ولكنه في الحقيقة استسلام وانقياد وطاعة لله ولرسوله وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيما وإجلالا ومهابة وخشية ورجاء وتوكلا كل ذلك من مقتضيات التوحيد ولوازمه وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين |
||||
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~