ذكرى معركةاليرموك

[ميدو الشورة]

ذكرى معركة اليرموك .

إنتصر 36000 من المسلمين ،
على 240000 بيزنطي،
6 أيام حوصروا وخسروا العيون .
ثم أنتصروا وحرروا بلاد الشام .
وكان الجيش الراشدي كله من المسلمين العرب،

وتعتبر معركة اليرموك من أهم المعارك عبر التاريخ ، حيث نتيجتها تغيرت الخريطة إلى الأبد وأنهت قرونا من إحتلال بلاد الشام ، وهذه المعركة هي أهم معركة في الفتح الإسلامي لبلاد الشام والذي يمثل حرب تحرير لأراضي عربية محتلة
من الأوروبيين الغرباء .
وكانت المعركة بين :
- الجيش الراشدي بقيادة أبو عبيدة عامر بن الجراح
ونائبه خالد بن الوليد وعدده 36000 مقاتل.
- الجيش البيزنطي بقيادة فاهان الأرميني
ونائبه دريجان وعدده 240000 مقاتل.

وكانت المعركة قرب نهر اليرموك الذي يقع اليوم .
بين سوريا والأردن في تاريخ 636/08/15 م
واستمرت المعركة 6 أيام إنتهت بالنصر للجيش الراشدي
في 636/08/20 م.

وأما أحداث الأيام الستة فكانت:
******* اليوم الأول :
بدأت المعركة في يوم 636/08/15 م،
وكانت البداية بإرسال البيزنطيين عدد من المبارزين ليبارزوا عدد من المبارزين العرب في قتال ثنائي ، وبعد خسارة عدد من الطرفين ، أمر فاهان بهجوم محدود من ثلث قوات جيشه ولكن هجومه فشل بسبب أن جنود الجيش الامبراطوري لم يكونوا معتادين على القتال، فلم يتمكنوا من ممارسة الضغط على الجنود الراشدين المحنكين.

******* اليوم الثاني :
قرر ماهان شن هجوما مباغتا عند الفجر، عندما يكون الجيش الراشدي غير مستعد، ولكن خالد بن الوليد (ر) كان قد وضع نقاطا دفاعية قوية متقدمة خلال الليل ، مما افقد عنصر المفاجئة التي كان يعتمد عليه البيزنطيون، ودارت المعركة وتراجع الجيش الراشدي، ثم تدخل خالد بفرقته السريعة
التي جهزها للمعركة، فأوقف تقدم البيزنطيين ، وبعدها قاد ضرار بن الأزور هجوما على قلب الجيش البيزنطي ، وتمكن ضرار في هذا الهجوم من قتل القائد البيزنطي دريجان ،
وترك مقتل دريجان وفشل خطة ماهان الأثر المدمر على نفسية المقاتلين البيزنطيين بينما كان لنجاح خالد بصد الهجوم الأثر الأقوى لتعزيز معنويات الجنود الراشدين.

******* اليوم الثالث :
قام الجيش البيزنطي بمهاجمة ميمنة الجيش الراشدي التي كانت تحت قيادة عمرو بن العاص (ر) فتراجع جنود عمرو بن العاص إلى الوراء بإتجاء معسكرهم ، وتدخلت سرايا الخيالة الراشدة لصد الهجوم بالالتفاف عن يسار البيزنطيين،
فتم صد الهجوم وتراجع البيزنطيون إلى أماكنهم الأصلية
كما كانت قبل بداية المعركة ، وجاء المساء لينتهي هذا اليوم.

******* اليوم الرابع :
أمر أبا عبيدة عامر بن الجراح (ر) ببدء الهجوم على الجيش البيزنطي، فاستعر القتال وتعرض الجند الراشدي إلى رمي عنيف بالنبال أدى إلى فقدان الكثير لبصرهم نتيجة إصاباتهم في عيونهم، وسمي ذلك اليوم بيوم خسارة العيون،
وتراجع الجيش الراشدي إلى الخلف. وبعد فشل الهجوم الراشدي قام البيزنطيون بالهجوم ولاحت علائم الهزيمة، وتمت محاصرة الجيش الراشدي ، ولكن عكرمة بن أبي جهل نادي العرب للقسم على النصر أو الشهادة،
فلبى نداءه 400 من المقاتلين، وقاد عكرمة ال400 مقاتل. استطاعوا ضرب قلب الجيش البيزنطي وكسر حصارهم
على الجيش الراشدي، ويومها إستشهد ال400 مقاتل ومنهم عكرمة ،وقبل أن يستشهد عكرمة ضرب أروع مثل في الإيثار كان عكرمة والحارث وعياش مصابين في صدورهم ،
فطلب الحارث الماء ليشرب ، وقبل أن يشرب الحارث نظر إلى عكرمة بن ابي جهل فقال لحامل الماء اجعل عكرمة يشرب أولًا فهو اكثر عطشا مني، فلما اقترب الماء من عكرمة .
أراد ان يشرب لكنه رأى عياش بجانبه فقال لحامل الماء : احمله إلى عياش أولًا، فلما وصل الماء إلى عياش قال :
لا أشرب حتى يشرب أخي الذي طلب الماء أولا،
فالتفت الناس نحو الحارث بن هشام فوجدوه قد فارق الحياة، فنظروا إلى عكرمه فوجدوه قد استشهد،
فرجعوا إلى عياش ليسقوه شربة ماء فوجدوه شهيدا.

******* اليوم الخامس :
عرض فاهان الأرميني على خالد بن الوليد (ر) وقف القتال بضعة أيام ، ولكن خالد رفض ، وقرر خالد عمل هجوم جديد، وجعل وحدته السريعة في قلب الجيش الراشدي ، وخطط خالد باستخدام هذه السرية الجديدة لمهاجمة الفرسان البيزنطيين بغرض عزلهم عن المشاة ، بحيث يصبح المشاة الذين يشكلون نواة الجيوش البيزنطية دون أي حماية من الفرسان ، وفي نفس الوقت خطط لشن هجومٍ كبير .
على الميسرة البيزنطية لردها بإتجاه الجرف إلى الغرب.
وفي هذا اليوم حصلت مبارزة بين خالد بن الوليد (ر)
والقائد البيزنطي جورج بن تيودور الشهير عند العرب بإسم جرجة ، ثم تحولت المبارزة إلى حوار بينهما حول الإسلام، فاقتنع جورج بن تيودور واعتنق الإسلام وقاتل قتالا شديدا بجانب خالد بن الوليد (ر) ضد البيزنطيين حتى أصيب واستشهد دون أن يصلي إلا الركعتين اللتين أسلم عليهما.

******* اليوم السادس : وتحقيق النصر
هاجم خالد بسرية الخيالة الموحدة الميمنة البيزنطية،
بينما قام عمرو بن العاص قائد الميمنة ، في الوقت نفسه بشن هجوم على الميسرة الرومية البيزنطية، وقد صمدت الميسرة البيزنطية، ولكن بفقدان الدعم من فرق الخيالة البيزنطية الذين أنشغلوا بصد هجوم الفرسان الراشدين ،
و تراجعت الميسرة البيزنطية بإتجاه القسم الأيسر من قلب الجيش البيزنطي ، وبعد رؤية هذا التحول أستغل عمرو بن العاص قائد الميمنة الراشدية تلك اللحظات ليشن هجوماً
على الجانب الأيسر من قلب جيش الروم فوقع القسم الأيسر من قلب الجيش البيزنطي باختلال في التوازن بسبب ضغط الجنود البيزنطيين المتراجعين. وفي الوقت نفسه شدد البطل شرحبيل بن حسنة قائد القسم الأيمن من قلب الجيش الراشدي من هجومه على القلب البيزنطي من الأمام . وهنا تقهقر الجناح الأيسر للجيش البيزنطي وراح العرب يستغلون ذلك ويتابعون تقدمهم ، وعندما رأى فاهان ذلك فدعى كافة الخيالة للتجمع خلف قلب الجيش البيزنطي لتنظيم هجوم معاكس ضد الخيالة العرب، ولكن فاهان لم يكن سريعاً بالشكل الكافي فقد تقدم خالد سريعاً لمهاجمة الخيالة أثناء تجمعهم.
وكان الفرسان العرب المسلحين بشكل خفيف مؤهلين أكثر
بل متفوقين من حيث سرعة التحرك والمناورة ،
حيث كانوا يستطيعون الهجوم والتراجع بسرعة والعودة للهجوم مرة أخرى ، وسارع الخيالة البيزنطيين إلى الهرب بإتجاه الشمال في وسط من الفوضى والعشوائية تاركين المشاة لمصيرهم ، وبعد تشتت فرق الخيالة البيزنطيين ، أمر خالد بالقضاء على نواة جيش الروم بقيادة التي فيها فاهان، فتم الهجوم من 3 إتجاهات :
فرقة الخيالة بقيادة خالد بن الوليد من جهة الخلف،
وجنود عمرو بن العاص من اليسار
وجنود شرحبيل بن حسنة من الأمام ،
فلم يكن للروم أي فرصة للصمود فهزموا .
وبعد هزيمة القلب هُزمت كافة الجيوش البيزنطية ،
فتشتت البعض بشكل عشوائي، والبعض تراجع بانتظام
بإتجاه الغرب نحو وادي الرقاد فوصلوا للجرف الضيق ،
وبهذا انحصر الجيش البيزنطي بشكل لم يعد يستطيع معه استخدام سلاحه بشكل طبيعي ، ولذلك فقد هزموا بسرعة محاولين إيجاد طريق للهرب عبر الجرف وبدون نجاح ، فبعضهم هوى في الجرف ، بينما سقط الآخرون قتلى
أو أسروا لتنتهي بذلك معركة اليرموك ،

وهرب فاهان ولكنه قتل في اليوم التالي .
أثناء محاولته دخول دمشق للإعتصام بها .

***** المصادر :
📚فتوح البلدان ، البلاذري
📚الكامل في التاريخ ، ابن الأثير
📚 اليرموك بقيادة خالد بن الوليد ، شوقى أبو خليل
📚 تاريخ الرسل والملوك ، الطبري

[اسلام محمد2]

كل الشكر والتقدير لك اخى الكريم للجهد الطيب وللموضوعات المميزة

[خضر الدبيات]

جزاك الله خير