التعرف علي الجثث المجهولة في حادث أتوبيس «أطفيح» والنيابة تصرح بـ«الدفن»

[الديب sat]

أمرت نيابة الصف بدفن جثث ضحايا حادث أتوبيس أطفيح، بعد التعرف علي ٨ جثث، كانت مجهولة حتي صباح أمس،

وانتدبت النيابة لجنة هندسية ومهندساً من المرور لمعاينة الأتوبيس وسيارات النقل الثلاث لبيان سبب الحادث، جرت التحقيقات بإشراف المستشار حمادة الصاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وتولي التحقيق محمد القاضي، مدير النيابة، ومحمد أبوبكر وخالد أبوزينة وإيهاب الدهشان ورامي إبراهيم وكلاء النيابة.

واستمعت النيابة لأقوال المصابين وأكدوا أنهم استقلوا الأتوبيس من قنا وكانوا في طريقهم إلي القاهرة، وقرب مدينة أطفيح استيقظوا علي صوت ارتطام قوي وفوجئوا بالدماء تغطي مقاعد الأتوبيس.

قال الدكتور أنور عرفة، مدير مستشفي أطفيح لـ«المصري اليوم» إن ٩ مصابين فقط ظلوا داخل المستشفي لتلقي العلاج، وأنهم في حالة مطمئنة، ومستقرة، ويعانون من جروح وكدمات بسيطة تم التعامل معها.

وأن الحالات الخطيرة تم نقلها إلي مستشفي قصر العيني ومعهد ناصر، وأن فريقاً طبياً من الإسعاف الطائر شارك في نقل المصابين الذين كانوا يعانون من نزيف داخلي، ويجب نقلهم بسرعة للمستشفيات لإجراء جراحات عاجلة لهم لإنقاذ حياتهم.

«المصري اليوم» رصدت حكايات الضحايا المأساوية، ففي محطة قنا كان أتوبيس «الموت» يستعد للرحيل إلي القاهرة في التاسعة مساء السبت، بينما وقفت «عروس» تودع والدها أحمد الليثي محمود ٤٧ سنة وأمها صابرين أبوالمجد، وشقيقاتها شيماء ٢٣ سنة وهناء ٢٠ سنة ومني ١٢ سنة، وشقيقها محمد ١٣ سنة، وجدتها لأمها..

قالت لهم: «خليكم معايا يومين كمان»، ولكن والدها أخبرها أن إجازة العيد انتهت، وعليهم العودة إلي العمل والمدارس، وأكد لها أنه سيزورها في أقرب إجازة قادمة، واستقلوا الأتوبيس الذي انطلق في طريقه إلي القاهرة.

كان أحمد الليثي محمود وأسرته المكونة من ٦ أفراد ضحايا الحادث، قد ذهبوا إلي ابنته التي تزوجت قبل أيام في قنا لقضاء إجازة العيد معها، ومرت أيام الإجازة وقرر الأب العودة إلي القاهرة، اصطحب ابنته شيماء خريجة جامعة عين شمس، وتمت خطبتها منذ شهور لأحد الشباب في عين شمس، وهناء الطالبة في الجامعة العمالية، ومني تلميذة في المرحلة الابتدائية،

ومحمد تلميذ في الإعدادي، وزوجته صابرين وحماته ليلقوا مصرعهم جميعاً في حادث الأتوبيس. يقول شقيقه محمود الليثي: فقدت العائلة شقيقي وأبناءه، لقوا مصرعهم في الحادث، ويصعب علينا تصديق الأمر، فالخبر وقع علينا كـ«الصاعقة»، وسارعنا إلي المستشفيات نبحث عنهم، حتي اكتشفنا الحادث.

وأضاف: حضر شقيقي ومعه أسرته كلها لزيارة ابنته التي تزوجت في قنا في إجازة العيد، واتصل بنا أمس الأول وأخبرنا أنه عائد إلي شقته في عين شمس، وبالفعل تابعناه عبر المحمول حتي تأكدنا من ركوبهم الأتوبيس، ولأن وقت العودة طويل اتصلنا بهم أكثر من مرة،

وكنا نتابعهم أول بأولاً، حتي انقطع الاتصال، ولم نتمكن من الاطمئنان عليهم، وأغلقت جميع الهواتف، بدأ القلق يدخل قلوبنا، حتي اتصلنا بالشركة التابع لها الأتوبيس، وعلمنا بالحادث، سارعنا إلي مستشفي أطفيح، وجدناهم جثث هامدة، ونشعر الآن بألم وحزن كبيرين، فقد راحت الأسرة بكاملها ضحية في الحادث، وكانت صدمتنا كبيرة.

أحمد محمود أحمد «٣٠ سنة»، «حلواني»، يعمل في ليبيا منذ ٧ سنوات.. يأتي إلي قريته في قنا كل عامين.. في المرة الأخيرة، حضر قبل العيد بأسبوعين، عمت الفرحة شوارع قريته ومنازل أقاربه.. ومساء السبت كان الوداع والدموع.. اقترب «أحمد» من أفراد أسرته، طلب منهم الدعاء.. واستقل الأتوبيس في طريقه للقاهرة ومنه إلي ليبيا وقبل وصوله القاهرة بساعة ونصف الساعة، كانت النهاية ولفظ الشاب أنفاسه الأخيرة.

يقول شقيقه عبدالفتاح محمود: عاد شقيقي من ليبيا في إجازة العيد لقضائها معنا في قنا، حيث يعمل هناك «حلواني»، وبالفعل قضي الإجازة، واستقل الأتوبيس مساء السبت للعودة إلي القاهرة ثم السفر إلي عمله في ليبيا، ووقع الحادث، واصطدم الأتوبيس بسيارة نقل، ولقي شقيقي مصرعه في الحادث، وصدمنا عندما علمنا بالأمر، أتيت إلي المستشفي، وفي الطريق تمنيت أن يكون نجا، ولكني اكتشفت وفاته، ولا أعرف ماذا أقول الآن بعد وفاته؟، فقد كان يسافر للعمل في ليبيا، ويسعي حتي يحقق أحلامه، ويتزوج ويعيش حياة طبيعية، ولكن القدر كان أسرع.

عبدالله إبراهيم وابنة شقيقته الطفلة «١٢ سنة»، كانا في زيارة لأقاربهما في قنا، قضي «عبدالله» العيد مع أشقائه وأولاد عمومته، وكان في طريق عودته إلي القاهرة، لمواصلة عمله كعامل أجري والوقوف إلي جوار أسرته المكونة من ٥ أفراد.. «عبدالله» لفظ أنفاسه ومعه ابنة شقيقته.. وحضر أقاربه من قنا وحملوا الجثتين إلي مقابر الأسرة هناك، لتنتهي فرحة وإجازة العيد بكارثة.