|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدّمة دليل القرن الواحد والعشرين
مقدّمة دليل القرن الواحد والعشرين لاستخدامه من قبل المواطنين. إنَّ التسعينات من قرننا هذا، بدايةٌ، لموجة من التغيرات السياسية، والحكومية، ذات أبعاد تاريخية: فانهيار الاتحاد السوفييتي، والإطاحة بالنظام السياسي القائم في إيطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم مايشبه القضاء شبه الكلي على الحزب الذي كان يحكم كندا. حتى انتخابات 1993 إذ أن عدد نوابه هبط من 153- إلى 2)، ثم إلى انهيار الحزب الديمقراطي الليبرالي الياباني، بعد أربعين سنة، مما يشبه التفرّد بالسلطة وإلى ظهور حركة تطوير جديدة)، من غير أن ننسّى صعود Ross ...PERROT وحركة: "لنبق مُوَحدّين" United we stand ". وما لا يمكن عدُّهُ من التغيرات المذهلة التي تتم في الحياة السياسية. فرجال السياسة، وكتّاب الافتتاحيات، والجامعيون، كلُّ هؤلاء يبدون حائرين أمام ضخامة التغيرات التي تحدث "هنا وهناك". ولابدَّ لنا من التركيز على عناد أولئك الذين كانوا هم المسيطرون، وعلى حيرة العظماء، في الأيام أو في العهود السابقة. إن احتضار الماضي يمحو وعودَ المستقبل، وهذا شيء قديم نسبياً. وكان ج. هويزنغا J. Huizinga قد لاحظ في كتابه الرائع " خريف القرون الوسطى" مثل هذه الملاحظة لدى حديثه عن عهد النهضة. وهذا الذي لا يبدو لنا، مع الرجعة إلى الماضي، كعهد من التجديد الرائع والمثير، كان المعاصرون يشهدونه ويرون فيه انهياراً مريعاً للنظام القائم. وكذلك، رأى الناس في انهيار الصين الكونفوشيوسية بدءاً من خمسينات القرن الماضي، نوعاً من الانحطاط المخيف للنظام والاستقرار، بدلاً من أن يروا فيه العلامات المبشرّة بمستقبلٍ أعظم إنتاجاً، وأكثر انفتاحاً. وهكذا فإنَّ ألفين وهيدي توفلر، قدّما لنا المفتاح الذي يتيح لنا أن ننظر إلى الاضطراب الحالي، في الإطار الإيجابي لمستقبلٍ ديناميكي، ومثير، وها قد مضى ربع قرن، وهما يتحدثان عن المستقبل في تعاليمهم ومحاضراتهم وكتاباتهم. أما كتابُهما عن صدمة المستقبل الذي أقبل الناس على شرائه أكثر من أي كتاب آخر عام 1970)، فإنه أصبح تعبيراً كافياً، للدلالة على ضخامة التغيير الذي نشهده. وقد أشتري هذا الكتاب في اليابان، أكثر مما أشتري في الولايات المتحدة.) وكان المؤلفان يثيران الانتباه إلى تسارع التغيّر، الذي كان يُهدّد بالقضاء على شعوب العالم كافة، وكثيراً ماكان يدعُ الأشخاص العاديين، وأصحاب المشاريع الكبيرة، والجماعات، والحكومات، في حيرة كبيرة. ولو أن كتاب، صدمة المستقبل، كان الكتاب الوحيد الذي أصدره التوفلريان، إذن لظلّ هذان من أهم المعلقين البارزين الذين يتحدثون عن "الشرط الإنساني". ثم جاء بعد ذلك كتابهما الضخم "الموجة الثالثة" فكان مساهمة أكبر أهمية في فهم زماننا هذا. وحقاً فإن التوفلريين. في "الموجة الثالثة"، انتقلا من مجرّد الملاحظة إلى إنضاج إطار تنبّيء... ذلك أنهما أعادا وضع الثورة المعلوماتية، في منظور تاريخي، بعد أن قارناها، بالتحوّلين الكبيرين اللذين يمثلاّن الثورة الزراعية،والثورة الصناعية. فإذا نحن صدّقناهما في ذلك، فإننا نشعر بضخامة الموجة الثالثة من التغير، وعندئذٍ نكون، بحكم ذلك، في سبيلنا إلى إنشاء حضارةٍ جديدة. ولقد أحسّ التوفلريان الرؤيةَ، عندما لاحظا أن نمو الإعلام وتوزيعه، قد أصبحا مصدرَ الإنتاجية والطاقة، بالدرجة الأولى، للنوع الإنساني. فمن الأسواق العالمية، إلىالتوزيع العالمي للأخبار، الذي يدوم أربعاً وعشرين ساعة من أربع وعشرين ساعة فعلية، كل يوم، عن طريق المحطة CNN، مروراً بوثباتِ الثورة البيولوجية، وتأثيرها الضخم في الصحة والإنتاج الزراعي، إلى كل الجبهات الأخرى، تقريباً"، نلاحظ أن ثورة الإعلام، تغيّرُ حياتنا ونسقها ومادتها. ولقد أثرَّ كتابُ. "الموجة الثالثة" أكبر التأثير، في استراتيجيات رؤساء الشركات والمسؤولين السياسيين خارج الولايات المتحدة، من الصين إلى اليابان، مروراً بسنغافورة وبمناطق أخرى، في أكمل صُور تقدّمها، أي من الدول التي أصبحت تعلي، منذ الآن، شأن النمو عن طريق التقانات العالية المستوى بفضل شدّة الإعلام وعنفه، وذلك لأن كتاب "الموجة الثالثة" كشف عن معنى هذا التحوّل. وحتى في الولايات المتحدة، نجد الكثيرين من رؤساء الشركات قد تأثروا بهذا الكتاب وحَثّوا به على إعادة النظر في بنية مؤسساتهم، لمجابهة القرن الواحد والعشرين. ولتذكر أن واحداً من التطبيقات الأكثر أهمية، والأوفر حظاً، في نموذج الموجة الثالثة، يتعلق بالحرب. ففي بداية الثمانينات، أُطلع الجنرال Donn Starry سيّد Training and Doetrine Comand ) TRADOC من قيادة التدريب وعقيدة الجيش البري)، على هذا الكتاب وخلص منه إلى أن للتوفلريين كل الحق في تحليلاتهما للمستقبل، ولهذا فقد دعاهما إلى حصن مونرو Fort Monroe مقر القيادة العامة لا Tradoc، حيث نوقش نموذج الموجة الثالثة من قِبَل المسؤولين عن عقيدة الجيش البرِّي، وقد عرض "التوفلر" صورةً لهذا النموذج في كتابهما: الحرب وضد الحرب. وإني لفي الموقع المناسب لمعرفة ما أحدثه مفهوم ثورة الإعلام في الموجة الثالثة، في إنضاج العقيدة العسكرية مابين عامي 1979 و 1982. وبصفتي عضواً شاباً في الكونغرس، قضيتُ وقتاً طويلاً مع الجنرال Starry والجنرال موريللي Morelli الذي فقدناه بعدئذ) من أجل إنضاج عقيدة الحرب البرية الجوّية. ولقد انتهى الأمر، بهذه العقيدة المتصلة بالجيش البرّي، إلى إقامة نظام غنّي الإعلام / مرنٍ أو شديد المرونة، عظيم السرعة، موزّع على مراكز مختلفة، يسمح بتقييم ساحة المعركة، وتكثيف القوى، واستخدام ضباط رؤساء، جيّدي التدريب، مثقفين ثقافة جيدة، ويملكون حرية كبيرة في العمل، لضمان الانتصار على خصم، تُعودُ أسلحته إلى العهد الصناعي(1) . وفي عام 1991، شهد العالمُ أول حرب، تتجابه فيها نظم عسكرية جوية من الموجة الثالثة مع نظم كلُّها من نظام الموجة الثانية. وبدا بسرعةٍ أنه لم يكن لهذه الأخيرة أية فائدة، لا في تعريف الأهداف ولا في اللوجيستيك-، وهكذا قضي على القوى العراقية التي لم ترق إلى مستوى الموجة الثالثة. وفجأة، شهد الناس معركة حاسمة، مثل هزيمة قوى الموجة الأولى التابعة لمهدي أم درمان، عام 1898، على يد قوات انجليزية - مصرية، من الموجة الثانية. وعلى الرغم من أن كلَّ شيء يشيرُ إلى أن شيئاً ما، جديداً تماماً. يطوّر الحياة السياسية، والاقتصاد، والمجتمع، وفن القتال، فإنهم قلائل جداً، أولئك الذين أدركوا بُعدَ المدى الكامن في حدس التوفلر. إذ أن مقتضيات الموجة الثالثة، غابت- في الولايات المتحدة- عن عقول الأكثرية من الساسة و الصحفيين، وكتاب الافتتاحيات. فما من أحدٍ حاول أن يترجم فكرة الموجة الثالثة من التغيرات الحضارية، في أحكام سياسية أو في القرارات الحكومية. ولأننا لم نحسن تطبيقَ نموذج المرحلةِ الثالثة الذي أنضجه التوفلر، فإن حياتنا السياسية أصيبت بالغبن والسلبية، والاستخفاف واليأس. وهذا الفرق بين التغيرات الموضوعية التي تَتمُ في العالم كلّه، من جهة، وبين جمود الحياة السياسية والحكومة، من جهة أخرى، في طريقه إلى لغم أو تمزيق نسيج المنظومة السياسية الأمريكية. فإذا استغنينا عن مفهوم الموجة الثالثة، فإنه ما من نظام تحليلي ، جدير بهذا الاسم ، يمكنه أن يفهم معنى حالةِ الغبن والفوضى، التي تتسم بها السياسة والحكومة في القسم الأكبر من العالم الصناعي: إنه ما من لغةٍ لدينا لإفهام المشكلات التي نجابهُ بها، وما من رؤيةٍ لرسم صورة المستقبل الذي ينبغي أن نُركِّز عليه جهودنا، بل ولا من منهج مقرّر لتسريع الانتقال المطلوب وتيسيره. وليس هذا بالمشكلة الجديدة، ذلك أنني بدأتُ عامَ 1970 بالعمل مع "التوفلر" في إيضاح مفهوم "الديمقراطية المتوقعة". وحينما كنتُ معلماً مساعداً، شاباً، في كلية مقاطعة غرب جيورجيا، كنت كذلك أُغرَى كلَّ الإغرَاء، بمعنى التقاطع بين الماضي والمستقبل الذي هو جوهر الأمر السياسي وفن الحكم، بالمعنى الأرقى الممكن. ومنذ عشرين سنة، مازلنا نعمل معاً في محاولةٍ لإنضاج سياسةٍ، شديدة العناية بالمستقبل، وحريصه على إفهام أو توعية جماهير الشعب، مما يساعد على الانتقال بالولايات المتحدة من حضارة الموجة الثانية المريضة بشكل واضح، إلى حضارة الموجة الثالثة، التي ترتسم أمامنا، وتطل علينا برأسها، والتي يجب علينا أن نتجه إليها، حتى ولو بقيت، من نواحٍ مختلفة، غير مُعرَّفةٍ بوضوح، وغير مفهومة. ولكن السيرورة التي كنت أتَوَقعْها، بدت أدعى إلى الغبن، كما بدا التقدم أبطأ مما كنتُ أتوقع، منذ عشرين سنة، ولكنه يبقى، رغم كل صور الغبن، أن إنشاء نظام سياسي وحكومي، من طراز الموجة الثالثة، هو من الأهمية بالنسبة إلى الحرية وإلى الولايات المتحدة، بحيث لا يبقى لنا أيّ خيار. وعلى الرغم من أنني رئيس الجمهوريين في الكونغرس، فإني لا أعتقد أن للجمهوريين، أو حتى للكونغرس، الحق في التفرّد بالتوجيه، منذ اللحظة التي يكون فيها علينا أن نَحُلُ المشكلات، وأن نساعد أمريكا على إتمام التغيرات الضرورية من أجل الدخول في الثورة الإعلامية للموجة الثالثة، وهناك محافظون رؤساء بلديات وديمقراطيون مثل نوركيست Norquist في Milkwaukee أو رانديل Randel في فيلادلفيا، يقومون بوثبات مناسبة، على المستوى البلدي أو المدني، ولقد مضى Gore آل غور) إلى الاتجاه السليم على الرغم من أن خطاه خجلى، لا تنجح في القيام بوثبات حاسمة). أما الواقع، فهو أن التغيرات المطلوبة تتتابع يومياً في القطاع الخاص، على مستوى أصحاب المشاريع، ومستوى المواطنين الذين يتخيلون أشياء جديدة، ويتصورون حلولاً جديدة، بحكم أن البيروقراطية لم تنجح في إيقافهم. وهذا الكتاب جهدٌ أساسي، لكي يهبَ المواطنين الذين هم أنتم، تلك الطاقة الضرورية للقفز، وللبدء بخلق حضارة الموجة الثالثة. فاقرؤوا إذن مساهمة التوفلر المتميزة، في إحداث هذا التحوُّل، وأكدوا على الأجزاء التي تبدو لكم، مفيدة، وابحثوا حولكم عن عقول حسنة التفاهم معكم، وابدؤوا بإنضاج بعض المشاريع المتواضعة: ومن الآن، أجدني مقتنعاً، أنكم بعد بضع سنوات، ستندهشون مما أنجزتم وعملتم. نيوت جينكريش. Newt Gincrich (1) المقصود هنا هو حرب بين أمريكا والجيش العراقي، والقوى متكافئة جداً جداً بطبيعة الحال!! |
9/2/2009, 09:28 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: مقدّمة دليل القرن الواحد والعشرين
مشكووووووووووووووووووووووووووووووور
|
||||
5/7/2011, 07:19 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
مـهـند س مـمـيـز
|
رد: مقدّمة دليل القرن الواحد والعشرين
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~