|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاعتراض على قدر الله؟
الاعتراض على قدر الله؟ الحمدُ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ. وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مَثيلَ لهُ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرَّةَ أعينِنَا محمّدًا عبدهُ ورسولهُ وصفيُّه وحبيبُه من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشّرًا ونذيرًا، بلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونَصَحَ الأمَّةَ فَجَزاهُ اللهُ عنَّا خيرَ ما جَزَى نَبِيًّا مِنْ أنْبِيائِهِ صلَّى اللهُ عليهِ صلاةً يَقْضي بِها حاجاتِنَا ويُفَرِّجُ بِها كُرُباتِنَا ويَكفِينَا بِها شَرَّ أعدائِنَا، وسَلَّمَ عليْهِ وعلى ءالِهِ سَلامًا كَثيرًا. أمّا بعدُ فيا عبادَ اللهِ أوصِي نفسِي وأوصيكُم بتقوَى اللهِ العليّ العظيمِ. الأمر كما قال شيخ الاسلام , فالرضا ليس بواجب على العبد وانما الواجب هو الصبر والتصبر والمنهي عنه هو عدم الصبر أي السخط والجزع لكن اذا قوي اليقين في قلب العبد وارتقى في درجات العبودية اقترب شيئا فشيئا الى درجة الرضا التي تدل على كمال الايمان وقوة اليقين وفي الحديث (إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ»)) وأيضا ( إِذا أحب الله قوما ابْتَلَاهُم فَمن صَبر فَلهُ الصَّبْر وَمن جزع فَلهُ الْجزع )) فالمنهي عنه والمحرم والمنافي لعبودية العبد هو الجزع والسخط والواجب هو الصبر وهو أدنى الكمال وفوقه الرضا ولما كان الأنبياء هم أكمل المؤمنين ايمانا كان حظهم من الصبر والرضا أكمل حظ وأوفر نصيب (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل) ويعقوب عليه السلام ابتلاه الله تعالى بلاء شديدا كما هو معلوم من قصص القرآن فأظهر صبرا جميلا تنوء بحمله الجبال وحين أخبره بنوه أن الذئب قد أكل يوسف عليه السلام لم يظهر أي جزع مع أنه يعلم كذبهم وما سولت لهم أنفسهم فقال (بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )) والصبر الجميل هو الخالي من الشكوى ولما بوب البخاري في الصحيح بقوله ( بَابُ مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ) وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ: " الجَزَعُ: القَوْلُ السَّيِّئُ وَالظَّنُّ السَّيِّئُ "، وَقَالَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} قال ابن حجر في الفتح (قَالَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ مُنَاسَبَةُ هَذِهِ الْآيَةِ لِلتَّرْجَمَةِ أَنَّ قَوْلَ يَعْقُوبَ لَمَّا تَضَمَّنَ أَنَّهُ لَا يَشْكُو بِتَصْرِيحٍ وَلَا تَعْرِيضٍ إِلَّا لِلَّهِ وَافَقَ مَقْصُودَ التَّرْجَمَةِ وَكَانَ خِطَابُهُ بِذَلِكَ لِبَنِيهِ بَعْدَ قَوْلِهِ يَا أَسْفَى عَلَى يُوسُفَ وَالْبَثُّ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا مُثَلَّثَةٌ ثَقِيلَةٌ شِدَّةُ الْحُزْنِ))انتهى ويعقوب انما قال (يا أسفى على يوسف ) بعد أن تولى عن بنيه وهذه شكوى الى الله وليس الى خلقه (وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف. وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ..) ومعنى كظيم من الكظم وهو امساك الحزن وعدم اخراجه واظهاره فجدد له خبر فقده ابنه الثاني بنيامين مصيبته الأولى حين فقد ابنه الأول فاشتد حزنه الذي أفقده بصره فعاتبه بنوه (تالله تفتأ تذكر يوسف ..) فقال (انما أشكو بثي وحزني الى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) فشكواه لم يصرفها الا الى ربه مع ثقل هذه المصيبة وطول أمدها لكن كان رجاؤه في الله عظيما لذلك أعاد ارسال بنيه الى يوسف ليتحسسوا خبره وخبر أخيه فكان يعلم ما لا يعلمون والله أعلم
|
25/9/2020, 11:44 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
مراقب
|
رد: الاعتراض على قدر الله؟
بارك الله فيك على الموضوع في انتظار الجديد منك
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~