|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
تعريف العقيدة ومسمياتها ومصدر تلقِّيها
تعريف العقيدة ومسمياتها ومصدر تلقِّيها يتساءل البعض عند سماع كلمة ((عقيدة)) عن معناها، فما هي العقيدة؟ العقيدة في اللغة: هي المصدر من الفعل اعتقد يعتقد اعتقادًا، أُخذت من العَقد، وهو الشَّدُّ والرَّبْط بقوَّة[1]. وفي الاصطلاح: لها معنيان أحدهما عام يشمل كل عقيدة، والآخر خاصٌّ يشمل العقيدة الإسلامية فقط: فالعقيدة بالمعنى العام هي الإيمان واليقين الجازم الذي لا يتطرَّق إليه شكٌّ لدى معتقده، سواء أكان هذا الاعتقاد حقًّا أم باطلًا. أما العقيدة الإسلامية فهي الإِيمان الجازم بربوبية الله تعالى وأُلوهيَّته وأَسمائه وصفاته، وملائكته، وكُتُبه، ورُسُله، واليوم الآخِر، والقَدَر خيره وشره، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب، وأصول الدِّين، وما أَجمع عليه السلف الصالح، والتسليم التام لله تعالى في الأَمر، والحكم، والطاعة، والاتِّباع لرسوله صلى الله عليه وسلم. والأمور العملية التي هي مِن قطعيَّات الدِّين؛ كالأمر بالمعروف، والنهي عن الْمُنكَر، والحب في الله، والبغض في الله، ونحو ذلك مما يَندرج في الواجبات، وفي العلاقات بين المسلمين؛ كحبِّ الصحابة رضي الله عنهم وحبِّ السلف الصالح، وحبِّ العلماء، وحبِّ الصالِحين، ونحو ذلك مما هو مُندرج في أصول الاعتقاد وثوابته. ويُمكن أن نقول: إن العقيدة الإسلامية هي كل خبر جاء عن الله أو رسوله يتضمَّن خبرًا غيبيًّا لا يتعلَّق به حكم شرعي عمَلي، فسائر ما ثبَت مِن أمور الغيب هو مِن العقيدة، والأخبار التي جاءت في كتاب الله، وصحَّت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي مِن العقيدة، والثوابت العلمية أو العملية داخلة في العقيدة؛ كالتزام شرع الله عز وجل في الجملة، والتزام أصول الفضائل والأخلاق الحميدة، ونفي ما يُضادُّ ذلك[2]. والشريعة تنقسم إلى قسمين: اعتقاديات وعمليات: فالاعتقاديات: هي التي لا تتعلَّق بكيفية العمل؛ مثل: اعتقاد ربوبية الله، ووجوب عبادته، واعتقاد بقية أركان الإيمان المذكورة، وتُسمَّى أصلية. والعمليات: هي ما يتعلق بكيفية العمل؛ مثل: الصلاة، والزكاة، والصوم، وسائر الأحكام العملية، وتُسمَّى فرعية؛ لأنها تُبنى على تلك صحة وفسادًا[3]. ومسائل العقيدة لا تقبل الجدال ولا المناقَشة؛ لأنها ثوابت ومسلَّمات، ويُطلَق على العقيدة ثوابت دِين الإسلام، ويُطلَق عليها مُسلَّمات، ويُطلَق عليها قطعيَّات، ويُطلَق عليها أصولًا. مسميات علم العقيدة: العقيدة أشهر أسماء هذا العلم في هذا العصر؛ ولكنه كان يعرف عند السلف مع هذا الاسم بأسماء أخرى ربما كانت أكثر شهرة منه؛ فيطلق عليه: 1- علم العقيدة: ((والاعتقاد والعقائد)) فيُقال: عقيدة السلف ونحوه؛ (كتاب عقيدة السلف؛ للصابوني، وكتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ لأبي القاسم اللالكائي). 2- علم التوحيد: لأنه يدور على توحيد الله بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، فالتوحيد هو أشرف مباحث علم العقيدة وغايتها، فسُمِّي بهذا العلم عند السلف؛ (كتاب التوحيد؛ للبخاري، وكتاب التوحيد وإثبات صفات الرب؛ لابن خزيمة). 3- السنة: والسنة هي الطريقة، فأطلق على عقيدة السلف السنة؛ لاتِّباعهم طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذلك؛ (كتاب السنة؛ لعبدالله بن الإمام أحمد، وكتاب السنة؛ لابن أبي عاصم، وكذلك السنة؛ للخلال، وشرح السنة؛ للبربهاري). 4- أصول الدين: والأصول هي أركان الايمان، وأركان الإسلام، والمسائل القطعية، وما أجمع عليه الأئمة، فهي القاعدة التي يقوم عليها الدين؛ (أصول الدين؛ للبغدادي، والشرح والإبانة؛ لابن بطة). 5- الفقه الأكبر: وهو يُرادف أصول الدين، مقابل الفقه الأصغر؛ وهو الأحكام الاجتهادية؛ (كتاب الفقه الأكبر المنسوب لأبي حنيفة). 6- الشريعة: وهو إطلاق صحيح؛ لأن الشريعة قد يُراد بها ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم من عقائد، وقد يُراد بها ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم من العمل، وقد يُراد بها الأمران كلاهما؛ ( كتاب الشريعة؛ للآجري، والإبانة عن شريعة الفرقة الناجية؛ لابن بطة). 7- الإيمان: ويشمل سائر الأمور الاعتقادية؛ (كتاب الإيمان؛ لأبي بكر بن أبي شيبة، وكتاب الإيمان؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام، وكتاب الإيمان؛ لابن منده). مصادر العقيدة ومنهج السلف في تلقِّيها: العقيدة توقيفية؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد، ومن ثَمَّ فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب والسنة؛ لأنه لا أحد أعلمُ بالله، وما يجب له، وما ينزه عنه من الله، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا كان منهج السلف الصالح، ومَنْ تَبِعَهم في تلقِّي العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة. فما دلَّ عليه الكتاب والسنة في حق الله تعالى آمنوا به، واعتقدوه وعملوا به، وما لم يدلُّ عليه كتاب الله ولا سنة رسوله نفَوْهُ عن الله تعالى ورفضوه؛ ولهذا لم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد، بل كانت عقيدتهم واحدة، وكانت جماعتهم واحدة؛ لأن الله تكفَّل لمن تمسَّك بكتابه وسنة رسوله باجتماع الكلمة، والصواب في المعتقد، واتحاد المنهج؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، وقال تعالى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123]. ولذلك سُمُّوا بالفرقة الناجية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم بالنجاة حين أخبر بافتراق الأُمَّة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، ولما سُئِل عن هذه الواحدة قال: ((هي مَنْ كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي))[4]. وقد وقع مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، فعندما بنى بعض الناس عقيدتهم على غير الكتاب والسنة، من علم الكلام، وقواعد المنطق الموروثَيْن عن فلاسفة اليونان؛ حصل الانحرافُ والتفرُّق في الاعتقاد مما نتج عنه اختلافُ الكلمة، وتفرُّقُ الجماعة، وتصدُّع بناء المجتمع الإسلامي[5]. [1] القاموس المحيط. [2] د. ربيع أحمد، شبكة الألوكة (مفهوم العقيدة وتسمياتها). [3] شرح العقيدة السفارينية (1 /4)، وقوله: (على تلك)؛ أي: على الاعتقاديات. [4] رواه الإمام أحمد. [5] كتاب عقيدة التوحيد؛ للشيخ صالح الفوزان. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~