|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
ما كل ما يلمع ذهباً
بسم الله الرحمن الرحيم
ما كل ما يلمع ذهباً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ رنَّ جرس هاتفي ساعةَ كنتُ فيها أنازع سكراتِ النوم بعد يومِ عملٍ شاقٍ و مضٍ لم يرحمْ مكاناً في جسمي إلا و قد ألبسه ألواناً من الإرهاق و التعب. فقلتُ لنفسي بصوتٍ عالٍ و أنا مسجى كأني على فراش الموت: مَنْ هذا الذي يوم أن قسَّم الله الأذواق على البشر لم يكُ موجوداً. و بصوتِ المتثاقلِ قلتُ: نعم. فإذا بي أسمع صوتاً كأنما حاز صاحبه الجائزة الكبرى ؛لقد كان على الخط صديقي ( فالح ) قائلاً: لقد وجدتُها، و الله لقد وجدتها... فقلتُ له و أنا أغالب النوم تعباً و عيناي بالكاد أفتحهما: ماذا وجدتَ يا فالح.. و الله وجدتها، و أخذ يكررها مرات و مرات و مرات.. طار معها طير النوم من عيني، فصرختُ فيه قائلاً: إنْ لم تخبرني الآن ما وجدتَ سأنهي المكالمة يا عدو الذوق.. و لم أنهِ كلامي حتى عاجلني، لقد وجدتُ فتاةَ أحلامي.. فقلتُ له: سامحك الله .. أليس لديك من الصبر شيءٌ حتى نلتقي عصراً ؟ فأجاب: الأمر لا يحتمل تأخيراً، و إني قادمٌ إليك الساعةَ، و أنهى المكالمة. فقلت في نفسي و لم أبدها: سامح الله الصداقة.. و ما إن وضعتُ هاتفي حتى رن جرس آخر، غير أن هذه المرة كان جرس الباب، و كان فالحٌ الصديقُ العزيزُ بشحمه و لحمه خلفه، و كأنما كان يحدثني قبيل لحظات من ورائه. فقلتُ: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.. الصبر من عندك يا رب صبراً أعظم من صبر نبيك أيوب. فتحتُ له البابَ، و لم يمهلني حتى يجلس؛ إذ أخذ بتلابيب جلدي قائلاً: باركْ لي يا أخي. قلتُ: علامَ ؟!! قال: باركْ لي يا صديقي لقد عقدتُ العزمَ يقيناً على الزواج بها. فقلتُ: بمَن ؟!! قال و كأني به مجنون ليلى: بتلك التي أسرتْ روحي عيناها، و سكنتْ سهام نظراتها سويداء قلبي ف قلت و أنا أحدثُ نفسي يا ويلي قد خالف فالح تعليمات الطبيب فشرب من علاجه أكثر من المسموح له: هل تعرفها ؟! قال: يكفيني أني فُتنتُ بما رأيتُ من وجهها. فقلتُ: و ما رأيتَ؟ قال: رأيت عينيها، و آهٍ من جمالهما، ليتك تراها لصرعت أنت أيضاً. قلتُ له: و هل يكفي جمال عينيها حتى تحكم على جمالها ؟! قال: نعم يكفيني أنا.. فقلتُ: تمهل يا رجل، لا يخدعنك حمال العيون، فأنتَ لا تدري ما وراؤهما ؟ فقال: لا تحاول .. لا تحاولْ. فقلتُ له: يوفقك الله.. و بعد شهرٍ عقد القرانَ عليها، و لقيتُهُ صباحَ يوم أن دخل بها، و قد تغيرت ملامح وجهه.. اقتربتُ منه قائلاُ له: نعم كيف حال قيسنا؟؟! ممازحاً له. فتنهد طويلاً، أحسستُ معها كأنه يحتضر، ثم قال بعد أن صمت قليلاً: ما كل ما يلمع ذهباً. ضحكت حتى دمعت عيناي و أنا أقول له: نعيماً عليك، فهذا جزاء كل عجول، و لقد صدق ربي حين قال: ( و كان الإنسان عجولاً ). |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~