واشنطن: الاتفاقية الأمنية أصبحت جاهزة

[رضا زيدان]

أعلنت الولايات المتحدة ان الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد بشأن وجود القوات الأمريكية في العراق أصبحت جاهزة تقريبا وأن اي تعديلات قد تجري عليها ستكون طفيفة للغاية.

و قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس عبر عن هذا الأمر بشكل جيد الثلاثاء الماضيعندما قال إن "الباب لم يغلق تماما, الا انه قارب على الاغلاق بالنسبة لنا".

وأضافت أنه في حال رغب المفاوضون في اجراء تغييرات في هذه المرحلة فسيكون عليهم "إزالة حاجز مرتفع جدا امامهم".

وكانت الحكومة العراقية قررت الثلاثاء الماضي المطالبة باجراء تغييرات على الاتفاق بعد اشهر على المفاوضات الصعبة بين بغداد وواشنطن.

وتظهر المسودة النهائية للاتفاق الامني ان العراق سيتمكن من مقاضاة الجنود والمدنيين الأمريكيين في حال ارتكابهم جنايات خارج معسكراتهم بشكل متعمد وعندما يكونون خارج الخدمة.

تصريحات زيباري
وقد صرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بان التعديلات التي تطالب الحكومة العراقية بادخالها على الاتفاقية الامنية المقترحة بين واشنطن وبغداد لا تمس بنية الاتفاقية ولا ترتقي الى مستوى اعادة التفاوض عليها.

وقال زيباري " بناء على متابعتي للمفاوضات التي جرت بين البلدين حول الاتفاقية، لا اعتقد ان التعديلات التي يطالب بها العراق تتعلق ببنية الاتفاقية، لكنها تشمل تعديل بعض التعاريف والنصوص دون المساس بالعمود الفقري للاتفاقية".


تصريحات زيباري قد تخفف الجدل بين بغداد وواشنطن
وتبدو تصريحات زيباري محاولة لتخفيف حدة الجدل الدائر بين العراق والمسؤولين الامريكيين حول نص الاتفاقية الامنية التي يتحفظ الجانب العراقي على بعض بنودها.

وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قد رد بقوة على تصريحات رئيس الاركان الامريكي مايكل مولن التي حذر فيها من عواقب عدم توقبع الاتفاقية قيل نهاية العام الحالي.

وقال الدباغ ان الحكومة تلقت "بقلق بالغ" تصريحات الاميرال مولن، وان "مثل هذه التصريحات ليست موضع ترحيب في العراق".

واضاف الدباغ في بيان صدر عنه الاربعاء ان "العراقيين بكل قواهم السياسية يدركون حجم مسؤولياتهم وهم يقدرون أهمية التوقيع على الإتفاقية من عدمها بالشكل الذي يرونه مناسبا".

وقال الناطق الحكومي العراقي انه "لا يجب أن تفرض طريقة قسرية على حرية اختيارهم، كما انه من غير المناسب التخاطب مع العراقيين بهذه الطريقة".

وكان الأدميرال مايكل مولن صرح انه "عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة في 31 ديسمبر/ كانون الأول فإن القوات العراقية لن تكون جاهزة لتتولى الامن, وفي هذا الصدد هناك احتمال كبير لحدوث خسائر ذات عواقب جسيمة".

وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الى انه في غياب الاتفاق, فان الولايات المتحدة لن تستطيع ضمان امن عدد من المسؤولين العراقيين الكبار حيث أن القوات الأمريكية تقوم بذلك حاليا بما.

وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف اسمه إنه "سيكون هناك تداعيات بالتأكيد اذا لم نتوصل الى اتفاق , لاننا سنخسر اي قاعدة قانونية للعمل وسيكون على قواتنا الانسحاب".

وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قد اضاف صوته الى صوت الاميرال مولن وحذر من العواقب الوخيمة للفشل في توقيع تلك الاتفاقية.

واشار جيتس الى ان القوات الامريكية ستكون عاجزة عن القيام بأي مهام في حال عدم التوصل الى اتفاق.