أنفلونزا الطيور تهدد مصروالحكومه عن قريب ستعلن عن عجزها فى مكافحة المرض

[عمروسات]

ما الذي يجري في مصر؟*!‬
وهل أصبح الفساد هو الشعار*.. ‬والدلالة*.. ‬والعلامة*.. ‬والسيد المقدم الذي يأتم اللصوص به*.. ‬ينخر في عظام الدولة*.. ‬ويشل حركتها*.. ‬ويترك بصماته بقعا سوداء علي وجه الوطن*.. ‬بعد أن* ‬يسلبه الكثير من مقوماته*.. ‬وأهدر العديد من قدراته*.. ‬وفرض عليه التراجع والعجز*.. ‬وزرع أتباعه في كل شبر*.. ‬لتتجاوب أصداء الفساد في البر والبحر والجو؟*!.. ‬فحيثما وليت وجهك فثم فساد*.. ‬وتواطؤ*.. ‬وعشوائية*.. ‬والضحية دائما* ‬هي الوطن وأهله*.‬

وكارثة أنفلونزا الطيور التي تفردت بها مصر دون سائر دول المنطقة،* ‬كبارها وصغارها،* ‬أثريائها وفقرائها،* ‬تمثل قضية فساد مكتملة الأركان،* ‬واضحة المعالم،* ‬لعبت فيها الحكومة دور الأطرش في الزفة،* ‬بعد أن عصبوا عينيها،* ‬وكبلوها في ساقية خربة،* ‬لا تضخ ماء ولا تسقي زرعا،* ‬بل تصدر أصواتا وأزيزا وأنينا*.. ‬نامت علي ايقاعاته الحكومة المخدوعة،* ‬واستمرت في الدوران،* ‬وقد تركت ميدانها الحقيقي،* ‬وواجبها الوطني يتواثب فيه محترفو التصريحات،* ‬ومافيا استيراد اللقاحات،* ‬وقناصة المال العام،* ‬وأثرياء الحروب والأزمات،* ‬وقد عطلوا مسامع الحكومة فأصبحت لا تسمع ولا تري،* ‬وزرعوا أعوانهم من فاقدي الضمائر معدومي الكفاءة والأهلية في مختلف المواقع،* ‬لتظل مصائر كل شيء في أياديهم،* ‬وطوع مصالحهم،* ‬وسمحت العشوائية،* ‬ومطامع اقتسام الغنيمة بتزاحم وزارات وهيئات وجامعات ومراكز بحثية وهواة وحواة باقحام أنفسهم،* ‬فتركت وزارة الصحة واجباتها،* ‬وتفرغت للحديث عن الفراخ والبط والحمام،* ‬واصطياد المعونات الدولية*.‬
ووجدت وزارة البيئة فرصتها للظهور بعد شحوب وتوار،* ‬وتسابق أساتذة البيزنس في كليات الطب البيطري لاقتسام الغنيمة وإعلان الحروب فيما بينهم،* ‬واطلاق الشائعات،* ‬وممارسة الارهاب،* ‬وأعلن المركز القومي للبحوث عن إنشاء قسم لأمراض الدواجن خلال أسبوع واحد*'!!!' ‬وتجاسر فأعلن في رسالة رسمية عن بدء العمل لتحضير لقاح مضاد لأنفلونزا الطيور،* ‬وعندما دعي للمناقشة أسقط في يده،* ‬وقدم اعتذاره،* ‬وتواري مكتفيا بالتصريحات الصحفية الفارغة والمقابلات التليفزيونية الدعائية التي أصبحت العمل الرئيسي للمركز،* ‬أما مداخلات وتحركات الهواة والحواة،* ‬والذعران والعكاريت فهي أمور شرحها يطول*.‬
أين وزارة الزراعة؟
وكان لابد أن يثور بين العقلاء السؤال الطبيعي والتلقائي عن دور وزارة الزراعة المفترض أنها المسئولة عن كل ما يجري،* ‬لأنها تضم في أحشائها الممتدة والمعقدة جميع أجهزة الطب البيطري التي أسلمتها جميع دول العالم مسئولية مقاومة الوباء إلا في مصر،* ‬فقد شكلت حكومة د*. ‬نظيف لجنة عليا لمقاومة الوباء برئاسة وزير الصحة لم تضم طبيبا بيطريا واحدا،* ‬من بين ثلاثين ألف طبيب بينهم مئات المتخصصين المؤهلين وأصحاب الخبرات في مجالات الدواجن وأوبئتها،* ‬وأنفلونزا الطيور تحديدا*.‬
وقد فوجئ وزير الزراعة الجديد - وقتها - أمين أباظة بالموقف،* ‬وبعضويته للجنة العليا لمقاومة الوباء،* ‬وهو خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ورجل أعمال ناجح،* ‬فقرر تشكيل لجنة بيطرية متخصصة منحها سلطاته،* ‬لتمده بالمعلومات التي تحتاجها عضويته للجنة العليا،* ‬ثم لإقرار ما تراه لمقاومة الوباء* - كمسئولية بيطرية - ‬والمواءمة بين قرارات اللجنة العليا،* ‬وما تراه هي من قرارات واجراءات،* ‬وكان قرارا موضوعيا وحكيما،* ‬ولكن الرياح أتت بما لا يشتهي الوزير*.‬
وتمكنت مشورة مغرضة أن تفسد موضوعية وحكمة القرار،* ‬فرغم وجود أساتذة وخبراء لهم مكانتهم في اللجنة،* ‬إلا أنها جاءت لجنة انتقائية،* ‬استهدفت التوافقية،* ‬ووحدانية الرأي،* ‬وتجنب الرأي الآخر،* ‬وامكانية الاختلاف وتغليب الرأي الذي تظهر من خلاله الحقيقة،* ‬فاستبعدت من البداية وعمدا* ‬معهد بحوث صحة الحيوان المسئول عن تشخيص أمراض الحيوان،* ‬ومعهد بحوث وإنتاج اللقاحات بالعباسية،* ‬أقدم المعاهد العلمية في مصر والمنطقة الذي يقطع عامه العاشر بعد المائة،* ‬وينتج في صمت* ‬74* ‬مستحضرا حيويا بيطريا* '‬لقاحات*- ‬أمصال*- ‬مواد مشخصة*' ‬ويوفر جميع احتياجات مصر من اللقاحات السيادية،* ‬كما استبعد بالاسم د.عبدالرحمن خفاجي أستاذ ورئيس قسم أمراض الدواجن بوزارة الزراعة،* ‬وصاحب الخبرة العملية والحقلية التي لا تنكر،* ‬وأحد الباحثين القلائل في مجالات أنفلونزا الطيور،* ‬وأشرف علي أكثر من بحث ورسالة علمية عن أنفلونزا الطيور،* ‬كما استبعد بالاسم أيضا* ‬د*. ‬أحمد السنوسي أستاذ ورئيس قسم الأمراض الفيروسية بطب بيطري القاهرة،* ‬وأقدم المتخصصين* '‬دكتوراة*' ‬في أنفلونزا الطيور*.‬
كما استبعد أيضا* ‬معمل معايرة اللقاحات بالعباسية،* ‬وبغض النظر عن الرأي في جدوي وأهمية مشاركة المستبعدين في اللجنة البيطرية الوزارية،* ‬فقد جاء استبعادهم منافيا للحس الديمقراطي،* ‬مجافيا لتفضيل المصلحة العامة،* ‬والانشغال عن الهدف الحقيقي بعمليات الفرز والتصنيف والتقريب والاستبعاد،* ‬ومحاولات الاستحواذ التي أشعلت حربا مازالت مشتعلة بين اللجنة والمستبعدين،* ‬والتشكيك في أعمال اللجنة،* ‬واتهام أعضائها بأن كلا* ‬منهم يغني علي ليلاه* '!!!'.‬
الواقع بين العبث والعشوائية
وقد تسبب كل ذلك في ارباك اللجنة البيطرية* ‬الوزارية إلي جانب السبب الرئيسي المتمثل في هيمنة وقرارات اللجنة العليا برئاسة وزير الصحة،* ‬وتحركات المحليات العشوائية،* ‬ومداخلات العديد من الجهات* ‬غير المعنية،* ‬ومن ثم لم تستطع اللجنة أن تحسم أمرها في الوقت المناسب،* ‬بالنسبة لإجراءات التحصين وأسلوبها وآلياتها،* ‬وعمليات الاستئصال،* ‬وعندما قررت التحصين بعد شهور من الجدل،* ‬كان الوباء قد خفت حدته بفعل الاجتياح العشوائي للمزارع واعدام الملايين،* ‬وتوقف أغلب المزارع عن العمل،* ‬فاعتبرت اللجنة ذلك نجاحا ينسب إليها،* ‬بينما يحدد الرصد الحقيقي للواقع عدة أمور لا يخطئها عقل وأولها فقدان السيطرة علي الجهاز التنفيذي الفاعل وهو الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديرياتها بالمحافظات،* ‬وثانيها الغوغائية في معالجة المشكلة وعدم تقدير مخاطرها بشكل علمي وضياع جميع الضوابط والقواعد اللازمة للحد من هذه المخاطر*.‬
أما ثالثة الأثافي فكانت فتح جميع الأبواب علي مصاريعها للتجار والمغامرين ومافيا استيراد اللقاحات،* ‬واشتعال الحروب فيما بينهم وحملات التشكيك واغراق البلاد باللقاحات المستوردة من الصين والمكسيك وأندونسيا وفرنسا وايطاليا وأمريكا،* ‬وعدم توفر الوقت أو الامكانيات أو أية ضمانات لامكانية قيام معمل الرقابة علي اللقاحات بمعايرة سيول اللقاحات المستوردة،* ‬وضمان كفاءتها،* ‬ناهيك عن قصور امكانيات المعمل عن إجراء اختبارات التحدي والقياس الحقيقي لكفاءة التحصين وفعالية اللقاح وهو ما يحتاج إلي سلسلة من الاختبارات التي تعتمد علي التحصين عند اعمار مختلفة وبجرعات مختلفة ودراسة كل ذلك،* ‬وهو ما لا يمكن أن يتم إلا في معمل مستوي *٣.‬
وقد بلغ* ‬العبث مداه عندما أعلن أواخر أغسطس* ‬2007* ‬عن اكتشاف عترة جديدة لفيروس المسبب لأنفلونزا الطيور،* ‬وهي العترة* ‬H7* ‬التي وصفت رسميا من قبل وزارة الصحة ووزارة شئون البيئة بأنها عترة* '‬ضعيفة التأثير ولا تسبب وباء،* ‬ولا تصيب البشر*' ‬وقد ثبت عدم صحة كل ذلك،* ‬وتملك* '‬الأسبوع*' ‬تقريرا علميا وتعقيبا علي تلك التصريحات يؤكد أن وحدة النامرو* ‬3* ‬قد اكتشفت وجود العترة المشار إليها خلال عامي* ‬2004*-‬2003* ‬وقد أرسلت تحذيرا إلي وزارتي البيئة والزراعة،* ‬ولكن دون أي استجابة أو اهتمام أو اتخاذ إجراء أو حتي الإعلان عن ذلك*.‬
وأكد التقرير أن العترات منخفضة الضراوة من* ‬H7* ‬يمكن أن تتحور وتصبح شديدة الضراوة،* ‬وتؤدي إلي أوبئة فتاكة وخسائر باهظة،* ‬كما تنتقل إلي الإنسان وهو ما تم رصده عالميا في أكثر من دولة*.‬
الهيئة البيطرية خارج السيطرة
ومعروف أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية* ‬هي الجهاز التنفيذي لفعاليات الطب البيطري الذي يغطي مصر حتي أبعد قرية ونجع،* ‬وقد تشتت جهود الهيئة وفقدت فعاليتها بسبب عدم وجود خطة واضحة ومحددة،* ‬وانتداب مسئول مؤقت للهيئة من طب بيطري أدفينا* ‬غير متخصص في مجالات الدواجن أو الأمراض الفيروسية،* ‬وبعيد تماما عن مناخ العمل الحقلي واحتياجاته،* ‬وليس لديه أي تصور عن الأوبئة ومقاومتها،* ‬وقد شغل نفسه بالاسفار المتتابعة واللجان داخل أجهزة الوزارة وخارجها،* ‬وترك الإدارة المركزية للوقاية البيطرية* - المسئولة عن مقاومة الأوبئة* - ‬بدون رئيس حتي الآن،* ‬واكتفي بالتصريحات* ‬غير المسئولة،* ‬والمضحكة،* ‬ولكنه ضحك كالبكاء*.‬
ففي ذات الوقت الذي اندلع فيه الوباء في أكثر محافظات مصر وبصورة أشمل من البدايات الأولي في فبراير 2006 ،* ‬صرح هو لأهرام *٤٢/٢١/٧٠٠٢ ‬بأن الحملة القومية لمواجهة أنفلونزا الطيور مستمرة بمشاركة* ‬3000* ‬طبيب بيطري،* ‬وأنه كلف مديريات الطب البيطري في المحافظات بالمرور علي جميع المزارع والتحقق من تطبيق شروط الأمان الحيوي* '!!!' ‬واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المزارع المخالفة،* ‬وأنه يتم اتخاذ العديد من الإجراءات للسيطرة علي المرض،* ‬حتي يتم إعلان مصر دولة خالية من أنفلونزا الطيور،* ‬وهي دلالة لا تقبل الشك علي* ‬غيبوبة علمية كاملة*.. ‬ناهيك عن* ‬غيبوبة المسئولية والتقدير الأولي للأمور،* ‬وفي نفس العدد يصرح بأن* '‬التحاليل أثبتت أن استخدام لقاح* ‬H5N1* ‬هو الأكثر نجاحا في السيطرة علي المرض*'‬،* ‬ولا ندري إن كان يقصد أو لا يقصد الترويج لشركة بعينها تستورد ذات اللقاح*.‬
ولأنه لا يدري الكثير عن مهام عمله،* ‬رغم عضويته للجنة البيطرية الوزارية،* ‬فقد صرح لأهرام *٩/٢١/٧٠٠٢ ‬بأنه تقرر اعدام جميع الدواجن الموجودة بإحدي مزارع الشرقية داخل بؤرة* '!!' ‬تصل إلي* ‬15* ‬كيلو مترا مربعا*.. ‬وعندما استنكر منتج البياض التجاري رقم* ‬1* ‬ذلك التصريح،* ‬مؤكدا* ‬أن جميع الجهات لم تتخذ مثل هذا القرار الذي يعني القضاء علي ثروة داجنة تقدر بأكثر من مليار جنيه،* ‬اتصل به مهدئا* ‬وأبلغه أنه مجرد كلام لامتصاص ما يقال ولن ينفذ منه شيء*.‬
وقد أثبت عمليا عدم اكتراثه بالأمر عندما سافر إلي السعودية مرافقا ل 200 ‬طبيب و1600 جزار لتنفيذ مشروع الاستفادة من لحوم الأضاحي،* ‬بينما الوباء يندلع في* ‬13* ‬محافظة بضراوة* ‬غير مسبوقة،* ‬كما أثبت ذلك أيضا* ‬باهمال تلقي البلاغات عن الاصابات رغم ادعائه بوجود* ‬3* ‬آلاف طبيب متفرغين لمتابعة مزارع الدواجن،* ‬حتي أن* '‬روب دي روي ممثل الفاو*' ‬في المشروع الأمريكي لمكافحة أنفلونزا الطيور أعلن أنه توقف عن ارسال تقريره الشهري إلي روما منذ ثلاثة شهور بسبب عدم وجود البيانات،* ‬وأيضا* ‬عندما قرر تعيين أميرة كمال* '‬طبيبة حقل* ‬غير مؤهلة*' ‬منسقا* ‬للمشروع الأمريكي،* ‬وممثلة للجانب المصري رغم وجود مئات المتخصصين والخبراء في مجالات أمراض الدواجن والأمراض الفيروسية،* ‬وكذلك مقاطعته لكافة الأجهزة البيطرية المشاركة وانشغاله بالعديد من الأمور الخارجة عن نطاق عمله*.‬
المعمل القومي
رغم قيام المعمل القومي للرقابة البيطرية* ‬علي الإنتاج الداجني بالدور الأساسي في أعمال المسح والرصد وعزل الفيروس المسبب لأنفلونزا الطيور وتصنيفه في منتصف فبراير* ‬2006 ‬والمحاولات التالية لذلك لدعم كفاءة المعمل والمتمثلة في تجهيز وحدة للتحليل الجيني وتدريب الأطباء العاملين بها داخل المعامل المرجعية في ايطاليا وبريطانيا لإجراء الدراسات الجينية علي الفيروسات المحلية وتتبع الطفرات التي تطرأ عليها ودراسة أهمية ومخاطر تلك الطفرات رغم كل ذلك فالمعمل يسعي لبناء معمل مستوي أمان حيوي ثالث،* ‬يضمن سهولة إجراء الفحوصات وتقييم التحصينات وتحيد كفاءتها عن طريق اختبارات التحدي،* ‬والتحليل الجيني،* ‬وتفادي الأخطار التي يتعرض لها العاملون،* ‬كذلك تلويث البيئة،* ‬وقد تم عرض الأمر علي اجتماع ضم روب دي روي مسئول المشروع الأمريكي لمكافحة الوباء وممثلي الفاو والمعونة الأمريكية،* ‬وقد رفض الجميع الفكرة،* ‬تحت ذريعة أن وحدة النامرو الأمريكية في مصر تمتلك هذه الامكانية ويمكن التعامل معها،* ‬والاستفادة من خبرتها،* ‬وقد صرح وزير الزراعة أمين أباظة في وجودهم بأن الدول المانحة لا ينتظر منها المعاونة في عمل مؤسسي،* ‬وعلينا تدبير أمورنا بامكانياتنا الخاصة*.‬
النامرو*.. ‬فاكسيرا*.. ‬والمفاجآت
وفي تطور مفاجئ أعلنت نمرو* ‬3* ‬أنها حصلت* ‬علي عينات من الفيروس المسبب لأنفلونزا الطيور عن طريق معمل الرقابة علي اللقاحات،* ‬وأنها اكتشفت تحورات جينية واضحة علي الفيروس،* ‬وابلغت مدير المعمل بمسئوليته عن ابلاغ* ‬الوزير لاتخاذ اللازم،* ‬وقد تسبب إعلان النمرو في جدل كبير تنوع بين التهوين والتهويل*.‬
وفي تطور مفاجئ أيضا* ‬أعلن عن اعفاء رئيس مجلس إدارة شركة فاكسيرا للقاحات البيطرية التابعة لوزارة الصحة،* ‬وحل مجلس الإدارة،* ‬علما* ‬بأن فاكسيرا كانت الجهة التي تقوم بتوريد اللقاحات الخاصة بأنفلونزا الطيور لهيئة الطب البيطري،* ‬والتي كان يتم تدبيرها عن طريق الاستيراد من الصين وفرنسا،* ‬بعد أن عجزت عن إنتاج تلك اللقاحات رغم وعودها المتكررة*.‬
4 ‬ساعات في مكتب الوزير
وازاء تلك التطورات المتلاحقة دعا وزير* ‬الزراعة أمين أباظة اللجنة البيطرية الوزارية إلي اجتماع مساء الثلاثاء الماضي *٥٢/٢١/٧٠٠٢ ‬استمر لأربع ساعات،* ‬وجه خلاله الوزير عتابا مرا إلي اللجنة،* ‬وممثلي الأجهزة البيطرية الحكومية الأعضاء واتهمهم صراحة بعدم القدرة علي حسم الأمور بعد أن فوضهم بالكامل ومنحهم سلطة الوزير وأن جهدهم قد تركز علي طمأنتة،* ‬وعمل* '‬البحر طحينة*' ‬حتي فوجئ بأن كل ما اعتمد عليه،* ‬واطمأن له مجرد سراب،* ‬وأن الوباء قد عاد أو استيقظ بضراوة ليجتاح حتي الآن* ‬13* ‬محافظة،* ‬وأن الأجهزة البيطرية لا تعمل كفريق،* ‬وأن الصراعات* ‬غير المبررة،* ‬وتنازع الاختصاصات والاكتفاء بالتصريحات الخادعة وغير المسئولة ضربت استراتيجية الوزارة في مقتل،* ‬ورغم اقدامه علي تعيين* ‬1200* ‬طبيب بيطري بمرتبات خاصة كمتفرغين لمقاومة الوباء،* ‬وجمع المعلومات والابلاغ* ‬الفوري فقد اكتشفنا أن ثمة قصورا شديدا من جانبهم ومعهم المديريات في المتابعة والابلاغ* ‬عن الحالات المرضية،* ‬والمزارع المصابة،* ‬والتعتيم الكامل،* ‬والتراخي الواضح*. ‬ودار حوار شامل حول دور اللجنة وصلاحياتها،* ‬وآلية قيامها بدورها وسرعة المواجهة،* ‬وحسم قضية اللقاحات وكفاءتها،* ‬وقصور المعايرة،* ‬والتفرغ* ‬للعمل الأساسي*.‬
وقد طالبت بعض الأصوات بضرورة تشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق،* ‬والكشف عن أوجه القصور وأسبابها،* ‬وضرورة تعديل التشريعات الخاصة بالثروة الحيوانية في قانون الزراعة*.‬
وفي العدد القادم نقدم مفاجأة للوزير واللجنة*.‬

[كمال السيد]

مشكور على المجهود الرائع