|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مذكرات مراهقة ثلاثينية
تفاصيل انثوية ... مبعثرة
كان اسمه طلال سمرته التي نعرفها بالحدس المجرد الخالي من الألوان ، شعره الحالك المشكل لخطوط متعرجة تستقيم حينا وتعوج أحيان بفعل السائل اللزج المتعشق في خصلاته ، خطواته المرتبكة ، أناقته التي لم يفرط فيها والتي تطل بنزق مراهق من تحت المئزر الأسود ، و تفقز بتمرد لتحط على الشعار الأحمر اللامع المتهدل من كتف القميص القطني ، كل تلك القرائن المتصايحة أشعرتني أن هذا النادل المضطرب لا ينتمي إلى نسيج العاملين في هذا المطعم الشهير ، لم يكن يزاملهم روحاً فحوله يخيم الاختلاف ، يخامرني الفضول الممتزج بنكهة الكولا ، بطاقته المحفور عليها اسمه طالعتني طلال ، إذن صدق حدسي أسمه طلال ما من عامل آسيوي يحمل اسم طلال هذا أمر مؤكد . التفت إلى أختي قالت لي لعله احد المنتمين إلى برامج تشغيل الشباب خلال فترة الصيف هززت رأسي الذي يلغط بأسئلة تئز بالإعجاب السافر ، هذا الاستغراب المنضد لا يلبث أن ينرشق عجباً في الأهداب المسدلة عن الفضول ، لا ملامة علي في إذن في أن أَزر عيني وان ارقب مروره المرتبك فغريب علي أن أرى هذا المنتمي إلى جلدتنا الملتهبة ببثور الاستعلاء والتعالي وهو يعمل جوار العمالة الوافدة . ليس ذنبي فهو ذنب هذه الثقافة المهيجة لآفة الترفع الغبي عن هذا النوع من الأعمال المجاوره للبهجة ، فتراه إساءة وامتهان و يا له من خطأ و اقترافات غباء عجفاء لم نعيها إلا متأخرين ، وربما لأنني معجبة أصلا بهذه المهنة المشوقة اللذيذة ، فمرآه وهو يغدو ويروح يحضر الأطعمة و يرفع المواعين الفارغة وارتباكه يسبقه ويتعثر بتردده ، و غبطتي تتلوى على وقع التنقلات فتتحول إلى ماء دبق يندلق على رأسه ليحط ابتسامات خجلى . يقترب أخيرا من فضاءنا حيث تزدحم الطاولة بالترقب ينحني ليلتقط المواعين الممتلئة بالفضول فيتسلق أعيننا العجب وهو يقترب يدني كأس العصير أو يبعد طبق الشوربة ونحن نتبادل ، الضحكات المكبوتة والابتسامة تنغرس في الشفاه الملونة رغما عنا ، التفت للجلسات إلى جواري - كم هو محظوظ ....ليت مثل هذه المجموعات كانت موجودة حين كنت في عمره لما ترددت في الانضمام إليها ولو للحظه . صدقا .... فما خايلتني مهنة بقدر ما دمدم في شراييني هوس العمل كنادلة في مقهى أو في مطعم توشيه الثرثرة ، هذا العمل المرهق الصغير المسربل بالإرهاق ، يشرع أمامي أبواب ونوافذ على العيون والأيدي و الرؤوس فيتركني أتلصص بحرية وبلا ذنب على انفعالات الآخرين و أتطفل ببراءة كاذبة على أحاديثهم المتكورة فوق مصابيح الطاولة ، مصاريعها المشرعة تتيح لي الامتزاج بكل أطياف الدنيا ، والالتصاق بكل نمنمات الحياة دون أن يحملني احد وزر العبث والإزعاج . ولان عمل من هذا النوع هو حلم أصعب من أن يطال قامة التحقق ، فقد بقي كما هو على حالة انشوطة معقودة في صدر فساتيني الحريرية المطوية مع باقي الثياب في الدولاب المزدحم بالأشواك و الأحلام والتطلعات المهترئة . طلال أيقظ في نفسي أحلام اعتراها الهزال وهيج كوامن الذاكرة المغبرة ، لا ادري لما استيقظت فجأة وأقلعت بي دون أن تنتظر إذن السفر ، رأيتني و أنا أتوشح هذا المئزر الأسود والورقة تصافحني و أهدهد القلم وانقل الطلبات من الأفواه إلى سطح الورق وأتنقل وأنا ، التقط الدبيب الإنساني المتعالي ، وأنا ارشق السكون باحتمالات موضوعات لم تفتح بعد. الجيب الأسود المنتفخ والورقة البيضاء القافزة منه تشير إلى المبلغ المطلوب ، العملات المعدنية منثورة على طرف الورقة ، وهو يقف يجمع ما تبقى من الصحون القلقة وابتسامة محرجة تطفو على وجهه اقترب منه وأقول شكرا بارك الله جهدك يبتسم وارتباكه يزداد . لمن حولي قلت ... رائع هذا الطلال
|
9/8/2008, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: مذكرات مراهقة ثلاثينية
مشكوورررررررررررررررررررة
|
||||
15/8/2008, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
صديق المهندسين
|
رد: مذكرات مراهقة ثلاثينية
بااااااااااااااااااااااااااارك الله لك
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~